هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4156 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ : أَتَيْنَا عُمَرَ فِي وَفْدٍ ، فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا وَيُسَمِّيهِمْ ، فَقُلْتُ : أَمَا تَعْرِفُنِي يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : بَلَى أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا ، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا ، وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا ، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا . فَقَالَ عَدِيٌّ : فَلاَ أُبَالِي إِذًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4156 حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا عبد الملك ، عن عمرو بن حريث ، عن عدي بن حاتم ، قال : أتينا عمر في وفد ، فجعل يدعو رجلا رجلا ويسميهم ، فقلت : أما تعرفني يا أمير المؤمنين ؟ قال : بلى أسلمت إذ كفروا ، وأقبلت إذ أدبروا ، ووفيت إذ غدروا ، وعرفت إذ أنكروا . فقال عدي : فلا أبالي إذا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated `Adi bin Hatim:

We came to `Umar in a delegation (during his rule). He started calling the men one by one, calling each by his name. (As he did not call me early) I said to him. Don't you know me, O chief of the Believers? He said, Yes, you embraced Islam when they (i.e. your people) disbelieved; you have come (to the Truth) when they ran away; you fulfilled your promises when they broke theirs; and you recognized it (i.e. the Truth of Islam) when they denied it. On that, `Adi said, I therefore don't care.

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4394] .

     قَوْلُهُ  حَدثنَا عبد الْملك هُوَ بن عُمَيْرٍ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ بِالْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُثَلَّثَةِ مُصَغَّرٌ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ وَفِي الْإِسْنَادِ ثَلَاثَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي نَسَقٍ .

     قَوْلُهُ  أَتَيْتُ عُمَرَ أَيْ فِي خِلَافَتِهِ .

     قَوْلُهُ  فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا يُسَمِّيهِمْ أَيْ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَهُمْ .

     قَوْلُهُ  بلَى أَسْلَمْتُ إِذْ كَفَرُوا إِلَخْ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى وَفَاءِ عَدِيٍّ بِالْإِسْلَامِ وَالصَّدَقَةِ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ مَنَعَ مَنْ أَطَاعَهُ مِنَ الرِّدَّةِ وَذَلِكَ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْفُتُوحِ .

     قَوْلُهُ  فَقَالَ عَدِيٌّ فَلَا أُبَالِي إِذًا أَيْ إِذَا كُنْتَ تَعْرِفَ قَدْرِيَ فَلَا أُبَالِي إِذَا قَدِمْتَ عَلَى غَيْرِي وَفِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ لِلْبُخَارِيِّ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَدِيٍّ حَيَّاكَ اللَّهُ مِنْ مَعْرِفَةٍ وَرَوَى أَحْمَدُ فِي سَبَبِ إِسْلَامِ عَدِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهْتُهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَقْصَى الْأَرْضِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ ثُمَّ كَرِهْتُ مَكَانِي فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتُهُ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ أَسْلِمْ تَسْلَمْ فَقُلْتُ إِنَّ لِي دِينًا وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَذَكَرَ إِسْلَامه وَذكر ذَلِك بن إِسْحَاقَ مُطَوَّلًا وَفِيهِ أَنَّ خَيْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابَتْ أُخْتَ عَدِيٍّ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَّ عَلَيْهَا فَأَطْلَقَهَا بَعْدَ أَنِ اسْتَعْطَفَتْهُ بِإِشَارَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ هَلَكَ الْوَالِدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فَقَالَ وَمَنْ وَافِدُكِ قَالَتْ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَلَمَّا قَدِمَتْ بِنْتُ حَاتِمٍ عَلَى عَدِيٍّ أَشَارَتْ عَلَيْهِ بِالْقُدُومِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ وَأَسْلَمَ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ هَذَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ إِنِّي لَأَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَجْعَل يَده فِي يَدي ( قَولُهُ بَابُ حِجَّةِ الْوَدَاعِ) بِكَسْرِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَبِفَتْحِهَا وَبِكَسْرِ الْوَاوِ وَبِفَتْحِهَا ذَكَرَ جَابِرٌ فِي حَدِيثِهِ الطَّوِيلِ فِي صِفَتِهَا كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ أَيْ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَمْ يَحُجَّ ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ مايوهم أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ قَبْلَ أَن يُهَاجر غير حجَّة الْوَدَاع وَلَفظهوَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ حَجَّ قَبْلَ أَن يُهَاجر ثَلَاث حجج وَعَن بن عَبَّاس مثله أخرجه بن مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ.

