هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4633 حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ، عَنْ ثَوْرٍ ، عَنْ أَبِي الغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الجُمُعَةِ : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلاَثًا ، وَفِينَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا ، لَنَالَهُ رِجَالٌ - أَوْ رَجُلٌ - مِنْ هَؤُلاَءِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ ، أَخْبَرَنِي ثَوْرٌ ، عَنْ أَبِي الغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو رجل من هؤلاء حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا عبد العزيز ، أخبرني ثور ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : لناله رجال من هؤلاء
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4897] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ كَذَا لَهُمْ غَيْرُ مَنْسُوبٍ قَالَ الْجَيَّانِيُّ وَكَلَامُ الْكَلَابَاذِيُّ يَقْتَضِي أَنه بن أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ لِأَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهُ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ ثَوْرٍ.

.

قُلْتُ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ قُتَيْبَةَ وَأَوْرَدَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ قُتَيْبَةَ وَجَزَمَ أَبُو مَسْعُودٍ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ كَذَا فِيهِ وَتَبِعَهُ الْمِزِّيُّ وَظَاهِرُهُ أَنَّ الْبُخَارِيَّ نَسَبَهُ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ نُسَخِ الصَّحِيحِ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ وَلَكِنْ يُؤَيِّدُهُ أَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يُخَرِّجْ لِلدَّرَاوَرْدِيِّ إِلَّا مُتَابَعَةً أَوْ مَقْرُونًا وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ فَإِنَّهُ صَدَّرَهُ بِرِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ثُمَّ تَلَاهُ بِرِوَايَةِ عبد الْعَزِيز قَوْله عَن ثَوْر هُوَ بن يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ وَأَبُو الْغَيْثِ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُثَلَّثَةِ اسْمُهُ سَالِمٌ .

     قَوْلُهُ  فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ وَآخَرِينَ مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم كَأَنَّهُ يُرِيدُ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ سُورَةِ الْجُمُعَةِ وَإِلَّا فَقَدْ نَزَلَ مِنْهَا قَبْلَ إِسْلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْأَمْرُ بِالسَّعْيِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ ثَوْرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ فَلَمَّا قَرَأَ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ .

     قَوْلُهُ  قَالَ.

.

قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ السَّرَخْسِيِّ قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَفِي رِوَايَةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ قِيلَ مَنْ هُمْ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ ثَوْرٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِنَا وَلَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ السَّائِلِ .

     قَوْلُهُ  فَلَمْ يُرَاجِعُوهُ كَذَا فِي نُسْخَتِي مِنْ طَرِيقِ أَبِي ذَرٍّ وَفِي غَيْرِهَا فَلَمْ يُرَاجِعْهُ وَهُوَ الصَّوَابُ أَيْ لَمْ يُرَاجِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ لَمْ يُعِدْ عَلَيْهِ جَوَابَهُ حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَوَقَعَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي رِوَايَةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ قَالَ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَفِي رِوَايَة بن وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِالْجَزْمِ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ .

     قَوْلُهُ  وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ فِي رِوَايَةِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ .

     قَوْلُهُ  لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا هِيَ نَجْمٌ مَعْرُوفٌ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّجْمِ .

     قَوْلُهُ  لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ هَذَا الشَّكُّ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ بِدَلِيلِ الرِّوَايَةِ الَّتِي أَوْرَدَهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ مُقْتَصِرًا عَلَى قَوْلِهِ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ وَهِيَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالنَّسَائِيِّ كَذَلِكَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ رِوَايَة بن وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بِلَفْظِ لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ أَيْضًا بِغَيْرِ شَكٍّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ كَمَا جَزَمَ بِهِ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْجَيَّانِيُّ ثُمَّ الْمِزِّيُّوَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ وَجزم الكلاباذي بِأَنَّهُ بن أَبِي حَازِمٍ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى فَإِنَّ الْحَدِيثَ مَشْهُورٌ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ وَلَمْ أَرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيِّ قَدْ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْمُتَابَعَاتِ غَيْرَ هَذَا .

