فهرس الكتاب

يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه ، فإن كانوا سواءاً ،

أخرجه أبو داود والنسائي . وابن ماجه عن عبد اللّه بن أبي بصير عن أبيّ بن & كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ، وما زاد فهو أحب إلى اللّه تعالى ، انتهى . قال النووي في الخلاصة : إسناده صحيح ، إلا أن ابن أبي بصير سكتوا عنه ، ولم يضعفه أبو داود ، وروى البيهقي معناه من حديث قباث بن أشيم الصحابي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهو بفتح القاف ، وضمها ، بعدها باء موحدة ، وآخره ثاء مثلثة ، انتهى كلامه . حديث آخر : عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : ما من ثلاثة في قرية ولا بدوٍ ، لا يقام فيهما الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان ، فعليكم بالجماعة ، فإِنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، انتهى . أخرجه أبو داود والنسائي ، قال النووي : إسناده صحيح ، ذكره في الخلاصة . الحديث الستون : قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللّه ، فإن كانوا سواءاً ، فأعلمهم بالسنة ، قلت :

أخرجه الجماعة إلا البخاري ، واللفظ لمسلم عن أبي مسعود الأنصاري ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يؤم القوم أقرأهم لكتاب اللّه ، فإن كانوا في القراءة سواءاً ، فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواءاً ، فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواءاً ، فأقدمهم سِلماً ، ولا يُؤم الرجل في سلطانه ، ولا يُقعد في بيته على تكرمته إلا بإِذنه ، قال الأشج في روايته : مكان : سلماً ، سنّاً ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه . والحاكم في مستدركه ، إلا أن الحاكم قال : عوض قوله : فأعلمهم بالسنة ، فأفقههم فقهاً ، فإن كانوا في الفقه سواءاً ، فأكبرهم سناً ، انتهى . قال : وقد أخرج مسلم في صحيحه هذا الحديث ، ولم يذكر فيه أفقههم فقهاً ، وهي لفظة عزيزة غريبة بهذا الإِسناد الصحيح ، وسنده عن يحيى بن بكير ثنا الليث عن جرير بن حازم عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود ، فذكره ، ثم

أخرجه الحاكم عن الحجاج بن أرطاة عن إسماعيل بن رجاء به ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يؤم القوم أقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواءاً ، فأفقههم في الدِّين ، فإن كانوا في الفقه سواء ، فأقرؤهم للقرآن ، ولا يُؤم الرجل في سلطانه ، ولا يُقعد على تكرمته إلا بإِذنه ، انتهى . وسكت عنه ، والباقون من الأئمة يخالفوننا في هذه المسألة ، ويقولون : إن الأقرأ لكتاب اللّه يقدم على العالِم ، كما هو لفظ الحديث ، حتى إذا اجتمع من يحفظ القرآن ، وهو غير عالِم ، وفقيه يحفظ يسيراً من القرآن ، قدم حافظ القرآن عندهم ، ونحن نقول : يقدم الفقيه ، وأجاب صاحب الكتاب : بأن الأقرأ في ذلك الزمان كان أعلمهم ، وهذا يرده لفظ الحاكم الأول ، ويؤيد مذهبنا لفظه الثاني ، إلا أنه معلول بالحجاج بن أرطاة ، ويشهد للخصم أيضاً حديث عمرو بن سلمة ،