هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
7014 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا مُوسَى هُوَ ابْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، فِي غَزْوَةِ بَنِي المُصْطَلِقِ أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا ، فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ ، وَلاَ يَحْمِلْنَ ، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ العَزْلِ ، فَقَالَ : مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ ، عَنْ قَزَعَةَ ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلَّا اللَّهُ خَالِقُهَا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
7014 حدثنا إسحاق ، حدثنا عفان ، حدثنا وهيب ، حدثنا موسى هو ابن عقبة ، حدثني محمد بن يحيى بن حبان ، عن ابن محيريز ، عن أبي سعيد الخدري ، في غزوة بني المصطلق أنهم أصابوا سبايا ، فأرادوا أن يستمتعوا بهن ، ولا يحملن ، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل ، فقال : ما عليكم أن لا تفعلوا ، فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ، وقال مجاهد ، عن قزعة ، سمعت أبا سعيد فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu Sa`id Al-Khudri:

That during the battle with Bani Al-Mustaliq they (Muslims) captured some females and intended to have sexual relation with them without impregnating them. So they asked the Prophet (ﷺ) about coitus interrupt us. The Prophet (ﷺ) said, It is better that you should not do it, for Allah has written whom He is going to create till the Day of Resurrection. Qaza'a said, I heard Abu Sa`id saying that the Prophet (ﷺ) said, 'No soul is ordained to be created but Allah will create it.

":"ہم سے اسحاق نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے عفان نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے وہیب نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے موسیٰ بن عقبہ نے بیان کیا ‘ کہا مجھ سے محمد بن یحییٰ بن حبان نے بیان کیا ‘ ان سے ابن محیریز نے اور ان سے ابو سعید خدری رضی اللہ عنہ نے کہغزوہ بنو المصطلق میں انہیں باندیاں غنیمت میں ملیں تو انہوں نے چاہا کہ ان سے ہمبستر ی کریں لیکن حمل نہ ٹھہرے ۔ چنانچہ لوگوں نے آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم سے عزل کے متعلق پوچھا تو آپ نے فرمایا کہ اگر تم عزل بھی کرو تو کوئی قباحت نہیں مگر قیامت تک جس جان کے متعلق اللہ تعالیٰ نے پیدا ہونا لکھ دیا ہے وہ ضرور پیدا ہو کر رہے گی ( اس لیے تمہارا عزل کرنا بیکار ہے ۔ موجودہ جبری نسل بندی کا جواز اس سے نکالنا بالکل غلط ہے ۔ اور مجاہد نے قزعہ سے بیان کیا کہ انہوں نے ابو سعید خدری رضی اللہ عنہ سے سنا ‘ انہوں نے بیان کیا کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کوئی بھی جان جو پیدا ہوتی ہے ‘ اللہ تعالیٰ ضرور اسے پیدا کر کے رہے گا ۔

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [7409] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَبُو عَلِيِّ الْجَيَّانِيُّ هُوَ بن مَنْصُورٍ.

.

قُلْتُ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ قَدْ يظنّ انه بن رَاهْوَيْهِ لِكَوْنِهِ أَيْضًا رَوَى عَنْ عَفَّانَ أَنَّ بن رَاهَوَيْه لَا يَقُول الا أخبرنَا هُنَا ثَبت فِي النّسخ حَدثنَا فتأيد انه بن مَنْصُور وَقد تقدم شرح حَدِيث بن سَعِيدٍ الْمَذْكُورِ هُنَا فِي الْعَزْلِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ مُسْتَوْفًى .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ عَنْ قَزْعَةَ هُوَ بن يَحْيَى وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَقْرَانِ لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَهُوَبن جَبْرٍ الْمُفَسِّرَ الْمَشْهُورَ الْمَكِّيَّ فِي طَبَقَةِ قَزْعَةَ .

