هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4235 حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ : كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، وَشَتَمَنِي ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ ، فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ ، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4235 حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن عبد الله بن أبي حسين ، حدثنا نافع بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ، ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان ، وأما شتمه إياي ، فقوله لي ولد ، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4482] .

     قَوْلُهُ  قَالَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الْقُدُسِيَّةِ .

     قَوْلُهُ .

.
وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَ.

     قَوْلُهُ  لِي وَلَدٌ إِنَّمَا سَمَّاهُ شَتْمًا لِمَا فِيهِ مِنَ التَّنْقِيصِ لِأَنَّ الْوَلَدَ إِنَّمَا يَكُونُ عَنْ وَالِدَةٍ تَحْمِلُهُ ثُمَّ تَضَعُهُ وَيَسْتَلْزِمُ ذَلِك سبق النِّكَاح والناكح يَسْتَدْعِي بَاعِثًا لَهُ عَلَى ذَلِكَ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُنَزَّهٌ عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ وَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِخْلَاص ( قَولُهُ بَابُ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) كَذَا لَهُمْ وَالْجُمْهُورُ عَلَى كَسْرِ الْخَاءِ مِنْ قَوْله وَاتَّخذُوا بِصِيغَة الْأَمر وَقَرَأَ نَافِع وبن عَامِرٍ بِفَتْحِ الْخَاءِ بِصِيغَةِ الْخَبَرِ وَالْمُرَادُ مَنِ اتَّبَعَ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ جَعَلْنَا فَالْكَلَامُ جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ وَقِيلَ عَلَى وَإِذْ جَعَلْنَا فَيَحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرِ إِذْ وَيَكُونُ الْكَلَامُ جُمْلَتَيْنِ وَقِيلَ عَلَى مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ فَثَابُوا أَيْ رَجَعُوا وَاتَّخَذُوا وَتَوْجِيهُ قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا تَضَمَّنَهُ .

     قَوْلُهُ  مَثَابَةً كَأَنَّهُ قَالَ ثُوبُوا وَاتَّخِذُوا أَوْ مَعْمُولٌ لِمَحْذُوفٍ أَيْ وَقُلْنَا اتَّخِذُوا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْوَاوُ لِلِاسْتِئْنَافِ .

     قَوْلُهُ  مَثَابَةً يثوبون يرجعُونَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى مَثَابَةً مَصْدَرُ يَثُوبُونَ أَيْ يَصِيرُونَ إِلَيْهِ وَمُرَادُهُ بِالْمَصْدَرِ اسْمُ الْمَصْدَرِ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ هُوَ اسْمُ مَكَانٍ وَرَوَى الطَّبَرِيّ من طَرِيق الْعَوْفِيّ عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مَثَابَةً قَالَ يَأْتُونَهُ ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَيْهِ لَا يقضون مِنْهُ وطرا قَالَ الْفراء المثابة والمثاب بِمَعْنًى وَاحِدٍ كَالْمُقَامِ وَالْمُقَامَةِ.

     وَقَالَ  الْبَصْرِيُّونَ الْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ لِمَا كَثُرَ مِنْ يَثُوبُ إِلَيْهِ كَمَا قَالُوا سَيَّارَةٌ لِمَنْ يُكْثِرُ السَّيْرَ وَالْأَصْلُ فِي مثابة مَثُوبَةٌ فَأُعِلَّ بِالنَّقْلِ وَالْقَلْبِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَوَائِلِ الصَّلَاةِ وَتَأْتِي قِصَّةُ الْحِجَابِ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْزَابِ وَالتَّخْيِيرِ فِي تَفْسِيرِ التَّحْرِيمِ وَقَولُهُ فِي الْحَدِيثِ فَانْتَهَيْتُ إِلَى إِحْدَاهُنَّ يَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي بَابُ غَيْرَةِ النِّسَاءِ مِنْ أَوَاخِرِ كِتَابِ النِّكَاحِ قَوْله.

