فهرس الكتاب

حاشية السندى - نوع آخر من الدعاء بين التكبير والقراءة

رقم الحديث 1232 [1232] لم يسْجد رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ السَّلَامِ وَلَا بَعْدَهُ ان صَحَّ هَذَا يحمل على السَّلَام الَّذِي سلمه سَهوا فِي وسط الصَّلَاة وعَلى هَذَا الْمَعْنى يصير الْكَلَام قَلِيل الجدوى لكنه يَصح ويندفع للتنافي بَينه وَبَين مَا صَحَّ من أَنه سجد للسَّهْو وَقد قيل هَذَا غير صَحِيح قَالَ بن عبد الْبر وَقَدِ اضْطَرَبَ الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ اضْطِرَابًا أَوْجَبَ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ تَرْكَهُ من رِوَايَته خَاصَّة وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَوَّلَ عَلَى حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ فِي قِصَّةِ ذِي الْيَدَيْنِ وَكُلُّهُمْ تَرَكُوهُ لِاضْطِرَابِهِ وَأَنَّهُ لَمْ يُقِمْ لَهُ إِسْنَادًا وَلَا مَتْنًا وَإِنْ كَانَ إِمَامًا عَظِيما فِي هَذَا الشَّأْن والغلط لَا يَسْلَمُ مِنْهُ بَشَرٌ وَالْكَمَالُ لِلَّهِ تَعَالَى وَكُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ وَيُتْرَكُالا النَّبِي صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَوْله

رقم الحديث 1237 [1237] فِي ثَلَاث رَكْعَات من الْعَصْر فَدخل كَلَام المُصَنّف يُشِير ان الْوَاقِعَة متحدة وَهُوَ أظهر وعَلى هَذَا كَونه سلم من رَكْعَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَكَذَا كَونه دخل الْبَيْت أَو قعد فِي نَاحيَة الْمَسْجِد وَغير ذَلِك مِمَّا اشْتبهَ على الروَاة لطول الزَّمَان وَيحْتَمل تعدد الْوَاقِعَة وَالله تَعَالَى اعْلَم قَوْله

رقم الحديث 1238 [1238] فليلغ الشَّك من الالغاء بالغين الْمُعْجَمَة وَفِي بعض النّسخ فليلق من الالقاء بِالْقَافِ أَي لِيطْرَح الشَّك أَي الزَّائِد الَّذِي هُوَ مَحل الشَّك وَلَا يَأْخُذ بِهِ فِي الْبناء وليبن على الْيَقِين أَي الْمُتَيَقن وَهُوَ الْأَقَل وَحمله عُلَمَاؤُنَا على مَا إِذا لم يغلب ظَنّه على شَيْء والا فَعِنْدَ غَلَبَة الظَّن مَا بَقِي شكّ فَمَعْنَى إِذا شكّ أحدكُم أَي إِذا بَقِي شاكا وَلم يتَرَجَّح عِنْده أحد الطَّرفَيْنِ بِالتَّحَرِّي وَغَيرهم حملُوا الشَّك علىمطلق التَّرَدُّد فِي النَّفس وَعدم الْيَقِين شفعتا لَهُ صلَاته أَي السجدتان صارتا لَهُ كالركعة السَّادِسَة فَصَارَت الصَّلَاة بهما سِتّ رَكْعَات فَصَارَت شفعا ترغيما للشَّيْطَان سَببا لاغاظته واذلاله فَإِنَّهُ تكلّف فِي التلبيس على العَبْد فَجعل الله تَعَالَى لَهُ طَرِيق جبر بسجدتين فأضل سَعْيه حَيْثُ جعل وسوسته سَببا للتقرب بِسَجْدَة اسْتحق هُوَ بِتَرْكِهَا الطَّرْد قَوْله

رقم الحديث 1240 [124] فليتحر الَّذِي يرى أَنه الصَّوَاب أَي فليطلب مَا يغلب على ظَنّه ليخرج بِهِ عَن الشَّك فَإِن وجد فليبن عَلَيْهِ والا فليبن على الْأَقَل لحَدِيث أبي سعيد السَّابِق كَذَا ذكره عُلَمَاؤُنَا وَالْجُمْهُور حمله على الْيَقِين أَي فليأخذ بِالْأَقَلِّ الَّذِي هُوَ الْيَقِين وليبن عَلَيْهِ لحَدِيث أبي سعيد السَّابِق وَلَا يخفى أَنه لَا يبْقى على هَذَا القَوْل للتحري كثير معنى فَلْيتَأَمَّل قَوْله