     قَوْلُهُ  سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَقَعَ هُنَا بِحَذْفِ الْمَسْئُولِ عَنْهُ وَوَقَعَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ سَمِعْتُ بَدَلَ سَأَلْتُ وَقَدْ وَصَلَهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الثَّلَاثَةُ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ وَلَمْ يَقُلْ فَلَا يَفْعَلْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ وَهُوَ الْقَدْرُ الْمَذْكُورُ مِنْهُ هُنَا قَالَ بن بَطَّالٍ الْخَالِقُ فِي هَذَا الْبَابِ يُرَادُ بِهِ الْمُبْدع المنشىء لِأَعْيَانِ الْمَخْلُوقِينَ وَهُوَ مَعْنًى لَا يُشَارِكُ اللَّهَ فِيهِ أَحَدٌ قَالَ وَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ مُسَمِّيًا نَفْسَهُ خَالِقًا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ سَيَخْلُقُ لِاسْتِحَالَةٍ قِدَمِ الْخَلْقِ.

     وَقَالَ  الْكِرْمَانِيُّ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ إِلَّا وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ أَيْ مَقْدَّرَةُ الْخَلْقِ أَوْ مَعْلُومَةُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ لَا بُدَّ مِنْ إِبْرَازِهَا إِلَى الْوُجُودِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اعْلَم بِالصَّوَابِ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لِمَا خَلَقْتُ بيَدي) قَالَ بن بَطَّالٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِثْبَاتُ يَدَيْنِ لِلَّهِ وَهُمَا صِفَتَانِ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ وَلَيْسَتَا بِجَارِحَتَيْنِ خِلَافًا لِلْمُشَبِّهَةِ مِنَ الْمُثْبِتَةِ وَلِلْجَهْمِيَّةِ مِنَ الْمُعَطِّلَةِ وَيَكْفِي فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا بِمَعْنَى الْقُدْرَةِ أَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ لَهُ قُدْرَةَ وَاحِدَةً فِي قَوْلِ الْمُثْبِتَةِ وَلَا قُدْرَةَ لَهُ فِي قَوْلِ النُّفَاةِ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ قَادِرٌ لِذَاتِهِ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْيَدَيْنِ لَيْسَتَا بِمَعْنَى الْقُدْرَةِ أَنَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لِإِبْلِيسَ مَا مَنعك ان تسْجد لما خلقت بيَديإِشَارَةً إِلَى الْمَعْنَى الَّذِي أَوْجَبَ السُّجُودَ فَلَوْ كَانَتِ الْيَدُ بِمَعْنَى الْقُدْرَةِ لَمْ يَكُنْ بَيْنَ آدم وابليس فرق لتشاركهما فِيمَا خلق كل مِنْهُمَا بِهِ وَهِيَ قُدْرَتُهُ وَلَقَالَ إِبْلِيسُ وَأَيُّ فَضِيلَةٍ لَهُ عَلَيَّ وَأَنَا خَلَقْتَنِي بِقُدْرَتِكَ كَمَا خَلَقْتَهُ بِقُدْرَتِكَ فَلَمَّا قَالَ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وخلقته من طين دَلَّ عَلَى اخْتِصَاصِ آدَمَ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ بِيَدَيْهِ قَالَ وَلَا جَائِزَ أَنْ يُرَادَ بِالْيَدَيْنِ النِّعْمَتَانِ لِاسْتِحَالَةِ خَلْقِ الْمَخْلُوقِ بِمَخْلُوقٍ لِأَنَّ النِّعَمَ مَخْلُوقَةٌ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمَا صِفَتَيْ ذَاتٍ ان يَكُونَا جارحتين.

     وَقَالَ  بن التِّينِ .

     قَوْلُهُ  وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانَ يَدْفَعُ تَأْوِيلَ الْيَدِ هُنَا بِالْقُدْرَةِ وَكَذَا .

     قَوْلُهُ  فِي حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ رَفَعَهُ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَأَخَذَهُ بِيَمِينِهِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الْحَدِيثَ.