     قَوْلُهُ  مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ قِيلَ إِنَّهُمْ مِنْ ولد هدرام بن أرفخشد بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَأَنَّهُ وَلَدَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا كُلُّهُمْ كَانَ فَارِسًا شُجَاعًا فَسُمُّوا الْفُرْسَ لِلْفُرُوسِيَّةِ وَقِيلَ فِي نَسَبِهِمْ أَقْوَالٌ أُخْرَى.

     وَقَالَ  صَاعِدٌ فِي الطَّبَقَاتِ كَانَ أَوَّلُهُمْ عَلَى دِينِ نُوحٍ ثُمَّ دَخَلُوا فِي دِينِ الصَّابِئَةِ فِي زَمَنِ طَمْهُورِثَ فَدَامُوا عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ سَنَةٍ ثُمَّ تَمَجَّسُوا عَلَى يَدِ زَرَادِشْتَ وَقَدْ أَطْنَبَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي أَوَّلِ تَارِيخِ أَصْبَهَانَ فِي تَخْرِيجِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ أَعْنِي حَدِيثَ لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا وَوَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ عِنْدَ أَحْمَدَ بِلَفْظِ لَوْ كَانَ الْعِلْمُ عِنْدَ الثُّرَيَّا وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن ذَلِك كَانَ عِنْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قوما غَيْركُمْ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ صَدَرَ عِنْدَ نُزُولِ كُلٍّ مِنَ الْآيَتَيْنِ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ الْحَدِيثَ مُجَرَّدًا عَنِ السَّبَبِ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَذَهَبَ رِجَالٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ حَتَّى يَتَنَاوَلُوهُ وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ بِرِقَّةِ قُلُوبِهِمْ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ بِالزِّيَادَةِ وَمِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَزَادَ فِيهِ يَتَّبِعُونَ سُنَّتِي وَيُكْثِرُونَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَقَعَ مَا قَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيَانًا فَإِنَّهُ وُجِدَ مِنْهُمْ مَنِ اشْتَهَرَ ذِكْرُهُ مِنْ حُفَّاظِ الْآثَارِ وَالْعِنَايَةِ بِهَا مَا لَمْ يُشَارِكْهُمْ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهُمْ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ النَّسَبِ فِي أَصْلِ فَارِسَ فَقِيلَ إِنَّهُمْ يَنْتَهِي نَسَبُهُمْ إِلَى جِيُومَرْتَ وَهُوَ آدَمُ وَقِيلَ إِنَّهُ مِنْ وَلَدِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ وَقِيلَ مِنْ ذُرِّيَّةِ لَاوِي بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَقِيلَ هُوَ فَارِسُ بْنُ يَاسُورَ بْنِ سَامٍ وَقِيلَ هُوَ مِنْ ولد هدرام بن أرفخشد بْنِ سَامٍ وَقِيلَ إِنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ الْأَقْوَالِ عِنْدَهُمْ وَالَّذِي يَلِيهِ أَرْجَحُهَا عِنْدَ غَيرهم ( .

     قَوْلُهُ  بَابٌ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا)
كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً حسب قَالَ بن عَطِيَّةَ قَالَ انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَلَمْ يَقُلْ إِلَيْهِمَا اهْتِمَامًا بِالْأَهَمِّ إِذْ كَانَتْ هِيَ سَبَبُ اللَّهْوِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ كَذَا قِيلَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَن الْعَطف بأولا يُثَنَّى مَعَهُ الضَّمِيرُ لَكِنْ يُمْكِنُ أَنْ يُدَّعَى أَنَّ أَوْ هُنَا بِمَعْنَى الْوَاوِ عَلَى تَقْدِيرِ أَنْ تَكُونَ أَوْ عَلَى بَابِهَا فَحَقُّهُ أَنْ يَقُولَ جِيءَ بِضَمِيرِ التِّجَارَةِ دُونَ ضَمِيرِ اللَّهْوِ لِلْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ اخْتِلَافِ النَّقَلَةِ فِي سَبَبِ انْفِضَاضِهِمْ فِي كِتَابِ الْجُمُعَةِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بهم)
أَيْ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ وَيَجُوزُ فِي آخَرِينَ أَنْ يَكُونَ مَنْصُوبًا عَطْفًا عَلَى الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ فِي يُعَلِّمُهُمْ وَأَنْ يَكُونَ مَجْرُورًا عَطْفًا عَلَى الْأُمِّيِّينَ .