.

قُلْتُ وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى عَدَدِ وُفُودِ الْأَنْصَارِ إِلَى الْعَقَبَةِ بِمِنًى بَعْدَ الْحَجِّ فَإِنَّهُمْ قَدِمُوا أَوَّلًا فَتَوَاعَدُوا ثُمَّ قَدِمُوا ثَانِيًا فَبَايَعُوا الْبَيْعَةَ الْأُولَى ثُمَّ قَدِمُوا ثَالِثًا فَبَايَعُوا الْبَيْعَةَ الثَّانِيَةَ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ أَوَّلَ الْهِجْرَةِ وَهَذَا لَا يقتضى نفىالحج قَبْلَ ذَلِكَ وَقَدْ أَخْرَجَ الْحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ إِلَى الثَّوْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ حِجَجًا.

     وَقَالَ  بن الْجَوْزِيِّ حَجَّ حِجَجًا لَا يُعْرَفُ عَدَدُهَا.

     وَقَالَ  بن الْأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ كَانَ يَحُجُّ كُلَّ سَنَةٍ قبل أَن يُهَاجر وَفِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ خُرُوجَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الْحَجِّ وَأَخْرَجَهُ هُوَ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ مثله وَجزم بن حَزْمٍ بِأَنْ خُرُوجَهُ كَانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ أَوَّلَ ذِي الْحِجَّةِ كَانَ يَوْمَ الْخَمِيسِ قَطْعًا لِمَا ثَبَتَ وَتَوَاتَرَ أَنَّ وُقُوفَهُ بِعَرَفَةَ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَتَعَيَّنَ أَنَّ أَوَّلَ الشَّهْرِ يَوْمُ الْخَمِيسِ فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ بَلْ ظَاهِرُ الْخَبَرِ أَنْ يَكُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَكِنْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ صَلَّيْنَا الظُّهْرَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ خُرُوجَهُمْ لَمْ يَكُنْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَمَا بَقِيَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ خُرُوجُهُمْ يَوْمَ السَّبْتِ وَيُحْمَلُ قَوْلُ مَنْ قَالَ لِخَمْسٍ بَقِينَ أَيْ إِنْ كَانَ الشَّهْرُ ثَلَاثِينَ فَاتَّفَقَ أَنْ جَاءَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ فَيَكُونُ يَوْمُ الْخَمِيسِ أَوَّلَ ذِي الْحِجَّةِ بَعْدَ مُضِيِّ أَرْبَعِ لَيَالٍ لَا خَمْسٍ وَبِهَذَا تَتَّفِقُ الْأَخْبَارُ هَكَذَا جَمَعَ الْحَافِظُ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ كَثِيرٍ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ وَقَوِيَ هَذَا الْجَمْعُ بِقَوْلِ جَابِرٍ إِنَّهُ خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ أَوْ أَرْبَعٍ وَكَانَ دُخُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ صُبْحَ رَابِعِهِ كَمَا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَذَلِكَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَهَذَا يُؤَيِّدُ أَنَّ خُرُوجَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ كَمَا تقدم فَيكون مكثه فِي الطَّرِيقِ ثَمَانِ لَيَالٍ وَهِيَ الْمَسَافَةُ الْوُسْطَى ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ سَبْعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا تَقَدَّمَ غَالِبُهَا فِي كِتَابِ الْحَجِّ مَشْرُوحَةً وَسَأُبَيِّنُ ذَلِكَ مَعَ مَزِيدِ فَائِدَةٍ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ حَدِيثُ عَائِشَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي بَابِ التَّمَتُّعِ وَالْقِرَانِ مِنْ كِتَابِ الْحَجِّ ( الْحَدِيثُ الثَّانِي)

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  قَوْله وَفد طَيء وَحَدِيث عدي بن حَاتِم)
أَي بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ رَاءٍ ثُمَّ جِيمٍ بِوَزْنِ جَعْفَر بن امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ الطَّائِيِّ مَنْسُوبٌ إِلَى طَيء بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ بن أَدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ عَرِيبِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ يُقَالُ كَانَ اسْمُهُ جَلْهَمَةَ فَسُمِّيَ طَيِّئًا لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ طَوَى بِئْرًا وَيُقَالُ أَوَّلُ مَنْ طَوَى الْمَنَاهِلَ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ عُمَرَ فَقَالَ إِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيء جِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ أَحْمَدُ فِي أَوَّلِهِ أَتَيْتُ عُمَرَ فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي فَجَعَلَ يُعْرِضُ عَنِّي فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَقُلْتُ أَتَعْرِفُنِي فَذَكَرَ نَحْوَ مَا أَوْرَدَهُ الْبُخَارِيُّ وَنَحْوَ مَا أَوْرَدَهُ مُسْلِمٌ جَمِيعًا

[ قــ :4156 ... غــ :4394] .

