هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
7022 حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : إِنِّي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ : اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ ، قَالُوا : بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا ، فَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ ، فَقَالَ : اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ ، قَالُوا : قَبِلْنَا ، جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الأَمْرِ مَا كَانَ ، قَالَ : كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا عِمْرَانُ أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُهَا ، فَإِذَا السَّرَابُ يَنْقَطِعُ دُونَهَا ، وَايْمُ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
7022 حدثنا عبدان ، قال : أخبرنا أبو حمزة ، عن الأعمش ، عن جامع بن شداد ، عن صفوان بن محرز ، عن عمران بن حصين ، قال : إني عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه قوم من بني تميم ، فقال : اقبلوا البشرى يا بني تميم ، قالوا : بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن ، فقال : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن ، إذ لم يقبلها بنو تميم ، قالوا : قبلنا ، جئناك لنتفقه في الدين ، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ، قال : كان الله ولم يكن شيء قبله ، وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السموات والأرض ، وكتب في الذكر كل شيء ، ثم أتاني رجل ، فقال : يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت ، فانطلقت أطلبها ، فإذا السراب ينقطع دونها ، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated `Imran bin Hussain:

While I was with the Prophet (ﷺ) , some people from Bani Tamim came to him. The Prophet (ﷺ) said, O Bani Tamim! Accept the good news! They said, You have given us the good news; now give us (something). (After a while) some Yemenites entered, and he said to them, O the people of Yemen! Accept the good news, as Bani Tamim have refused it. They said, We accept it, for we have come to you to learn the Religion. So we ask you what the beginning of this universe was. The Prophet (ﷺ) said There was Allah and nothing else before Him and His Throne was over the water, and He then created the Heavens and the Earth and wrote everything in the Book. Then a man came to me and said, 'O `Imran! Follow your she-camel for it has run away! So I set out seeking it, and behold, it was beyond the mirage! By Allah, I wished that it (my she-camel) had gone but that I had not left (the gathering).

":"ہم سے عبد ان نے بیان کیا ‘ ان سے ابوحمزہ نے ‘ ان سے اعمش نے ‘ ان سے جامع بن شداد نے ‘ ان سے صفوان بن محرز نے اور ان سے عمران بن حصین رضی اللہ عنہما نے بیان کیا کہمیں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے پاس تھا کہ آپ کے پاس بنو تمیم کے کچھ لوگ آئے آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا اے بنو تمیم ! بشارت قبول کرو ۔ انہوں نے اس پر کہا کہ آپ نے ہمیں بشارت دے دی ‘اب ہمیں بخشش بھی دیجئیے ۔ پھر آپ کے پاس یمن کے کچھ لوگ پہنچے تو آپ نے فرمایا کہ اے اہل یمن ! بنو تمیم نے بشارت نہیں قبول کی تم اسے قبول کرو ۔ انہوں نے کہا کہ ہم نے قبول کر لی ۔ ہم آپ کے پاس اس لیے حاضر ہوئے ہیں تاکہ دین کی سمجھ حاصل کریں اور تاکہ آپ سے اس دنیا کی ابتداء کے متعلق پوچھیں کہ کس طرح تھی ؟ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ اللہ تھا اور کوئی چیز نہیں تھی اور اللہ کا عرش پانی پر تھا ۔ پھر اس نے آسمان و زمین پیدا کئے اور لوح محفوظ میں ہر چیز لکھ دی ( عمران بیان کرتے ہیں کہ ) مجھے ایک شخص نے آ کر خبر دی کہ عمران اپنی اونٹنی کی خبر لو ‘ وہ بھاگ گئی ہے ۔ چنانچہ میں اس کی تلاش میں نکلا ۔ میں نے دیکھا کہ میرے اور اس کے درمیان ریت کا چٹیل میدان حائل ہے اور خدا کی قسم میری تمنا تھی کہ وہ چلی ہی گئی ہوتی اور میں آپ صلی اللہ علیہ وسلم کی مجلس میں سے نہ اٹھا ہوتا ۔

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ( بابُُ { وَكَانَ عَرْشه على المَاء} { وَهُوَ رب الْعَرْش الْعَظِيم} )