     قَوْلُهُ  وَقَرَأَ عُمَرُ فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ثَبَتَ هَذَا هُنَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَحْدَهُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَيَانٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَا سَمِعْتُ عُمَرَ يَقْرَؤُهَا قَطُّ فَامْضُوا وَمِنْ طَرِيقِ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قِيلَ لِعُمَرَ إِنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقْرَؤُهَا فَاسْعَوْا قَالَ أَمَا أَنَّهُ أَعْلَمُنَا وَأَقْرَؤُنَا لِلْمَنْسُوخِ وَإِنَّمَا هِيَ فَامْضُوا وَأَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فَبَيَّنَ الْوَاسِطَةَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَعُمَرَ وَأَنَّهُ خَرَشَةُ بْنُ الْحَرِّ فَصَحَّ الْإِسْنَادُ وَأَخْرَجَا أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا فَامْضُوا وَيَقُولُ لَوْ كَانَ فَاسْعَوْا لَسَعَيْتُ حَتَّى يَسْقُطَ رِدَائِي وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ وَلِلطَّبَرَانِيِّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ هِيَ فِي حرف بن مَسْعُودٍ فَامْضُوا قَالَ وَهِيَ كَقَوْلِهِ إِنَّ سَعْيَكُمْ لشتى.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْنَى فَاسْعَوْا أَجِيبُوا وَلَيْسَ مِنَ الْعَدْوِ

[ قــ :4633 ... غــ :4897] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ كَذَا لَهُمْ غَيْرُ مَنْسُوبٍ قَالَ الْجَيَّانِيُّ وَكَلَامُ الْكَلَابَاذِيُّ يَقْتَضِي أَنه بن أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ لِأَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهُ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ ثَوْرٍ.

.

قُلْتُ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ قُتَيْبَةَ وَأَوْرَدَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا مِنْ طَرِيقِ قُتَيْبَةَ وَجَزَمَ أَبُو مَسْعُودٍ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ كَذَا فِيهِ وَتَبِعَهُ الْمِزِّيُّ وَظَاهِرُهُ أَنَّ الْبُخَارِيَّ نَسَبَهُ وَلَمْ أَرَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنْ نُسَخِ الصَّحِيحِ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ وَلَكِنْ يُؤَيِّدُهُ أَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يُخَرِّجْ لِلدَّرَاوَرْدِيِّ إِلَّا مُتَابَعَةً أَوْ مَقْرُونًا وَهُوَ هُنَا كَذَلِكَ فَإِنَّهُ صَدَّرَهُ بِرِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ثُمَّ تَلَاهُ بِرِوَايَةِ عبد الْعَزِيز قَوْله عَن ثَوْر هُوَ بن يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ وَأَبُو الْغَيْثِ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُثَلَّثَةِ اسْمُهُ سَالِمٌ .

     قَوْلُهُ  فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ وَآخَرِينَ مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم كَأَنَّهُ يُرِيدُ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ مِنْ سُورَةِ الْجُمُعَةِ وَإِلَّا فَقَدْ نَزَلَ مِنْهَا قَبْلَ إِسْلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْأَمْرُ بِالسَّعْيِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ ثَوْرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ فَلَمَّا قَرَأَ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ .

     قَوْلُهُ  قَالَ.

.

قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي رِوَايَةِ السَّرَخْسِيِّ قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَفِي رِوَايَةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ قِيلَ مَنْ هُمْ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ ثَوْرٍ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِنَا وَلَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِ السَّائِلِ .

     قَوْلُهُ  فَلَمْ يُرَاجِعُوهُ كَذَا فِي نُسْخَتِي مِنْ طَرِيقِ أَبِي ذَرٍّ وَفِي غَيْرِهَا فَلَمْ يُرَاجِعْهُ وَهُوَ الصَّوَابُ أَيْ لَمْ يُرَاجِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ لَمْ يُعِدْ عَلَيْهِ جَوَابَهُ حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَوَقَعَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي رِوَايَةِ الدَّرَاوَرْدِيِّ قَالَ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَفِي رِوَايَة بن وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ حَتَّى سَأَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِالْجَزْمِ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ .

     قَوْلُهُ  وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ فِي رِوَايَةِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ .

     قَوْلُهُ  لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا هِيَ نَجْمٌ مَعْرُوفٌ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّجْمِ .

     قَوْلُهُ  لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ هَذَا الشَّكُّ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ بِدَلِيلِ الرِّوَايَةِ الَّتِي أَوْرَدَهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ مُقْتَصِرًا عَلَى قَوْلِهِ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ وَهِيَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالنَّسَائِيِّ كَذَلِكَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ رِوَايَة بن وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بِلَفْظِ لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ أَيْضًا بِغَيْرِ شَكٍّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ كَمَا جَزَمَ بِهِ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْجَيَّانِيُّ ثُمَّ الْمِزِّيُّ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ وَجزم الكلاباذي بِأَنَّهُ بن أَبِي حَازِمٍ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى فَإِنَّ الْحَدِيثَ مَشْهُورٌ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ وَلَمْ أَرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيِّ قَدْ أَخْرَجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْمُتَابَعَاتِ غَيْرَ هَذَا .

     قَوْلُهُ  مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ قِيلَ إِنَّهُمْ مِنْ ولد هدرام بن أرفخشد بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَأَنَّهُ وَلَدَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا كُلُّهُمْ كَانَ فَارِسًا شُجَاعًا فَسُمُّوا الْفُرْسَ لِلْفُرُوسِيَّةِ وَقِيلَ فِي نَسَبِهِمْ أَقْوَالٌ أُخْرَى.

     وَقَالَ  صَاعِدٌ فِي الطَّبَقَاتِ كَانَ أَوَّلُهُمْ عَلَى دِينِ نُوحٍ ثُمَّ دَخَلُوا فِي دِينِ الصَّابِئَةِ فِي زَمَنِ طَمْهُورِثَ فَدَامُوا عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَيْ سَنَةٍ ثُمَّ تَمَجَّسُوا عَلَى يَدِ زَرَادِشْتَ وَقَدْ أَطْنَبَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي أَوَّلِ تَارِيخِ أَصْبَهَانَ فِي تَخْرِيجِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ أَعْنِي حَدِيثَ لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا وَوَقَعَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ عِنْدَ أَحْمَدَ بِلَفْظِ لَوْ كَانَ الْعِلْمُ عِنْدَ الثُّرَيَّا وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن ذَلِك كَانَ عِنْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قوما غَيْركُمْ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ صَدَرَ عِنْدَ نُزُولِ كُلٍّ مِنَ الْآيَتَيْنِ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ الْحَدِيثَ مُجَرَّدًا عَنِ السَّبَبِ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَذَهَبَ رِجَالٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ حَتَّى يَتَنَاوَلُوهُ وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ بِرِقَّةِ قُلُوبِهِمْ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ بِالزِّيَادَةِ وَمِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَزَادَ فِيهِ يَتَّبِعُونَ سُنَّتِي وَيُكْثِرُونَ الصَّلَاةَ عَلَيَّ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ وَقَعَ مَا قَالَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيَانًا فَإِنَّهُ وُجِدَ مِنْهُمْ مَنِ اشْتَهَرَ ذِكْرُهُ مِنْ حُفَّاظِ الْآثَارِ وَالْعِنَايَةِ بِهَا مَا لَمْ يُشَارِكْهُمْ فِيهِ كَثِيرٌ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهُمْ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ النَّسَبِ فِي أَصْلِ فَارِسَ فَقِيلَ إِنَّهُمْ يَنْتَهِي نَسَبُهُمْ إِلَى جِيُومَرْتَ وَهُوَ آدَمُ وَقِيلَ إِنَّهُ مِنْ وَلَدِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ وَقِيلَ مِنْ ذُرِّيَّةِ لَاوِي بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَقِيلَ هُوَ فَارِسُ بْنُ يَاسُورَ بْنِ سَامٍ وَقِيلَ هُوَ مِنْ ولد هدرام بن أرفخشد بْنِ سَامٍ وَقِيلَ إِنَّهُمْ مِنْ وَلَدِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ الْأَقْوَالِ عِنْدَهُمْ وَالَّذِي يَلِيهِ أَرْجَحُهَا عِنْدَ غَيرهم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب .

     قَوْلُهُ : { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} وَقَرَأَ عُمَرُ { فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}
(قوله) تعالى: { وآخرين منهم} ) قال في الدر: مجرور عطفًا على الأميين أي وبعث في آخرين من الأميين ({ لما يلحقوا بهم} ) [الجمعة: 3] صفة لآخرين أو آخرين منصوب عطفًا على الضمير المنصوب في يعلمهم أي: ويعلم آخرين لم يلحقوا بهم وسيلحقون وكل من تعلم شريعة محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى آخر الزمان فرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- معلّمه بالقوّة لأنه أصل ذلك الخير العظيم والفضل الجسيم.

(وقرأ عمر) بن الخطاب فيما رواه الطبري ({ فامضوا إلى ذكر الله} ) وهذا ساقط لغير الكشميهني.


[ قــ :4633 ... غــ : 4897 ]
- حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلاَثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ.
أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلاَءِ».
[الحديث 4897 - طرفه في: 4898] .

وبه قال: (حدّثنا) بالجمع ولغير أبي ذر: حدّثني بالإفراد (عبد العزيز بن عبد الله) الأويسي قال: (حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا (سليمان بن بلال) التيمي مولاهم (عن ثور) باسم الحيوان المعروف بابن زيد الديلي بكسر الدال المهملة بعدها تحتية ساكنة (عن أبي الغيث) سالم مولى عبد الله بن مطيع (عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه (قال: كنا جلوسًا عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأنزلت عليه سورة الجمعة) زاد مسلم فلما قرأ: ({ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قال: قلت: من هم)؟ ولأبي ذر عن الحموي والمستملي قالوا: من هم؟ (يا رسول الله.
فلم يراجعه) عليه الصلاة والسلام
السائل أي لم يعد عليه الجواب (حتى سأل ثلاثًا وفينا سلمان الفارسي وضع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يده على سلمان ثم قال):
(لو كان الإيمان عند الثريا) النجم المعروف (لناله رجال أو رجل من هؤلاء) الفرس بقرينة سلمان، والشك من سليمان بن بلال للجزم برجال من غير شك في الرواية اللاحقة.
وزاد أبو نعيم في آخره برقَة قلوبهم ومن وجه آخر يتبعون سنتي ويكثرون الصلاة عليّ.

قال القرطبي: وقد ظهر ذلك في العيان فإنه ظهر فيهم الذين وكثر وإن وجود ذلك فيهم دليلًا من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :4633 ... غــ : 4898 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ أَخْبَرَنِي ثَوْرٌ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ».

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني بالإفراد ( عبد الله بن عبد الوهاب) الحجبي البصري قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: أخبرنا ( عبد العزيز) هو الدراوردي كما جزم به أبو نعيم والجياني ثم المزني قال: ( أخبرني) بالإفراد ( ثور) هو ابن زيد الديلي ( عن أبي الغبث) سالم ( عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لناله رجال من هؤلاء) قال ابن كثير: ففي هذا الحديث دليل على عموم بعثته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى جميع الناس لأنه فسر قوله: { وآخرين منهم} بفارس، ولذا كتب كتبه إلى فارس والروم وغيرهم من الأمم يدعوهم إلى الله وإلى اتّباع ما جاء به.
وعند ابن أبي حاتم عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعًا: إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال ونساء من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، ثم قرأ { وآخرين منهم} الآية.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابٌُ قَوْلِهِ: { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} (الْجُمُعَة: 3)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله عز وَجل: { وَآخَرين مِنْهُم} فِيهِ وَجْهَان من الْإِعْرَاب: أَحدهمَا: الْخَفْض على الرَّد إِلَى الْأُمِّيين مجازه: وَفِي آخَرين.
الثَّانِي: النصب على الرَّد إِلَى الْهَاء وَالْمِيم فِي قَوْله: (وَيُعلمهُم) أَي: وَيعلم آخَرين مِنْهُم أَي: من الْمُؤمنِينَ الَّذين يدينون بِدِينِهِ.
قَوْله: (لما يلْحقُوا بهم) ، أَي: لم يدركوهم، وَلَكنهُمْ يكونُونَ بعدهمْ.