     قَوْلُهُ  حَدثنَا عبد الْملك هُوَ بن عُمَيْرٍ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ بِالْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُثَلَّثَةِ مُصَغَّرٌ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ وَفِي الْإِسْنَادِ ثَلَاثَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي نَسَقٍ .

     قَوْلُهُ  أَتَيْتُ عُمَرَ أَيْ فِي خِلَافَتِهِ .

     قَوْلُهُ  فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلًا رَجُلًا يُسَمِّيهِمْ أَيْ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَهُمْ .

     قَوْلُهُ  بلَى أَسْلَمْتُ إِذْ كَفَرُوا إِلَخْ يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى وَفَاءِ عَدِيٍّ بِالْإِسْلَامِ وَالصَّدَقَةِ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ مَنَعَ مَنْ أَطَاعَهُ مِنَ الرِّدَّةِ وَذَلِكَ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْفُتُوحِ .

     قَوْلُهُ  فَقَالَ عَدِيٌّ فَلَا أُبَالِي إِذًا أَيْ إِذَا كُنْتَ تَعْرِفَ قَدْرِيَ فَلَا أُبَالِي إِذَا قَدِمْتَ عَلَى غَيْرِي وَفِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ لِلْبُخَارِيِّ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَدِيٍّ حَيَّاكَ اللَّهُ مِنْ مَعْرِفَةٍ وَرَوَى أَحْمَدُ فِي سَبَبِ إِسْلَامِ عَدِيٍّ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهْتُهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَقْصَى الْأَرْضِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ ثُمَّ كَرِهْتُ مَكَانِي فَقُلْتُ لَوْ أَتَيْتُهُ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ أَسْلِمْ تَسْلَمْ فَقُلْتُ إِنَّ لِي دِينًا وَكَانَ نَصْرَانِيًّا فَذَكَرَ إِسْلَامه وَذكر ذَلِك بن إِسْحَاقَ مُطَوَّلًا وَفِيهِ أَنَّ خَيْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابَتْ أُخْتَ عَدِيٍّ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَّ عَلَيْهَا فَأَطْلَقَهَا بَعْدَ أَنِ اسْتَعْطَفَتْهُ بِإِشَارَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ هَلَكَ الْوَالِدُ وَغَابَ الْوَافِدُ فَامْنُنْ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فَقَالَ وَمَنْ وَافِدُكِ قَالَتْ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ الْفَارُّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَلَمَّا قَدِمَتْ بِنْتُ حَاتِمٍ عَلَى عَدِيٍّ أَشَارَتْ عَلَيْهِ بِالْقُدُومِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ وَأَسْلَمَ وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ هَذَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ يَقُولُ إِنِّي لَأَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَجْعَل يَده فِي يَدي

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قِصَّةِ وَفْدِ طَيِّئٍ وَحَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ
( باب قصة وفد طيئ) بفتح الطاء المهملة وتشديد التحتية المكسورة بعدها همزة ابن أدد بن زيد بن يشجب.
قيل: وسمي طيئًا لأنه أول من طوى بئرًا أو طوى المناهل وكان اسمه جلهمة ( وحديث عدي بن حاتم) أي ابن عبد الله بن سعد بن الحشرج بمهملة ثم معجمة ثم راء ثم جيم بوزن جعفر، ابن امرئ القيس بن عدي الطائي، وسقط لفظ باب ولفظ قصة لأبي ذر.


