هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4132 حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ ، قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : إِنَّ لِي جَرَّةً يُنْتَبَذُ لِي نَبِيذٌ ، فَأَشْرَبُهُ حُلْوًا فِي جَرٍّ ، إِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ ، فَجَالَسْتُ القَوْمَ فَأَطَلْتُ الجُلُوسَ ، خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ ، فَقَالَ : قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالقَوْمِ ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ النَّدَامَى ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ المُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ ، وَإِنَّا لاَ نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الحُرُمِ ، حَدِّثْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ : إِنْ عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الجَنَّةَ ، وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا . قَالَ : آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ الإِيمَانِ بِاللَّهِ ، هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ ؟ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغَانِمِ الخُمُسَ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ ، مَا انْتُبِذَ فِي الدُّبَّاءِ ، (ينقع) فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا وشرابا مسكرا> وَالنَّقِيرِ ، وَالحَنْتَمِ ، وَالمُزَفَّتِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4132 حدثني إسحاق ، أخبرنا أبو عامر العقدي ، حدثنا قرة ، عن أبي جمرة ، قلت لابن عباس رضي الله عنهما : إن لي جرة ينتبذ لي نبيذ ، فأشربه حلوا في جر ، إن أكثرت منه ، فجالست القوم فأطلت الجلوس ، خشيت أن أفتضح ، فقال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : مرحبا بالقوم ، غير خزايا ولا الندامى ، فقالوا : يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر ، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم ، حدثنا بجمل من الأمر : إن عملنا به دخلنا الجنة ، وندعو به من وراءنا . قال : آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله ، هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا من المغانم الخمس ، وأنهاكم عن أربع ، ما انتبذ في الدباء ، (ينقع) فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا وشرابا مسكرا> والنقير ، والحنتم ، والمزفت
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu Jamra:

I said to Ibn `Abbas, I have an earthenware pot containing Nabidh (i.e. water and dates or grapes) for me, and I drink of it while it is sweet. If I drink much of it and stay with the people for a long time, I get afraid that they may discover it (for I will appear as if I were drunk). Ibn `Abbas said, A delegation of `Abdul Qais came to Allah's Messenger (ﷺ) and he said, Welcome, O people! Neither will you have disgrace nor will you regret. They said, O Allah's Messenger (ﷺ)! There are the Mudar pagans between you and us, so we cannot come to you except in the sacred Months. So please teach us some orders on acting upon which we will enter Paradise. Besides, we will preach that to our people who are behind us. The Prophet (ﷺ) said, I order you to do four things and forbid you from four things (I order you): To believe in Allah...Do you know what is to believe in Allah? That is to testify that None has the right to be worshipped except Allah: (I order you also to offer prayers perfectly to pay Zakat; and to fast the month of Ramadan and to give the Khumus (i.e. one-fifth of the booty) (for Allah's Sake). I forbid you from four other things (i.e. the wine that is prepared in) Ad-Dubba, An-Naquir, Az-Hantam and Al-Muzaffat. (See Hadith No. 50 Vol. 1)

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4368] .

     قَوْلُهُ .

.

قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ لِي جَرَّةً تَنْتَبِذُ لِي نَبِيذًا أَسْنَدَ الْفِعْلَ إِلَى الْجَرَّةِ مَجَازًا وَقَولُهُ فِي جَرٍّ يَتَعَلَّقُ بِجَرَّةٍ وَتَقْدِيرُهُ إنَّ لِي جَرَّةً كَائِنَةً فِي جُمْلَةِ جِرَارٍ وَقَولُهُ خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ أَيْ لِأَنِّي أصير فِي مثل حَالِ السُّكَارَى وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْكَلَامِ عَلَى بَابِ تَرْخِيصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَوْعِيَةِ وَقَدَّمَ حَدِيثَ الْبَابِ فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْإِيمَانِ ( الْحَدِيثُ الثَّانِي حَدِيثُ أم سَلمَة)

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ)
هِيَ قَبِيلَةٌ كَبِيرَةٌ يَسْكُنُونَ الْبَحْرَيْنِ يُنْسَبُونَ إِلَى عَبْدِ الْقَيْسِ بْنِ أَفْصَى بِسُكُونِ الْفَاءِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ بِوَزْنِ أعمى بن دُعْمِيٍّ بِضَمٍّ ثُمَّ سُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ الْمِيمِ بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة بن جديلة بِالْجِيم وزن كَبِيرَة بن أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ وَالَّذِي تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ لِعَبْدِ الْقَيْسِ وَفْادَتَانِ إِحْدَاهُمَا قَبْلَ الْفَتْحِ وَلِهَذَا قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ وَكَانَ ذَلِكَ قَدِيمًا إِمَّا فِي سَنَةِ خَمْسٍ أَوْ قَبْلَهَا وَكَانَتْ قَرْيَتُهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ أَوَّلَ قَرْيَةٍ أُقِيمَتْ فِيهَا الْجُمُعَةُ بَعْدَ الْمَدِينَةِ كَمَا ثَبَتَ فِي آخِرِ حَدِيثٍ فِي الْبَابِ وَكَانَ عَدَدُ الْوَفْدِ الْأَوَّلِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَفِيهَا سَأَلُوا عَنِ الْإِيمَانِ وَعَنِ الْأَشْرِبَةِ وَكَانَ فِيهِمُ الْأَشَجُّ.

