فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار} [آل عمران: 192]

(بابٌُ: { رَبَّنَا إنَّكَ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أنْصَارٍ} (آل عمرَان: 192)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ قَوْله تَعَالَى: { رَبنَا إِنَّك من تدخل النَّار} إِلَى آخِره، وَلَيْسَ فِي بعض النّسخ لفظ: بابُُ.
قَوْله: (رَبنَا) ، أَي: يَقُولُونَ رَبنَا يَعْنِي: يتفكرون حَال كَونهم قائلين { رَبنَا إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته} أَي: أذللته وأهنته وَالْأَنْصَار جمع نَاصِر كالأصحاب جمع صَاحب.



[ قــ :4318 ... غــ :4571 ]
- ح دَّثنا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا مَعْنُ بنُ عِيساى حدَّثنا مَالك عنْ مَخْرَمَةَ بنِ سُلَيْمَانَ عنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ الله بنِ عَبَّاسٍ أنَّ عَبْدَ الله بنَ عَبَّاسٍ أخْبَرَهُ أنّهُ باتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِيَ خَالَتُهُ قَالَ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الوسادَةِ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأهْلُهُ فِي طُولِها فَنَامَ رَسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ أوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجِهِهِ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَّاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانِ ثُمَّ قَامَ إلَى شَنِّ مُعَلَّقَةِ فَتَوَضَأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْت إلَى جَنْبِهِ فَوَضَعَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رَأْسِي وَأخَذَ بِأذُنِي بِيَدِهِ يَقْتِلُها فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَوْتَرَ ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رِكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.


هَذَا الحَدِيث مثل الحَدِيث الَّذِي فِي الْبابُُ السَّابِق، وَشَيْخه فيهمَا وَاحِد، وَهُوَ: عَليّ بن عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، غير أَن شَيْخه هُنَاكَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن مَالك، وَهنا عَن معن بن عِيسَى، بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفِي آخِره نون ابْن يحيى الفزار الْمَدِينِيّ عَن مَالك، وَفِي ألفاظهما بعض اخْتِلَاف بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان يظْهر بِالتَّأَمُّلِ وَالنَّظَر.

قَوْله: (الْخَوَاتِم) ، جمع خَاتِمَة، وَفِي الحَدِيث السَّابِق، ومعناهما فِي الْحَقِيقَة وَاحِد.
قَوْله: (شن معلقَة) ، وَفِي الحَدِيث السَّابِق شنا مُعَلّقا بالتذكير فالتذكير بِالنّظرِ إِلَى اللَّفْظ والتأنيث بِالنّظرِ إِلَى معنى الْقرْبَة.
قَوْله: (مَوضِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَده الْيُمْنَى على رَأْسِي وَأخذ بأذني) ، وَوَقع فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ: وَأخذ بيَدي الْيُمْنَى، وَهُوَ وهم، وَالصَّوَاب: بأذني.
كَمَا فِي سَائِر الرِّوَايَات.
قَوْله: (يَقْتُلهَا) ، جملَة حَالية من الْأَحْوَال الْمقدرَة.