     وَقَالَ  بن فَوْرَكٍ قِيلَ الْيَدُ بِمَعْنَى الذَّاتِ وَهَذَا يَسْتَقِيمُ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا بِخِلَاف قَوْله لما خلقت بيَدي فَإِنَّهُ سِيقَ لِلرَّدِّ عَلَى إِبْلِيسَ فَلَوْ حُمِلَ عَلَى الذَّاتِ لَمَا اتَّجَهَ الرَّدُّ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ هَذَا يُسَاقُ مَسَاقَ التَّمْثِيلِ لِلتَّقْرِيبِ لِأَنَّهُ عُهِدَ أَنَّ مَنِ اعْتَنَى بِشَيْءٍ وَاهْتَمَّ بِهِ بَاشَرَهُ بِيَدَيْهِ فَيُسْتَفَادُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْعِنَايَةَ بِخَلْقِ آدَمَ كَانَتْ أَتَمَّ مِنَ الْعِنَايَةِ بِخَلْقِ غَيْرِهِ وَالْيَدُ فِي اللُّغَةِ تُطْلَقُ لِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ اجْتَمَعَ لَنَا مِنْهَا خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مَعْنًى مَا بَيْنَ حَقِيقَةٍ وَمَجَازٍ الْأَوَّلُ الْجَارِحَةُ الثَّانِي الْقُوَّةُ نَحْوُ دَاوُد ذَا الأيد الثَّالِث الْملك أَن الْفضل بيد الله الرَّابِع الْعَهْد يَد الله فَوق أَيْديهم وَمِنْهُ .

     قَوْلُهُ  هَذِي يَدَيَّ لَكَ بِالْوَفَاءِ الْخَامِسُ الِاسْتِسْلَامُ وَالِانْقِيَادُ قَالَ الشَّاعِرُ أَطَاعَ يَدًا بِالْقَوْلِ فَهُوَ ذَلُولٌ السَّادِسُ النِّعْمَةُ قَالَ وَكَمْ لِظَلَامِ اللَّيْلِ عِنْدِي مِنْ يَدٍ السَّابِعُ الْمُلْكُ قُلْ ان الْفضل بيد الله الثَّامِنُ الذُّلُّ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ التَّاسِع أَو يعفوا الَّذِي بِيَدِهِ عقدَة النِّكَاح الْعَاشِرُ السُّلْطَانُ الْحَادِي عَشَرَ الطَّاعَةُ الثَّانِي عَشَرَ الْجَمَاعَةُ الثَّالِثَ عَشَرَ الطَّرِيقُ يُقَالُ أَخَذَتْهُمْ يَدُ السَّاحِل الرَّابِع عشر التَّفَرُّق تفَرقُوا أَيدي سَبَإٍ الْخَامِسَ عَشَرَ الْحِفْظُ السَّادِسَ عَشَرَ يَدُ الْقَوْسِ أَعْلَاهَا السَّابِعَ عَشَرَ يَدُ السَّيْفِ مِقْبَضُهُ الثَّامِنَ عَشَرَ يَدُ الرَّحَى عُودُ الْقَابِضِ التَّاسِعَ عَشَرَ جَنَاحُ الطَّائِرِ الْعِشْرُونَ الْمُدَّةُ يُقَالُ لَا أَلْقَاهُ يَدُ الدَّهْرِ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ الِابْتِدَاءُ يُقَالُ لَقِيتُهُ أَوَّلَ ذَاتِ يَدِي وَأَعْطَاهُ عَنْ ظَهْرِ يَدٍ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ يَدُ الثَّوْبِ مَا فَضَلَ مِنْهُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ يَدُ الشَّيْءِ أَمَامُهُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ الطَّاقَةُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ النَّقْدُ نَحْوُ بِعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ ثُمَّ ذَكَرَ فِي الْبَابِ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ لِلثَّالِثِ مِنْهَا أَرْبَعَةُ طُرُقٍ وَلِلرَّابِعِ طَرِيقَانِ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي الشَّفَاعَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الرِّقَاقِ وَالْغَرَضُ مِنْهُ هُنَا قَوْلُ أَهْلِ الْمَوْقِفِ لِآدَمَ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  قَوْله بَاب قَول الله تَعَالَى هُوَ الْخَالِق البارئ المصور)
كَذَا للْأَكْثَر والتلاوة هُوَ الله الْخَالِق إِلَخْ وَثَبَتَ كَذَلِكَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ مِنْ رِوَايَةِ كَرِيمَةَ قَالَ الطِّيبِيُّ قِيلَ إِنَّ الْأَلْفَاظَ الثَّلَاثَةَ مُتَرَادِفَةٌ وَهُوَ وَهْمٌ فَإِنَّ الْخَالِقَ مِنَ الْخَلْقِ وَأَصْلُهُ التَّقْدِيرُ الْمُسْتَقِيمُ وَيُطْلَقُ عَلَى الْإِبْدَاعِ وَهُوَ إِيجَادُ الشَّيْءِ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَعَلَى التَّكْوِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَة والبارئ مِنَ الْبُرْءِ وَأَصْلُهُ خُلُوصُ الشَّيْءِ عَنْ غَيْرِهِ إِمَّا عَلَى سَبِيلِ التَّقَصِّي مِنْهُ وَعَلَيْهِ .