     وَقَالَ  لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمَ وَالْأَنَاةَ كَمَا أَخْرَجَ ذَلِكَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ أُمِّ أَبَانَ بِنْتِ الْوَازِعِ بْنِ الزَّارِعِ عَنْ جَدِّهَا زَارِعٍ وَكَانَ فِي وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا يَعْنِي لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتَظَرَ الْأَشَجُّ وَاسْمُهُ الْمُنْذِرُ حَتَّى لَبِسَ ثَوْبَيْهِ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ الْحَدِيثَ وَفِي حَدِيثِ هُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الْعَصْرِيِّ أَنه سمع جده مزبدة الْعَصْرِيَّ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ إِذْ قَالَ لَهُمْ سَيَطْلُعُ عَلَيْكُم من هَا هُنَا رَكْبٌ هُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ فَقَامَ عُمَرُ فَتَوَجَّهَ نَحْوَهُمْ فَلَقِيَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا فَبَشَّرَهُمْ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَشَى مَعَهُمْ حَتَّى أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَمَوْا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رَكَائِبِهِمْ فَأَخَذُوا يَدَهُ فَقَبَّلُوهَا وَتَأَخَّرَ الْأَشَجُّ فِي الرِّكَابِ حَتَّى أناخها وَجمع مَتَاعهمْ ثمَّ جَاءَ يمشي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ مُطَوَّلًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمْ يُسَمِّهِ ثَانِيَتُهُمَا كَانَتْ فِي سَنَةِ الْوُفُودِ وَكَانَ عَدَدُهُمْ حِينَئِذٍ أَرْبَعِينَ رَجُلًا كَمَا فِي حَدِيثِ أبي حَيْوَة الصناحي الَّذِي أخرجه بن مَنْدَهْ وَكَانَ فِيهِمُ الْجَارُود الْعَبْدي وَقد ذكر بن إِسْحَاقَ قِصَّتَهُ وَأَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامه وَيُؤَيّد التَّعَدُّد مَا أخرجه بن حِبَّانَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُم مَالِي أَرَى أَلْوَانَكُمْ تَغَيَّرَتْ فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ كَانَ رَآهُمْ قَبْلَ التَّغَيُّرِ ثُمَّ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي الْبَاب أَحَادِيث أَحدهَا حَدِيث بن عَبَّاسٍ

[ قــ :4132 ... غــ :4368] .

     قَوْلُهُ .

.

قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ لِي جَرَّةً تَنْتَبِذُ لِي نَبِيذًا أَسْنَدَ الْفِعْلَ إِلَى الْجَرَّةِ مَجَازًا وَقَولُهُ فِي جَرٍّ يَتَعَلَّقُ بِجَرَّةٍ وَتَقْدِيرُهُ إنَّ لِي جَرَّةً كَائِنَةً فِي جُمْلَةِ جِرَارٍ وَقَولُهُ خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ أَيْ لِأَنِّي أصير فِي مثل حَالِ السُّكَارَى وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْكَلَامِ عَلَى بَابِ تَرْخِيصِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَوْعِيَةِ وَقَدَّمَ حَدِيثَ الْبَابِ فِي أَوَاخِرِ كِتَابِ الْإِيمَانِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ
( باب وفد عبد القيس) بن أفصى بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الصاد المهملة ابن دعميّ بضم الدال وسكون العين المهملتين وكسر الميم بعدها تحتية ثقيلة ابن جديلة بالجيم بوزن كبيرة ابن أسد بن ربيعة بن نزار، وهي قبيلة كبيرة يسكنون البحرين وهي أول قرية أقيمت فيها الجمعة بعد المدينة وسقط الباب لأبي ذر فوفد رفع.


[ قــ :4132 ... غــ : 4368 ]
- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ،.

.

قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ لِي جَرَّةً يُنْتَبَذُ لِي نَبِيذٌ فَأَشْرَبُهُ حُلْوًا فِي جَرٍّ إِنْ أَكْثَرْتُ مِنْهُ فَجَالَسْتُ الْقَوْمَ فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ خَشِيتُ أَنْ أَفْتَضِحَ فَقَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ النَّدَامَى» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وَإِنَّا لاَ نَصِلُ إِلَيْكَ إِلاَّ فِي أَشْهُرِ الْحُرُمِ، حَدِّثْنَا بِجُمَلٍ مِنَ الأَمْرِ إِنْ عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، قَالَ: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ هَلْ تَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ؟ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: مَا انْتُبِذَ فِي الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ».

وبه قال: ( حدثني) بالإفراد ( إسحاق) بن إبراهيم بن راهويه قال: ( أخبرنا أبو عامر) عبد الملك بن عمرو ( العقدي) بفتح العين والقاف قال: ( حدّثنا قرة) بضم القاف وتشديد الراء ابن خالد السدوسي ( عن أبي جمرة) بالراء والجيم نصر بن عمران الضبعي أنه قال: ( قلت لابن عباس) -رضي الله عنهما- ( إن لي جرة ينتبذ) بضم التحتية وفتح الموحدة مبنيًا للمفعول ( لي فيها نبيذ) كذا
في الفرع وأصله وفي غيره تنتبذ بفوقية بدل التحتية لي نبيذ بالنصب، ولم يضبط ذلك الحافظ ابن حجر وقال: إسناد الفعل إلى الجرة مجاز انتهى.
وقال بعضهم: لعله جارية تنتبذ ( فأشربه حلوًا) كائنة تلك الجرة التي ينتبذ لي فيها ( في) جملة ( جرّ) بفتح الجيم وتشديد الراء جمع جرّة كجرار ( إن كثرت منه) شربًا ( فجالست القوم فأطلت الجلوس) معهم ( خشيت أن أفتضح) لأني أصير في حال مثل حال السكارى ( فقال) : أي ابن عباس ( قدم وفد عبد القيس) القدمة الثانية ( على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وكانوا ثلاثة عشر راكبًا كبيرهم الأشج.

وسمي منهم في التحرير: منقذ بن حبان، ومزيدة بن مالك، وعمرو بن مرجوم، والحارث ابن شعيب، وعبيدة بن همام، والحارث بن جندب، وصحار بن العباس بصاد مضمومة وحاء مهملتين.
وعند ابن سعد منهم: عتبة بن جروة.
وفي سنن أبي داود: قيس بن النعمان العبدي، وفي مسند البزار: الجهم بن قثم، وعند أحمد: الرسيم العبدي، وفي المعرفة لأبي نعيم: جويرية العبدي، وفي الأدب للبخاري: الزراع بن عامر العبدي، وأما ما عند الدولابي من أنهم كانوا أربعين، فيحتمل أن يكون الثلاثة عشر رؤوسهم، ولذا كانوا ركبانًا والباقون أتباعًا.

( فقال: مرحبًا بالقوم) حال كونهم ( غير خزايا ولا الندامى) بالألف واللام ( فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر) فيه الدلالة على تقدم إسلامهم على مضر ( وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم) لحرمة القتال فيها عندهم ( حدّثنا) بكسر الدال المشدّدة بصيغة الطلب ( بجمل من الأمر إن عملنا به) أي بالأمر ( دخلنا الجنة) برحمة الله ( وندعو به من وراءنا) من قومنا الذين خلفناهم في بلادنا ( قال: آمركم بأربع) أي بأربع جُمل ( وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله) بالجرّ بدلاً من أربع الأولى ( هل تدرون ما الإيمان بالله) قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: هو ( شهادة أن لا إله إلا الله) زاد في الإيمان وأن محمدًا رسول الله ( وإقام الصلاة) إنما ذكر الشهادة تبركًا بها لأنهم كانوا مسلمين مقرين بكلمتي الشهادة لكن ربما كانوا يظنون أن الإيمان مقصور عليهما كما كان ذلك في ابتداء الإسلام فالمراد إقام الصلاة وما يليها وهو قوله: ( وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغانم الخمس) ولم يذكر الحج لكونه على التراخي أو لعدم استطاعتهم له من أجل كفار مضر أو لم يكن فرض أو لم يقصد إعلامهم بجميع الأحكام التي يجب عليهم فعلاً أو تركًا، ولذلك اقتصر في المناهي على الانتباذ، وأما في الصيام من سنن البيهقي الكبرى من زيادة ذكر الحج فهي رواية شاذة، وأبو قلابة الرقاشي المذكور في سنده تغير حفظه في آخر أمره، فلعل هذا مما حدث به في التغير والله أعلم.

