فهرس الكتاب

السجدة على من سمعها ، وعلى من تلاها

وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عباس أنه كان يسجد في آخر الآيتين من حم - السجدة ، عند قوله : وهم لا يسأمون ، انتهى . وزاد في لفظ : وأنه رأى رجلاً سجد عند قوله : إن كنتم إياه تعبدون ، فقال له : لقد عجلت ، انتهى . الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة : قال عليه السلام : السجدة على من سمعها ، وعلى من تلاها ، قلت : حديث غريب ،

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن ابن عمر أنه قال : السجدة على من سمعها ، انتهى .

وفي صحيح البخاري ، وقال عثمان : إنما السجود على من استمع ، انتهى . وهذا التعليق رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب أن عثمان مرَّ بقاصٍّ ، فقرأ سجدة ، ليسجد معه عثمان ، فقال عثمان : إنما السجود على من استمع ، ثم مضى ، ولم يسجد ، انتهى . أحاديث الباب :

أخرج مسلم في الإِيمان عن أبي هريرة مرفوعاً : إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ، يقول : يا ويله ، أمر ابن آدم بالسجود ، فسجد ، وأمرت بالسجود ، وأبيت ، فلي النار ، انتهى . أحاديث الخصوم : احتج القائلون بعدم وجوب السجود ، بحديث زيد بن ثابت ، قال : قرأت على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يسجد ، انتهى .

أخرجاه في الصحيحين ، وبحديث الأعرابي : هل عليَّ غيره ؟ ، قال : لا ، إلا أن تطوع ، أخرجاه عن طلحة ، نقله البيهقي في المعرفة عن الشافعي . الآثار :

روى مالك في موطئه عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب قرأ سجدة ، وهو على المنبر يوم الجمعة ، فنزل ، فسجد ، وسجدنا معه ، ثم قرأها يوم الجمعة الأخرى ، فتهيأ الناس للسجود ، فقال : على رِسلكم ، إن اللّه لم يكتبها علينا ، إلا أن نشاء ، فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا ، انتهى . وعلقه البخاري في صحيحه بسند آخر ، فقال في باب من لم ير السجود واجباً : وعن ربيعة بن عبد اللّه بن الهدير - وكان من خيار الناس - أنه حضر عمر بن الخطاب ، فذكره ، وهذا

رواه عبد الرزاق أيضاً ، أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو بكر بن أبي مليكة عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي عن ربيعة بن عبد اللّه بن الهدير أنه حضر عمر بن الخطاب يوم الجمعة ، فقرأ على المنبر - سورة النحل - حتى إذا جاء السجدة نزل ، إلى آخره ، قال ابن جريج : وزادني نافع عن ابن عمر ، أنه قال : إن اللّه لم يفرض السجود علينا ، إلا أن نشاء ، انتهى . وذكره النووي في الخلاصة عن ربيعة عن عبد اللّه أن عمر بن الخطاب ، فذكره ، بلفظ عبد الرزاق ، سواء ، ثم قال : رواه البخاري ، ولم أجده إلا معلقاً ، فليراجع . قوله : ومن أراد السجود ، كبر ، ولم يرفع يديه ، وسجد ، ثم كبر ، ورفع رأسه ، ولا تشهُّد عليه ، ولا سلام ، هو المروى عن ابن مسعود ، قلت : غريب ،

وأخر ج أبو داود عن عبد الرزاق أخبرنا عبد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ علينا القرآن ، فإذا مر بسجدة ، كبر ، وسجد ، وسجدنا معه ، انتهى . وعبد اللّه بن عمر العمري فيه مقال ،

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه عن الحسن . وعطاء . وإبراهيم النخعي . وسعيد بن جبير أنهم كانوا لا يسلمون في السجدة ،

وأخرج عن الحسن ، قال : إذا قرأ الرجل السجدة ، فليكبر إذا رفع رأسه ، وإذا سجد ، انتهى .