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: { وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُو اْ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} فِي قَوْله: { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَا إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وَذكر هَاتين القطعتين من الْآيَتَيْنِ الكريمتين تَنْبِيها على فائدتين: الأولى: من قَوْله: هِيَ لدفع توهم من قَالَ: إِن الْعَرْش لم يزل مَعَ الله تَعَالَى، مستدلين بقوله فِي الحَدِيث: كَانَ الله وَلم يكن شَيْء قبله وَكَانَ عَرْشه على المَاء.
وَهَذَا مَذْهَب بَاطِل، وَلَا يدل قَوْله تَعَالَى: { وَهُوَ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُمْ مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُو اْ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ} على أَنه حَال عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا أخبر عَن الْعَرْش خَاصَّة بِأَنَّهُ على المَاء، وَلم يخبر عَن نَفسه بِأَنَّهُ حَال عَلَيْهِ تَعَالَى الله عَن ذَلِك، لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ حَاجَة إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا جعله ليتعبد بِهِ مَلَائكَته كتعبد خلقه بِالْبَيْتِ الْحَرَام وَلم يسمه بَيته بِمَعْنى أَنه يسكنهُ، وَإِنَّمَا سَمَّاهُ بَيته لِأَنَّهُ الْخَالِق لَهُ وَالْمَالِك، وَكَذَلِكَ الْعَرْش سَمَّاهُ عَرْشه لِأَنَّهُ مَالِكه وَالله تَعَالَى لَيْسَ لأوليته حد وَلَا مُنْتَهى، وَقد كَانَ فِي أوليته وَحده وَلَا عرش مَعَه.
والفائدة الثَّانِيَة: من قَوْله: { اذْهَب بِّكِتَابِى هَاذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} لدفع توهم من قَالَ: إِن الْعَرْش هُوَ الْخَالِق الصَّانِع.
وَقَوله: { رب الْعَرْش} يبطل هَذَا القَوْل الْفَاسِد لِأَنَّهُ يدل على أَنه مربوب مَخْلُوق، والمخلوق كَيفَ يكون خَالِقًا؟ وَقد اتّفقت أقاويل أهل التَّفْسِير على أَن الْعَرْش هُوَ السرير وَأَنه جسم ذُو قَوَائِم بِدَلِيل قَوْله، فَإِذا مُوسَى آخذ بقائمة من قَوَائِم الْعَرْش، وَهَذَا صفة الْمَخْلُوق لدلائل قيام الْحُدُوث بِهِ من التَّأْلِيف وَغَيره، وَجَاء عَن عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن معمر عَن قَتَادَة: عَرْشه من ياقوتة حَمْرَاء.

قَالَ أبُو العالِيَةِ: اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ، ارْتَفَعَ.
فَسَوَّاهُنَّ: خَلَقَهُنَّ.

أَبُو الْعَالِيَة رفيع بن مهْرَان الريَاحي سمع ابْن عَبَّاس،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: أَبُو الْعَالِيَة بِالْمُهْمَلَةِ والتحتانية كنية لتابعيين بصريين رَاوِيَيْنِ عَن ابْن عَبَّاس اسْم أَحدهمَا: رفيع مصغر رفع ضد الْخَفْض، وَاسم الآخر: زِيَاد بالتحتانية الْخَفِيفَة.
انْتهى.
قلت: لم يعين أَيهمَا قَالَ: اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء ارْتَفع، وَكَذَلِكَ غَيره من الشُّرَّاح أهمل وَلم يبين، وَالظَّاهِر أَنه: رفيع، لشهرته أَكثر من زِيَاد، ولكثرة رِوَايَته عَن ابْن عَبَّاس.
وَالتَّعْلِيق الْمَذْكُور وَصله الطَّبَرِيّ عَن مُحَمَّد بن أبان: حَدثنَا أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن حُصَيْن عَن أبي الْعَالِيَة ... وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي معنى الاسْتوَاء فَقَالَت الْمُعْتَزلَة: بِمَعْنى الِاسْتِيلَاء والقهر وَالْغَلَبَة كَمَا فِي قَول الشَّاعِر:
( قد اسْتَوَى بشرٌ على الْعرَاق ... من غير سيف وَدم مهراقِ)

بِمَعْنى: قهر وَغلب، وَأنكر عَلَيْهِم بِأَنَّهُ لَا يُقَال: استولى، إلاَّ إِذا لم يكن مستولياً ثمَّ استولى، وَالله عز وَجل لم يزل مستولياً قاهراً غَالِبا،.