( وأنهاكم عن أربع ما انتبذ) وفي الإيمان من الانتباذ وهي من إطلاق المحل وإرادة الحال كما صرح به في رواية هذا الباب كرواية النساني ما ينتبذ ( في الدباء) اليقطين ( والنقير) وهو أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء ( والحمم) بالحاء المهملة والنون والفوقية الجرة الخضراء ( والمزفت) المطلي بالزفت واقتصر من المناهي على هذه الأربعة لكثرة تعاطيهم لها.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ وفْدِ عَبدِ القَيْسِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان وَفد عبد الْقَيْس، وَهِي قَبيلَة كَبِيرَة يسكنون الْبَحْرين وينسبون إِلَى عبد الْقَيْس بن أفصى، بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْفَاء وبالصاد الْمُهْملَة على وزن أعمى بن دعمي، بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف: ابْن جديلة، بِفَتْح الْجِيم على وزن كَبِيرَة ابْن أَسد بن ربيعَة بن نزار، وَكَانَت قريتهم بِالْبَحْرَيْنِ أول قَرْيَة أُقِيمَت فِيهَا الْجُمُعَة بعد الْمَدِينَة تسمى جواثى، بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْوَاو والثاء الْمُثَلَّثَة، وَكَانَ عدد هَؤُلَاءِ الْوَفْد ثَلَاثَة عشر رجلا فِي سنة خمس أَو قبلهَا،.

     وَقَالَ  ابْن إِسْحَاق: وَكَانَ قدوم وَفد عبد الْقَيْس قبل الْفَتْح.



[ قــ :4132 ... غــ :4368 ]
- ح دّثني إسْحَاقُ أخبرَنا أبُو عامِرٍ العَقَدِيُّ حَدثنَا قُرَّةُ عنْ أبي جَمْرَةَ.

.

قُلْتُ ل ابْنِ عبَّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا إنَّ لِي جرَّةً يُنْتَبَذُ لي فِيها نَبِيذٌ فأشْرَبُهُ حُلْواً فِي جَرٍّ إِن أكْثَرْتُ مِنْهُ فَجالَسْتُ القَوْمَ فأطلْتُ الجُلُوسَ خَشِيتُ أنْ أفْتَضِحَ فَقَالَ قَدِمَ وفْدُ عبْدِ القَيْسِ علَى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: مَرْحباً بالْقَوْمِ غيرَ خَزَايا وَلَا النَّدَامَى فقالُوا يَا رسُولَ الله إنَّ بَيْنَنَا وبَيْنَكَ المُشْرِكِينَ مِنْ مُضَرَ وإنّا لَا نَصِلُ إليْكَ إِلَّا فِي أشْهُرِ الحُرُمِ حَدِّثْنا بِجُمَلٍ مِنَ الأمْرِ إنْ عَمِلْنا بهِ دَخَلْنا الجَنَّةَ ونَدْعُو بهِ مَنْ وَرَاءَنا قَالَ آمُرُكُمْ بأرْبَعٍ وأنْهاكُمْ عنْ أرْبَعٍ الإيمانُ بِاللَّه هَلْ تَدْرُونَ مَا الإيمانُ الله شَهادَةُ أنْ لَا إلاهَ إلاَّ الله وإقامُ الصَّلاَةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ وصَوْمُ رَمضان وأنْ تُعْطُوا مِنَ المَغانِمِ الخُمسَ وأنْهاكُمْ عنْ أرْبَعٍ مَا انْتُبِذَ فِي الدُّباءِ والنِّقيرِ والحَنْتَمِ والمُزَفَّتِ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَإِسْحَاق هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن رَاهَوَيْه، وَأَبُو عَامر عبد الْملك بن عمر والعقدي، وقرة، بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء هُوَ ابْن خَالِد السدُوسِي، وَأَبُو جَمْرَة، بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء: نصر بن عمرَان الضبعِي الْبَصْرِيّ.

والْحَدِيث مر فِي كتاب الْإِيمَان فِي: بابُُ أَدَاء الْخمس من الْإِيمَان، بأتم مِنْهُ.

قَوْله: ( إِن لي جرة) ، ويروى: إِن لي جَارِيَة، فَإِن صحت هَذِه الرِّوَايَة فَقَوله: تنتبذ، بتاء المضارعة للمؤنث، وعَلى الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة تكون: ننتبذ، بنُون الْمُتَكَلّم.
قَوْله: ( فِي جر) ، يتَعَلَّق بِمَحْذُوف هُوَ صفة جرة الْمَذْكُورَة تَقْدِيره إِن لي جرة كَانَت فِي جملَة جرار،.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: الجرة من الخزف وَالْجمع جرر وجرار.
قَوْله: ( خشيت) جَوَاب: إِن، مَعْنَاهُ: إِن أكثرت من نَبِيذ الْجَرّ فجالست النَّاس وَطَالَ جلوسي خشيت أَن افتضح، لما أكاد تشتبه أفعالي وأقوالي بالسكارى، وَمعنى الْبَقِيَّة قد مر فِي الْبابُُ الْمَذْكُور.