فهرس الكتاب

سئل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن المشي بالجنازة ، فقال

أخبرنا الواقدي أنبأنا إسحاق بن يحيى أخبرني عيسى بن طلحة ، قال : رأيت عثمان بن عفان حمل سرير أمه بين العمودين حتى وضعها بموضع الجنائز ، وقام على قبرها ، ودعا لها . الحديث الثاني عشر : سئل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن المشي بالجنازة ، فقال : ما دون الخبب ، قلت :

أخرجه أبو داود . والترمذي عن يحيى الجابر عن أبي ماجد الحنفي عن ابن مسعود ، قال : سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن المشي مع الجنازة ، فقال : ما دون الخبب ، إن يكن خيراً يعجل إليه ، وإن لم يكن غير ذلك ، فبعداً لأهل النار ، والجنازة متبوعة ولا تتبع ، ليس معها من تقدمها ، انتهى . قال الترمذي : حديث غريب ، لا نعرفه من حديث ابن مسعود ، إلا من هذا الوجه ، وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث ، ويقول : قال الحميدي : قال ابن عيينة : قيل ليحيى : مَنْ أبو ماجد هذا ؟ فقال : طائر طار ، فحدثنا ، قال الترمذي : وأبو ماجد رجل مجهول ، وله حديثان عن ابن مسعود . ويحيى الجابر ، ويقال : المجبر ، ثقة ، يكنى : أبا الحارث ، وهو كوفي ، روى له شعبة . وسفيان الثوري . وابن عيينة . وأبو الأحوص . وغيرهم ، انتهى . وقال في عللّه الكبرى : قال البخاري : أبو ماجد منكر الحديث ، وضعفه جداً ، انتهى . ورواه أحمد ، وابن أبي شيبة . وإسحاق بن راهويه . وأبو يعلى في مسانيدهم . أحاديث الباب :

أخرج الأئمة الستة عن أبي هريرة رضي اللّه عنه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أسرعوا بالجنازة ، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن تك غير ذلك ، فشر تضعونه عن رقابكم ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه الحاكم في المستدرك - في الفضائل عن شعبة عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص ، قال : فكنا نمشي مشياً خفيفاً ، قال : فرفع أبو بكرة سوطه ، وحمل عليهم ، وقال : والذي كرم وجه أبي القاسم ، لقد رأيتنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وإنا لنكاد أن نرمَلَ بها رَمَلاً ، انتهى . وسكت عنه ، ورواه أبو داود ، والنسائي ، قال النووي في الخلاصة : بأسانيد صحيحة ، وفي رواية : في جنازة عبد الرحمن بن سمرة ، قال : وأما ما

أخرجه البخاري ، ومسلم عن عطاء ، قال : حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة ، بسرف ، فقال ابن عباس : هذه ميمونة ، إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوا ، ولا تزلزلوا ، مختصر ، فالمراد به شدة الإِسراع ، لأنه يخاف منه الانفجار ، انتهى كلامه . أخرجه مسلم في النكاح ، وبقيته : فإنه كان عند رسول اللّه تسع نسوة ، وكان يقسم لثمان ، ولا يقسم لواحدة ، قال عطاء : التي لا يقسم لها صفية بنت حيي # ، انتهى . وزاد مسلم : قال عطاء : وكانت آخرهن موتاً ، ماتت بالمدينة ، رضي اللّه عنها ، انتهى . أحاديث المشي خلف الجنازة حديث أبي ماجد ، تقدم قريباً عن ابن مسعود مرفوعاً : الجنازة متبوعة ، ولا تتبع ، ليس معها من تقدمها ، رواه أبو داود ، والترمذي ، وقد تقدم الكلام عليه . حديث آخر :

أخرجه أبو داود في سننه عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن باب بن عمير حدثني رجل من أهل المدينة أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : لا تتبع الجنازة بصوت ، ولا نار ، ولا يمشى بين يديها ، انتهى . ورواه أحمد في مسنده ، وذكره الدارقطني في عللّه ، وما فيه من الاختلاف ، ثم قال : وقول حرب بن شداد أشبه بالصواب ، انتهى . وأعله ابن الجوزي رحمه اللّه في العلل المتناهية بأن فيه رجلين مجهولين . حديث آخر :

رواه الحاكم في المستدرك - في فضائل مارية أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا أبي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية عن محمد بن زياد عن أبي أمامة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مشى خلف جنازة ابنه إبراهيم عليه السلام حافياً ، انتهى . وسكت عنه . حديث آخر :

