هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
145 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ يَحْيَى : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
145 حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، وعثمان بن أبي شيبة ، كلاهما عن جرير ، قال يحيى : أخبرنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، قال : سمعت جابرا ، يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

It is narrated on the authority of Jabir that he heard the Apostle (may peace and blessings be upon him) saying. Verily between man and between polytheism and unbelief is the negligence of prayer.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة.

ومثله.



المعنى العام

الصلاة عماد الدين، وأفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وما افترض الله على خلقه بعد التوحيد أحب إليه من الصلاة، ولذا يقول صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة .

وإذا كان فضل الصلاة بهذه المنزلة كان تركها من أكبر الكبائر، فما عظم ثواب فعله عظم عقاب تركه، وقد قرن الله الصلاة بالتوحيد في كثير من آيات القرآن، وجعلها أول الشعائر الإسلامية، فهو يقول جل شأنه: { { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } } [البينة: 5] .
{ { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } } [البقرة:3] .
{ { والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين } } [الأعراف: 170] .
{ { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } } [إبراهيم: 31] .
{ { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري } } [طه: 14] .

كما قرن الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة بالشهادتين في أحاديثه الكثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة....

وقد بلغ من اهتمام الشارع بالصلاة أن جعلها الفارق بين المسلم والكافر، لأنها العلامة الواضحة المعلنة عن إسلام المرء في كل يوم، فالشهادتان يكتفى فيهما بالنطق مرة واحدة في العمر مع دوام التصديق، فيحكم بإسلام المسلم إذا نطق، ولا يعرف استمراره على الإسلام إلا بالصلاة، والصلاة وحدها لأن الصوم بين العبد وربه، والزكاة قد يتصدق بها من لا يؤمن بالله وبرسوله جودا وكرما، ثم إنها مرة كل عام، ولأن الحج على المستطيع مرة في العمر، وكان المشركون يقومون بأعماله تقديسا للكعبة والمسجد الحرام.

فلم يبق علامة على استمرار إسلام المسلم من بين سائر الأركان إلا الصلاة، ولذا يجعلها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الفارق والحائل بين المسلم وبين الشرك والكفر، فيقول: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة، فالذي يمنع من الكفر عدم ترك الصلاة، فإذا تركت لم يبق حائل بين المرء وبين الكفر، فيدخل في الكفر.

بل جعل الإسلام عدم النشاط لها والكسل فيها مظهرا من مظاهر المنافقين، فيقول تعالى: { { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا } } [النساء: 142] .

هذه مكانة الصلاة في الإسلام، فأين المسلمون اليوم من دينهم؟ وأين أولياء الأمور من قوله تعالى: { { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } } [طه: 132] ؟

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفق المسلمين للعودة إلى الطريق المستقيم.

المباحث العربية

( بين الرجل) أي بين المسلم رجلا كان أو امرأة.

( وبين الشرك والكفر) أي بينه وبين أن يصل إلى الشرك والكفر، كما نقول: بيني وبين المسجد خطوتان، فالخطوتان توصلان إلى المسجد.
وكذلك الذي يوصل المسلم إلى الكفر ترك الصلاة، وفي رواية أبي نعيم بين الرجل وبين الشرك أو الكفر بأو بدل الواو؟.

والشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد، وقد يخص الشرك بعبادة الأوثان وعبادة غيرها من المخلوقات مع الاعتراف بالله تعالى: ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك، فإنه يشمل الموحد الذي يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم، أو ينكر ما علم من الدين بالضرورة.

( ترك الصلاة) أي الصلوات الخمس المفروضة.

فقه الحديث

تارك الصلاة منكرا لوجوبها كافر بإجماع المسلمين، خارج عن ملة الإسلام، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام، ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه.

وأما تارك الصلاة تكاسلا مع اعتقاد وجوبها -كما هو حال كثير من الناس- ففيه خلاف بين العلماء.

فذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر، وهذا القول مروي عن علي -كرم الله وجهه- وهو أحد روايتين عن أحمد بن حنبل، وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي، وهم يحتجون بظاهر الحديث.

وذهب أبو حنيفة إلى أنه لا يكفر، ولا يقتل، بل يعزر ويحبس حتى يصلي.
واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة وليس منهم تارك الصلاة.

وذهب مالك والشافعي وجماهير السلف والخلف إلى أنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب، فإن تاب فبها ونعمت، وإلا قتلناه حدا، كالزاني المحصن، ولكنه يقتل بالسيف.

واحتجوا على عدم كفره بما احتج به أبو حنيفة، وبقوله تعالى: { { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } } [النساء: 48] وبقوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ومن مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ولا يلقى الله تعالى عبد بها غير شاك فيحجب عن الجنة.

واحتجوا على قتله بقوله تعالى: { { فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم } } [التوبة: 5] وقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم.

وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر، وهي القتل، أو أنه محمول على المستحل، أو معناه أنه قد يؤول به ترك الصلاة إلى الكفر، أو أن فعله يشبه فعل الكفار.
حكاه النووي رحمه الله تعالى.

والله أعلم