فهرس الكتاب

أنه نهى عن المكامعة ، وهي المعانقة ، وعن المكاعمة ،

- الحديث التاسع والعشرون : روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه نهى عن المكامعة ، وهي المعانقة ، وعن المكاعمة ، وهي التقبيل ، قلت :

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه - في النكاح حدثنا زيد بن الحباب حدثني يحيى بن أيوب المصري أخبرني عياش بن عباس الحميري عن أبي الحصين الهيثم عن عامر الحجري ، قال : سمعت أبا ريحانة صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، واسمه : شمعون ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينهى عن مكامعة ، أو مكاعمة المرأة المرأة ، ليس بينهما شيء ، وعن مكامعة ، أو مكاعمة الرجل الرجل ، ليس بينهما شيء ، انتهى . وكذلك رواه في مسنده ، ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في أول غريبه حدثني أبو النضر عن الليث بن سعد عن عياش بن عباس ، رفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه نهى عن المكاعمة والمكامعة ، انتهى . قال أبو عبيد : والمكاعمة : أن يلثم الرجل فاه صاحبه ، مأخوذ من كعام البعير ، وهي أن يشد فاه إذا هاج ، والمكامعة أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد ، ولذلك قيل لزوج المرأة كميع ، انتهى كلامه . وأخرج منه أبو داود ، والنسائي حديث المكامعة فقط ،

أخرجه أبو داود في اللباس . والنسائي في الزينة : عن المفضل بن فضالة عن عياش بن عباس عن أبي الحصين الهيثم بن شفي عن أبي عامر المعافري عن أبي ريحانة ، قال : نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن عشرة : عن الوشر ، والوشم ، والنتف ، ومكامعة الرجل الرجل بغير شعار ، ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار ، وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرًا ، مثل الأعاجم ، وأن يجعل على منكبيه حريرًا ، وعن النهبى ، وركوب النمور ، ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان ، انتهى .

ورواه أحمد في مسنده ، ورواه ابن ماجه عن ابن أبي شيبة بسنده المتقدم ، سواء : أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان ينهى عن ركوب النمور ، انتهى , وأخطأ المنذري في عزوه الحديث بتمامه لابن ماجه ، ولكنه قلد أصحاب الأطراف . - أحاديث الباب :

روى الترمذي في الاستئذان من حديث حنظلة بن عبيد اللّه السدوسي عن أنس ، قال رجل : يا رسول اللّه الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال : لا ، قال : أفيلتزمه ، ويقبله ؟ قال : لا ، قال : فيأخذه بيده ويصافحه ؟ قال : نعم ، انتهى . ورواه البيهقي ، وقال : تفرد به حنظلة السدوسي ، وكان قد اختلط في آخر عمره ، ذكره في شعب الإيمان . - أحاديث الإباحة : منها ما في حديث الإفك ، فقال أبو بكر لعائشة : قومي ، فقبلي رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، الحديث . - حديث آخر : أخرج أبو داود في الجهاد - والأدب ، والترمذي في الجهاد ، وابن ماجه في الأدب عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر ، أنه كان في سرية من سرايا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فذكر قصة ، قال : فدنونا من النبي صلى اللّه عليه وسلم فقبلنا يده ، قال الترمذي : حديث حسن ، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد ، ولم يذكر ابن ماجه القصة . - حديث آخر :

أخرجه أبو داود ، والترمذي والنسائي عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين ، قالت : ما رأيت أحدًا أشبه سمتًا ، ودلًا ، وهديًا برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من فاطمة ابنته ، قالت : وكانت إذا دخلت عليه ، قام إليها فقبلها ، وأجلسها في مجلسه ، وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل عليها ، قامت إليه ، فقبلته ، وأجلسته في مجلسها ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح . - حديث آخر :

أخرجه الترمذي في الاستئذان ، والنسائي في السير ، وابن ماجه في الأدب عن عبد اللّه بن سلمة - بكسر اللام - عن صفوان بن عسال أن قومًا من اليهود قبلوا يد النبي صلى اللّه عليه وسلم ورجليه ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وقال النسائي : حديث منكر ، قال المنذري : وكأن إنكاره له من جهة عبد اللّه بن سلمة ، فإن فيه مقالًا ، انتهى . - حديث آخر :

روى أبو داود حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع عن مطر بن عبد الرحمن الأعنق حدثتني أم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها الزارع بن عامر ، قال : فجعلنا نتبادر من رواحلنا ، ونقبل يد النبي صلى اللّه عليه وسلم ورجله ، ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا مطر به . - حديث آخر :

أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجه في الجنائز عن عاصم بن عبيد اللّه عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون ، وهو ميت ، فأكب عليه وقبله ، ثم بكى ، حتى رأيت دموعه تسيل على وجنتيه ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، ورواه الحاكم في المستدرك ، وقال : إن الشيخين لم يحتجا بعاصم بن عبيد اللّه ، وشاهده حديث ابن عباس ، وجابر ، وعائشة أن الصديق قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو ميت ، ثم أعاده في الفضائل بالسند المذكور ، وقال : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وتعقبه الذهبي في مختصره ، وقال : سنده واهٍ . - حديث آخر :

أخرجه أبو داود عن أسيد بن حضير ، قال : بينا هو يحدث القوم يضحكهم ، وكان فيه مزاح ، فطعنه النبي صلى اللّه عليه وسلم في خاصرته ، فقال : أصبرني يا رسول اللّه ، قال : اصطبر ، قال : إن عليك قميصًا ، وليس عليّ قميص ، فرفع النبي صلى اللّه عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه ، وجعل يقبل كشحه ، وقال : إنما أردت هذا يا رسول اللّه ، انتهى . - حديث آخر :

أخرجه الحاكم في المستدرك - في البر والصلة عن صالح بن حيان عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه أن رجلًا أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : يا رسول اللّه أرني شيئًا أزداد به يقينًا ، فقال له : اذهب إلى تلك الشجرة ، فادعها ، فذهب إليها ، فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يدعوك ، فجاءت حتى سلمت على النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ثم قال لها : ارجعي ، فرجعت ، قال : ثم أذن له فقبل رأسه ورجليه ، وقال : لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، انتهى . وقال : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي ، فقال : صالح بن حيان متروك ، انتهى . ورواه البزار في مسنده ، وقال فيه : فقبل رأسه ويديه ورجليه ، وقال : لا نعلم في تقبيل الرأس غير هذا الحديث ، انتهى . وعجيب منه كيف غفل عن - حديث الإفك - قال المنذري في مختصره : وقد صنف الحافظ أبو بكر الأصبهاني - المعروف بابن المقرئ - جزء في الرخصة في تقبيل اليد ، ذكر فيه أحاديث وآثارا عن الصحابة والتابعين ، واللّه أعلم .