فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الشرب في الأقداح

( بابُُ الشُّرْبِ فِي الأقْدَاح)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان جَوَاز الشّرْب فِي الأقداح وَهُوَ جمع قدح،.

     وَقَالَ  فِي ( الْمغرب) : الْقدح بِفتْحَتَيْنِ الَّذِي يشرب بِهِ،.

     وَقَالَ  بَعضهم: لَعَلَّه أَشَارَ إِلَى أَن الشّرْب فِيهَا وَإِن كَانَ من شعار الفسقه لَكِن ذَلِك بِالنّظرِ إِلَى المشروب وَإِلَى الْهَيْئَة الْخَاصَّة.
قلت: هَذَا كَلَام غير مُسْتَقِيم، وَكَيف يَقُول: إِن الشّرْب فِيهَا من شَعَائِر الفسقة وَقد وضع البُخَارِيّ عقيب هَذَا: بابُُ الشّرْب من قدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ وَذكر فِيهِ أَن للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قدحاً كَانَ عِنْد أنس، على مَا يَأْتِي الْآن، وَذكروا أَيْضا أَنه كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قدح يُقَال لَهُ: الريان، وَآخر يُقَال لَهُ: المغيث، وَآخر مضبب بِثَلَاث ضبات من فضَّة، وَقيل: من حَدِيد، وَفِيه حَلقَة يعلق بهَا أَصْغَر من الْمَدّ وَأكْثر من نصف الْمَدّ.
وَعَن عَاصِم قَالَ: رَأَيْت عِنْد أنس قدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِيهِ ضبة من فضَّة، رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد، وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ: وَكَانَ قد انصدع فسلسله من فضَّة، قَالَ: وَهُوَ قدح عريض من نضار، والقدح الَّذِي يشرب بِهِ الفسقة مَعْلُوم بَين النَّاس أَنه من زجاج وَمن بلور وَمن فضَّة وَنَحْوهَا، وَكَانَت أقداح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلهَا من جنس الْخشب، فَإِن قلت: روى الْبَزَّار من حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن الْمُقَوْقس أهْدى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدح قَوَارِير فَكَانَ يشرب مِنْهُ؟ قلت: هَذَا حَدِيث ضَعِيف، وَلَئِن سلمنَا صِحَّته فَنَقُول: لم يكن شرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُ مثل شرب غَيره من المترفين، وَلَا شرابه مثل شرابهم.



[ قــ :5337 ... غــ :5636 ]
- حدّثني عَمْرُو بنُ عَبَّاسٍ حَدثنَا عَبْدُ الرَّحْمانِ حَدثنَا سفْيانُ عنْ سالِمٍ أبي النَّضْرِ عنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أُمِّ الفَضْلِ عنْ أُمِّ الفَضْلِ: أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي صَوْم النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَومَ عَرَفَة، فَبُعِثَ إليهِ بِقَدحٍ مِنْ لَبنٍ فَشَرِبَهُ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( فشربه) وَعمر وبفتح الْعين ابْن عَبَّاس بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْبَصْرِيّ، وَعبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن مهْدي، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ: والْحَدِيث مضى عَن قريب فِي: بابُُ من شرب وَهُوَ وَاقِف على بعيره.