رقم الحديث 1242 [1242] فَزَاد أَو نقص شكّ وَسَيَجِيءُ الْجَزْم بِأَنَّهُ زَاد أنبأتكموه أَي أَخْبَرتكُم بِهِ فَأَيكُمْ مَا شكّ مَا زَائِدَة أَحْرَى ذَلِك إِلَى الصَّوَاب أَي أقربه وأغلبه وَهُوَ مَا يغلب عَلَيْهِ ظَنّه وَعند الْجُمْهُور هُوَ الْأَقَل الْمُتَيَقن بِهِ قَوْله

رقم الحديث 1244 [1244] فأخبروه بصنيعه فَثنى رجله ظَاهر انه أَخذ ب قَوْلهم فَيحْتَمل أَنه شكّ فَأخذ بذلك وَيحْتَمل أَنه ذكر حِين أَخْبرُوهُ فَأخذ بِهِ عَن ذكر لَا لمُجَرّد قَوْلهم وَالله تَعَالَى أعلم إِذا أوهم أَي أسقط مِنْهَا شَيْئا ظَاهره أَن الْكَلَام كَانَ فِي صُورَة نُقْصَان لَكِن الْمُحَقق فِي الْوَاقِع هُوَ الزِّيَادَة ثمَّ لَا يخفى أَنه إِذا أسقط يَنْبَغِي لَهُ اتيان مَا اسقطه لَا التَّحَرِّي فَالظَّاهِر أَن المُرَاد بأوهم أَنه تردد فِي اسقاطه لَا أَنه أسْقطه جزما وَهَذَا هُوَ الْمُوَافق لسَائِر الرِّوَايَات وَالله تَعَالَى أعلمقَوْله فَلبس عَلَيْهِ بِفَتْح الْبَاء مُخَفّفَة أَو مُشَدّدَة أَي خلط فليسجد ظَاهره ان يَكْتَفِي بالسجدتين على الْبناء على الْيَقِين وعَلى الْبناء على غَالب ظَنّه وان قُلْنَا انه لَا بُد من اعْتِبَار الْبناء فِي الحَدِيث بِشَهَادَة الْأَحَادِيث الْأُخَر فَيجوز اعْتِبَار الْبناء على الْيَقِين أَي فليسجد بعد مَا بنى على الْيَقِين كَمَا يُمكن اعْتِبَار الْبناء على غَالب الظَّن فَلَا وَجه للاستدلال بِالْحَدِيثِ على الْبناء على غَالب الظَّن وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله من شكّ أَو أوهم الظَّاهِر أَنه شكّ من الروَاة وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله خمْسا حمله عُلَمَاؤُنَا الْحَنَفِيَّة على أَنه جلس على الرَّابِعَة إِذْ ترك هَذَا الْجُلُوس عِنْدهم مُفسد وَلَا يخفى أَن الْجُلُوس على رَأس الرَّابِعَة اما على ظن أَنَّهَا رَابِعَة أَو على ظن أَنَّهَا ثَانِيَة وكل من الْأَمريْنِ يُفْضِي إِلَى اعْتِبَار الْوَاقِعَة مِنْهُ أَكثر من سَهْو وَاحِدواثبات ذَلِك بِلَا دَلِيل مُشكل وَالْأَصْل عَدمه فَالظَّاهِر أَنه مَا جلس أصلا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ ان ظن أَنَّهَا رَابِعَة فالقيام إِلَى الْخَامِسَة يحْتَاج إِلَى أَنه نسي ذَلِك وَظهر لَهُ أَنَّهَا ثَالِثَة مثلا واعتقد أَنه أَخطَأ فِي جُلُوسه وَعند ذَلِك يَنْبَغِي أَن يسْجد للسَّهْو فَتَركه لسجود السَّهْو أَولا يحْتَاج إِلَى القَوْل أَنه نسي ذَلِك الِاعْتِقَاد أَيْضا ثمَّ قَوْله وَمَا ذَاك بعد أَن قيل لَهُ يَقْتَضِي أَنه نسي بِحَيْثُ مَا تنبه لَهُ بتذكيرهم أَيْضا وَهَذَا لَا يَخْلُو عَن بعد وان قُلْنَا أَنه ظن أَنَّهَا ثَانِيَة سَهوا ونسيانا فَذَاك النسْيَان مَعَ بعده يَقْتَضِي أَن لَا يجلس على رَأس الْخَامِسَة بل يجلس على رَأس السَّادِسَة فالجلوس على رَأس الْخَامِسَة يحْتَاج إِلَى اعْتِبَار سَهْو آخر وَالله تَعَالَى أعلم قَوْله