     وَقَالَ  بن أَبِي مَرْيَمَ إِلَخْ تَقَدَّمَ أَيْضًا فِي الصَّلَاةِ وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ مِنْ حَدِيثِ بن عُمَرَ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عُمَرَ فَمَرَّ بِهِ عَلَى الْمَقَامِ فَقَالَ لَهُ هَذَا مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا تَتَّخِذُهُ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ تَكْمِلَةٌ قَالَ بن الْجَوْزِيِّ إِنَّمَا طَلَبَ عُمَرُ الِاسْتِنَانَ بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ النَّهْيِ عَنِ النَّظَرِ فِي كِتَابِ التَّوْرَاةِ لِأَنَّهُ سَمِعَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى فِي حق إِبْرَاهِيم أَنِّي جاعلك للنَّاس إِمَامًا وَقَوله تَعَالَى أَن أتبع مِلَّة إِبْرَاهِيم فَعَلِمَ أَنَّ الِائْتِمَامَ بِإِبْرَاهِيمَ مِنْ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ وَلِكَوْنِ الْبَيْتِ مُضَافًا إِلَيْهِ وَأَنَّ أَثَرَ قَدَمَيْهِ فِي الْمَقَامِ كَرَقْمِ الْبَانِي فِي الْبِنَاءِ لِيُذْكَرَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ فَرَأَى الصَّلَاةَ عِنْدَ الْمَقَامِ كَقِرَاءَةِ الطَّائِفِ بِالْبَيْتِ اسْمَ مَنْ بَنَاهُ انْتَهَى وَهِيَ مُنَاسَبَةٌ لَطِيفَةٌ ثُمَّ قَالَ وَلَمْ تَزَلْ آثَارُ قَدَمَيْ إِبْرَاهِيمَ حَاضِرَةً فِي الْمَقَامِ مَعْرُوفَةً عِنْدَ أَهْلِ الْحَرَمِ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي قَصِيدَتِهِ الْمَشْهُورَةِ وَمَوْطِئُ إِبْرَاهِيمَ فِي الصَّخْرِ رطبَة على قَدَمَيْهِ حافيا غير ناعل وَفِي موطأ بن وهب عَن يُونُس عَن بن شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَأَيْتُ الْمَقَامَ فِيهِ أَصَابِعُ إِبْرَاهِيمَ وَأَخْمَصُ قَدَمَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ أَذْهَبَهُ مَسْحُ النَّاسِ بِأَيْدِيهِمْ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يُصَلُّوا عِنْدَهُ وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِمَسْحِهِ قَالَ وَلَقَدْ ذَكَرَ لَنَا مَنْ رَأَى أَثَرَ عَقِبِهِ وَأَصَابِعِهِ فِيهَا فَمَا زَالُوا يمسحونه حَتَّى اخلولق وانمحى وَكَانَ الْمَقَامُ مِنْ عَهْدِ إِبْرَاهِيمَ لِزْقَ الْبَيْتِ إِلَى أَنْ أَخَّرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ الْآنَ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ وَعَنْ مُجَاهِدٍ أَيْضًا وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ بِسَنَدٍ قَوِيٍّ وَلَفْظُهُ أَنَّ الْمَقَامَ كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ مُلْتَصِقًا بِالْبَيْتِ ثمَّ آخِره عمر وَأخرج بن مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي حَوَّلَهُ وَالْأول أصح وَقد أخرج بن أبي حَاتِم بِسَنَد صَحِيح عَن بن عُيَيْنَةَ قَالَ كَانَ الْمَقَامُ فِي سَقْعِ الْبَيْتِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَوَّلَهُ عُمَرُ فَجَاءَ سَيْلٌ فَذَهَبَ بِهِ فَرَدَّهُ عُمَرُ إِلَيْهِ قَالَ سُفْيَانُ لَا أَدْرِي أَكَانَ لَاصِقًا بِالْبَيْتِ أَمْ لَا انْتَهَى وَلَمْ تُنْكِرِ الصَّحَابَةُ فِعْلَ عُمَرَ وَلَا مَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ فَصَارَ إِجْمَاعًا وَكَانَ عُمَرُ رَأَى أَنَّ إِبْقَاءَهُ يَلْزَمُ مِنْهُ التَّضْيِيقُ عَلَى الطَّائِفِينَ أَوْ عَلَى الْمُصَلِّينَ فَوَضَعَهُ فِي مَكَانٍ يَرْتَفِعُ بِهِ الْحَرَجُ وَتَهَيَّأَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ الَّذِي كَانَ أَشَارَ بِاتِّخَاذِهِ مُصَلًّى وَأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ عَلَيْهِ الْمَقْصُورَة الْمَوْجُودَة الْآن( قَولُهُ بَابُ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْت) سَاقَ إِلَى الْعَلِيمِ .

     قَوْلُهُ  الْقَوَاعِدُ أَسَاسُهُ وَاحِدَتُهَا قَاعِدَةٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِذ يرفع إِبْرَاهِيم الْقَوَاعِد من الْبَيْت قَالَ قَوَاعِدُهُ أَسَاسُهُ.

