4594 حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ زِرًّا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى } ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ : أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ |
4594 حدثنا طلق بن غنام ، حدثنا زائدة ، عن الشيباني ، قال : سألت زرا عن قوله تعالى : { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى } ، قال : أخبرنا عبد الله : أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ست مائة جناح |
شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث
[4857] .
قَوْلُهُ أَنَّهُ مُحَمَّدٌ الضَّمِيرُ لِلْعَبْدِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِلَى عَبْدِهِ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى جِبْرِيلَ وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الْمُرَادِ وَالْحَاصِل أَن بن مَسْعُودٍ كَانَ يَذْهَبُ( قَولُهُ بَابُ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)
حَيْثُ الْوَتَرُ مِنَ الْقَوْسِ تَقَدَّمَ هَذَا التَّفْسِيرُ قَرِيبًا عَنْ مُجَاهِدٍ وَثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِأَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَهِيَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَيْضًا وَالْقَابُ مَا بَيْنَ الْقَبْضَةِ وَالسِّيَةِ مِنَ الْقَوْسِ قَالَ الْوَاحِدِيُّ هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَادَ الْقَوْسُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا قَالَ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِهَا الذِّرَاعُ لِأَنَّهُ يُقَاسُ بِهَا الشَّيْءُ.
.
قُلْتُ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا الْقَوْلُ هُوَ الرَّاجِحُ فقد أخرج بن مرْدَوَيْه بِإِسْنَاد صَحِيح عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الْقَابُ الْقَدْرُ وَالْقَوْسَيْنِ الذِّرَاعَانِ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ الْقَوْسُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا لَمْ يُمَثَّلْ بِذَلِكَ لِيُحْتَاجَ إِلَى التَّثْنِيَةِ فَكَانَ يُقَالُ مَثَلًا قَابَ رُمْحٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ عَلَى الْقَلْبِ وَالْمُرَادُ فَكَانَ قَابَيْ قَوْسٍ لِأَنَّ الْقَابَ مَا بَيْنَ الْمِقْبَضِ إِلَى السِّيَةِ فَلِكُلِّ قَوْسٍ قَابَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى خَالِفَتِهِ وَقَولُهُ أَوْ أَدْنَى أَيْ أَقْرَبَ قَالَ الزَّجَّاجُ خَاطَبَ اللَّهُ الْعَرَبَ بِمَا أَلِفُوا وَالْمَعْنَى فِيمَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَاللَّهُ تَعَالَى عَالِمٌ بِالْأَشْيَاءِ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ لَا تَرَدُّدَ عِنْدَهُ وَقِيلَ أَوْ بِمَعْنَى بَلْ وَالتَّقْرِيرُ بَلْ هُوَ أَقْرَبُ مِنَ الْقَدْرِ الْمَذْكُورِ وَسَيَأْتِي بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ فَتَدَلَّى فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
( قَولُهُ بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى)
ثَبَتَتْ هَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِأَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَهِيَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَيْضًا وَأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيث بن مَسْعُودٍ الْمَذْكُورَ فِي الَّذِي قَبْلَهُ
[ قــ
:4594 ... غــ
:4857] .
قَوْلُهُ أَنَّهُ مُحَمَّدٌ الضَّمِيرُ لِلْعَبْدِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِلَى عَبْدِهِ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى جِبْرِيلَ وَهَذَا أَوْضَحُ فِي الْمُرَادِ وَالْحَاصِل أَن بن مَسْعُودٍ كَانَ يَذْهَبُ
فِي ذَلِكَ إِلَى أَنَّ الَّذِي رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ جِبْرِيلُ كَمَا ذَهَبَتْ إِلَى ذَلِكَ عَائِشَةُ وَالتَّقْدِيرُ عَلَى رَأْيِهِ فَأَوْحَى أَيْ جِبْرِيلُ إِلَى عَبْدِهِ أَيْ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ لِأَنَّهُ يَرَى أَنَّ الَّذِي دَنَا فَتَدَلَّى هُوَ جِبْرِيلُ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَوْحَى إِلَى مُحَمَّدٍ وَكَلَامُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ مِنَ السَّلَفِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الَّذِي أَوْحَى هُوَ اللَّهُ أَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مُحَمَّدٍ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِلَى جِبْرِيلَ .