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن الحسن ، قال : ليس في السجود تسليم ، انتهى . أحاديث السجدتين في الحج :

أخرجه أبو داود . والترمذي عن عبد اللّه بن لهيعة ثنا مشرح بن هاعان سمعت عقبة بن عامر ، يقول : قلت : يا رسول اللّه أفضِّلت - سورة الحج - على سائر القرآن بسجدتين ؟ ، قال : نعم ، فمن لم يسجدهما ، فلا يقرأهما انتهى . ورواه أحمد في مسنده . والحاكم في مستدركه ، وقال الترمذي : ليس إسناده بالقوي ، وقال الحاكم : هذا حديث لم نكتبه مسنداً إلا من هذا الوجه ، وعبد اللّه بن لهيعة أحد الأئمة ، إنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه أبو داود . وابن ماجه عن الحارث عن سعيد العتقي عن عبد اللّه بن منين عن عمرو بن العاص ، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن : منها ثلاث عشرة سجدة في - المفصل - وفي - الحج - سجدتان ، انتهى . ورواه الحاكم أيضاً ، وقال : قد احتج الشيخان بأكثر رواته ، وليس في عد سجود القرآن أتم منه ، انتهى . وعبد اللّه بن منين فيه جهالة ، قال عبد الحق في أحكامه : وعبد اللّه بن منين لا يحتج به ، قال ابن القطان : وذلك لجهالته ، فإنه لا يعرف روى عنه غير الحارث بن سعيد العتقي ، وهو رجل لا يعرف له حال ، فالحديث من أجله لا يصح ، قال : وقد وقع لابن أبي حاتم تصحيف في اسمه ، وفي نسبه ، فقال : عبد اللّه بن منين ، وإنما هو : مُنين بنونين . وميم مضمومة ، وقال فيه : من بني عبد الدار ، وصوابه من بني عبد كلال : هكذا هو في كتاب أبي داود - وتاريخ البخاري ، انتهى كلامه . حديث آخر :

أخرجه أبو داود في مراسيله عن خالد بن معدان أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : فُضِّلت - سورة الحج - على القرآن بسجدتين ، انتهى . قال أبو داود : وقد اسند هذا ، ولا يصح ، انتهى . الآثار :

أخرج مالك في موطئه عن عمر بن الخطاب ، أنه قال : فُضِّلت - سورة الحج - على سائر السور بسجدتين ، انتهى .

وأخرج الحاكم عن ابن عباس أنه قال : في - الحج - سجدتان ،

وأخرج عن عمر . و ابن عمر . وعبد اللّه بن مسعود . وعمار بن ياسر . وأبي موسى . وأبي الدرداء ، أنهم سجدوا في - الحج - سجدتين . أحاديث السجود في { ص } احتج أصحابنا على أنها من سجود التلاوة ، بما

أخرجه الدارقطني عن حفص بن غياث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سجد في { ص } ، انتهى . قال الدارقطني في عللّه : انفرد به حفص ، وخالفه إسماعيل بن حفص . وغيره عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سجد في { إذا السماء انشقت } ، وهو الصواب ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه النسائي في سننه أخبرني إبراهيم بن الحسن المعسمي ثنا حجاج بن محمد بن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سجد في { ص } ، وقال : سجدها نبي اللّه داود توبة ، ونسجدها شكراً انتهى . أخرج الدارقطني عن عبد اللّه بن بزيع عن عمر بن ذر به ، لكنه لم ينفرد . حديث آخر :

رواه الإِمام أحمد في مسنده عن بكر بن عبد اللّه المزني عن أبي سعيد ، قال : رأيت رؤيا ، وأنا أكتب سورة { ص } فلما بلغت السجدة ، رأيت الدواة والقلم ، وكل شيء يحضرني ، انقلب ساجداً ، قال : فقصصتها على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يزل يسجدها ، وذكر الدارقطني في عللّه ، اختلافاً . أحاديث الخصوم : احتج ابن الجوزي في التحقيق للقائلين : بأنها سجدة شكر ، لا تلاوة بحديث

