فهرس الكتاب

/1روى ابن عباس . وسمرة الإِخفاء بالقراءة في صلاة الكسوف

ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والثلاثين ، من القسم الخامس ، ولفظه : قالت : كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فصلى بهم أربع ركعات في ركعتين ، وأربع سجدات ، وجهر بالقراءة ، انتهى . وفي هذه الألفاظ ما يدفع قول من يفسر لفظ الصحيحين بخسوف القمر ، كما سيأتي في الحديث الذي بعد هذا الحديث . الحديث الرابع : /1روى ابن عباس . وسمرة الإِخفاء بالقراءة في صلاة الكسوف . قلت : أما حديث ابن عباس ،

فرواه أحمد في مسنده ، وكذلك أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا حسن بن موسى الأشيب أخبرنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : صليت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم الكسوف ، فلم أسمع منه فيها حرفاً من القراءة ، انتهى . ورواه أبو نعيم في الحلية - في ترجمة عكرمة من طريق الواقدي ثنا عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب به ،

ورواه الطبراني في معجمه ثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : صليت إلى جنب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم كسفت الشمس ، فلم أسمع له قراءة ، انتهى . ورواه البيهقي في المعرفة من طريق ابن لهيعة ، كما رواه أحمد ، ومن طريق الحكم بن أبان ، كما رواه الطبراني ، ومن طريق الواقدي ، كما رواه أبو نعيم ، ثم قال : وهؤلاء ، وإن كانوا لا يحتج بهم ، ولكنهم عدد ، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن ابن عباس ، أنه عليه السلام قرأ نحواً من سورة البقرة ، هكذا أخرجاه في الصحيحين قال الشافعي : فيه دليل على أنه لم يسمع ما قرأ ، إذ لو سمعه لم يقدره بغيره ، ويدفع حمله على البعد ، رواية الحكم بن أبان : صليت إلى جنبه ، ويوافق أيضاً رواية محمد بن إسحاق بإِسناده عن عائشة ، قالت : فحزرت قراءته ، ويوافق أيضاً حديث سمرة بن جندب ، وإنما الجهر عن الزهري فقط ، وهو وإن كان حافظاً ، فيشبه أن يكون العدد أولى بالحفظ ، من الواحد ، انتهى كلامه . حديث آخر : إلا أنه غير صريح ، وهو الذي ، أشار إليه البيهقي :

أخرجه البخاري . ومسلم عن ابن عباس ، قال : انخسفت الشمس ، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والناس معه ، فقام قياماً طويلاً ، نحواً من سورة البقرة ، ثم ركع ، وساق الحديث ، وقد تقدم ، قال الشافعي : فيه دليل على أنه لم يسمع ما قرأ ، إذ لو سمعه لم يقدره بغيره ، هكذا نقله البيهقي عنه ، وقال القرطبي في شرح مسلم : هذا دليل لمن قال : يخفي القراءة ، لأنه لو جهر لعلم ما قرأ ، وقال المنذري في حواشيه : هذا الحديث يدل على الإِسرار ، قاسه على قول عائشة في حديث آخر ، فحزرت قراءته ، قال : فقيل : فعله لبيان الجواز ، وقيل يقدم المثبت على النافي ، وقيل : يحتمل أن يكون جهر في خسوف القمر ، وفيه نظر ، لأن حديث عائشة قد جاء فيه ما يدل على أنه في كسوف الشمس ، ولم يحفظ أنه عليه السلام جمع في خسوف القمر ، إنما هو شيء روى عن ابن عباس ، انتهى كلامه . وقال ابن تيمية في المنتقى : يحمل حديث الإِخفاء على أنه لم يسمعه لبعده ، لما ورد في رواية مبسوطة : أتينا ، والمسجد قد امتلأ ، انتهى . واعلم أن الحديث غير صريح في الإِخفاء ، وإن كان العلماء كلهم حملوه عليه ، ولكن قد ينسى الإِنسان الشيء المقروء بعينه ، وهو مع ذلك ذاكر لقدره ، فيقول : قرأ فلان نحو سورة البقرة ، وهو قد سمع ما قرأ ، ثم نسيه ، واللّه أعلم . وأما حديث سمرة :