وَقَرَأَ عُمَرُ: { فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ الله} ثَبت هَذَا هُنَا فِي رِوَايَة الْكشميهني وَحده، وَعمر هُوَ ابْن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّد عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح حَدثنَا روح بن عبَادَة نَا حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان، سَمِعت سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب.



[ قــ :4633 ... غــ :4897 ]
- حدَّثني عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثني سُلَيْمَانُ بنُ بِلالٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أبِي الغَيْثِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنهُ قَالَ كُنَّا جُلُوسا عِنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الجُمْعَةِ: { وَآخَرَينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} (الْجُمُعَة: 3) قَالَ.

.

قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ الله فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَألَ ثَلاثا وَفِينا سَلْمانُ الفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ لَوْ كَانَ الإيمانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أوْ رَجُلٌ مِنْ هاؤُلاءِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: { وَآخَرين مِنْهُم} وَعبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي الْمَدِينِيّ.
وثور باسم الْحَيَوَان الْمَشْهُور.
ابْن زيد الديلِي وَأَبُو الْغَيْث، بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالتاء الْمُثَلَّثَة: سَالم مولى عبد الله بن مُطِيع.

والْحَدِيث أخرجه أَيْضا عَن عبد الله بن هِلَال وَعَن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب وَأخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن قُتَيْبَة، وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير وَفِي المناقب عَن عَليّ بن حجر.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فيهمَا عَن قُتَيْبَة.

