فهرس الكتاب

أنها أمت نسوة في المكتوبة . فقامت بينهن وسطاً

أخرجه البخاري ومسلم عن جابر ، قال : صلى معاذ لأصحابه العشاء ، فطوّل عليهم ، فانصرف رجل منا ، فصلى ، فأخبر معاذ عنه ، فقال : إنه منافق ، فأتى الرجل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فأخبره بما قال معاذ ، فقال له عليه السلام : أتريد أن تكون فتاناً يا معاذ ؟ ! إذا أممت بالناس ، فاقرأ بالشمس وضحها . وسبح اسم ربك الأعلى . واقرأ باسم ربك . والليل إذا يغشى ، انتهى . وفي لفظ لمسلم : إن معاذاً افتتح بسورة البقرة ، فانصرف الرجل ، الحديث ، وفي لفظ له : فافتتح بسورة البقرة ، فانحرف رجل ، فسلم ، ثم صلى وحده وانصرف ، الحديث ، هكذا روايات الصحيحين - إن هذه القصة كانت في صلاة العشاء - ووقع عند أبي داود أنها كانت - المغرب - أخرجه عن حزم بن أبي & كعب أنه أتى معاذ بن جبل ، وهو يصلي بقوم صلاة المغرب ، في هذا الخبر ، قال : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يا معاذ ! لا تكن فتاناً ، فإنه يصلي وراءك الكبير . والضعيف . وذو الحاجة . والمسافر انتهى . ووقع في مسند أحمد أن السورة كانت اقتربت الساعة والمشهور في الصحيحين - وغيرهما أنها كانت البقرة ، قال النووي في الخلاصة : فيجمع بين الروايات بأنهما قضيتان لشخصين ، فإن الرجل الذي جاء ، قيل فيه : حزم ، وقيل فيه : حازم ، وقيل : حزام ، وقيل : سليم ، فلعل ذلك كان في واحدة ، لأن معاذاً لا يفعله بعد النهي ، ويبعد أن ينساه ، وردّ البيهقي رواية المغرب ، وقال : إن روايات العشاء أصح ، وهو كما قال ، لكن الجمع أولى ، ولعله قرأ البقرة في ركعة ، فانصرف رجل ، ثم قرأ اقتربت في الركعة الأخرى ، فانصرف آخر ، وأما رواية مسلم : أنه سلم ، ثم صلى وحده ، فأشار البيهقي إلى أنها شاذة ضعيفة ، فقال : لا أدري ، هل حفظت هذه الزيادة أم لا ؟ لكثرة من رواه عن سفيان بدونها ، وانفرد بها عنه محمد بن عباد ، انتهى . وروى النسائي في التفسير حديث معاذ ، وسمى الرجل : حزام أعني المنصرف . الحديث الخامس والستون : روى عن عائشة أنها أمت نسوة في المكتوبة . فقامت بينهن وسطاً ، قلت :

أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد اللّه بن إدريس عن ليث عن عطاء عن عائشة ، أنها كانت تؤذن وتقيم ، وتؤم النساء ، فتقوم وسطهن ، انتهى . وسكت عنه ، انتهى . طريق آخر :

رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا سفيان الثوري عن ميسرة بن حبيب النهدي عن ريطة الحنفية أن عائشة أمَّتهن ، وقامت بينهن في صلاة مكتوبة ، انتهى . وبهذا الإِسناد ، رواه الدارقطني ، ثم البيهقي في سننهما ، ولفظهما : فقامت بينهن وسطاً ، قال النووي في الخلاصة : سنده صحيح . طريق آخر :

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن عائشة : أنها كانت تؤم النساء ، تقوم معهن في الصف انتهى . طريق آخر :

رواه محمد بن الحسن في كتابه الآثار أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي أن عائشة كانت تؤم النساء ، في شهر رمضان ، فتقوم وسطاً ، انتهى . وقد روى نحو هذا عن أمِّ سلمة ،

رواه ابن أبي شيبة . وعبد الرزاق في مصنفيهما . والشافعي في مسنده قالوا ثلاثتهم : أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمار الذهبي عن امرأة من قومه ، يقال لها : حجيرة بنت حصين عن أم سلمة أنها أمَّتهن ، فقامت وسطاً ، انتهى . ولفظ عبد الرزاق ، قالت : أمَّتنا أم سلمة ، في صلاة العصر ، فقامت بيننا ، انتهى . ومن طريق عبد الرزاق ، رواه الدارقطني في سننه ، قال النووي : سنده صحيح . طريق آخر

