فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب استحباب ترك الترفع في اللباس تواضعا

رقم الحديث -120 أي وفي الافتراش والتدثر: أي لبس الرفيع سواء كان الرفعة من جهة النفاسة كثوب الخز والحرير أو من جهة الصناعة كالجيد من الصوف ( تواضعاً) علة الترك: أي لا بخلاً أو إظهاراً للزهد ( وقد سبق في باب فضل الجوع وخشونة العيش جمل) من الأحاديث ( تتعلق بهذا الباب) كحديث أبي هريرة «رأيت سبعين من أهل الصفة، ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين» الحديث، وكحديث عائشة «كان فراش رسول الله من أدم حشوه ليف» وكحديث أبي أمامة ابن ثعلبة الخشني مرفوعاً «البذاذة من الإيمان» رثاثة الهيئة وترك فاخر اللباس.


رقم الحديث 802 ( وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: من ترك اللباس) أي أعرض عنه ( تواضعاً) وتركاً لزهرة الحياة الدنيا ( وهو يقدر عليه) أما التارك للعجز فلا، نعم إن عزم أنه لو كان قادراً عليه لأعرض عنه تواضعاً أثيب على نيته كما تقدم ما يدل عليه، وفي الحديث «نية المؤمن خير من عمله» ( دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق) زيادة في تشريفه ( حتى يخيره من أي حلل) بضم ففتح جمع حلة كربة وقرب ( الإيمان يشاء) وحتى غاية لمقدر: أي وينشر تشريفه ثمة بأنواع الشرف إلى أن يخيره بين حلل أهل الإيمان المتفاوتة المقام، فيختار الأعلى ويرد من الفيوض المورد الأحلى فينزل المكان الأعلى، وقوله ( يلبسها) جملة مستأنفة لبيان القصد من التخيير فيها ( رواه الترمذي) في الزهد من «جامعه» ( وقال: حديث حسن) .
1