حديث رقم 3877 - من كتاب شرح معاني الآثار للطحاوي - كِتَابُ الْهِبَةِ وَالصَّدَقَةِ

نص الحديث

3877 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عُمَرَ ، اسْتَشَارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ بِثَمْغٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَصَدَّقْ بِهِ تَقْسِمُ ثَمَرَهُ وَتَحْبِسُ أَصْلَهُ لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَوْقَفَ دَارِهِ عَلَى وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ ثُمَّ مَنْ بَعْدَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ وَأَنَّهَا قَدْ خَرَجَتْ بِذَلِكَ مِنْ مِلْكِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا سَبِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى بَيْعِهَا وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِهَذِهِ الْآثَارِ . وَمِمَّنْ قَالَ بِذَلِكَ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ . وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ مِنْهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ وَزُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا فَقَالُوا : هَذَا كُلُّهُ مِيرَاثٌ لَا يَخْرُجُ مِنْ مِلْكِ الَّذِي أَوْقَفَهُ بِهَذَا السَّبَبِ . وَكَانَ مِنَ الْحُجَّةِ لَهُمْ فِي ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا شَاوَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ذَلِكَ قَالَ لَهُ حَبِّسْ أَصْلَهَا وَسَبِّلِ الثَّمَرَةَ . فَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَا أَمَرَهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ يَخْرُجُ بِهِ مِنْ مِلْكِهِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَا يُخْرِجُهَا مِنْ مِلْكِهِ وَلَكِنَّهَا تَكُونُ جَارِيَةً عَلَى مَا أَجْرَاهَا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ مَا تَرَكَهَا وَيَكُونُ لَهُ فَسْخُ ذَلِكَ مَتَى شَاءَ . كَرَجُلٍ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِثَمَرَةِ نَخْلِهِ مَا عَاشَ فَيُقَالُ لَهُ : أَنْفِذْ ذَلِكَ وَلَا يُجْبَرُ عَلَيْهِ وَلَا يُؤْخَذُ بِهِ إِنْ شَاءَ وَإِنْ أَبَى . وَلَكِنْ إِنْ أَنْفَذَ ذَلِكَ فَحَسَنٌ وَإِنْ مَنَعَهُ لَمْ يُجْبَرْ عَلَيْهِ . وَكَذَلِكَ وَرَثَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ إِنْ أَنَفَذُوا ذَلِكَ عَلَى مَا كَانَ أَبُوهُمْ أَجْرَاهُ عَلَيْهِ فَحَسَنٌ وَإِنْ مَنَعُوهُ كَانَ ذَلِكَ لَهُمْ . وَلَيْسَ فِي بَقَاءِ حَبْسِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى غَايَتِنَا هَذِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِهِ نَقْضُهُ . وَإِنَّمَا الَّذِي يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ نَقْضُهُ لَوْ كَانُوا خَاصَمُوا فِيهِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَمُنِعُوا مِنْ ذَلِكَ . وَلَوْ جَازَ ذَلِكَ لَكَانَ فِيهِ الْعُمْرَى مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْأَوْقَافَ لَا تُبَاعُ . وَلَكِنْ إِنَّمَا جَاءَنَا تَرْكُهُمْ لِوَقْفِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَجْرِي عَلَى مَا كَانَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَجْرَاهُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ وَلَمْ يَبْلُغْنَا أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ عَرَضَ فِيهِ بِشَيْءٍ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ قَدْ كَانَ لَهُ نَقْضُهُ *

اختر أحد أحاديث التخريج لعرضه هنا

اختر طريقة التخريج المناسبة لك :
التخريج
اخرجه البخاري في صحيحه ( 54/1683 برقم 2612 و 55/1705 برقم 2639 و 55/1712 برقم 2646 و 55/1713 برقم 2647 ) ومسلم في صحيحه ( 32/708 برقم 3186 ) وأبو داود في سننه ( 12/742 برقم 2539 ) والترمذي في جامعه ( 15/940 برقم 1359 ) وابن ماجه في سننه ( 16/726 برقم 2408 و 16/726 برقم 2409 ) والنسائي في الصغرى ( 29/1791 برقم 3581 و 29/1791 برقم 3582 و 29/1791 برقم 3583 و 29/1791 برقم 3584 و 29/1792 برقم 3586 و 29/1792 برقم 3587 و 29/1792 برقم 3588 ) وعبدالله بن المبارك في مسنده ( 1/11 برقم 213 ) والشافعي في السنن المأثورة ( 0/26 برقم 487 ) و ( 3/120 برقم 3835 ) وابن أبي شيبة في مصنفه ( 16/2974 برقم 20527 و 40/5203 برقم 35458 ) وابن جارود في المنتقى ( 3/60 برقم 356 ) والطحاوي في شرح معاني الآثار ( 17/4 برقم 3876 ) والطبراني في الأوائل ( 0/57 برقم 59 ) والطبراني في الأوسط ( 1/2 برقم 2390 و 18/82 برقم 4493 و 22/1 برقم 6617 ) والدارقطني في سننه ( 26/234 برقم 3858 و 26/234 برقم 3859 و 26/234 برقم 3860 و 26/234 برقم 3861 و 26/234 برقم 3862 و 26/234 برقم 3863 و 26/234 برقم 3864 و 26/234 برقم 3865 و 26/235 برقم 3866 و 26/235 برقم 3867 و 26/235 برقم 3868 و 26/235 برقم 3869 و 26/235 برقم 3870 و 26/235 برقم 3871 و 26/235 برقم 3872 و 26/235 برقم 3875 و 26/235 برقم 3876 و 26/235 برقم 3877 و 26/236 برقم 3878 و 26/236 برقم 3879 و 26/236 برقم 3880 و 26/236 برقم 3881 و 26/236 برقم 3882 و 26/236 برقم 3883 و 26/236 برقم 3884 ) وأبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ( 0/430 برقم 12476 ) والبيهقي في السنن الكبير ( 31/579 برقم 11127 و 31/579 برقم 11128 و 31/579 برقم 11129 و 31/579 برقم 11130 و 31/579 برقم 11131 و 31/579 برقم 11132 و 31/579 برقم 11133 و 31/580 برقم 11143 و 31/581 برقم 11145 و 31/581 برقم 11146 ) والبيهقي في السنن الصغير ( 7/301 برقم 1725 و 7/301 برقم 1726 و 7/301 برقم 1727 ) وابن خزيمة في صحيحه ( 8/412 برقم 2286 و 8/412 برقم 2287 و 8/412 برقم 2288 و 8/412 برقم 2289 ) وابن حبان في صحيحه ( 50/437 برقم 4990 و 50/438 برقم 4991 و 50/439 برقم 4992 ) والنسائي في الكبرى ( 50/2006 برقم 5271 و 50/2006 برقم 5272 و 50/2006 برقم 5273 و 50/2006 برقم 5274 و 50/2007 برقم 5276 و 50/2007 برقم 5277 و 50/2007 برقم 5278 )