     وَقَالَ  أَبُو الْعَالِيَة: معنى اسْتَوَى ارْتَفع، وَفِيه نظر لِأَنَّهُ لم يصف بِهِ نَفسه،.

     وَقَالَ ت المجسمة: مَعْنَاهُ اسْتَقر وَهُوَ فَاسد لِأَن الِاسْتِقْرَار من صِفَات الْأَجْسَام وَيلْزم مِنْهُ الْحُلُول والتناهي وَهُوَ محَال فِي حق الله تَعَالَى.
وَاخْتلف أهل السّنة فَقَالَ بَعضهم: مَعْنَاهُ ارْتَفع مثل قَول أبي الْعَالِيَة، وَبِه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَالْفراء وَغَيرهمَا،.

     وَقَالَ  بَعضهم: مَعْنَاهُ ملك وَقدر،.

     وَقَالَ  بَعضهم: مَعْنَاهُ علا، وَقيل: معنى الاسْتوَاء التَّمام والفراغ من فعل الشَّيْء وَمِنْه.
قَوْله تَعَالَى: { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىءَاتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِى الْمُحْسِنِينَ} فعلى هَذَا فَمَعْنَى اسْتَوَى على الْعَرْش أتم الْخلق وَخص لفظ الْعَرْش لكَونه أعظم الْأَشْيَاء.
وَقيل: إِن: على، فِي قَوْله: { على الْعَرْش} بِمَعْنى: إِلَى، فَالْمُرَاد على هَذَا: انْتهى إِلَى الْعَرْش، أَي: فِيمَا يتَعَلَّق بالعرش لِأَنَّهُ خلق الْخلق شَيْئا بعد شَيْء، وَالصَّحِيح تَفْسِير اسْتَوَى بِمَعْنى: علا، كَمَا قَالَه مُجَاهِد، على مَا يَأْتِي الْآن، وَهُوَ الْمَذْهَب الْحق.
وَقَول مُعظم أهل السّنة: لِأَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وصف نَفسه بالعلي.
وَاخْتلف أهل السّنة: هَل الاسْتوَاء صفة ذَات أَو صفة فعل؟ فَمن قَالَ: مَعْنَاهُ علا، قَالَ: هِيَ صفة ذَات، وَمن قَالَ غير ذَلِك قَالَ: هِيَ صفة فعل.
قَوْله: فسواهن: خَلقهنَّ هُوَ من كَلَام أبي الْعَالِيَة أَيْضا.
قَوْله: خَلقهنَّ كَذَا فِي رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: فسوى خلق، وَالْمَنْقُول عَن أبي الْعَالِيَة بِلَفْظ: فقضاهن، كَمَا أخرجه الطَّبَرِيّ من طَرِيق أبي جَعْفَر الرَّازِيّ عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى: { هُوَ الَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى الاَْرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ} قَالَ: ارْتَفع.
وَفِي قَوْله: فقضاهن: خَلقهنَّ، وَالَّذِي وَقع فسواهن، تَغْيِير وَفِي تَفْسِير: سوَّى بِخلق نظر، لِأَن فِي التَّسْوِيَة قدرا زَائِدا على الْخلق كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: { الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى}
وَقَالَ مُجاهِدٌ: اسْتَوَى عَلى العَرْشِ.
هَذَا هُوَ الصَّحِيح، وَوَصله الْفرْيَابِيّ عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَنهُ.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: المَجِيدُ الكَرِيمُ، والوَدُودُ الحَبِيبُ، يُقال: حَميدٌ مَجِيدٌ، كأنَّهُ فَعيلٌ مِنْ ماجدٍ، مَحْمُودٌ مِنْ حَمِيدٍ.

مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِنَّه لما ذكر الْعَرْش ذكر أَن الله وَصفه بالمجيد فِي قَوْله عز وَجل: { ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} فسر الْمجِيد بالكريم وَوصل هَذَا ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وقرىء: ذُو الْعَرْش صفة لِرَبِّك، وقرىء: الْمجِيد، بِالْجَرِّ صفة للعرش، ومجد الله عَظمته ومجد الْعَرْش علوه وعظمته.
قَوْله: والودود الحبيب، ذكر هَذَا اسْتِطْرَادًا لِأَن قبل قَوْله: { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} وَفسّر الْوَدُود بالحبيب،.