     قَوْلُهُ مْ برأَ فُلَانٌ مِنْ مَرَضِهِ وَالْمَدْيُونَ مِنْ دَيْنِهِ وَمِنْهُ اسْتَبْرَأْتِ الْجَارِيَةُ وَإِمَّا عَلَى سَبِيلِ الْإِنْشَاءِ وَمِنْهُ برأَ الله النَّسمَة وَقيل البارئ الْخَالِق البريء من التَّفَاوُت والتنافر المخلين بالنظام والمصور مُبْدِعُ صُوَرَ الْمُخْتَرَعَاتِ وَمُرَتِّبُهَا بِحَسَبِ مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ فَاللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ بِمَعْنَى أَنَّهُ مُوجِدُهُ مِنْ أَصْلٍ وَمِنْ غَيْرِ أَصْلٍ وَبَارِئُهُ بِحَسَبِ مَا اقْتَضَتْهُ الْحِكْمَةُ مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ وَلَا اخْتِلَالٍ وَمُصَوِّرُهُ فِي صُورَةٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا خَوَاصُّهُ وَيَتِمُّ بِهَا كَمَالُهُ وَالثَّلَاثَةُ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ إِلَّا إِذَا أُرِيدَ بِالْخَالِقِ الْمُقَدِّرُ فَيَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ لِأَنَّ مَرْجِعَ التَّقْدِيرِ إِلَى الْإِرَادَةِ وَعَلَى هَذَا فَالتَّقْدِيرُ يَقَعُ أَوَّلًا ثُمَّ الْإِحْدَاثُ عَلَى الْوَجْهِ الْمُقَدَّرِ يَقَعُ ثَانِيًا ثُمَّ التَّصْوِيرُ بِالتَّسْوِيَةِ يَقَعُ ثَالِثًا انْتَهَى.

     وَقَالَ  الْحَلِيمِيُّ الْخَالِقُ مَعْنَاهُ الَّذِي جَعَلَ الْمُبْدَعَاتِ أَصْنَافًا وَجَعَلَ لِكُلِّ صنف مِنْهَا قدرا والبارئ مَعْنَاهُ الْمُوجِدُ لِمَا كَانَ فِي مَعْلُومِهِ وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بقوله من قبل أَن نبرأها قَالَ وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ قَالَبُ الْأَعْيَانِ لِأَنَّهُ أَبْدَعَ الْمَاءَ وَالتُّرَابَ وَالنَّارَ وَالْهَوَاءَ لَا مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ خَلَقَ مِنْهَا الْأَجْسَامَ الْمُخْتَلِفَةَ والمصور مَعْنَاهُ الْمُهَيِّئُ لِلْأَشْيَاءِ عَلَى مَا أَرَادَهُ مِنْ تَشَابُهٍ وَتَخَالُفٍ.

