هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
5387 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ، ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ ، كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ قَالَ : وَلَيْسَ مِنَ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى ، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا ، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
5387 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ؟ قال : أبيت ، قالوا : أربعون شهرا ؟ قال : أبيت ، قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيت ، ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون ، كما ينبت البقل قال : وليس من الإنسان شيء إلا يبلى ، إلا عظما واحدا ، وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون سنة قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة

المعنى العام

يقول الله تعالى { { يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها } } [النازعات 42- 44] { { يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله } } [الأعراف 187] { { وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب } } [النحل 77] { { يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا } } [الأحزاب 63] { { فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها } } [محمد 18] { { اقتربت الساعة وانشق القمر } } [القمر 1]

الساعة هي القيامة هي النفخة الأولى في الصور إذ بها يصعق من في السماوات والأرض إلا من شاء الله هي أمر الله كن فيكون { { حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس } } [يونس 24] وقد اختص الله تعالى بعلمها لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك مقرب ما المسئول عنها بأعلم من السائل ومع هذا لا يفتأ الناس يسألون وماذا يفيدهم السؤال إن لكل إنسان ساعة ومن مات فقد قامت قيامته وجاءت ساعته فليشتغل كل إنسان بنفسه وليعمل لما بعد ساعته أما الساعة الكبرى فلا يشغل نفسه بها لكنها قريبة قريبة من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فهو آخر الرسل ولا نبي بعده فهو وهي كالإصبعين السبابة والوسطى لكن القرب أمر نسبي فألف سنة بالنسبة لألف ألف قريبة ومليون سنة بجوار مائتي مليون سنة قريبة فما قدر قرب الساعة الله أعلم

المباحث العربية

( لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) سبق شرحه عند حديث المسيح الدجال

( بعثت أنا والساعة هكذا) يشير بإصبعيه التي تلي الإبهام والوسطى وفي الرواية الثالثة بعثت أنا والساعة كهاتين وفي الرواية الرابعة وقرن شعبة بين إصبعيه المسبحة والوسطى يحكيه وفي الرواية الخامسة وضم السبابة والوسطى قال النووي أنا والساعة روى بنصب الساعة أي على أنها مفعول معه ورفعها على عطفها على الضمير قال وأما معناه فقيل المراد بينهما شيء يسير كما بين الإصبعين في الطول وقيل هو إشارة إلى قرب المجاورة اهـ فالإصبعان السبابة والوسطى متقاربان بل متلاصقان فوجه الشبه القرب والإصبعان أيضا متقاربان في الطول والفرق بينهما في الطول يسير فوجه الشبه القرب على المعنيين

( كان الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة متى الساعة) أي كانوا يفعلون ذلك غالبا لا دائما وإنما خص الأعراب بذلك لأن أهل المدينة كانوا قد فطموا عن السؤال عن الساعة بما جاء عن ذلك في القرآن وفي الأحاديث أما الأعراب فكانوا يأتون من البادية يجهلون النهي عن السؤال عنها

( فنظر إلى أحدث إنسان منهم) في الرواية السابعة وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد وفي الرواية الثامنة فسكت هنيهة ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزد شنوءة وفي الرواية التاسعة قال أنس مر غلام للمغيرة بن شعبة وكان من أقراني فيحتمل أن الغلام لم يكن بدويا وقوله منهم أي في الوجود والمجلس والظاهر أن الغلام لم يكن جاوز العشرين فأنس يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان ابن عشرين سنة وهو من أقرانه

( إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم) وفي الرواية السابعة إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة وفي الرواية الثامنة إن عمر هذا عمر بضم العين وتشديد الميم المكسورة لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة وفي الرواية التاسعة إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة قال القاضي هذه الروايات كلها محمولة على معنى الأول والمراد بساعتكم موتكم ومعناه يموت ذلك القرن أو أولئك المخاطبون اهـ وقال النووي ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم علم أن ذلك الغلام لا يبلغ الهرم ولا يعمر ولا يؤخر اهـ

( تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم) سبق تفسير اللقحة بأنها قريبة العهد بالولادة كثيرة اللبن والمراد أنها تقوم فجأة

( والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم) أي فلا يتمان البيع

( والرجل يلط في حوضه فما يصدر حتى تقوم) أي الرجل يطلي حوض ماء شرب الدواب بالطين فلا يكمله ولا ينصرف عنه حتى تقوم والمراد من الكل أنها تفاجئ الناس وهم في أعمالهم فتأخذهم قبل أن يتموا عملهم

( قالوا أربعون يوما قال أبيت) معناه أبيت أن أجزم أن المراد أربعون يوما أو شهرا أو سنة بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة قال النووي وقد جاءت مفسرة في غير مسلم أربعون سنة

( وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) وفي الرواية الثانية عشرة كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب وفي الرواية الثالثة عشرة إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب قال النووي عجب الذنب بفتح العين وإسكان الجيم أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب وهو رأس العصعص ويقال له عجم بالميم وهو أول ما يخلق من الآدمي وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه

فقه الحديث

1- من الرواية الأولى أن الساعة تقوم على شرار الخلق

2- ومن الرواية الثانية وما بعدها إلى العاشرة أن الساعة قريبة الوقوع

3- وأنها لا تأتي إلا بغتة

4- وأنها تأتي والناس لا هون في دنياهم

5- ومن الرواية الحادية عشرة والثانية عشرة أن كل ابن آدم يأكله التراب بعد الموت إلا عظمة منه هي عجب الذنب واستثنى بعضهم من هذا العموم أجسام الأنبياء والشهداء

والله أعلم.