الطبقات الكبير لابن سعد

كان من عناية المسلمين بأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن أفردوا لرواة الأحاديث كتبا ومؤلفات تبين درجة عدالتهم ومراتبهم رغبة منهم بصون الأحاديث من الكذب والتدليس، والمؤلف بما عرف عنه من اهتمام بالحديث والمحدثين، عمد إلى تصنيف كتاب الطبقات الكبرى التي تضاف إلى مؤلفاته الأخرى، وهو عمل ضخم يفصح عن علم صاحبه، وسعة إطلاعه. .. وضعه في خمسة عشر مجلداً تحدث فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين الذين أردكهم. وهو يمثل النسابين والمحدثين والأخباريين في عصره وفيما قبله. كما ترجم للنساء في الجزء الأخير من الكتاب وقد اعتمد في ترتيب الكتاب على عنصري الزمان والمكان، إذ كان محور الترتيب الزمني لديه هي السابقة إلى الإسلام، فبدأ بالمهاجرين إلى الحبشة ومن ثم بموقعه بدر، أو بنا قبل فتح مكة ثم بدأ بالمهاجرين البدريين والأنصار البدريين، ثم بمن أسلم ولم يشهد بدراً. أما الترتيب الذي يلحظ العنصر المكاني فقد حرص فيه على الترجمة للصحابة ومن بعدهم على حسب الأمصار التي نزلوها. وبعد فإن الكتاب من افضل ما كتب في بابه وأقدمه وقد ظهر أثر هذا الكتاب وصاحبه في الكتب التي جاءت بعده فقد عد مصدراً هاماً عند ابن عساكر، والذهبي، وابن حجر وغيرهم.

الاقسام