فهرس الكتاب

حاشية السندى - سكوت الإمام بعد افتتاحه الصلاة

رقم الحديث 1224 [1224] إِحْدَى صَلَاتي العشى بِفَتْح الْعين وَكسر مُعْجمَة وَتَشْديد يَاء أَي آخر النَّهَار مَا بَيْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَغُرُوبِهَا وَخَرَجتِ السَّرَعَانُ بِفتْحَتَيْنِ وَجوز سُكُون الرَّاء المسرعون إِلَى الْخُرُوج وَضبط بِضَم أَو كسر فَسُكُون جمع سريع قصرت الصَّلَاة بِضَم الصَّاد أَو على بِنَاء الْمَفْعُولقيل وَهُوَ الْأَشْهر فهاباه تَعْظِيمًا وتبجيلا لمعرفتهما جاهه وَقدره زادهما الله تَعَالَى يُسمى ذَا الْيَدَيْنِ لذَلِك قيل اسْمه خرباق بِكَسْر خاء مُعْجمَة وباء مُوَحدَة آخِره قَاف لم أنس وَلم تقصر خرج على حسب الظَّن وَيعْتَبر الظَّن قيدا فِي الْكَلَام ترك ذكره بِنَاء على أَن الْغَالِب فِي بَيَان أَمْثَال هَذِه الْأَشْيَاء أَن يجْرِي فِيهَا الْكَلَام بِالنّظرِ إِلَى الظَّن فَكَأَنَّهُ قيل مَا نسيت وَلَا قصرت فِي ظَنِّي وَهَذَا الْكَلَام صَادِق لَا غُبَار عَلَيْهِ وَلَا يتَوَهَّم فِيهِ شَائِبَة كذب وَلَيْسَ مبْنى الْجَواب على كَون الصدْق الْمُطَابقَة للظن بل على أَنه مُطَابقَة الْوَاقِع فَافْهَم قَالَ.

     وَقَالَ  أكما قَالَ ذُو الْيَدَيْنِ أَي قَالَ الرَّاوِي قَالَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم أَي بعد مَا جزم ذُو الْيَدَيْنِ بِوُقُوع الْبَعْض أكما قَالَ ذُو الْيَدَيْنِ فجَاء فصلى قَالُوا وَلَيْسَ فِيهِ رُجُوع الْمصلى إِلَى قَول غَيره وَترك الْعَمَل بِيَقِين نَفسه لجَوَاز أَنه سَأَلَهُمْ لِيَتَذَكَّرَ فَلَمَّا ذَكَّرُوهُ تَذَكَّرَ فَعَلِمَ السَّهْوَ فَبنى عَلَيْهِ لَا أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى مُجَرَّدِ قَوْلِهِمْ قلت يُمكن أَنه شكّ فَأخذ بقول الْغَيْر والجزم بِأَنَّهُ تذكر لَا يَخْلُو عَن نظر وَالله تَعَالَى أعلم وَاسْتدلَّ بِالْحَدِيثِ من قَالَ الْكَلَام مُطلقًا لَا يبطل الصَّلَاة بل مَا يكون لاصلاحها فَهُوَ مَعْفُو وَمن يَقُول بِإِبْطَال الْكَلَام مُطلقًا يحمل الحَدِيث على أَنه قبل نسخ إِبَاحَة الْكَلَام فِي الصَّلَاة لَكِن يشكل عَلَيْهِم أَن النّسخكَانَ قبل بدر وَهَذِه الْوَاقِعَة قد حضرها أَبُو هُرَيْرَة وَكَانَ إِسْلَامه أَيَّام خَيْبَر.

     وَقَالَ  صَاحب الْبَحْر من عُلَمَائِنَاالْحَنَفِيَّة وَلم أر لهَذَا الْإِيرَاد جَوَابا شافيا وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله

رقم الحديث 1228 [1228] فأدركه ذُو الشمالين الخ هَذَا يدل على أَن ذَا الْيَدَيْنِ هُوَ ذُو الشمالين وَقد نَص كثير مِنْهُم على أَنه غَيره والاتحاد وهم من قَائِله قَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ لَمْيُتَابَعِ الزُّهْرِيُّ عَلَى قَوْلِهِ إِنَّ الْمُتَكَلِّمَ ذُو الشمالين وَلَا يخفى أَن المُصَنّف روى أَن الْمُتَكَلّم ذُو الشمالين عَن عمرَان عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَيلْزم مِنْهُ أَنه قد تَابعه على ذَلِكعمرَان فَلَا يَصح قَوْله لم يُتَابع الزُّهْرِيّ كَمَا لَا يخفى وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله