فهرس الكتاب

إنا نازلون غداً بالخيف - خيف بني كنانة - حيث تقاسم

روي أنه عليه السلام ، قال لأصحابه : إنا نازلون غداً بالخيف - خيف بني كنانة - حيث تقاسم المشركين فيه على شركهم ، قلت :

أخرجه الجماعة عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد ، قال : قلت : يا رسول اللّه أين تنزل غداً ؟ في حجته ، قال : هل ترك لنا عقيل منزلاً ؟ ثم قال : نحن نازلون بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريش على الكفر - يعني المحصب - ، وذلك أن بني كنانة حالفت قريشاً على بني هاشم أن لا يناكحوهم ، ولا يؤووهم ، ولا يبايعوهم ، انتهى .

وأخرجه البخاري ، ومسلم عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ونحن بمنى : نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة ، حيث تقاسموا على الكفر ، وذلك أن قريشاً ، وبني كنانة تحالفت على بني هاشم ، وبني المطلب أن لا يناكحوهم ، ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - يعني بذلك المحصب - ، انتهى . الحديث التاسع والسبعون : قال عليه السلام : من حج هذا البيت ، فليكن آخر عهده بالبيت الطواف ، ورخص للنساء الحّيض ، قلت :

أخرج البخاري ، ومسلم عن طاوس عن ابن عباس ، قال : أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض ، انتهى . وفي لفظ لمسلم : قال : كان الناس ينصرفون في كل وجه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت ، انتهى .

وأخرج الترمذي عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، قال : من حج البيت فليكن آخر عهده بالبيت ، إلا الحّيض ، ورخص لهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، انتهى . وقال : حديث حسن صحيح ، وكذلك رواه النسائي ، ورواه الحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ورواه الشافعي في مسنده ، وزاد فيه : فإن آخر النسك الطواف بالبيت . ومن أحاديث الباب : حديث الحارث بن عبد اللّه بن أوس ، قال : أتيت عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، فسألته عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر ، ثم تحيض ، قال : ليكن آخر عهدها بالبيت ، فقال الحارث : كذلك أفتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له عمر : أربت عن يديك سألتني عن شيء سألت عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكي ما أخالف ، انتهى . أخرجه أبو داود ، والنسائي عن أبي عوانة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن الحارث به ،

وأخرجه الترمذي عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن أوس عن الحارث ، قال : سمعت النبي عليه السلام يقول : من حج هذا البيت ، أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت ، فقال له عمر : حزرت من يديك ، سمعت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ولم تخبرنا به ، انتهى . وقال : غريب ، وقد خولف الحجاج في بعض هذا الإِسناد ، انتهى . وبهذا الإِسناد رواه أحمد في مسنده ، والطبراني في معجمه ، وقال المنذري في حواشيه : سند أبي داود فيه حسن ، وسند الترمذي فيه ضعيف ، ولذلك قال : غريب ، انتهى . وقوله في الكتاب : ورخص للنساء الحّيض ، وهو من تمام الحديث . الحديث الثمانون :