فهرس الكتاب

إنهم لم يزالوا معي في الجاهلية والإِسلام ، وشبك بين أصابعه

وروى الطبري في تفسيره حدثنا بن وكيع ثنا أبي عن شريك عن خصيف عن مجاهد ، قال : كان آل محمد عليه السلام لا تحل لهم الصدقة ، فجعل لهم خمس الخمس ، وفي لفظ : قال : كان النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وأهل بيته لا يأكلون الصدقة ، فجعل لهم خمس الخمس ، انتهى . الحديث العشرون : قال عليه السلام إنهم لم يزالوا معي في الجاهلية والإِسلام ، وشبك بين أصابعه ، قلت :

أخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه عن ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم ، قال : لما قسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سهم ذوي القربى من خيبر بين بني هاشم ، وبني المطلب جئت أنا ، وعثمان ، فقلنا : يا رسول اللّه هؤلاء بنو هاشم ، لا ننكر فضلهم ، لمكانك منهم ، فما بال إخواننا من بني المطلب أعطيتهم ، وتركتنا ، وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال : إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام ، وإنما بنو هاشم ، وبنو المطلب شيء واحد ، ثم شبك بين أصابعه ، انتهى . ذكره أبو داود في الخراج ، والنسائي في قسم الفيء ، وابن ماجه في الجهاد والحديث في البخاري ليس فيه : وشبك بين أصابعه ، أخرجه في الخمس ، وفي مناقب قريش ، وفي غزوة خيبر خرجه في غزوة خيبر عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره ، قال : مشيت أنا ، وعثمان بن عفان إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقلنا : أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ، ونحن بمنزلة واحدة منك ، فقال : إنما بنو هاشم ، وبنو المطلب شيء واحد ، قال جبير : ولم يقسم النبي صلى اللّه عليه وسلم لبني عبد شمس ، وبني نوفل شيئاً ، وزاد في الخمس ، قال ابن إسحاق : وعبد شمس ، وهاشم ، والمطلب إخوة لأم ، وأمهم عاتكة بنت مرة ، وكان نوفل أخاهم لأبيهم ، انتهى . وينظر الموضعان الآخران ، ورواه بسند السنن ومتنها أحمد ، وإسحاق بن راهويه ، والبزار ، وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم ، قال البزار : وقد رواه هكذا عن الزهري عن سعيد غير واحد ، وهو الصواب ، وقد روي عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه ، وحديث سعيد أصح ، ولا يحفظ هذا اللفظ عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، إلا من رواية جبير بن مطعم ، انتهى . ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ، والطبراني في معجمه ، ورواه الحاكم في كتابه مناقب الشافعي عن ابن إسحاق به ، ثم قال : ورواه عقيل بن خالد ، ويونس بن يزيد عن الزهري . وحديث يونس أخرجاه في الصحيحين قال : وقد روي عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، ثم أخرجه من طريق الشافعي أنا مطرف بن مازن عن معمر بن راشد عن الزهري أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، فذكره ، قال الشافعي : فذكرت لمطرف بن مازن أن يونس ، وابن إسحاق رويا حديث الزهري عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم ، فقال ، هكذا حدثناه معمر ، كما وصفت لك ، ولعل الزهري رواه عنهما جميعاً ، انتهى . قلت : رواه الواقدي في المغازي - في غزوة خيبر حدثني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم ، فذكره ، وعن الحاكم رواه البيهقي في أول كتاب المدخل بسنده ، ثم قال : رواه البخاري في كتاب القسم من حديث عقيل ، ويونس بن يزيد عن الزهري ، كما نقلناه ، وهذا وهم منهما ، فإن قوله فيه : إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام ، وشبك بين أصابعه ، ليس في البخاري ، إلا أن يريد أصل الحديث ، واللّه أعلم . الحديث الحادي والعشرون : قال المصنف رحمه اللّه : فأما ذكر اللّه تعالى في الخمس ، فإنه لافتتاح الكلام ، تبركاً باسمه ، وسهم النبي صلى اللّه عليه وسلم سقط بموته ، كما سقط الصفي ، لأنه عليه السلام كان يستحقه برسالته ، ولا رسول بعده ، والصفي شيء كان عليه السلام يصطفيه بنفسه من الغنيمة ، مثل درع أو سيف أو جارية ، قلت : قوله : فأما ذكر اللّه تعالى في الخمس فإنه لافتتاح الكلام ، هذا روي من قول ابن عباس ، ومن قول الحسن بن محمد ابن الحنفية . فحديث ابن عباس :