     وَقَالَ  الْفَرَّاءُ يُقَالُ الْقَوَاعِدُ أَسَاسُ الْبَيْتِ قَالَ الطَّبَرِيُّ اخْتَلَفُوا فِي الْقَوَاعِدِ الَّتِي رَفَعَهَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ أَهُمَا أَحْدَثَاهَا أَمْ كَانَتْ قَبْلَهُمَا ثُمَّ رَوَى بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ كَانَتْ قَوَاعِدَ الْبَيْتِ قَبْلَ ذَلِكَ وَمِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ قَالَ قَالَ آدَمُ أَيْ رب لَا أسمع أصوات الْمَلَائِكَة قَالَ بن لِي بَيْتًا ثُمَّ احْفُفْ بِهِ كَمَا رَأَيْتَ الْمَلَائِكَةَ تَحُفُّ بِبَيْتِي الَّذِي فِي السَّمَاءِ فَيَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّهُ بَنَاهُ مِنْ خَمْسَةِ أَجْبُلٍ حَتَّى بَنَاهُ إِبْرَاهِيمُ بَعْدُ وَقَدْ تَقَدَّمَ بِزِيَادَةٍ فِيهِ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .

     قَوْلُهُ  وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ وَاحِدَتُهَا قَاعِدٌ أَرَادَ الْإِشَارَةَ إِلَى أَنَّ لَفْظَ الْجَمْعِ مُشْتَرَكٌ وَتَظْهَرُ التَّفْرِقَةُ بِالْوَاحِدِ فَجَمْعُ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي قَعَدْنَ عَنِ الْحَيْضِ وَالِاسْتِمْتَاعِ قَاعِدٌ بِلَا هَاءٍ وَلَوْلَا تَخْصِيصُهُنَّ بِذَلِكَ لَثَبَتَ الْهَاءُ نَحْوُ قَاعِدَةٍ مِنَ الْقُعُودِ الْمَعْرُوفِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي بِنَاءِ قُرَيْشٍ الْبَيْتَ وَقد سبق بَسطه فِي كتاب الْحَج قَوْله بَاب قُولُوا آمنا بِاللَّه سَقَطَ لَفْظُ بَابُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ)
كَذَا للْجَمِيع وَهِي قِرَاءَة الْجُمْهُور وَقَرَأَ بن عَامِرٍ قَالُوا بِحَذْفِ الْوَاوِ وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيمَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ وَلَدًا مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ وَنَصَارَى نَجْرَانَ وَمَنْ قَالَ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ

[ قــ :4235 ... غــ :4482] .

     قَوْلُهُ  قَالَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ الْقُدُسِيَّةِ .

     قَوْلُهُ .

.
وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَ.

     قَوْلُهُ  لِي وَلَدٌ إِنَّمَا سَمَّاهُ شَتْمًا لِمَا فِيهِ مِنَ التَّنْقِيصِ لِأَنَّ الْوَلَدَ إِنَّمَا يَكُونُ عَنْ وَالِدَةٍ تَحْمِلُهُ ثُمَّ تَضَعُهُ وَيَسْتَلْزِمُ ذَلِك سبق النِّكَاح والناكح يَسْتَدْعِي بَاعِثًا لَهُ عَلَى ذَلِكَ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُنَزَّهٌ عَنْ جَمِيعِ ذَلِكَ وَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي تَفْسِير سُورَة الْإِخْلَاص

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب { قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} [البقرة: 116]
هذا ( باب) بالتنوين ( { وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه} ) [البقرة: 116] نزلت ردًّا على النصارى لما قالوا: المسيح ابن الله، واليهود لما قالوا: عزير ابن الله، ومشركو العرب: الملائكة بنات الله.


[ قــ :4235 ... غــ : 4482 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «قَالَ: اللَّهُ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ،.

.
وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَ.

