فهرس الكتاب

حديث الوعيد بترك الجماعة

ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده ، وزاد فيه : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا أذن المؤذن ، فلا تخرجوا حتى تصلوا ، انتهى . الحديث العشرون بعد المائة : حديث الوعيد بترك الجماعة ، قلت : كأنه يشير إلى حديث : الجماعة من سنن الهدى ، لا يتخلف عنها إلا منافق ، وقد تقدم في باب الإِمامة ، مع غيره . الحديث الحادي والعشرون بعد المائة : /1قال المصنف : والأفضل في عامة - السنن والنوافل - المنزل ، هو المروى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قلت :

أخرجه البخاري . ومسلم عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت ، قال : احتجر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد حجرة من حصير في رمضان ، فصلى فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليالي ، حتى اجتمع إليه أناس ، وجاءُوا يصلون بصلاته ، ثم جاءُوا ليلة ، فحضروا ، وأبطأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يخرج إليهم ، فرفعوا أصواتهم ، وحصبوا الباب ، فخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال لهم : ما زال بكم صنيعكم ؟ ! حتى ظننت أنها ستكتب عليكم فعليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة ، انتهى . وأخرجه أبو داود . والنسائي . والترمذي ، مختصراً .

فلفظ أبو داود : صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا ، إلا المكتوبة ، انتهى .

ولفظ الآخرين : أفضل صلاتكم ، في بيوتكم ، إلا المكتوبة ، انتهى . قال ابن دحية في العلم المشهور : وقد استدل من يرى صلاة التراويح في البيوت ، وأنها لا تقام جماعة بهذا الحديث ، وأخذ الجمهور بحديث عمر ، أنه جمع الناس على أبي بن كعب ، وبحديث أبي ذر ، أن الرجل إذا قام مع الإِمام حتى ينصرف ، حسب له قيام ليلة ، قال : فالحديث ضعيف ، وإن كان ابن حبان رواه في صحيحه فكم صحَّح فيه من سقيم ، ومرَّض من صحيح ، انتهى . وحديث أبي ذر هذا أخرجه أصحاب السنن الأربعة عن جبير بن نفير عنه ، وصححه الترمذي ، وحسنه ، وينظر الصحيحان . فائدة : قد يعارض هذا الحديث بحديث : صلاة في مسجدي هذا ، أفضل من صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فيحمل هذا على الفروض أي صلاة مفروضة في مسجدي هذا ، يدل على لفظ أبي داود المتقدم : صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا ، ونظير هذا ، حديث : عمرة في رمضان تعدل حجة .

أخرجه البخاري . ومسلم في الحج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً ، مع حديث : ما من أيام العمل ولا الجهاد في سبيل اللّه ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، فلم يرجع بشيء من ذلك ، انتهى . أخرجه البخاري في العيدين عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً ، فيحمل العمل الصالح فيه على الصوم . والصلاة فقط ، ويستأنس له بحديث

أخرجه الترمذي . وابن ماجه عن قتادة عن سعيد بن المسِّيب عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ما من أيام أحب إلى اللّه أن يتعبد له فيها ، من عشر ذي الحجة ، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر ، انتهى . قال الترمذي : حديث غريب ، لا يعترض على هذا بحديث الأسود عن عائشة ، قالت : ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صائماً العشر قط ، انتهى . أخرجوه في الصوم إلا البخاري ، وفي

لفظ لمسلم : لم ير رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صائماً العشر قط ، ورجح الترمذي الرواية الأولى ، فإن بعض الحفاظ ، قال : يحتمل أن تكون عائشة لم تعلم بصيامه عليه السلام ، فإنه كان يقسم لتسع نسوة ، فلعله لم يتفق صيامه في يومها ، وينبغي أن يقرأ : لم ير ، مبنية للفاعل ، لتتفق الروايتين ، على أن حديث المثبت أولى من حديث النافي ، وقيل : إذا تساويا في الصحة ، يؤخذ بحديث هنيدة .