عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ ويكنى أبا العباس وأمه أم الفضل وهي لُبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بُجير بن الهُزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر فَوَلَدَ عبد الله بن العباس العباس بن عبد الله وبه كان يكنى وهو أكبر ولده
{ إذا جاء نصر الله والفتح} . قال : هذا أَجَل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أعْلَمَه . فقال عمر : ما أعلم منه إلا مثل ما تعلم.
6833 قال : أخبرنا يحيى بن عباد ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، قال : كان عمر يُدني ابن عباس ، فقال له ابن عوف : لنا أبناء مثله ، فقال : إنه من حيث تَعْلَم ، فسأله عن هذه الآية
6825 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، قال : مررت في حجة الوداع على حِمار أنا والفضل ، وقد راهقت يومئذ الاحتلام ، والنبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يصلي بالناس فدخلنا في الصف وتركنا الحمار أمام الناس فلم يُنكر علينا. قال محمد بن عمر : لا اختلاف عند أهل العلم عندنا أن ابن عباس وُِلد في الشعب ، وبنو هاشم محصورون ، فولد ابن عباس قبل خروجهم منه بيسير , وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين فتوفي رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وابن عباس ابن ثلاث عشرة سنة ، ألا تراه يقول في حديث مالك ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، راهقت الإحتلام في حجة الوداع ، وهذا أثبت مما روى هُشيم ، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير في سنه.
6845 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي القاضي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : لما وقعت الفتنة بين عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان ، ارتحل عبد الله بن عباس ومحمد بن الحنفية بأولادهما ونسائهما حتى نزلوا مكة ، فبعث عبد الله بن الزبير إليهما تبايعن فأبيا ، وقالا : أنت وشأنك ، لا نعرض لك ولا لغيرك ، فأبَى ، وألح عليهما إلحاحا شديدًا . وقال لهما فيما يقول . والله لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار ، فبعثا أبا الطفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة وقالا : إنا لا نأمن هذا الرجل ، فمشوا في الناس ، فانتدب أربعة آلاف ، فحملوا السلاح حتى دخلوا مكة ، فكبروا تكبيرة سمعها أهل مكة ، وابن الزبير في المسجد ، فانطلق هاربًا حتى دخل دار الندوة ، ويقال : تعلق بأستار الكعبة وقال : أنا عائذ الله. قال : ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما ، وهو في دور قريب من المسجد قد جمع الحطب ، فأحاط بهم حتى بلغ رؤُوس الجدر ، لو أن نارًا تقع فيه ما رُئِي منهم أحدٌ حتى تقوم الساعة ، فأخرناه عن الأبواب ، وقلنا لابن عباس : ذرنا نرح الناس منه ، فقال : لا ، هذا بلدٌ حرامٌ حرمه الله ، ما أحله لأحد إلا للنبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ساعةً ، فامنعونا وأجيرونا ، قال : فتحملوا ، وإن مناديًا ينادي في الجبل : ما غنمت سريةٌ بعد نبيها ما غنمت هذه السرية ، إن السرايا تغنم الذهب والفضة ، وإنما غنمتم دماءنا فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منىً ، فأقاموا ما شاء الله ، ثم خرجوا بهم إلى الطائف ، فمرض عبد الله بن عباس . فبينا نحن عنده إذ قال في مرضه : إني أموت في خير عصابة على وجه الأرض أحبهم إلى الله ، وأكرمهم عليه وأقربهم إلى الله زلفى ، فإن متّ فيكم فأنتم هم ، فما لبث إلا ثمان ليال بعد هذا القول حتى توفي رحمه الله ، فصلى عليه محمد بن الحنفية وولينا حمله ودفنه.
6844 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا ربيعة بن عثمان ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم ، قالوا : جاء نعي معاوية بن أبي سفيان ، وعبد الله بن عباس يومئذ غائب بمكة ، فلما صدر الناس من الحج سنة ستين وتكلم عبد الله بن الزبير وأظهر الدعاء ، خرج ابن عباس إلى الطائف ، فلما كانت وقعة الحَرَّة وجاء الخبرُ ابن الزبير ، كان بمكة يومئذ عبد الله بن عباس وابن الحنفية ، ولما جاء الخبر بنعي يزيد بن معاوية وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ، قام ابن الزبير فدعا إلى نفسه وبايعه الناس ، دعا ابن عباس وابن الحنفية إلى البيعة فأبيا أن يبايعا وقالا : حتى تجتمع لك البلاد ويأتسق لك الناس وما عندنا خلاف. فأقاما على ذلك ما أقاما فمرة يكاشرهما ، ومرة يلين لهما ، ومرة يباديهما . فكان هذا من أمره حتى إذا كانت سنة ست وستين غلظ عليهما ودعاهما إلى البيعة فأبيا.
6843 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عيسى بن علقمة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، قال : سمعت ابن عباس يقول : قلت لعليّ يوم الحكمين : لا تُحكم الأشعري فإن معه رجلاَّ حَذِرًا ، مَرسًا ، قارحا من الرجال ، فَلُزَّني إلى جنبه ، فإنه لا يحل عقدةً إلا عقدتها ، ولا يعقد عقدةً إلا حللتها. قال : يابن عباس ! فما أصنع ؟ إنما أوتي من أصحابي ، قد ضعُفت نيتهم ، وكَلّوا في الحرب ، هذا الأشعث بن قيس يقول : لا يكون فيها مُضريَّان أبدا حتى يكون أحدهما يمانيّ . قال ابن عباس : فعذرته وعرفت أنه مضطهد ، وأن أصحابه لا نيّةَ لهم.
6841 قال : أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أبي مرة المكي ، قال : حدثني نافع بن عمر ، قال : حدثني عمرو بن دينار ؛ أن اهل المدينة كلموا ابن عباس أن يحج بهم وعثمان بن عفان محصور ، فدخل على عثمان فأخبره بذلك فأمره أن يحج بالناس ، فحج بهم ثم انصرف إلى المدينة ، فوجد عثمان قد قتل ، فقال لعلي : إن أنت قمت بهذا الأمر الآن ألزمك الناس دم عثمان إلى يوم القيامة.