لابن أبي شيبة : حدثنا علي بن مسهر عن سعيد عن قتادة عن أم الحسن أنها رأت أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم تؤم النساء ، فتقوم معهن في صفهن ، انتهى . أحاديث الباب :

أخرج أبو داود في سننه عن الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك . وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أمِّ ورقة بنت نوفل أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لما غزا بدراً ، قالت : قلت له : يا رسول اللّه ، ائذن لي في الغزو معك ، أُمرِّض مرضاكم ، لعل اللّه يرزقني شهادة ، قال : قري في بيتك ، فإِن اللّه تعالى يرزقك الشهادة ، قال : فكانت تسمى : الشهيدة ، قال : وكانت قد قرأت القرآن ، فاستأذنت النبي صلى اللّه عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذناً يؤذن لها ، قال : وكانت دبرت غلاماً لها . وجارية ، فقاما إليها بالليل ، فغمَّاها بقطيفة لها حتى ماتت ، وذهبا ، فأصبح عمر ، فقام في الناس ، فقال : من عنده من هذين علم ، أو من رآهما ، فليجئ بهما ، فأمر بهما فصلبا ، فكانا أول مصلوب بالمدينة ، انتهى . ثم أخرجه عن الوليد بن جميع عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة بهذا الحديث ، قال : وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يزورها في بيتها ، وجعل لها مؤذناً يؤذن لها ، وأمرها أن تؤمَّ أهل دارها ، قال عبد الرحمن بن خلاد : فأنا رأيت مؤذنها شيخاً كبيراً ، انتهى .

ورواه الحاكم في المستدرك ، ولفظه : وأمرها أن تؤمَّ أهل دارها في الفرائض ، وقال : لا أعرف في الباب حديثاً مسنداً غير هذا ، وقد احتج مسلم بالوليد بن جميع ، انتهى . وقال المنذري في مختصره : الوليد بن جميع ، فيه مقال ، وقد أخرج له مسلم ، انتهى . وقال ابن القطان في كتابه الوليد بن جميع . وعبد الرحمن بن خلاد ، لا يعرف حالهما ، انتهى . قلت : ذكرهما ابن حبان في الثقات . حديث آخر :

أخرجه ابن عدي في الكامل . وأبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأذان عن الحكم بن عبد اللّه بن سعد الأيلي عن القاسم بن محمد عن أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ليس على النساء أذان ، ولا إقامة ، ولا جمعة ، ولا اغتسال جمعة ، ولا تتقدمهن امرأة ، ولكن تقوم وسطهن ، انتهى . ثم أسند ابن عدي عن ابن معين أنه قال : الحكم بن عبد اللّه بن سعد ليس بثقة ، ولا مأمون ، وعن البخاري ، قال : تركوه ، وعن النسائي ، قال : متروك الحديث ، وكان ابن المبارك يوهنه ، انتهى . وهذا الحديث أنكره ابن الجوزي في التحقيق فقال : وحكى أصحابنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ليس على النساء أذان ، ولا إقامة ، وهذا لا نعرفه مرفوعاً ، إنما هو شيء يروى عن الحسن البصري . وإبراهيم النخعي ، ورده الشيخ في الإِمام واللّه أعلم . حديث آخر : موقوف .

رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا إبراهيم بن محمد عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : تؤمُّ المرأة النساء ، تقوم في وسطهن ، انتهى . قوله : وحمل فعلها الجماعة على ابتداء الإِسلام ، قال السروجي : وهكذا في المبسوط - والمحيط ، وفيه : بُعدٌ ، لأنه عليه السلام أقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة .

كما رواه البخاري ومسلم ، ثم تزوج عائشة بالمدينة ، وبنى بها ، وهي بنت تسع ، وبقيت عنده عليه السلام تسع سنين ، وما تصلي إماما ، إلا بعد بلوغها ، فكيف يستقيم حمله على ابتداء الإِسلام ؟ ! لكن يمكن أن يقال : إنه منسوخ ، فعلت ذلك حين كان النساء يحضرن الجماعات ، ثم نسخت جماعتهن ، انتهى . الحديث السادس والستون : روي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى بابن عباس ، فأقامه عن يمينه ، قلت :