[ قــ :4156 ... غــ : 4394 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْنَا عُمَرَ فِي وَفْدٍ فَجَعَلَ يَدْعُو رَجُلاً رَجُلاً وَيُسَمِّيهِمْ فَقُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: بَلَى، أَسْلَمْتَ إِذْ كَفَرُوا وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا، وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَعَرَفْتَ إِذْ أَنْكَرُوا، فَقَالَ عَدِيٌّ: فَلاَ أُبَالِي إِذًا.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) المنقري قال: ( حدّثنا أبو عوانة) الوضاح اليشكري قال: ( حدّثنا عبد الملك) بن عمير ( عن عمرو بن حريث) بفتح العين في الأول وضم الحاء المهملة آخره مثلثة في الثاني المخزومي الصحابي الصغير ( عن عدي بن حاتم) بالحاء المهملة ابن عبد الله الطائي وأبوه حاتم الموصوف بالجود أنه ( قال: أتينا عمر) بن الخطاب في خلافته ( في وفد) بفتح الواو وسكون الفاء بعدها دال مهملة من طيئ ( فجعل يدعو رجلاً رجلاً) من طيئ ( ويسميهم) بأسمائهم قبل أن يدعوه بل قدمهم عليه، وفي رواية أحمد: أتيت عمر في أناس من قومي فجعل يعرض عني فاستقبلته ( فقلت: أما) بتخفيف الميم ( تعرفني يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى) أعرفك ( أسلمت) يا عدي ( إذ كفروا، وأقبلت إذ) أي حين ( أدبروا، ووفيت) بالتخفيف العهد بالإسلام والصدقة بعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إذ) أي حين ( غدروا، وعرفت) الحق ( إذ) أي حين ( أنكروا.
فقال عدي: فلا أبال إذًا)
أي إذا كنت تعرف قدري فلا أبالي إذا قدمت عليّ غيري.

وقد كان عدي نصرانيًّا وكان سبب إسلامه كما ذكره ابن إسحاق أن خيل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصابت أخت عدي، وأن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منّ عليها فأطلقها بعد أن استعطفته فقالت له: هلك الوالد وغاب الوافد فامنن عليّ منّ الله عليك.
قال: ومن وافدك؟ قالت: عدي بن حاتم، قال: الفارّ من الله
ورسوله؟ قال: فلما قدمت على عديّ أشارت عليه بالقدوم على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقدم وأسلم.
وفي الترمذي: أنه لما قدم قالوا: هذا عدي بن حاتم، وكان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال قبل ذلك: "إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي".

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُ قِصَّةُ وفْدِ طَيِّىءٍ وحَدِيثِ عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ)

أَي: هَذَا فِي بَيَان قصَّة وَفد طَيء، وَفِي بعض النّسخ: بابُُ قصَّة وَفد طَيء، وَفِي بَعْضهَا، وَفد طَيء، وَحَدِيث عدي بن حَاتِم بِلَا لفظ: قصَّة، والطيء، بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف بعْدهَا همزَة: ابْن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ،.

     وَقَالَ  الرشاطي: كَانَ اسْمه جلهمة بن أدد،.

     وَقَالَ  ابْن دُرَيْد عَن الْخَلِيل: إِن أصل طَيء: طاوي، بِالْوَاو وَالْيَاء، فقلبوا الْوَاو يَاء فَصَارَت يَاء ثَقيلَة، قَالَ: وَكَانَ الأَصْل فِيهِ: طوى،.

     وَقَالَ  السيرافي: ذكر بعض النَّحْوِيين أَن: طيأ، من الطأة وَهُوَ الذّهاب فِي الأَرْض..
     وَقَالَ  ابْن سعيد: لَيْسَ غير هَذَا القَوْل بِشَيْء لِأَن طوى طياً لَا أصل لَهُ فِي الْهمزَة، وطيء مَهْمُوز، وَحكى سِيبَوَيْهٍ فِي قَوْله: فِي طَيء، طائي أَنه على غير الْقيَاس،.

     وَقَالَ  فِي مَوضِع آخر: النِّسْبَة إِلَى طأي طائي،.

     وَقَالَ  ابْن الْكَلْبِيّ: سمي طياً لِأَنَّهُ أول من طوى المناهل قَوْله: ( وَحَدِيث عدي) ، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الدَّار وَتَشْديد الْيَاء: ابْن حَاتِم، بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالتاء الْمُثَنَّاة من فَوق الْمَكْسُورَة: ابْن عبد الله بن سعد بن الحشرج، بِالْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وبالراء بعْدهَا جِيم على وزن جَعْفَر: ابْن امرىء الْقَيْس بن عدي بن ربيعَة بن جَرْوَل بن ثعل بن عَمْرو بن الْغَوْث بن طَيء بن أدد بن زيد بن كهلان، قدم عدي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شعْبَان سنة تسع، قَالَه أَبُو عمر،.