     وَقَالَ  الرَّاغِبُ لَيْسَ الْخَلْقُ بِمَعْنَى الْإِبْدَاعِ إِلَّا لِلَّهِ وَإِلَى ذَلِكَ أَشَارَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى أَفَمَن يخلق كمن لَا يخلق.

.
وَأَمَّا الَّذِي يُوجَدُ بِالِاسْتِحَالَةِ فَقَدْ وَقَعَ لِغَيْرِهِ بِتَقْدِيرِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِثْلُ قَوْلِهِ لِعِيسَى وَإِذْ تخلق من الطين كَهَيئَةِ الطير بأذني وَالْخَلْقُ فِي حَقِّ غَيْرِ اللَّهِ يَقَعُ بِمَعْنَى التَّقْدِير وَبِمَعْنى الْكَذِب والبارئ أَخَصُّ بِوَصْفِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْبَرِيَّةُ الْخَلْقُ قِيلَ أَصْلُهُ الْهَمْزُ فَهُوَ مِنْ بَرَّأَ وَقِيلَ أَصْلُهُ الْبَرِّيُّ مِنْ بَرَيْتُ الْعُودَ وَقِيلَ الْبَرِيَّةُ مِنَ الْبَرَى بِالْقَصْرِ وَهُوَ التُّرَابُ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مُوجِدُ الْخَلْقَ مِنَ الْبَرَى وَهُوَ التُّرَابُ والمصور مَعْنَاهُ الْمُهَيِّئُ قَالَ تَعَالَى يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيفَ يَشَاء وَالصُّورَةُ فِي الْأَصْلِ مَا يَتَمَيَّزُ بِهِ الشَّيْءُ عَنْ غَيْرِهِ وَمِنْهُ مَحْسُوسٌ كَصُورَةِ الْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ وَمِنْهُ مَعْقُولٌ كَالَّذِي اخْتَصَّ بِهِ الْإِنْسَانُ مِنَ الْعقل والروية وَإِلَى كُلٍّ مِنْهُمَا الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ

[ قــ :7014 ... غــ :7409] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَبُو عَلِيِّ الْجَيَّانِيُّ هُوَ بن مَنْصُورٍ.

.

قُلْتُ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ قَدْ يظنّ انه بن رَاهْوَيْهِ لِكَوْنِهِ أَيْضًا رَوَى عَنْ عَفَّانَ أَنَّ بن رَاهَوَيْه لَا يَقُول الا أخبرنَا هُنَا ثَبت فِي النّسخ حَدثنَا فتأيد انه بن مَنْصُور وَقد تقدم شرح حَدِيث بن سَعِيدٍ الْمَذْكُورِ هُنَا فِي الْعَزْلِ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ مُسْتَوْفًى .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ عَنْ قَزْعَةَ هُوَ بن يَحْيَى وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَقْرَانِ لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَهُوَ بن جَبْرٍ الْمُفَسِّرَ الْمَشْهُورَ الْمَكِّيَّ فِي طَبَقَةِ قَزْعَةَ .

     قَوْلُهُ  سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَقَعَ هُنَا بِحَذْفِ الْمَسْئُولِ عَنْهُ وَوَقَعَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ سَمِعْتُ بَدَلَ سَأَلْتُ وَقَدْ وَصَلَهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الثَّلَاثَةُ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ وَلَمْ يَقُلْ فَلَا يَفْعَلْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ وَهُوَ الْقَدْرُ الْمَذْكُورُ مِنْهُ هُنَا قَالَ بن بَطَّالٍ الْخَالِقُ فِي هَذَا الْبَابِ يُرَادُ بِهِ الْمُبْدع المنشىء لِأَعْيَانِ الْمَخْلُوقِينَ وَهُوَ مَعْنًى لَا يُشَارِكُ اللَّهَ فِيهِ أَحَدٌ قَالَ وَلَمْ يَزَلِ اللَّهُ مُسَمِّيًا نَفْسَهُ خَالِقًا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ سَيَخْلُقُ لِاسْتِحَالَةٍ قِدَمِ الْخَلْقِ.

