فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قول الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88]

( بابُُ قَوْلِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَاهاًءَاخَرَ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} )

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَول الله عز وَجل ... إِلَى آخِره.
قَوْله: وَكَذَا فِي قَوْله { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلْالِ وَالإِكْرَامِ} .

     وَقَالَ  ابْن بطال: فِي هَذِه الْآيَة والْحَدِيث دلَالَة على أَن لله وَجها، وَهُوَ من صفة ذَاته وَلَيْسَ بجارحة وَلَا كالوجوه الَّتِي نشاهدها من المخلوقين، كَمَا نقُول: إِنَّه عَالم وَلَا نقُول إِنَّه كالعلماء الَّذين نشاهدهم.
.

     وَقَالَ  غَيره: دلّت الْآيَة على أَن المُرَاد بِالْوَجْهِ الذَّات المقدسة، وَلَو كَانَت صفة من صِفَات الْعلم لشملها الْهَلَاك كَمَا شَمل غَيرهَا من الصِّفَات، وَهُوَ محَال.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي مَا حَاصله: إِن المُرَاد بِالْوَجْهِ الذَّات،.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَة: إلاّ جاهه، وَاحْتج بقوله: لفُلَان جاه فِي النَّاس، أَي: وَجه.
وَقيل: إلاَّ إِيَّاه، وَلَا يجوز أَن يكون وَجهه غَيره لِاسْتِحَالَة مُفَارقَته لَهُ بِزَمَان أَو مَكَان أَو عدم أَو وجود، فَثَبت أَن لَهُ وَجها لَا كالوجوه لِأَنَّهُ { فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الاَْنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}


[ قــ :7011 ... غــ :7406 ]
- حدّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيدٍ، حدّثنا حَمَّادٌ عنْ عَمْرٍ وعنْ جابِرٍ بنِ عَبْدِ الله قَالَ: لمّا نزَلَتْ هاذِهِ الآيَةُ: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الاَْيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} قَالَ النَّبيَّ أعُوذُ بِوَجْهِكَ فَقَالَ: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الاَْيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} فَقَالَ النبيُّ أعُوذُ بِوَجْهِكَ قَالَ: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الاَْيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} فَقَالَ النبيُّ هَذَا أيْسَرُ
انْظُر الحَدِيث 4628 وطرفه [/ / مح
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: أعوذ بِوَجْهِك
وَحَمَّاد هُوَ ابْن زيد، وَعمر هُوَ ابْن دِينَار.

والْحَدِيث مر فِي تَفْسِير سُورَة الْأَنْعَام فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن أبي النُّعْمَان عَن حَمَّاد إِلَى آخِره نَحوه، وَمضى أَيْضا فِي كتاب الِاعْتِصَام بِالْكتاب وَالسّنة فِي: بابُُ قَول الله تَعَالَى: { أَو يلْبِسكُمْ شيعًا} فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان عَن عَمْرو عَن جَابر، وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: هَذَا أيسر وَفِي رِوَايَة ابْن السكن: هَذِه، وَسقط فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ لفظ: الْإِشَارَة.