رواه ابن عدي في الكامل حدثنا الحسن بن أبي معشر ثنا سليمان بن سلمة عن يحيى بن سعيد الحمصي العطار عن عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يمشي خلف الجنازة ، انتهى . قال ابن القطان في كتابه : سليمان بن سلمة لا يعرف من هو ، ويحيى بن سعيد منكر الحديث ، قاله السعدي ، وعن ابن معين ليس بشيء ، وعبد الحميد بن سليمان أخو فليح بن سليمان ضعيف ، أضعف من أخيه فليح ، انتهى كلامه . حديث آخر :

رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا حسين بن مهران عن مطرح بن يزيد أبي المهلب عن عبيد اللّه بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ، قال : سأل أبو سعيد الخدري ، علي بن أبي طالب ، المشي خلف الجنازة أفضل أم أمامها ؟ فقال على رضي اللّه عنه : والذي بعث محمداً بالحق إن فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها ، كفضل صلاة المكتوبة على التطوع ، فقال له أبو سعيد : أبرأيك تقول ، أم شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فغضب ، وقال : لا واللّه ، بل سمعته غير مرة . ولا اثنتين ، ولا ثلاث ، حتى عد سبعاً ، فقال أبو سعيد : إني رأيت أبا بكر . وعمر يمشيان أمامها ، فقال علي : يغفر اللّه لهما ، لقد سمعا ذلك من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كما سمعته ، وإنهما واللّه لخير هذه الأمة ، ولكنهما كرها أن يجتمع الناس ويتضايقوا ، فأحبا أن يسهلا على الناس ، انتهى . وأعله ابن عدي في الكامل بمطرح ، وضعفه عن ابن معين ، وقال : الضعف على حديثه بيّن ، وقال ابن الجوزي رحمه اللّه في العلل المتناهية : عبيد اللّه بن زحر ، وعلي بن يزيد ، والقاسم كلهم ضعفاء ، فإذا اجتمع هؤلاء ، في حديث ، فهو مما عملته أيديهم ، انتهى . وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء : عبيد اللّه بن زحر منكر الحديث جداً ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات ، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد اللّه بن زحر ، وعلي بن يزيد ، والقاسم بن عبد الرحمن ، فمتنه مما عملته أيديهم . وأسند عن ابن معين ، أنه قال : عبيد اللّه بن زحر ليس بشيء ، وكل حديثه عندي ضعيف ، انتهى . حديث آخر :

رواه عبد الرزاق أيضاً أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه ، قال : ما مشى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - حتى مات - إلا خلف الجنازة ، انتهى . وهو مرسل . حديث آخر :

رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن ابن جريج عن مسروق ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : إن لكل أمة قرباناً ، وإن قربان هذه الأمة موتاها ، فاجعلوا موتاكم بين أيديكم ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه الدارقطني عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظى عن عبد اللّه بن كعب عن أبيه كعب بن مالك ، قال : جاء ثابت بن قيس بن شماس ، إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : إن أمه توفيت ، وهي نصرانية ، وهي تحب أن يحضرها ، فقال له النبي عليه السلام : اركب دابتك ، وسر أمامها ، فإنك إذا كنت أمامها ، لم تكن معها ، انتهى . قال الدارقطني : وأبو معشر ضعيف ، انتهى . حديث آخر :

أخرجه ابن عدي في الكامل عن إبراهيم بن أبي حميد ثنا أبو بكرة عبد العظيم بن حبيب حدثنا عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار عن أبيه عن ابن عمر ، قال : لم يكن يسمع من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وهو يمشي خلف الجنازة ، إلا قول : لا إله إلا اللّه ، مبدياً ، وراجعاً ، انتهى . وضعف إبراهيم هذا ، وجعله من منكراته . وأعاده في ترجمة عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار ، وضعفه تضعيفاً يسيراً . الآثار :

روى عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا الثوري عن عروة بن الحارث عن زائدة بن أوس عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه ، قال : كنت في جنازة وأبو بكر وعمر يمشيان أمامها ، وعلي يمشي خلفها ، فقلت لعلي : أراك تمشي خلف الجنازة ، وهذان يمشيان أمامها ؟ فقال علي : لقد علما أن فضل المشي خلفها على المشي أمامها ، كفضل صلاة الجماعة على الفذ ، ولكنهما أحبا أن ييسرا على الناس ، انتهى . ورواه ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن أبزي ، قال : كنت في جنازة ، الحديث . حديث آخر :

