فهرس الكتاب

أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى في الاستسقاء ركعتين ،

ما أخرجه الأئمة الستة عن عباد بن تميم عن عمه عبد اللّه بن زيد بن عاصم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج بالناس يستسقي ، فصلى بهم ركعتين ، وحوَّل رداءه ، ورفع يديه ، فدعى واستسقى ، واستقبل القبلة ، انتهى . زاد البخاري : فيه جهر فيهما بالقراءة ، وليس هذا عند مسلم . الحديث الثاني : روى ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى في الاستسقاء ركعتين ، كصلاة العيد ، قلت :

أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة ، قال : أرسلني الوليد بن عتبة - وكان أمير المدينة - إلى ابن عباس أسأله عن استسقاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مبتذلاً متواضعاً متضرعاً ، حتى أتى المصلى ، فلم يخطب خطبتكم هذه ، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير . وصلى ركعتين ، كما كان يصلي في العيد ، انتهى . قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، ورواه الحاكم في المستدرك ، وسكت عنه ، قال المنذري في مختصره : رواية إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة عن ابن عباس . وأبي هريرة مرسلة ، انتهى . ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع ، من القسم الخامس ، من حديث هشام بن عبد اللّه بن كنانة عن أبيه ، قال : أرسلني أمير من الأمراء إلى ابن عباس أسأله عن صلاة الاستسقاء ، الحديث ، وهكذا في لفظ للنسائي . وهشام ، هو : ابن إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة ، فنسبه بجده ، وترك أسم أبيه ، فإن الباقين ، قالوا : عن هشام بن إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة عن أبيه ، قال : أرسلني ، الحديث . حديث آخر :

أخرجه الأئمة الستة في كتبهم عن عباد بن تميم عن عمه عبد اللّه بن زيد ، قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . إلى المصلى ، فاستسقى ، واستقبل القبلة ، وقلب ، وفي لفظ لهما : وحول رداءه ، وصلى ركعتين ، انتهى . قال البخاري في صحيحه : كان ابن عيينة ، يقول : عبد اللّه بن زيد هذا ابن عبد ربه - صاحب الأذان - وهو وهم منه ، بل هو عبد اللّه بن زيد بن عاصم المازني ، والأول كوفي ، انتهى . وزاد البخاري في صحيحه في هذا الحديث : جهر فيهما بالقراءة . واعلم أن المصنف رحمه اللّه ، لو اقتصر على قوله : صلى في الاستسقاء ركعتين لكان أولى ، لأن الشافعي رحمه اللّه احتج بقوله : كصلاة العيد على أنه يكبر فيها تكبير التشريق ، على أنه قد جاء مصرحاً به في حديث

أخرجه الحاكم في المستدرك . والدارقطني ، ثم البيهقي في السنن عن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن طلحة ، قال : أرسلني مروان إلى ابن عباس أسأله عن سُنَّة الاستسقاء ، فقال : سُنَّة الاستسقاء سنَّة الصلاة في العيدين ، إلا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قلب رداءه ، فجعل يمينه على يساره ، ويساره على يمينه ، وصلى ركعتين ، كبر في الأولى سبع تكبيرات ، وقرأ بسبح اسم ربك الأعلى ، وقرأ في الثانية { هل أتاك حديث الغاشية } ، وكبر فيها خمس تكبيرات ، انتهى . قال الحاكم : صحيح الإِسناد ، ولم يخرجاه ، والجواب عنه من وجهين : أحدهما : ضعف الحديث ، فإن محمد بن عبد العزيز هذا ، قال فيه البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، ليس له حديث مستقيم ، وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء : يروى عن الثقات المعضلات ، وينفرد بالطامات عن الأثبات ، حتى سقط الاحتجاج به ، انتهى . وقال ابن القطان في كتابه : هو أحد ثلاثة إخوة كلهم ضعفاء : محمد . وعبد اللّه . وعمران ، بنو عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، وأبوهم عبد العزيز مجهول الحال ، فاعتل الحديث بهما ، انتهى كلامه . الثاني : أنه معارض بحديث