أخرجه البخاري عن ابن عباس ، قال : رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم يسجد في { ص } ، قال ابن عباس : وليست من عزائم السجود ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه أبو داود عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري ، قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوماً ، فقرأ { ص } ، فلما مرّ بالسجود نزل ، فسجد ، وسجدنا معه ، وقرأها مرة أخرى ، فلما بلغ السجدة تشزَّن الناس للسجود ، فلما رآنا ، قال : إنما هي توبة نبي ، ولكني رأيتكم تشزنتم ، أراكم قد استعددتم للسجود ، فنزل ، فسجد ، وسجدنا ، انتهى . وأخرجه الحاكم في المستدرك - في تفسير سورة { ص } وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، انتهى وعندي أنهما حجة لنا قال النووي في الخلاصة سنده صحيح على شرط البخاري ، قال : وتشزنا مثناة من فوق ، ثم شين معجمة ، ثم زاي مشددة ، بعدها نون تهيأنا ، انتهى . أحاديث السجود في الانشقاق :

أخرج البخاري . ومسلم عن أبي رافع أن أبا هريرة قرأ { إذا السماء انشقت } فسجد ، فقلت : ما هذه السجدة ؟ ! قال : لو لم أر النبي صلى اللّه عليه وسلم يسجدها ، لم أسجد ، فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه ،

وأخرجوا - إلا الترمذي - عن أبي سلمة عنه أيضاً ، قال : سجدنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في { إذا السماء انشقت - واقرأ باسم ربك } ، انتهى .

ورواه مالك في الموطأ ، مالك عن عبد اللّه بن يزيد ، مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، أنه قرأ لهم { إذا السماء انشقت } فسجد فيها ، فلما انصرف أخبرهم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سجد فيها ، انتهى . أحاديث الخصوم : واحتج لمالك في ترك السجود بحديث

أخرجه ابن ماجه في سننه عن عثمان بن فائد عن عاصم بن رجاء بن حيوه عن المهدي بن عبد الرحمن حدثتني عمتي أم الدرداء ، عن أبي الدرداء أنه سجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إحدى عشر سجدة ، ليس فيها شيء من المفصل الأعراف - والرعد - والنحل - وبني إسرائيل - ومريم - والحج - والفرقان - والنمل - والسجدة - و ص - وحم السجدة ، انتهى . وعثمان بن فائد ، قال ابن حبان ، لا يحتج به ، ووهاه ابن عدي ، وقال أبو داود في سننه : وروى عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم إحدى عشرة سجدة ، وإسناده واهٍ ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه أبو داود عن أبي قدامة عن مطر الوراق عن عكرمة عن ابن عباس ، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يسجد في شيء من المفصل ، منذ تحول إلى المدينة ، قال عبد الحق في أحكامه : إسناده ليس بقوي ، ويروى مرسلاً ، والصحيح حديث أبي هريرة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، سجد في { إذا السماء انشقت } ، وإسلامه متأخر ، قدم على النبي صلى اللّه عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة ، وقال ابن عبد البر : هذا حديث منكر ، وأبو قدامة ليس بشيء ، وأبو هريرة لم يصحب النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا بالمدينة ، وقد رآه يسجد في { الانشقاق - والقلم } انتهى . وقال ابن القطان في كتابه : وأبو قدامة الحارث بن عبيد ، قال فيه ابن حنبل : مضطرب الحديث ، وضعفه ابن معين ، وقال النسائي : صدوق ، وعنده مناكير ، وقال أبو حاتم البستي : كان شيخاً صالحاً ، وكثر وهمه ، ومطر الوراق كان سيئ الحفظ ، حتى كان يشبه في سوء الحفظ بمحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وقد عيب على مسلم إخراج حديثه ، انتهى .