فهرس الكتاب

ليس من البر الصيام في السفر

روى الطبراني في معجمه ، والدارقطني في سننه من حديث كيسان أبي عمرو القصار عن عمرو بن عبد الرحمن عن خباب عن النبي عليه السلام ، قال : إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ، ولا تستاكوا بالعشي ، فإن الصائم إذا يبست شفتاه كانت له نوراً يوم القيامة ، انتهى . قال الدارقطني رحمه اللّه : كيسان ليس بالقوي ، ثم أخرجه عن كيسان عن يزيد بن بلال عن علي موقوفاً ، وقال : كيسان ليس بالقوي ، ويزيد بن بلال غير معروف ، انتهى . الحديث الثامن عشر : قال عليه السلام : ليس من البر الصيام في السفر ، قلت :

رواه البخاري ، ومسلم من حديث جابر ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر فرأى زحاماً ، ورجل قد ظلل عليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : صائم ، فقال : ليس من البر الصوم في السفر ، انتهى . وزاد مسلم في لفظ : وعليكم برخصة اللّه التي رخص لكم ، انتهى . وروى : ليس منِ امْبر امْصيام في أمْسفر وهي لغة بعض العرب ، رواها عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد اللّه بن صفوان بن أمية الجمحي عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري عن النبي عليه السلام ، فذكره ، وعن عبد الرزاق رواه أحمد في مسنده ، ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه ، والمصنف رحمه الله استدل بهذا الحديث على الشافعي رضي الله تعالى عنه في قوله : الفطر أفضل لمن لا يستضر بالصوم ، وهذا القول لا يصح عن الشافعي ، ولا حكى عنه ، ولكنه مذهب أحمد ، وهكذا نقله عنه ابن الجوزي في التحقيق ، واستدل له بهذا الحديث ، وليس فيه حجة ، لأن القصة وردت في صيام من # استضر بالصوم ، ولكن يمكن أن يستدل لأحمد بحديث

أخرجه مسلم عن حمزة بن عمرو الأسلمي ، أنه قال : يا رسول اللّه أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر ، فهل عليَّ جناح ؟ فقال عليه السلام : هي رخصة من اللّه ، فمن أخذ بها فحسن ، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه ، انتهى . وكذلك حديث أولئك العصاة ،

أخرجه مسلم أيضاً عن جابر : أن النبي عليه السلام خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ، ثم دعا بقدح من ماء فشربه ، فقيل له : إن بعض الناس قد صام ، قال : أولئك العصاة وهذا أيضاً محمول على من استضر ، بدليل ما ورد في لفظ لمسلم فيه أيضاً ، فقيل له : إن الناس قد شق عليهم الصوم ، ورواه الواقدي في المغازي ، وفيه : وكان أمرهم بالفطر ، فلم يقبلوا ، وأما حديث : الصائم في السفر كالمفطر في الحضر ،

فأخرجه ابن ماجه في سننه عن عبد اللّه بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر ، انتهى . وأخرجه البزار في مسنده عن عبد اللّه بن عيسى المدني ثنا أسامة بن زيد به ، ثم قال : هذا حديث أسنده أسامة بن زيد ، وتابعه يونس ، ورواه ابن أبي ذئب ، وغيره عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه موقوفاً على عبد الرحمن ، ولو ثبت مرفوعاً لكان خروج النبي عليه السلام حين خرج فصام حتى بلغ الكديد ، ثم أفطر ، وأمر الناس بالفطر دليلاً على نسخ هذا الحديث ، لأنه يؤخذ بالآخر ، فالآخر من فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كما

أخرجه البخاري ، ومسلم عن ابن عباس ، قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عام الفتح في رمضان حتى بلغ الكديد ، ثم أفطر ، وكان صحابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره ، قال الزهري : وكان الفطر آخر الأمرين ، زاد مسلم : قال الزهري : فصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة لثلاث عشرة خلت من رمضان ، انتهى . وفي لفظ للبخاري : فلم يزل مفطراً حتى انسلخ الشهر ، وذكره ابن القطان في كتابه من جهة البزار ، ثم قال : هكذا قال عبد اللّه بن عيسى المدني ، وقال غيره : عبد اللّه بن موسى التيمي ، وهو أشبه بالصواب ، وهو عبد اللّه بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد اللّه التيمي القرشي ، روى عن أسامة بن زيد ، وهو لابأس به ، انتهى . ورواه ابن عدي في الكامل من حديث يزيد بن هارون ثنا يزيد بن عياض عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه مرفوعاً ، قال ابن عدي : وهذا الحديث لا يرفعه عن الزهري غير يزيد بن عياض ، وعقيل من رواية سلامة بن روح عنه . ويونس بن يزيد من رواية القاسم بن مبرور عنه ، وأسامة بن زيد من رواية عبد اللّه بن موسى التيمي عنه ، والباقون من أصحاب الزهري ، رووه عنه عن أبي سلمة عن أبيه من قوله ، انتهى كلامه . وقال ابن أبي حاتم في عللّه : قال أبو حاتم : الصحيح عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه موقوفاً ، انتهى . قلت : وفي سماع أبي سلمة من أبيه نظر ، وفي كلام ابن القطان ما يدل على عدم سماعه منه ، فإنه قال في حديث