     وَقَالَ  الزَّمَخْشَرِيّ: الْوَدُود الْفَاعِل بِأَهْل طَاعَته مَا يَفْعَله الْوَدُود من إعطائهم مَا أَرَادوا.
قَوْله: كَأَنَّهُ فعيل، أَي: كَأَن مجيداً على وزن فعيل أَخذ من ماجد ومحمود أَخذ من حميد، ويروى: من حمد، على صِيغَة الْمَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: غَرَضه أَن مجيداً فعيل بِمَعْنى فَاعل، وحميداً فعيل بِمَعْنى مَحْمُود.
فَهُوَ من بابُُ الْقلب، ويروى: مَحْمُود من حمد بِلَفْظ ماضي الْمَجْهُول وَالْمَعْرُوف، وَإِنَّمَا قَالَ: كَأَنَّهُ، لاحْتِمَال أَن يكون حميد بِمَعْنى حَامِد، والمجيد بِمَعْنى الممجد.
وَفِي الْجُمْلَة فِي عبارَة البُخَارِيّ تعقيد.
انْتهى.
.

     وَقَالَ  بَعضهم: التعقيد فِي قَوْله: مَحْمُود من حمد.
قلت: سُبْحَانَ الله كَيفَ يَقُول هَذَا الْقَائِل التعقيد فِي قَوْله: مَحْمُود من حمد، وَهَذَا كَلَام من لم يذقْ من علم التصريف شَيْئا، بل لفظ: مَحْمُود، مُشْتَقّ من: حمد، والتعقيد الَّذِي ذكره الْكرْمَانِي وَنسبه إِلَى البُخَارِيّ هُوَ قَوْله: ومحمود أَخذ من حميد، لِأَن مَحْمُودًا لم يُؤْخَذ من حميد، وَإِنَّمَا كِلَاهُمَا أخذا من: حمد، الْمَاضِي.
فَافْهَم.



[ قــ :7022 ... غــ :7418 ]
- حدّثنا عَبْدَانُ، عنْ أبي حَمْزَةَ، عنِ الأعْمَشِ، عنْ جامِعِ بنِ شَدَّادٍ، عنْ صَفْوانَ بنِ مُحْرِزٍ عنْ عمرانَ بنِ حُصَيْنٍ قَالَ: إنِّي عِنْدَ النبيِّ إذْ جاءَهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْراى يَا بَني تَمِيمٍ قالُوا: بَشَّرْتَنا فأعْطِنا، فَدَخَلَ ناسٌ مِنْ أهْلِ اليَمنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أهْلَ اليَمن إذْ لَمْ يَقْبَلْها بَنُو تَمِيمٍ قالُوا: قَبِلْنا جِئْناكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ ولِنَسْألكَ عنْ أوَّلِ هاذا الأمْر مَا كَانَ؟ قَالَ: كَانَ الله ولَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلى الماءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ، وكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كلَّ شَيْءٍ ثُمَّ أتانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرانُ أدْرِكْ ناقَتَك، فَقَدْ ذَهَبَتْ، فانْطَلَقْتُ أطْلُبُها، فَإِذا السَّرابُ يَنْقَطِعُ دُونَها، وايْمُ الله لَوَدِدْتُ أنَّها قَدْ ذَهَبَتْ ولَمْ أقُمْ.

ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وعبدان لقب عبد الله بن عُثْمَان، وَأَبُو حَمْزَة بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي مُحَمَّد بن مَيْمُون، وجامع بن شَدَّاد بتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة الأولى، وَصَفوَان بن مُحرز بِضَم الْمِيم على صِيغَة الْفَاعِل من الْإِحْرَاز.

والْحَدِيث مضى فِي أول كتاب بَدْء الْخلق.