قَوْلُهُ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ زَادَ عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَتَنَاثَرُ من ريشه التهاويل من الدّرّ والياقوت أخرجه النَّسَائِيّ وبن مَرْدَوَيْهِ وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ يَتَنَاثَرُ مِنْهَا تَهَاوِيلُ الدُّرِّ والياقوت
{ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}
( باب قوله) تعالى: ( { فأوحى إلى عبده ما أوحى} ) [النجم: 10] أي جبريل أوحى ( باب قوله) تعالى: ( { فأوحى إلى عبده ما أوحى} ) [النجم: 10] أي جبريل أوحى إلى عبد الله محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أوحى جبريل وفيه تفخيم للموحى به أو الله إليه وقيل الضمائر كلها الله قال جعفر بن محمد فيما رواه السلمي فأوحى إلى عبده قال بلا واسطة فيما بينه وبينه سرًّا إلى قلبه لا يعلم به أحد سواه.
اهـ.
وسقط الباب ولاحقه لغير أبي ذر.
[ قــ
:4594 ... غــ
: 4857 ]
- حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ زِرًّا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 9 - 10] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ.
وبه قال: ( حدّثنا طلق بن غنام) بفتح الطاء المهملة وسكون اللام وبعدها قاف وغنام بفتح الغين المعجمة وتشديد النون النخعي قال: ( حدّثنا زائدة) بن قدامة الكوفي ( عن الشيباني) سليمان أنه ( قال: سألت زرًّا) هو ابن حبيش ( عن قوله تعالى: { فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى} قال: أخبرنا عبد الله) بن مسعود ( أن محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأى جبريل) ولأبي ذر أنه محمد رأى جبريل صلى الله عليهما وسلم ( له ستمائة جناح) وزاد النسائي يتناثر منها تهاويل من الدرّ والياقوت وهذا الذي ذهب إليه ابن مسعود هو مذهب عائشة.
{ فَأَوْحَى إلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (النَّجْم: 01)
أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} وَلم تثبت هَذِه التَّرْجَمَة إلاَّ لأبي ذَر وَحده.
قَوْله: (فَأوحى) ، يَعْنِي: أوحى الله تَعَالَى إِلَى عَبده مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَن الْحسن وَالربيع وَابْن زيد مَعْنَاهُ: فَأوحى جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، إِلَى مُحَمَّد مَا أُوحِي إِلَيْهِ ربه، وَعَن سعيد بن جُبَير: أوحى إِلَيْهِ الله { ألم يجدك يَتِيما} (الضُّحَى: 6) إِلَى قَوْله: { رفعنَا لَك ذكرك} (الشَّرْح: 4) وَقيل: أوحى إِلَيْهِ أَن الْجنَّة مُحرمَة على الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، حَتَّى تدْخلهَا وعَلى الْأُمَم حَتَّى تدْخلهَا أمتك.
[ قــ
:4594 ... غــ
:4857 ]
- حدَّثنا طَلْقُ بنُ غَنَّامٍ حدَّثنا زَائِدَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ سَأَلْتُ زِرا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنَى فَأَوْحَى إلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (النَّجْم: 9، 01) قَالَ أخْبَرنَا عَبْدُ الله أنَّ مُحَمَّدا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمَائَةِ جَناحٍ.
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث السَّابِق أخرجه عَن طلق، بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وبالقاف ابْن غَنَّام، بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون أَبُو مُحَمَّد النَّخعِيّ الْكُوفِي عَن زَائِدَة بن قدامَة الْكُوفِي عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ إِلَى آخِره.
قَوْله: (أخبرنَا عبد الله) ، هُوَ عبد الله بن مَسْعُود.
قَوْله: (أَن مُحَمَّدًا) ، هَذَا هَكَذَا رِوَايَة أبي ذَر، وَعند غَيره أَنه مُحَمَّد.
أَي: أَن العَبْد الْمَذْكُور فِي قَوْله: عز وَجل، إِلَى عَبده، وَحَاصِل هَذَا أَن ابْن مَسْعُود كَانَ يذهب فِي ذَلِك إِلَى أَن الَّذِي رَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، كَمَا ذهبت إِلَى ذَلِك عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، وَالتَّقْدِير على رَأْيه فَأوحى جِبْرِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، إِلَى عَبده أَي: عبد الله مُحَمَّد لِأَنَّهُ يرى أَن الَّذِي دني فَتَدَلَّى هُوَ جِبْرِيل وَأَنه هُوَ الَّذِي أوحى إِلَى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.