     وَقَالَ  الْكِرْمَانِيُّ مَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ إِلَّا وَهِيَ مَخْلُوقَةٌ أَيْ مَقْدَّرَةُ الْخَلْقِ أَوْ مَعْلُومَةُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ لَا بُدَّ مِنْ إِبْرَازِهَا إِلَى الْوُجُودِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اعْلَم بِالصَّوَابِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِ اللَّهِ: { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24]
(باب قول الله: { هو الخالق البارئ المصور} [الحشر: 24] ) كذا لأبي ذر ولغيره سقوط الباب وقال: { هو الله الخالق} كذا في الفرع وسقط لأبي ذر لفظ هو وقال في الفتح الباري باب قول الله تعالى هو الخالق كذا للأكثر والتلاوة هو الله الخالق إلى آخره وثبت كذلك في بعض النسخ
من رواية كريمة والخالق هو المقدر والبارئ المنشئ المخترع، وقدم ذكر الخالق على البارئ لأن الإرادة مقدمة على تأثير القدرة وهو الإحداث على الوجه المقدر ثم التصوير فالتصوير مرتب على الخلق والبراءة وتابع لهما لأن إيجاد الذوات مقدّم على إيجاد الصفات والخالق من الخلق ويستعمل بمعنى الإبداع وهو إيجاد الشيء من غير أصل كقوله تعالى: { خلق السماوات والأرض} [الأنعام: 1 وغيرها] وبمعنى التكوين كقوله تعالى: ({ خلق الإنسان من نطفة} [النحل: 4] والخلاق مبالغة في خالق والخلق فعله والخليقة جماعة المخلوقين وقد يعبر عن المخلوقات بالخلق تجوّزًا فمن علم أنه الخالق فعليه أن ينعم النظر في إتقان خلقه لتلوح له دلائل حكمته في صنعه فيعلم أنه خلقه من تراب ثم من نطفة وركّب أعضاءه، ورتب أجزاءه فقسم تلك القطرة فجعل بعضها مخًّا وبعضها عظمًا وبعضها عروقًا وبعضها أنيابًا وبعضها شحمًا وبعضها لحمًا وبعضها جلدًا وبعضها شعرًا، ثم رتّب كل عضو على ترتيب يخالف مجاوره ثم مدّ من تلك القطرة معاني صفات المخلوق وأسمائه وأخلاقه من علم وقدرة وإرادة وعقل وحلم وكرم ونحو هذا وأضداد هذا فتبارك الله أحسن الخالقين، وأما البارئ فقالوا معناه الخالق يقال برأ الله الخلق يبرؤهم برءًا وبروءًا أي خلقهم والبرية الخلق بالهمز وبغيره قالوا والبريئة من البر أو هو التراب؛ وقد جاء هذا الاسم بين اسمي فعل، وقد جاءت الروايات بتعداد الأسماء وذكر الاسمين معًا في العدد فلو كان مفهومها واحدًا لاستغنى بذكر أحدهما عن الآخر فلا بدّ من فارق يفرق بينهما لأن تقاربت الأشباه فالإيجاد والإبداع اسم عام لما تناوله معنى الإيجاد، ومعنى الإيجاد إخراج ذات المكون من العدم إلى الوجود واسم الخلق يتناول جميع المواد الظاهرة للمصنوع الظاهر، وهذا حدّ خاص في الخلق واسم البرء يتناول إيجاد البواطن من باطن ما خلق منه ذوات المقادير وهي الأجسام وجعل الذوات ذواتًا في الكون محمولة في الأجسام محجوبة في الهياكل، وأما المصور فهو مبدع صور المخلوقات على وجوه تتميز بها عن غيرها من تقدير وتخطيط واختصاص بشكل ونحو هذا فالله تعالى خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره أو موجده من أصل ومن غير أصل وبارئه حسبما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ومصوّره بصورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله.


[ قــ :7014 ... غــ : 7409 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى هُوَ ابْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ فِى غَزْوَةِ بَنِى الْمُصْطَلِقِ أَنَّهُمْ أَصَابُوا سَبَايَا فَأَرَادُوا أَنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ وَلاَ يَحْمِلْنَ فَسَأَلُوا النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ: «مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَفْعَلُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»..
     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ عَنْ قَزَعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلاَّ اللَّهُ خَالِقُهَا».