     قَوْلُهُ  لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن عبد الله بن أبي حسين) بضم الحاء وفتح السين القرشي النوفلي الكوفي أنه قال: ( حدّثنا نافع بن جبير) بضم الجيم وفتح الموحدة ابن مطعم القرشي ( عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( قال الله) تعالى: ( كذبني ابن آدم) بتشديد الذال المعجمة من التكذيب وهو نسبة المتكلم إلى أن خبره خلاف الواقع والمراد البعض من بني آدم ( ولم يكن له ذلك) ولأبي ذر: ولم يكن ذلك له
بالتقديم والتأخير ( وشتمني) من الشتم وهو توصيف الشخص بما فيه إزراء ونقص تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا ( ولم يكن له ذلك) التكذيب والشتم ( فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان) ووقع في رواية الأعرج في سورة الإخلاص وليس أوّل الخلق بأهون عليّ من إعادته ( وأما شتمه إياي فقوله لي ولد) وإنما كان شتمًا لما فيه من التنقيص لأن الولد إنما يكون عن والدة تحمله ثم تضعه ويستلزم ذلك سبق النكاح والنكاح يستدعي باعثًا له على ذلك والله تعالى منزه عن ذلك ( فسبحاني) أي تنزهت ( أن أتخذ صاحبة أو ولدًا) أن مصدرية أي من اتخاذي الزوجة والولد لما كان البارئ سبحانه وتعالى واجب الوجود لذاته قديمًا موجودًا قبل وجود الأشياء، وكان كل مولود محدثًا انتفت عنه الوالدية، ولما كان لا يشبهه أحد من خلقه ولا يجانسه.
حتى يكون له من جنسه صاحبة فيتوالد انتفت عنه الوالدية ومن هذا قوله تعالى: { أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة} [الأنعام: 101] .

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابٌُ: { وقالُوا اتَّخَذَ الله ولَداً سُبْحانَهُ} (الْبَقَرَة: 116)

أَي: هَذَا بابُُ: { قَالُوا} بِالْوَاو قِرَاءَة الْجُمْهُور، وَقَرَأَ ابْن عَامر: قَالُوا، بِحَذْف الْوَاو، وَاتَّفَقُوا على أَن الْآيَة نزلت فِيمَن زعم أَن لله ولدا من يهود خَيْبَر ونصارى نَجْرَان، وَمن قَالَ من مُشْركي الْعَرَب: الْمَلَائِكَة بَنَات الله، فَرد الله تَعَالَى عَلَيْهِم.



[ قــ :4235 ... غــ :4482 ]
- ح دَّثنا أبُو اليَمانِ أخبرنَا شُعَيْبٌ عنْ عبْدِ الله بن أبي حُسَيْنٍ حَدثنَا نافِعُ بنُ جُبَيْرٍ عنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قَالَ الله كَذَّ بَني ابنُ آدَمَ ولَمْ يَكُنْ لهُ ذَاكَ وشَتَمَني ولَمْ يَكُنْ لهُ ذالِكَ فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَزَعَمَ أنِّي لاَ أقْدِرُ أنْ أُعيدَهُ كَمَا كانَ وأمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَ.

     قَوْلُهُ  لِي ولَدٌ فَسُبْحانِي أنْ أتخِذ صاحِبَةً أوْ ولَداً.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع وَعبد الله هُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن الْقرشِي النَّوْفَلِي الْمَكِّيّ، وَنَافِع بن جُبَير، بِضَم الْجِيم وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن مطعم بن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف الْقرشِي الْمدنِي.

والْحَدِيث من أَفْرَاده..
     وَقَالَ  صَاحب (التَّوْضِيح) : وَسلف فِي بَدْء الْخلق، قلت: مَا سلف فِي بَدْء الْخلق إلاَّ عَن أبي هُرَيْرَة من رِوَايَة الْأَعْرَج.
قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ويروي: قَالَ: قَالَ الله أرَاهُ يَقُول الله شَتَمَنِي ابْن آدمِ الحَدِيث، وَهَذَا من الْأَحَادِيث القدسية.
قَوْله: (كَذبَنِي) من التَّكْذِيب وَهُوَ نِسْبَة الْمُتَكَلّم إِلَى أَن خَبره خلاف الْوَاقِع.
قَوْله: (ذَلِك) أَي: التَّكْذِيب.
قَوْله: (وَشَتَمَنِي) ، من الشتم وَهُوَ توصيف الشَّخْص بِمَا هُوَ أزراً وأنقص فِيهِ، وَإِثْبَات الْوَلَد لَهُ كَذَلِك لِأَن الْوَلَد إِنَّمَا يكون عَن وَالِدَة تحمله ثمَّ تضعه، ويستلزم ذَلِك سبق النِّكَاح، والناكح يَسْتَدْعِي باعثاً لَهُ على ذَلِك، وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى منزع عَن جَمِيع ذَلِك.
قَوْله: (فسبحاني) ، لفظ: سُبْحَانَ، مُضَاف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم يَعْنِي: أنزه نَفسِي (أَن أَتَّخِذ) بِأَن اتخذو: وَأَن، مَصْدَرِيَّة أَي: من اتِّخَاذ الصاحبة أَي: الزَّوْجَة وَالْولد.