هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4876 حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَمْعَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْوَازِعِ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَرْزَةَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ ، قَالَ : اعْزِلِ الْأَذَى ، عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4876 حدثني زهير بن حرب ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن أبان بن صمعة ، حدثني أبو الوازع ، حدثني أبو برزة ، قال : قلت : يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به ، قال : اعزل الأذى ، عن طريق المسلمين
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Abu Barza reported:

I said: Allah's Messenger, teach me something so that I may derive benefit from it. He said: Remove the troublesome thing from the paths of the Muslims.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي برزة رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به قال اعزل الأذى عن طريق المسلمين

المعنى العام

يقول صلى الله عليه وسلم كل سلامي من الناس أي كل عظم وكل أنملة من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين اثنين صدقة ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ويميط الأذى عن الطريق صدقة

نعم إماطة الأذى عن طريق المسلمين صدقة لأنه تسبب في سلامة من يمر به من الأذى فكأنه تصدق على من يمر بحمايته وإبعاد الأذى عنه فحصل له أجر الصدقة

إن المجتمع المسلم كالبدن الواحد إذا أوذي عينه أوذي كله وإذا شكا رأسه شكا كله وحماية أجزائه حماية له ورب عمل نحسبه هينا وهو عند الله عظيم ورب عمل نراه عملا دنيويا وهو عند الله عمل أخروي كبير نظافة طريق المسلمين وإزالة الأذى عنه والعمل على تأمين السالكين فيه وتهيئته لراحتهم وسلامتهم عمل لا يكلف من الجهد إلا قليلا ولا يكلف من المال كثيرا ولا قليلا ولكنه يدل على إحساس مرهف بالآخرين وعلى تحمل المسئولية الاجتماعية وعلى أنك تحب لأخيك ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك وأنك تتعاون مع من تعرف ومن لا تعرف على البر والتقوى لقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن رجلا لم يقدم من الخير والمعروف شيئا لكنه نحى غصن شوك من طريق المسلمين فشكر الله له فغفر له فأدخله الجنة وإذا كانت إزالة الأذى عن طريق المسلمين فضيلة كبيرة كما ذكرنا كان نقيضها وهو وضع العقبات والأذى في طريق المسلمين وتعريضهم للأخطار رذيلة كبيرة وإذا كانت إماطة الأذى عن طريق المسلمين تدخل الجنة كان وضع القاذورات والحفر في طريقهم يدخل النار جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب

المباحث العربية

( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق) بينما هي بين الظرفية زيدت عليها ما وهو خافض لشرطه منصوب بجوابه والتقدير وجد رجل غصن شوك حين مشيه بطريق وفي الرواية الثانية مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق أي على صلبه ووسطه لا في طرفه وحاشيته وكانت الشجرة شجرة شوك فلا تعارض لكن الرواية الثالثة والرابعة تفيدان أن الغصن لم يكن مقطوعا وملقى في الطريق بل كان ممتدا في الطريق من شجرة في حاشيته ولفظ الرواية الثالثة لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس ومعنى يتقلب في الجنة أي يتنعم ويتمتع بملاذها والظاهر أن الرؤيا منامية وفي في قوله في شجرة للسببية وفي الكلام مضاف محذوف أي في غصن شجرة ولفظ الرواية الرابعة إن شجرة كانت تؤذي المسلمين فجاء رجل فقطعها فدخل الجنة والفاء في فدخل الجنة للسببية

( فأخره) وأبعده عن قارعة الطريق وفي الرواية الثانية فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم أي لئلا يؤذيهم أي ففعل ونحاه ويمكن أن يكونا رجلين أحدهما نحى غصنا مقطوعا ملقى في الطريق والآخر قطع شجرة أو فرعها ودخل كل منهما الجنة بسبب إماطة الأذى عن طريق المسلمين

( فشكر الله له فغفر له) أي رضي عنه فغفر له ذنوبه فأدخله الجنة فهو يتقلب في نعيمها

( قلت يا نبي الله علمني شيئا أنتفع به) أي أعمله من بعدك فينفعني عند الله وفي الرواية السادسة إني لا أدري لعسى أن تمضي وأبقى بعدك فزودني شيئا ينفعني الله به

( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افعل كذا افعل كذا أبو بكر نسيه) أي أمر صلى الله عليه وسلم أبا برزة بخصلتين ذكرهما أبو برزة لأبي الوازع الراسبي وذكرهما أبو الوازع الراسبي لأبي بكر بن شعيب بن الحبحاب ونسيهما أبو بكر حين حدث يحيى بن يحيى والغريب أن أبا الوازع حدث بهذا الحديث أبان بن صمعة ولم يرد شيء في حديثهما عن الخصلتين في الرواية الخامسة

( وأمر الأذى عن الطريق) قال النووي هكذا هو في معظم النسخ وكذا نقله القاضي عن عامة الرواة بالراء المشددة وفتح الهمزة وكسر الميم ومعناه أزله وفي بعضها وأمز بزاي مخففة ساكنة وميم مكسورة وهي بمعنى الأول اهـ يقال أمر الشيء جعله يمر ويتحول وفعل الأمر منه أمر ويقال ماز الشيء يميزه ميزا نحاه وأزاله

فقه الحديث

مضى في كتاب الإيمان الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق فإزالة الأذى عن طريق المسلمين شعبة من شعب الإيمان قال النووي هذه الأحاديث ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق سواء كان الأذى شجرة تؤذي أو غصن شوك أو حجرا يعثر به أو قذرا أو جيفة أو غير ذلك قال وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين وأزال عنهم ضررا اهـ

وفي الحديث مسئولية الفرد نحو المجتمع فإن إماطة الأذى رمز للتعاون والتكافل الاجتماعي ودفع الضرر عن أفراده وحمايتهم من الوقوع في الخطر والضرر

وفي الرواية الخامسة والسادسة حرص الصحابة على الاستزادة من علم الشريعة للعمل به

والله أعلم