فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الأسارى في السلاسل

( بابُُ الأُسَارَي فِي السَّلاسِل)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان كَون الْأُسَارَى فِي السلَاسِل، وَهُوَ جمع سلسلة،.

     وَقَالَ  أَبُو دَاوُد: بابُُ الْأَسير يوثق، وَذكر فِيهِ حَدِيث ثُمَامَة بن أَثَال، وَحَدِيث الْحَارِث بن برصاء، وأنهما أوثقا وَجِيء بهما إِلَى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والإيثاق أَعم من أَن يكون بالسلسلة أَو بالحبال.



[ قــ :2877 ... غــ :3010 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا غُنْدَرٌ قَالَ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيادٍ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عجَبَ الله مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلاسِلِ.

( الحَدِيث 0103 طرفه فِي: 7554) .

قيل: إِن كَانَ المُرَاد حَقِيقَة وضع السلَاسِل فِي الْأَعْنَاق فالترجمة مُطَابقَة، وَإِن كَانَ المُرَاد الْمجَاز عَن الْإِكْرَاه فَلَيْسَتْ بمطابقة.
.

     وَقَالَ  الْمُهلب: يَعْنِي أَنهم يدْخلُونَ الْجنَّة فِي الْإِسْلَام مكرهين، وسمى الْإِسْلَام باسم الْجنَّة لِأَنَّهُ سَببهَا، وَمن دخله دخل الْجنَّة.
قلت: فعلى هَذَا يكون ذكر الْمُسَبّب وَإِرَادَة السَّبَب.
قلت: هَذَا مجَاز، وَقيل: يحْتَمل أَن يكون المُرَاد الْمُسلمين المأسورين فِي السلَاسِل عِنْد أهل الْكفْر يموتون على ذَلِك أَو يقتلُون فيحشرون كَذَلِك، وَعبر عَن الْحَشْر بِدُخُول الْجنَّة لثُبُوت دُخُولهمْ فِيهَا.
قلت: هَذَا أَيْضا مجَاز، وَلَكِن لَا مَانع أَن يكون المُرَاد من التَّرْجَمَة الْحَقِيقَة على تَقْدِير أَن يُقَال: يدْخلُونَ الْجنَّة، وَكَانُوا فِي الدُّنْيَا فِي السلَاسِل.
.

     وَقَالَ  الطَّيِّبِيّ: يحْتَمل أَن يكون المُرَاد بالسلسلة الجذب الَّذِي يجذبه الْحق من خلص عباده من الضَّلَالَة إِلَى الْهدى، وَمن الهبوط فِي مهاوي الطبيعة إِلَى العروج للدرجات العلى.
قلت: هَذَا أَيْضا مجَاز.

وغندر، بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون: مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ.

قَوْله: ( عجب الله من قوم) ، قد مر غير مرّة أَن المُرَاد من إِطْلَاق مَا يَسْتَحِيل على الله لَازمه وغايته نَحْو الرِّضَا والإثابة فِيهِ.
قَوْله: ( يدْخلُونَ الْجنَّة فِي السلَاسِل) ، وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن زِيَاد بِلَفْظ: يقادون إِلَى الْجنَّة بالسلاسل.