     وَقَالَ  الْوَاقِدِيّ: قدم فِي شعْبَان سنة عشر ثمَّ قدم على أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، بصدقات قومه فِي حِين الرِّدَّة، وَمنع قومه وَطَائِفَة مَعَه من الرِّدَّة بِثُبُوتِهِ على الْإِسْلَام وَحسن رَأْيه وَكَانَ سرياً شريفاً فِي قومه، خَطِيبًا ظَاهر الْجَواب، فَاضلا كَرِيمًا، وَنزل عدي بن حَاتِم الْكُوفَة وسكنها وَشهد مَعَ عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، الْجمل وففئت عينه يومئذٍ ثمَّ شهد مَعَ عَليّ صفّين والنهروان، وَمَات بِالْكُوفَةِ سنة سبع وَسِتِّينَ فِي أَيَّام الْمُخْتَار، وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة.



[ قــ :4156 ... غــ :4394 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بنُ إسْماعِيلَ حدّثنا أبُو عَوَانَةَ حدّثنا عبْدُ الملِكِ عنْ عَمرو بنِ حُرَيْثٍ عنْ عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ قَالَ أتَيْنا عُمَرَ فِي وَفدٍ فجَعَل يَدْعُو رجُلاً رجُلاً ويُسَمِّيهِمْ فَقُلْتُ أما تَعْرِفُنِي يَا أميرَ المُؤْمِنِينَ قَالَ بَلى أسْلَمْتَ إذْ كَفَرُوا وأقْبَلْتَ إِذْ أدْبَرُوا ووَفَيْتَ إذْ غَدَرُوا وعَرَفْتَ إذْ أنْكَرُوا فَقَالَ عَدِيٌّ فَلاَ أُبالِي إِذا.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَأَبُو عوَانَة الوضاح الْيَشْكُرِي، وَعبد الْملك هُوَ ابْن عُمَيْر، وَعَمْرو بن حُرَيْث المَخْزُومِي صَحَابِيّ صَغِير، قَالَ أَبُو عمر: عَمْرو بن حُرَيْث بن عَمْرو بن عُثْمَان بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم الْقرشِي المَخْزُومِي، رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَسمع مِنْهُ وَمسح بِرَأْسِهِ ودعا لَهُ بِالْبركَةِ، وَقيل: قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة، نزل الْكُوفَة وَولي إِمَارَة الْكُوفَة وَمَات بهَا سنة خمس وَثَمَانِينَ.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم من وَجه آخر قَالَ: أتيت عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَقَالَ: إِن أول صَدَقَة بيضت وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووجوه أَصْحَابه صَدَقَة طَيء، جِئْت بهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَزَاد أَحْمد فِي أَوله: أتيت عمر فِي أنَاس من قومِي فَجعل يعرض عني، فاستقبلته فَقلت: أتعرفني؟ فَذكر نَحْو مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ مُسلم.
قَوْله: ( أتيت عمر) ، أَي: فِي خِلَافَته.
قَوْله: ( فِي وَفد) ، بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْفَاء وَفِي آخِره دَال مُهْملَة، وهم قوم يَجْتَمعُونَ ويردون الْبِلَاد، واحده وَافد، وَكَذَلِكَ الَّذين يقصدون الْأُمَرَاء لزِيَادَة واستر فادوا انتجاع وَغير ذَلِك، تَقول: وَفد يفد فَهُوَ وَافد، واوفدته على الشَّيْء فَهُوَ موفد إِذا أشرف.
قَوْله: ( ويسميهم) أَي: قبل أَن يَدعُوهُ.
قَوْله: ( يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ) ، أَصله: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ.
قَوْله: ( إِذْ) ، بِمَعْنى: حِين، فِي الْأَرْبَعَة الْمَوَاضِع، وَقَوله: ( إِذا) فِي الْأَخير بِالتَّنْوِينِ بِمَعْنى: حينئذٍ قَالَ الْكرْمَانِي: أَي: حِين عَرفتنِي بِهَذِهِ الْمرتبَة يَكْفِينِي سَعَادَة، وَقيل: مَعْنَاهُ إِذا كنت تعرف قدري فَلَا أُبَالِي إِذا قدمت على غَيْرِي.