فهرس الكتاب

عون المعبود لابى داود - بَابُ الدِّيَةِ كَمْ هِيَ ؟

رقم الحديث 3999 [3999] قَالَ ذُكِرَ
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ ( عِنْدَ الْأَعْمَشِ) ظَرْفٌ لِقَوْلِهِ ذُكِرَ ( فَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ) هَذِهِ مَقُولَةٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ ( ذَكَرَ رَسُولُ الله صَاحِبَ الصُّورِ) وَهُوَ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ في البعث عن أبي سعيد الخدري قالقال رسول الله إِسْرَافِيلُ صَاحِبُ الصُّورِ وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ وَهُوَ بَيْنَهُمَا كَذَا فِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ ( وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِلُ) قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ وَقَرَأَ نَافِعٌ مِيكَائِلُ كَمِيكَاعِلٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ وَعَاصِمٌ بِرِوَايَةِ حَفْصٍ مِيكَالُ كَمِيعَادٍ وَالْبَاقُونَ مِيكَائِيلُ بِالْهَمْزَةِ والياء بعدها وقرىء مِيكِئْلُ كِمِيكِعْلٍ وَمِيكَئِيلَ كَمِيكَعِيلٍ وَمِيكَاءِلُ انْتَهَى
وَفِي الْغَيْثِ قَرَأَ نَافِعٌ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَ الْأَلِفِ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ وَحَفْصٌ وَالْبَصَرِيُّ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ
وَلَا يَاءٍ كَمِيزَانٍ وَالْبَاقُونَ بِالْهَمْزِ وَالْيَاءِ انْتَهَى
وَالْحَدِيثُ فِيهِ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ ( قَالَ أَبُو دَاوُدَ) هَذِهِ الْعِبَارَةُ إِلَى آخِرِهَا وُجِدَتْ فِي نُسْخَتَيْنِ عَنِ النُّسَخِ الْحَاضِرَةِ لَكِنْ لَيْسَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ رِوَايَةِ اللُّؤْلُؤِيِّ ( قَالَ خَلَفٌ) هُوَ بن هِشَامٍ الْبَغْدَادِيُّ لَهُ اخْتِيَارَاتٌ فِي الْقِرَاءَاتِ ( مَا أعياني جبريل ومكائل) أَيْ لِكَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ فِيهِمَا كَمَا عَرَفْتَ



