فهرس الكتاب

نهى عن ذبح الشاة إلا لمأكلة ،

روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم نهى عن ذبح الشاة إلا لمأكلة ، قلت : غريب ،

وروى ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد ، قال : حدثت أن أبا بكر بعث جيوشاً إلى الشام ، فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان ، فقال : إني أوصيك بعشر : لا تقتلن صبياً ، ولا امرأة ، ولا كبيراً هرماً ، ولا تقطعن شجراً مثمراً ، ولا تعقرن شاة ، ولا بقرة ، إلا لمأكلة ، ولا تخربن عامراً ، ولا تغرقن نخلاً ، ولا تحرقنه ، ولا تجبن ، ولا تغلل ، انتهى . وهو في موطأ مالك - في أول الجهاد ، وقال أبو مصعب : أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد ، أن أبا بكر الصديق بعث جيوشاً ، إلى آخره . - قوله : بخلاف التحريق ، قبل الذبح ، فإنه منهي عنه ، قلت : فيه أحاديث :

فأخرج البخاري عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة ، قال : بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في بعث ، فقال لنا : إن وجدتم فلاناً وفلاناً ، فأحرقوهما بالنار ، فلما خرجنا دعانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : إن وجدتم فلاناً وفلاناً ، فاقتلوهما ولا تحرقوهما ، فإنه لا يعذب بها إلا اللّه ، انتهى . ورواه البزار في مسنده ، وسمى الرجلين ، فقال فيه : فقال : إن وجدتم هبار بن الأسود . ونافع بن عبد القيس ، فحرقوهما بالنار ، قال : وكانا قد نخسا بزينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين خرجت من مكة إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فلم تزل ضنية حتى ماتت ، فلما خرجنا دعانا ، الحديث ، وطوله البيهقي في دلائل النبوة ، وفيه : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما قدم المدينة خرجت ابنته زينب تريد أن تلحق بأبيها مختفية ، فأدركها هبار بن الأسود ، ونافع بن عبد قيس الفهري ، فروعاها بالرمح ، وهي في هودجها حتى صرعاها ، وألقت ما في بطنها ، وأهريقت دماً ، وكانت تحت أبي العاص ، وكذلك ابن سعد في الطبقات طوله ، وقال فيه : وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم قد قتل أخوي هبار بن الأسود يوم بدر ، زمعة ، وعقيل ابني الأسود . - حديث آخر :

أخرجه البخاري أيضاً في استتابة المرتدين أن علياً أُتي بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم ، لنهي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا تعذبوا بعذاب اللّه ، ولقتلتهم ، لقوله عليه السلام : من بدل دينه فاقتلوه ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه أبو داود عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن مسعود عن أبيه ، قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر ، فانطلق لحاجته ، فرأى حمرة معها فرخان ، فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة ، فجعلت تفرش ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : من فجع هذه بولدها ، ردوه عليها ، ورأى قرية نمل قد حرقناها ، فقال : من حرق هذه ؟ قلنا : نحن ، قال : إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار ، انتهى . قال المنذري : ذكر البخاري ، وابن أبي حاتم أن عبد الرحمن بن عبد اللّه سمع من أبيه ، وصحح الترمذي حديثه عنه في جامعه . حديث آخر :

أخرج البزار في مسنده عن عثمان بن حبان ، قال : كنت عند أم الدرداءفأخذت برغوثاً فألقيته في النار ، فقالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا يعذب بالنار إلا رب النار ، انتهى . وسكت عنه . الحديث الخامس :