شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد - الحديث رقم 16

رقم الحديث 16 قال صاحب الإفصاح : من الجائز أن النبي صلى الله عليه و سلم علم من هذا الرجل كثرة الغضب فخصه بهذه الوصية وقد مدح النبي صلى الله عليه و سلم الذي يملك نفسه عند الغضب فقال [ ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ] ومدح الله تعالى الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال [ من كظم غيظه وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله عز و جل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخبره من الحور ما شاء ] وقد جاء في الحديث [ إن الغضب من الشيطان ] ولهذا يخرج به الإنسان من اعتدال حاله ويتكلم بالباطل ويرتكب المذموم وينوي الحقد والبغضاء وغير ذلك من القبائح المحرمة كل ذلك من الغضب أعاذنا الله منه وقد جاء في حديث سليمان بن صرد [ إن الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تذهب الغضب ] وذلك أن الشيطان هو الذي يزين الغضب وكل من حرص على ما تحمد عاقبته فإنه الشيطان يغويه ويبعده من رضى الله عز و جل فالإستعاذة بالله منه من أقوى السلاح على دفع كيده