قَوْله: (جُلُوسًا) أَي: جالسين.
قَوْله: (فَنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة.
{ وَآخَرين} ) قَالَ بَعضهم: كَأَنَّهُ يُرِيد أنزلت عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة من سُورَة الْجُمُعَة.
قلت: التَّفْسِير بِالشَّكِّ لَا يجدي، وَالْمعْنَى: مثل رِوَايَة مُسلم نزلت عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة.
فَلَمَّا قَرَأَ { وَآخَرين مِنْهُم} وَهنا كَذَلِك لما قَرَأَ: { وَآخَرين مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم} قَالَ: قلت: من هم يَا رَسُول الله؟ وَفِي رِوَايَة السَّرخسِيّ، قَالُوا: من هم يَا رَسُول الله؟ وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ.
فَقَالَ لَهُ رجل، وَفِي رِوَايَة الدَّرَاورْدِي، قيل من هم وَعند التِّرْمِذِيّ: فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله من هَؤُلَاءِ الَّذين لم يلْحقُوا بِنَا.
قَوْله: (فَلم يراجعوه) وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر، وَفِي رِوَايَة غَيره: فَلم يُرَاجِعهُ أَي: فَلم يُرَاجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّائِل أَي لم يعد عَلَيْهِ جَوَابه حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا.
أَي: ثَلَاث مَرَّات، وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، يدل عَلَيْهِ صَرِيحًا رِوَايَة الدَّرَاورْدِي.
قَالَ: فَلم يُرَاجِعهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى سَأَلَ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا.
قَوْله: (عِنْد الثريا) هُوَ كَوْكَب مَشْهُور.
قَوْله: (رجل أَو رجال) .
شكّ من سُلَيْمَان بن بِلَال بِدَلِيل الرِّوَايَة الَّتِي أوردهَا بعْدهَا من غير شكّ مُقْتَصرا على قَوْله: (لَنَالَهُ رجال من هَؤُلَاءِ) ، وَكَذَا هُوَ عِنْد مُسلم وَالنَّسَائِيّ، قَوْله: (من هَؤُلَاءِ) أَي: الْفرس، بِقَرِينَة، سلمَان الْفَارِسِي..
     وَقَالَ : الْكرْمَانِي أَي: الْفرس يَعْنِي الْعَجم وَفِيه نظر لَا يخفى ثمَّ إِنَّهُم اخْتلفُوا فِي آخَرين مِنْهُم فَقيل: هم التابعون وَقيل: هم الْعَجم وَقيل أبناؤهم، وَقيل: كل من كَانَ بعد الصَّحَابَة..
     وَقَالَ  أَبُو روق جَمِيع من أسلم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة..
     وَقَالَ  الْقُرْطُبِيّ: أحسن مَا قيل فيهم أَنهم أَبنَاء فَارس بِدَلِيل هَذَا الحَدِيث، لَنَالَهُ رجال من هَؤُلَاءِ، وَقد ظهر ذَلِك بالعيان فَإِنَّهُم ظهر فيهم الدّين وَكثر فيهم الْعلمَاء وَكَانَ وجودهم كَذَلِك دليلاا من أَدِلَّة صدقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذكر أَبُو عمر: أَن الْفرس من ولد لاوذ بن سَام بن نوح، عَلَيْهِ السَّلَام، وَذكر عَليّ بن كيسَان النسابة وَغَيره أَنهم من ولد فَارس بن جَابر بن يافث بن نوح، وَهُوَ أصح مَا قيل فيهم..
     وَقَالَ  الرشاطي: فَارس الْكُبْرَى ابْن كيومرت، وَيُقَال: حيومرت بن أميم بن لاوذ، وَقيل: حيومرت بن يافث، وَقيل: هُوَ فَارس بن ناسور بن سَام بن نوح، عَلَيْهِ السَّلَام، وَمِنْهُم من زعم أَنهم من ولد يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السَّلَام، وَقيل: من ولد هَذَا رام بن إرفخشد ابْن سَام، وَأَنه ولد بضعَة عشر رجلا كلهم كَانَ فَارِسًا شجاعا فسموا الْفرس بالفروسية.
وَقيل: إِنَّهُم من ولد بوان بن إيران بن الْأسود بن سَام، وَيُقَال لَهُم بالجزيرة الحضارمة، وبالشام: الجرامقة، وبالكوفة: الأحامرة، وبالبصرة: الأساورة، وباليمن: الْأَبْنَاء والأحرار، وَفِي كتاب (الطَّبَقَات) لصاعد: كَانَت الْفرس أول أمرهَا مُوَحدَة على دين نوح، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، إِلَى أَن أَتَى برداسف المشرقي إِلَى طهمورس ثَالِث مُلُوك الْفرس بِمذهب الحنفاء وهم الصابئون، فَقبله مِنْهُ وَقصر الْفرس على التشرع بِهِ فاعتقدوه جَمِيعًا نَحْو ألف سنة ومائتي سنة إِلَى أَن تمجسوا جَمِيعًا بِظُهُور زرادشت فِي زمن بستاسف ملك الْفرس حِين مضى من ملكه ثَلَاثُونَ سنة، ودعى إِلَى دين الْمَجُوسِيَّة من تَعْظِيم النَّار وَسَائِر الْأَنْوَار وَالْقَوْل: بتركيب الْعَالم من النُّور والظلام واعتقاد القدماء الْخَمْسَة إِبْلِيس والهيولى وَالزَّمَان وَالْمَكَان وَذكر آخر فَقبل مِنْهُ بستاسف وَقَاتل الْفرس عَلَيْهِ حق انقادوا جَمِيعًا إِلَيْهِ ورفضوا دين الصابئة.
واعتقدوا زرادشت نَبيا مُرْسلا إِلَيْهِم، وَلم يزَالُوا على دينه قَرِيبا من ألف سنة وَثَلَاث مائَة سنة إِلَى أَن أباد الله عز وَجل.
ملكهم على عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.


هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :4633 ... غــ :4898 ]
- حدَّثنا عَبْد الله بنُ عَبْدِ الوَهَابِ حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ أخْبَرَنِي ثَوْرٌ عَنْ أبِي الغَيْثِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَنَا لَهُ رِجالٌ مِنْ هاؤُلاءِ..
هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، الْمَذْكُور وَأخرجه عَن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب أبي مُحَمَّد الحَجبي الْبَصْرِيّ عَن عبد الْعَزِيز.
قَالَ الْكرْمَانِي: هُوَ عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم.
وَكَذَا قَالَه الكلاباذي..
     وَقَالَ  أبي نعيم والجياني: هُوَ الدَّرَاورْدِي، وَأخرجه مُسلم عَن قُتَيْبَة عَن الدَّرَاورْدِي وَجزم بِهِ الْحَافِظ الْمزي أَيْضا.