وبه قال: (حدّثنا إسحاق) هو ابن منصور أو ابن راهويه قال: (حدّثنا عفان) قال: (حدّثنا وهيب) بضم الواو ابن خالد قال: (حدّثنا موسى هو ابن عقبة) وسقط لأبي ذر هو ابن عقبة قال: (حدّثني) بالإفراد (محمد بن يحيى بن حبان) بفتح الحاء المهملة وتشديد الموحدة الأنصاري المدني
(عن ابن محيريز) بضم الميم وفتح الحاء المهملة وسكون التحتية بعدها راء فتحتية ساكنة فزاي الجمحي القرشي (عن أبي سعيد الخدري) -رضي الله عنه- (في غزوة بني المصطلق) بكسر اللام (أنهم أصابوا سبايا) جمع سبيئة بالهمز وهي المرأة تسبى مثل خطيئة وخطايا أي جواري أخذن من الكفار أسرًا (فأرادوا) لما طالت عليهم العزبة (أن يستمتعوا بهنّ) في الجماع (ولا يحملن فسألوا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن العزل) وهو نزع الذكر من الفرج وقت الإنزال (فقال) عليه الصلاة والسلام:
(ما عليكم أن لا تفعلوا) أي ليس عليكم ضرر في ترك العزل أو ليس عدم العزل واجبًا عليكم أو لا زائدة كما قاله المبرد (فإن الله) عز وجل (قد كتب) أي أمر من كتب (من هو خالق إلى يوم القيامة) فلا فائدة في عزلكم فإنه تعالى إن كان قد خلقها سبقكم الماء فلا ينفعكم الحرص.

(وقال مجاهد) هو ابن جبر المفسر فيما وصله (عن قزعة) بالقاف والزاي المفتوحتين (سمعت) ولأبي ذر قال: سألت (أبا سعيد) الخدري عن العزل (فقال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ليست نفس مخلوقة) مقدرة الخلق (إلا الله) عز وجل (خالقها) أي مبرزها من العدم إلى الوجود.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ قَوْلِ الله تَعَالَى: { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} )

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَول الله عز وَجل ... إِلَى آخِره.
قَوْله: { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} كَذَا وَقع فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، والتلاوة: { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وَثَبت كَذَلِك فِي بعض النّسخ من رِوَايَة كَرِيمَة،.

     وَقَالَ  شيخ شَيْخي الطَّيِّبِيّ: قيل: إِن الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة مترادفة، وَهُوَ وهم، فَإِن الْخَالِق من الْخلق وَأَصله: التَّقْدِير الْمُسْتَقيم، وَيُطلق على الإبداع وَهُوَ إِيجَاد الشَّيْء على غير مِثَال.
كَقَوْلِه: { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} وعَلى التكوين كَقَوْلِه: { خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} والبارىء من الْبُرْء وَأَصله خلوص الشَّيْء عَن غَيره إِمَّا على سَبِيل التفصي مِنْهُ كَقَوْلِهِم: برىء فلَان من مَرضه والمديون من دينه، وَإِمَّا على سَبِيل الْإِنْشَاء وَمِنْه برأَ الله النَّسمَة.
وَقيل: البارىء الْخَالِق البرىء من التَّفَاوُت والتنافر المخلين بالنظام، والمصور مبدع صور المخترعات ومرتبها بِحَسب مُقْتَضى الْحِكْمَة وَالثَّلَاثَة من صِفَات الْفِعْل إلاَّ إِذا أُرِيد بالخالق الْمُقدر فَيكون من صِفَات الذَّات، لِأَن مرجع التَّقْدِير إِلَى الْإِرَادَة والخلق فِي حق غير الله يَقع بِمَعْنى التَّقْدِير، وَبِمَعْنى: الْكَذِب، والبارىء خص بِوَصْف الله تَعَالَى والبرية الْخلق، قيل: أَصله الْهمزَة فَهُوَ من برأَ، وَقيل: أَصله الْبري من بريت الْعود، وَقيل: الْبَريَّة من البرى بِالْقصرِ وَهُوَ التُّرَاب، وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ موحد الْخلق من الْبري وَهُوَ التُّرَاب، والمصور مَعْنَاهُ المهيىء قَالَ تَعَالَى: { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الاَْرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وَالصُّورَة فِي الأَصْل مَا يتَمَيَّز بِهِ الشَّيْء عَن غَيره.