رقم الحديث 4000 [4] ( أَخْبَرَنَا معمر عن الزهري) عن النبي ( قَالَ مَعْمَرٌ وَرُبَّمَا ذَكَرَ) أَيِ الزُّهْرِيُّ فِي سنده ( بن الْمُسَيَّبِ) مَفْعُولُ ذَكَرَ وَهُوَ سَعِيدٌ قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ هذا الحديث عن الزهري أن النبي وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤن ( مالك يوم الدين) انتهى كلام الترمذي ( يقرؤون مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أَيْ بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْمِيمِ
قَالَ فِي الْغَيْثِ قَرَأَ عَاصِمٌ وَعَلِيٌّ بِإِثْبَاتِ أَلِفٍ بَعْدَ الْمِيمِ وَالْبَاقُونَ بِحَذْفِهَا انْتَهَى
وَقَالَ الْبَغَوِيُّ قَرَأَ عَاصِمٌ وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ ( مَالِكِ) وَقَرَأَ الْآخَرُونَ ( مَلِكِ) قَالَ قَوْمٌ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ مِثْلَ فَرِهِينَ وَفَارِهِينَ وَحَذِرِينَ وَحَاذِرِينَ انْتَهَى ( وَأَوَّلُ مَنْ قَرَأَهَا مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أَيْ بِحَذْفِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْمِيمِ ( مَرْوَانُ) بْنُ الْحَكَمِ وَهَذِهِ مَقُولَةٌ لِلزُّهْرِيِّ وَفِي الدُّرِّ أَخْرَجَ وَكِيعٌ فِي تَفْسِيرِهِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُهُ عن الزهري أن رسول الله وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤونها ( مالك يوم الدين) وَأَوَّلُ مَنْ قَرَأَهَا مَلِكِ بِغَيْرِ أَلِفٍ مَرْوَانُ انْتَهَى
قَالَ الْحَافِظُ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ قَرَأَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وَقَرَأَ آخَرُونَ ( مَالِكِ) وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ مُتَوَاتِرٌ فِي السَّبْعِ وَيُقَالُ مَالِكِ بِكَسْرِ اللَّامِ وَبِإِسْكَانِهَا وَيُقَالُ مَلِيكِ أَيْضًا وَأَشْبَعَ نَافِعٌ كَسْرَةَ الْكَافِ فَقَرَأَ مَلِكِي يَوْمِ الدِّينِ
وَقَدْ رَجَّحَ كُلًّا مِنَ الْقِرَاءَتَيْنِ مُرَجِّحُونَ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى وَكِلَاهُمَا صَحِيحَةٌ حَسَنَةٌ
وَرَجَّحَ الزَّمَخْشَرِيُّ مَلِكِ لِأَنَّهَا قِرَاءَةُ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ ولقوله ( لمن الملك اليوم) ( قوله الحق وله الملك) وَحُكِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَرَأَ ( مَلَكَ يَوْمَ الدِّينِ) عَلَى أَنَّهُ فَعِلٌ وَفَاعِلٌ وَمَفْعُولٌ وَهَذَا شَاذٌّ غَرِيبٌ جِدًّا
وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا غَرِيبًا حَيْثُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الفضل عن أبي المطرف عن بن شهاب أنه بلغه أن رسول الله وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَمُعَاوِيَةَ وَابْنَهُ يَزِيدَ بن معاوية كانوا يقرأون ( مالك يوم الدين) قال بن شِهَابٍ وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ ( مَلِكِ) مَرْوَانُ
قُلْتُ مروان عنده علم بصحتها قرأه لم يطلع عليه بن شِهَابٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ طُرُقٍ متعددة أوردها بن مردويه أن رسول الله كان يقرأها ( مالك يوم الدين) انتهى كلام الحافظ بن كَثِيرٍ ( قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا) أَيْ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ الْمُرْسَلُ ( أَصَحُّ مِنْ) حَيْثُ الْإِسْنَادِ مِنْ ( حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ) الْمُتَّصِلِ وَحَدِيثُ أَنَسٍ هَذَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ بِقَوْلِهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن أنس أن النبي وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرَاهُ قَالَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يقرؤون ( مالك يوم الدين) هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ هَذَا الشَّيْخِ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيِّ انْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ هَذَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَلِكِ ارْمِ بِهِ وَضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ انْتَهَى
وَفِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ أخرج أحمد في الزهد والترمذي وبن أبي داود وبن الأنباري عن أنس أن النبي وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقرؤون ( مالك يوم الدين) بِالْأَلِفِ انْتَهَى ( وَالزُّهْرِيِّ) عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ السَّابِقِ الزُّهْرِيِّ وَالْمَعْنَى أَنَّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ الْمُرْسَلَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمُتَّصِلِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَحَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْإِفْرَادِ انْتَهَى
وَفِي الدُّرِّ وَأَخْرَجَ سعيد بن منصور وبن أَبِي دَاوُدَ فِي الْمَصَاحِفِ مِنْ طَرِيقِ سَالِمٍ عن أبيه أن النبي وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقرأون ( مالك يوم الدين) وأخرج الطبراني في معجمه الكبير عن بن مسعود أنه قال قرأ رسول الله ( مالك يوم الدين) بالألف
وأخرج وكيع والفريابي وأبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وبن المنذر من طرق عن عمر بن الخطاب أنه كان يقرأ ( مالك يوم الدين) بالألف وأخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وبن أبي داود عن أبي هريرة أنه كان يقرؤها ( مالك يوم الدين) بِالْأَلِفِ انْتَهَى



