الزهد لهناد بن السري

ظاهر من اسم الكتاب أن مؤلفه قد قصد من خلاله الكلام على الزهد والرقائق، وهو ما كان؛ فقد خَرَّج فيه المؤلف أحاديث الزهد والرقائق، والآداب والأخلاق، والبر والصلة، والجنة والنار، وغير ذلك مما يتصل بمسألة الزهد. وقد جمعت مادة الكتاب من آيات القرآن التي تتعلق بقضية الزهد، وما ورد في تفسيرها من أقوال للمفسرين؛ فضلا عن الأحاديث المرفوعة، والآثار المروية عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وقد بلغ كل ذلك على وجه التقريب 1435 حديثًا، موزعة على 114 بابًا. على أن المتأمل في الكتاب ومنهجه يلمح شيئين: الأول: أن المؤلف رحمه الله كان يكرر بعض النصوص في كتابه، ومثل هذا معهود في مصنفات الأئمة، فقد يكرر الواحد منهم الحديث في غير موضع من كتابه لغرض من الأغراض المعروفة عند أهل العلم. الثاني: رواية المؤلف عن بعض الرواة المتروكين وشديدي الضعف؛ مثل روايته عن يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أبيه، ويحيى هذا تركه القطان، وأبوه لا يعرف.

الاقسام