[ قــ :7014 ... غــ :7409 ]
- حدّثنا إسْحاقُ، حدّثنا عَفَّانُ، حدّثنا وُهَيْبٌ، حدّثنا مُوساى هُوَ ابنُ عُقْبَةَ، حدّثني مُحَمَّدُ بنُ يَحْياى بنِ حَيَّانَ، عنِ ابنِ مُحَيْرِيزٍ، عنْ أبي سَعِيدٍ الخدْرِيِّ فِي غَزْوَة بَنِي المُصْطَلِقِ أنَّهُمْ أصابُوا سَبايا فأرادُوا أنْ يَسْتَمْتِعُوا بِهِنَّ وَلَا يَحْمِلْنَ، فَسَألُوا النبيَّ عنِ العَزْل، فَقَالَ: مَا عَلَيْكُمْ أنْ لَا تَفْعَلُوا فإنَّ الله قَدْ كَتَبَ مَنْ هُوَ خالِقٌ إِلَى يَوْم القِيامَةِ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: من هُوَ خَالق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
وَإِسْحَاق قَالَ الغساني: هُوَ إِمَّا ابْن مَنْصُور، وَإِمَّا إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، قيل: يُؤَيّد أَنه ابْن مَنْصُور أَن ابْن رَاهَوَيْه لَا يَقُول إِلَّا: أخبرنَا، وَهنا ثَبت فِي النّسخ: حَدثنَا، وَعَفَّان هُوَ ابْن مُسلم الصفار، ووهيب مصغر وهب ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ، وَمُحَمّد بن يحيى بن حَيَّان بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف الْأنْصَارِيّ، وَابْن محيريز هُوَ عبد الله بن محيريز بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَكسر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالزاي الجُمَحِي الْقرشِي السَّامِي.

وَمضى الحَدِيث فِي النِّكَاح فِي: بابُُ الْعَزْل.

قَوْله: المصطلق بِكَسْر اللَّام.
قَوْله: عَن الْعَزْل وَهُوَ نزع الذّكر من الْفرج، وَقت الْإِنْزَال.
قَوْله: مَا عَلَيْكُم أَن لَا تَفعلُوا أَي: لَيْسَ عَلَيْكُم ضَرَر فِي ترك الْعَزْل، أَو: لَيْسَ عدم الْعَزْل وَاجِبا.
عَلَيْكُم،.

     وَقَالَ  الْمبرد: لَا زَائِدَة.

وَقَالَ مُجاهِدٌ: عنْ قَزَعَةَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ: قَالَ النبيُّ لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إلاَّ الله خالِقُها
قزعة هُوَ ابْن يحيى وَهُوَ من الأقران لِأَن مُجَاهدًا فِي طبقَة قزعة.
قَوْله: سَمِعت وَفِي رِوَايَة أبي ذَر: سَأَلت والمسؤول عَنهُ مَحْذُوف، وَقد وصل هَذَا التَّعْلِيق مُسلم من رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الله بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد بِلَفْظ: ذكر الْعَزْل عِنْد رَسُول الله، فَقَالَ: وَلم يفعل ذَلِك أحدكُم، وَلم يقل: فَلَا يفعل ذَلِك.
قَوْله: مخلوقة أَي: مقدرَة الْخلق أَو مَعْلُومَة الْخلق عِنْد الله أَي: لَا بُد لَهَا من مجيئها من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود، والخلق من صِفَات الْفِعْل وَهُوَ رَاجع إِلَى صفة الْقُدْرَة.