رقم الحديث 4001 [41] ( حَدَّثَنِي أَبِي) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ( أَنَّهَا ذَكَرَتْ) أَيْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ( أَوْ كَلِمَةً غَيْرَهَا) هَذَا شَكٌّ من بن جُرَيْجٍ أَوْ مَنْ دُونَهُ هَلْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ لَفْظَ ذَكَرَتْ أَوْ غَيْرَ هَذَا اللَّفْظِ
وَفِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أم سلمة قالت كان رسول الله ( قراءة رسول الله) مَفْعُولُ ذَكَرَتْ ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) هَكَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَفِي بَعْضِهَا بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْمِيمِ.
وَأَمَّا فِي التِّرْمِذِيِّ فَبِحَذْفِ الْأَلِفِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
وَفِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ وَأَخْرَجَ الترمذي وبن أبي الدنيا وبن الْأَنْبَارِيِّ كِلَاهُمَا فِي الْمَصَاحِفِ عن أم سلمة أن النبي كَانَ يَقْرَأُ ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) بِغَيْرِ أَلِفٍ انْتَهَى ( يَقْطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً) أَيْ يَقِفُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بِقَوْلِهِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأموي عن بن جريج عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ كَانَ رسول الله يَقْطِّعُ قِرَاءَتَهُ يَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ثم يقف الرحمن الرحيم ثم يقف وكان يقرؤها ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَبِهِ يَقْرَأُ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَخْتَارُهُ
هَكَذَا رَوَى يَحْيَى بن سعيد الأموي وغيره عن بن جريج عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ لِأَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ رَوَى هَذَا الحديث عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ عَنْ أم سلمة أنها وصفت قراءة النبي حَرْفًا حَرْفًا وَحَدِيثُ اللَّيْثِ أَصَحُّ وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ اللَّيْثِ وَكَانَ يَقْرَأُ ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) انْتَهَى كَلَامُهُ
قُلْتُ كَلَامُ الْإِمَامِ التِّرْمِذِيِّ وَحَدِيثُ الليث أصح يعني أصح من رواية بن جريج عن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ أن بن أَبِي مُلَيْكَةَ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ كَمَا حَدَّثَ بِهِ اللَّيْثُ
وَأَقُولُ لَا مَانِعَ أَنَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ يَعْلَى فَحَدَّثَ بِهِ اللَّيْثَ كَمَا سَمِعَهُ وَسَمِعَهُ مِنْ أم سلمة فحدث به بن جُرَيْجٍ فَإِنَّ صَاحِبَ الْخُلَاصَةِ صَرَّحَ أَنَّهُ رَوَى عن عائشة وأم سلمة وأسماء وبن عَبَّاسٍ وَأَدْرَكَ ثَلَاثِينَ مِنِ الصَّحَابَةِ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ انْتَهَى فَمَعَ ثِقَتِهِ فَمَا الْمَانِعُ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْهُمَا جَمِيعًا وَعَلَى فَرْضِ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ فقد وثق يعلى بن مملك بن حِبَّانَ فَالْحَدِيثُ ثَابِتٌ عَلَى كُلِّ تَقْديرٍ كذَا قَالَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَلَمْ يَذْكُرِ التَّسْمِيَةَ.

     وَقَالَ  حَدِيثٌ غَرِيبٌ ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامَ التِّرْمِذِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ



رقم الحديث 4002 [42] ( تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ) بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ بَعْدَ الْحَاءِ
قَالَ الْبَغَوِيُّ قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَامِرٍ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ حَامِيَةٍ بِالْأَلِفِ غَيْرِ مَهْمُوزَةٍ أَيْ حَارَّةٍ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ ( حَمِئَةٍ) مَهْمُوزًا بِغَيْرِ أَلِفٍ أَيْ ذَاتِ حَمْأَةٍ وَهِيَ الطِّينَةُ السَّوْدَاءُ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ ( فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) أَيْ عِنْدَ عَيْنٍ حَمِئَةٍ أَوْ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ انْتَهَى
وتقدم شرح هذا القول تحت حديث بن عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ بَيَانِ اخْتِلَافِ الْقِرَاءَةِ فَلْيُرْجَعْ إِلَيْهِ وفي الدر المنثور أخرج بن أبي شيبة وبن المنذر وبن مَرْدَوْيهِ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ كنت ردف رسول الله وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ فَرَأَى الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْنَ تَغْرُبُ.

قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ غَيْرَ مَهْمُوزَةٍ
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَسَعِيدُ بْنُ منصور وبن جرير وبن المنذر وبن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي حاضر أن بن عَبَّاسٍ ذَكَرَ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَرَأَ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ الْكَهْفِ ( تغرب في عين حامية) قال بن عباس فقلت لمعاوية ما نقرؤها إِلَّا حَمِئَةٍ فَسَأَلَ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمرو وكيف نقرؤها فقال عبد الله كما قرأتها
قال بن عَبَّاسٍ فَقُلْنَا لِمُعَاوِيَةَ فِي بَيْتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ فَقَالَ لَهُ أَيْنَ تَجِدُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ سَلْ أَهْلَ الْعَرَبِيَّةِ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ بِهَا.
وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَجِدُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ فِي التَّوْرَاةِ فِي مَاءٍ وَطِينٍ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ
وأخرج سعيد بن منصور وبن المنذر من طريق عطاء عن بن عَبَّاسٍ قَالَ خَالَفْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فِي حَمِئَةٍ وَحَامِيَةٍ قَرَأْتُهَا فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ فَقَالَ عَمْرٌو حَامِيَةٍ فَسَأَلْنَا كَعْبًا فَقَالَ إِنَّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ تَغْرُبُ فِي طِينَةٍ سَوْدَاءَ انْتَهَى
وَالْحَدِيثُ سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ



رقم الحديث 4003 [43] ( أَنَّ مَوْلًى لِابْنِ الْأَسْقَعِ) وَصَفَهُ عُمَرُ بْنُ عطاء بالصدق وقال المنذري مولى بن الأسقع مجهول ( عن بن الأسقع) قال المنذري ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أن بن الْأَسْقَعِ هَذَا فِيمَنْ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ
وَقَالَ فِيهِ الْبَكْرِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ وَذَكَرَ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ
وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ أَنَّهُ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ
وَذُكِرَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي تَرْجَمَةِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ.

     وَقَالَ  هُوَ وَاثِلَةُ بِغَيْرِ شَكٍّ لِأَنَّهُ مِنْ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ وَمِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ هَذَا آخَرُ كَلَامِهِ ( هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) قال البغوي قرأ عمر وبن مَسْعُودٍ الْقَيَّامُ وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ الْقَيِّمُ وَكُلُّهَا لُغَاتٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ انْتَهَى
وَفِي رُوحِ الْمَعَانِي الْقَيُّومُ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ لِلْقِيَامِ وَأَصْلُهُ قَيْوُومٌ عَلَى فَيْعُولٍ فَاجْتَمَعَتِ الْوَاوُ وَالْيَاءُ وَسُبِقَتْ إِحْدَاهُمَا بِالسُّكُونِ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعُولًا وَإِلَّا لَكَانَ قَوُومًا لِأَنَّهُ وَاوِيٌّ وَيَجُوزُ فِيهِ قَيَّامٌ وَقَيِّمٌ وَبِهِمَا قُرِئَ وَرُوِيَ أَوَّلُهُمَا عن عمر رضي الله عنه وقرىء الْقَائِمُ وَالْقَيُّومُ بِالنَّصْبِ انْتَهَى
وَفِي الدُّرِّ الْمَنْثُورِ وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ وَالطَّبَرَانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ في المعرفة بسند رجاله ثقات عن بن الأسقع البكري أن النبي جَاءَهُمْ فِي صِفَةِ الْمُهَاجِرِينَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وأبو داود في كتاب الصلاة قوله لأبي بن كعب رضي الله عنه يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيَّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَعَكَ أَعْظَمُ الْحَدِيثَ