فهرس الكتاب

إنما يغسل الثوب من خمس ، وذكر منها المني

الحديث الرابع : قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : إنما يغسل الثوب من خمس ، وذكر منها المني ، قلت :

رواه الدارقطني في سننه من حديث ثابت بن حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عمار ، قال : مر بي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأنا أسقي راحلة لي في ركوة ، إذ تنخمت فأصابت نخامتي ثوبي ، فأقبلت أغسلها ، فقال : يا عمار ما نخامتك ولا دموعك إلا بمنزلة الماء الذي في ركوتك ، إنما يغسل الثوب من خمس : من البول . والغائط . والمني . والدم . والقيء ، انتهى قال الدارقطني : لم يروه غير ثابت بن حماد ، وهو ضعيف جداً ، انتهى . ورواه ابن عدي في الكامل وقال : لا أعلم روى هذا الحديث عن علي بن زيد غير ثابت بن حماد ، وله أحاديث في أسانيدها الثقات يخالف فيها ، وهي مناكير ومقلوبات ، انتهى . قلت : وجدت له متابعاً عند الطبراني ، رواه في معجمه الكبير من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد به سنداً ومتناً ، وبقية الإسناد : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر ثنا إبراهيم بن زكريا العجلي ثنا حماد بن سلمة به . واعلم أني وجدت الحديث في نسختين صحيحتين من مسند البزار : من رواية ثابت بن حماد ، وليس فيه المني ، وإنما قال : إنما يغسل الثوب من الغائط . والبول . والقيء . والدم ، انتهى . قال البزار : وثابت بن حماد كان ثقة ، ولا يعرف أنه روى غير هذا الحديث ، انتهى . نقل البزار ذلك عن شيخ شيخه إبراهيم بن زكريا ، وقال البيهقي في سننه الكبرى في باب التطهير بالماء دون المائعات : وأما حديث عمار بن ياسر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له : يا عمار ما نخامتك إلى آخره ، فهو باطل لا أصل له ، إنما رواه ثابت بن حماد عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن عمار ، وعلي بن زيد غير محتج به ، وثابت بن حماد متهم بالوضع ، انتهى . وكأن البيهقي رحمه اللّه توهم أن تشبيه النخامة في الحديث بالماء في الطهورية ، وليس كذلك ، إنما التشبيه في الطهارة ، أي النخامة طاهرة لا يغسل الثوب منها ، وإنما يغسل من كذا وكذا ، ولفظ الحديث يدل عليه ، إذ لا يلزم من تشبيه شيء بشيء استواؤهما من كل الوجوه ، فصح أن ما قاله غير ظاهر ، وعلي بن زيد روى له مسلم مقروناً بغيره ، وقال العجلي : لا بأس به ، وفي موضع آخر قال : يكتب حديثه ، وروى له الحاكم في المستدرك ، وقال الترمذي : صدوق ، وثابت هذا ، قال شيخنا علاء الدين : ما رأيت أحداً بعد الكشف التام جعله متهماً بالوضع غير البيهقي ، وقد ذكره في كتاب المعرفة في هذا الحديث ، ولم ينسبه إلى الوضع ، وإنما حكى فيه قول الدارقطني . وقول ابن عدي المتقدمين ، واللّه أعلم .