روى الطبراني في مسند الشاميين حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبو المغيرة ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن نافع ، قال : خرج عبد اللّه بن عمر في جنازة ، وأنا معه ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، كيف السنة في المشي مع الجنازة ، أمامها ، أو خلفها ؟ فقال : ويحك يا نافع ، أما تراني أمشي خلفها ؟ ! ، انتهى . حديث آخر :

رواه ابن أبي شيبة حدثنا عبد اللّه ثنا إسرائيل عن عبد اللّه بن المختار عن معاوية بن قرة ثنا أبو كرب - أو أبو حرب - عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أن أباه قال له : كن خلف الجنازة ، فإن مقدمها للملائكة ، وخلفها لبني آدم ، مختصر . أحاديث الخصوم :

أخرج أصحاب السنن الأربعة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم . وأبا بكر . وعمر يمشون أمام الجنازة ، انتهى . رواه أحمد في مسنده . وابن حبان في صحيحه في النوع الأول ، من القسم الرابع ، وفي لفظ له : حدثنا الزهري غير مرة . قال ابن حبان : وفيه دليل على من يقول : إن سفيان لم يسمعه من الزهري ، سكت عنه الترمذي ، وقال : وقد رواه ابن جريج ، وزياد بن سعد ، وغير واحد عن الزهري عن سالم عن أبيه نحو حديث ابن عيينة ، وروى معمر ، ويونس بن يزيد ، ومالك ، وغيرهم من الحفاظ عن الزهري أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فذكره . قال : وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح ، ثم أخرجه من طريق عبد الرزاق ، ثنا معمر عن الزهري قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره قال الترمذي رحمه الله : وسمعت يحيى بن موسى يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : قال عبد الله بن المبارك رضي الله عنهما : حديث الزهري في هذا مرسلاً أصح من حديث ابن عيينة ، وأرى ابن جريج أخذه من ابن عيينة ، ثم

أخرجه الترمذي رحمه الله عن محمد بن بكر ثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يمشي أمام الجنازة ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، رضي الله عنهم ، انتهى . قال الترمذي : وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث ، فقال : أخطأ فيه محمد بن بكر ، وإنما يروى هذا عن يونس عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر ، وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة ، انتهى . وقال النسائي : هذا حديث خطأ ، وهم فيه ابن عيينة ، وخالفه مالك رضي اللّه عنه ، فرواه عن الزهري مرسلاً ، وهو الصواب ، قال : وإنما أتى عليه فيه من جهة أن الزهري رواه عن سالم عن أبيه ، أنه كان يمشي أمام الجنازة ، قال : وكان النبي عليه السلام ، وأبو بكر ، وعمر يمشون أمام الجنازة ، فقوله : وكان النبي عليه السلام إلى آخره ، من كلام الزهري ، لا من كلام ابن عمر . قال ابن المبارك : الحفاظ عن الزهري ثلاثة : مالك ، ومعمر ، وابن عيينة ، فإذا اجتمع اثنان منهم على قول أخذنا به ، وتركنا قول الآخر ، انتهى كلام النسائي . قلت : وبهذا اللفظ الذي أشار إليه النسائي ،

رواه أحمد في مسنده حدثنا حجاج بن محمد ، قال : قرأت على ابن جريج : ثنا زياد بن سعد أن ابن شهاب أخبره حدثني سالم عن ابن عمر أنه كان يمشي بين يدي الجنازة ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر يمشون أمامها ، قال عبد اللّه بن أحمد : قال أبي : هذا الحديث إنما هو عن الزهري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، مرسل ، وحديث سالم فعل ابن عمر ، وحديث ابن عيينة ، كأنه وهم ، ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه حدثنا عبد اللّه بن أحمد ثنا أبي به ، ورواه ابن حبان في صحيحه أيضاً من حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن سالم عن أبيه به ، بلفظ السنن ، وزاد فيه ذكر عثمان ، وقال في آخره : قال الزهري : وكذلك السنة ، انتهى . وذكر عثمان عن النسائي أيضاً . الآثار :

أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه كان يضرب الناس ، يقدمهم أمام جنازة زينب بنت جحش رضي اللّه عنها ، انتهى . أثر آخر :

رواه ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوءَمة ، قال : رأيت أبا هريرة وأبا قتادة ، وابن عمر ، وأبا أسيد رضي اللّه عنهم يمشون أمام الجنازة ، انتهى . أحاديث القائلين بالتفضيل : ذهب الإِمام أحمد رضي اللّه عنه إلى أن أمام الجنازة أفضل في حق الماشي ، وخلفها أفضل في حق الراكب ، واستدل له بحديث