فهرس الكتاب

أيؤذيك هوامك هذه ؟ قال : نعم ، قال : فأحلق

أخرجه الأئمة الستة في كتبهم عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر به ، وهو بالحديبية قبل أن يدخل مكة ، وهو محرم ، وهو يوقد تحت قدره ، والقمل يتهافت على وجهه ، فقال : أيؤذيك هوامك هذه ؟ قال : نعم ، قال : فأحلق رأسك ، وأطعم فرقاً بين ستة مساكين - والفرق : ثلاثة أصوع - أو صم ثلاثة أيام ، أو انسك نسيكة ، انتهى . وفي لفظ لمسلم ، فقال له النبي عليه السلام : احلق ، ثم اذبح شاة نسكاً ، أو صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ثلاثة آصع من تمر على ستة مساكين ، انتهى . وفي لفظ له عن عمر : أنه سأل كعباً أي شيء افتدى حين حلق رأسه ؟ قال : ذبح بقرة ، وفي لفظ : فقال لي : هل عندك فرق تقسمه بين ستة مساكين ؟ ، والفرق : ثلاثة آصع ، أو أنسك شاة ، أو صم ثلاثة أيام ، فقلت : يا رسول اللّه ، خر لي ، قال : أطعم ستة مساكين ، وفي لفظ عن الحسن : أنه قال : فكيف صنعت ؟ قال : ذبحت شاة ، واللّه أعلم . والآية نزلت في المعذور قلت

أخرجه البخاري ، ومسلم عن عبد اللّه بن معقل ، قال : حدثني كعب بن عجرة أنه خرج مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم محرماً ، فقمل رأسه ولحيته ، فبلغ ذلك النبي عليه السلام ، فأرسل إليه ، فدعا الحلاق ، فحلق رأسه ، ثم قال : هل عندك نسك ؟ قال : ما أقدر عليه ، فأمره أن يصوم ثلاثة أيام ، أو يطعم ستة مساكين ، لكل مسكينين صاع ، فأنزل اللّه فيه خاصة : { فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه } ، ثم كانت للمسلمين عامة ، انتهى . وفي لفظ لهما عن عبد اللّه بن معقل ، قال : قعدت إلى كعب بن عجرة ، وهو في المسجد ، فسألته عن هذه الآية { ففدية من صيام ، أو صدقة ، أو نسك } فقال كعب : فيّ نزلت ، كان بي أذى من رأسي ، فحملت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والقمل يتناثر على وجهي ، فقال : ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك ما أرى ، أتجد شاة ؟ فقلت : لا ، فنزلت هذه الآية { ففدية من صيام ، أو صدقة ، أو نسك } قال : صوم ثلاثة أيام ، أو إطعام ستة مساكين ، نصف صاع لكل مسكين ، قال : فنزلت فيَّ خاصة ، وهي لكم عامة ، انتهى . فصل الحديث الثالث :