قَوْله: إِذْ جَاءَ قوم من بني تَمِيم وَفِي رِوَايَة الْمَغَازِي: جَاءَت بَنو تَمِيم، وَهُوَ مَحْمُول على إِرَادَة بَعضهم، وَفِي رِوَايَة بَدْء الْخلق: جَاءَ نفر من بني تَمِيم، وَالْمرَاد: وَفد تَمِيم، كَمَا صرح بِهِ ابْن حبَان فِي رِوَايَته.
اقْبَلُوا الْبُشْرَى وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم: أَبْشِرُوا يَا بني تَمِيم قَوْله: بشرتنا أَي: بِالْجنَّةِ وَنَعِيمهَا، أعطنا شَيْئا، وَفِي الْمَغَازِي، فَقَالُوا: أما إِذا بشرتنا فَأَعْطِنَا، وفيهَا: فَتغير وَجهه، وَعند أبي نعيم فِي الْمُسْتَخْرج كَأَنَّهُ كره ذَلِك، وَفِي رِوَايَة فِي الْمَغَازِي: فَرُئِيَ ذَلِك فِي وَجهه، وفيهَا: فَقَالُوا: يَا رَسُول الله بشرتنا، وَهُوَ دَال على إسْلَامهمْ، قيل: بَنو تَمِيم قبلوها حَيْثُ قَالُوا: بشرتنا.
غَايَة مَا فِي الْبابُُ أَنهم سَأَلُوا شَيْئا.
وَأجِيب بِأَنَّهُم لم يقبلوها حَيْثُ لم يهتموا بالسؤال عَن حقائقها وَكَيْفِيَّة المبدأ والمعاد، وَلم يعتنوا بضبطها وحفظها، وَلم يسْأَلُوا عَن موجباتها وَعَن الموصلات إِلَيْهَا.
وَقيل: المُرَاد بِهَذِهِ الْبشَارَة أَن من أسلم نجا من الخلود فِي النَّار، ثمَّ بعد ذَلِك يَتَرَتَّب جَزَاؤُهُ على وفْق عمله إلاَّ أَن يعْفُو الله.
قَوْله: فَأَعْطِنَا زعم ابْن الْجَوْزِيّ أَن الْقَائِل: أعطنا هُوَ الْأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيمِي.
قَوْله: فَدخل نَاس من أهل الْيمن وَفِي رِوَايَة حَفْص: ثمَّ دخل عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم: فَجَاءَهُ نَاس من أهل الْيمن.
قَوْله: عَن أول هَذَا الْأَمر أَي: ابْتِدَاء خلق الْعَالم والمكلفين.
قَوْله: مَا كَانَ؟ مَا للاستفهام.
قَوْله: وَلم يكن شَيْء قبله حَال، قَالَه الطَّيِّبِيّ، وَعند الْكُوفِيّين: خبر وَالْمعْنَى يساعده إِذْ التَّقْدِير: كَانَ الله مُنْفَردا، وَقد جوز الْأَخْفَش دُخُول الْوَاو فِي خبر: كَانَ وَأَخَوَاتهَا، نَحْو: كَانَ زيد وَأَبوهُ قَائِم.
قَوْله: وَكَانَ عَرْشه على المَاء قَالَ الْكرْمَانِي: عطف على: كَانَ الله، وَلَا يلْزم مِنْهُ الْمَعِيَّة، إِذْ اللَّازِم من الْوَاو هُوَ الِاجْتِمَاع فِي أصل الثُّبُوت وَإِن كَانَ بَينهمَا تَقْدِيم وَتَأْخِير.
.

     وَقَالَ  شيخ شَيْخي الطَّيِّبِيّ، طيب الله ثراهما: لفظ: كَانَ، فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِحَسب حَال مدخولها، فَالْمُرَاد بِالْأولِ الأزلية والقدم، وَبِالثَّانِي: الْحُدُوث بعد الْعَدَم.
قَوْله: فِي الذّكر أَي: اللَّوْح الْمَحْفُوظ.
قَوْله: أدْرك نَاقَتك فقد ذهبت وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة: انْحَلَّت نَاقَتك من عقالها.
قَوْله: دونهَا أَي: كَانَت النَّاقة من وَرَاء السراب بِحَيْثُ لَا بُد من الْمسَافَة السرابية للوصول إِلَيْهَا، والسراب بِالسِّين الْمُهْملَة الَّذِي يرَاهُ الْإِنْسَان نصف النَّهَار كَأَنَّهُ مَاء.
قَوْله: وَايْم الله يَمِين تقدم مَعْنَاهُ غير مرّة.
قَوْله: لَوَدِدْت إِلَى آخِره، الود الْمَذْكُور تسلط على مَجْمُوع ذهابها وَعدم قِيَامه، لَا على أَحدهمَا فَقَط، لِأَن ذهابها كَانَ قد تحقق بانفلاتها، أَو المُرَاد بالذهاب الْفِعْل الْكُلِّي، قَالَه بَعضهم، وَفِي الْأَخير نظر لَا يخفى.