هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3801 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، ذُكِرَ لَهُ : أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، وَكَانَ بَدْرِيًّا ، مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ، فَرَكِبَ إِلَيْهِ بَعْدَ أَنْ تَعَالَى النَّهَارُ ، وَاقْتَرَبَتِ الجُمُعَةُ ، وَتَرَكَ الجُمُعَةَ ، وَقَالَ اللَّيْثُ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ أَبَاهُ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيِّ : يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الحَارِثِ الأَسْلَمِيَّةِ ، فَيَسْأَلَهَا عَنْ حَدِيثِهَا ، وَعَنْ مَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَفْتَتْهُ . فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ ، إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، يُخْبِرُهُ أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الحَارِثِ أَخْبَرَتْهُ : أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ سَعْدِ ابْنِ خَوْلَةَ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا ، فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وَهِيَ حَامِلٌ ، فَلَمْ تَنْشَبْ أَنْ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ ، فَلَمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفَاسِهَا ، تَجَمَّلَتْ لِلْخُطَّابِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، فَقَالَ لَهَا : مَا لِي أَرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ ، تُرَجِّينَ النِّكَاحَ ؟ فَإِنَّكِ وَاللَّهِ مَا أَنْتِ بِنَاكِحٍ حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ ، قَالَتْ سُبَيْعَةُ : فَلَمَّا قَالَ لِي ذَلِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أَمْسَيْتُ ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَفْتَانِي بِأَنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي ، وَأَمَرَنِي بِالتَّزَوُّجِ إِنْ بَدَا لِي تَابَعَهُ أَصْبَغُ ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، وَقَالَ اللَّيْثُ : حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ، مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِيَاسِ بْنِ البُكَيْرِ وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا ، أَخْبَرَهُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3801 حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، عن يحيى ، عن نافع ، أن ابن عمر رضي الله عنهما ، ذكر له : أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وكان بدريا ، مرض في يوم جمعة ، فركب إليه بعد أن تعالى النهار ، واقتربت الجمعة ، وترك الجمعة ، وقال الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري : يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية ، فيسألها عن حديثها ، وعن ما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استفتته . فكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم ، إلى عبد الله بن عتبة ، يخبره أن سبيعة بنت الحارث أخبرته : أنها كانت تحت سعد ابن خولة ، وهو من بني عامر بن لؤي ، وكان ممن شهد بدرا ، فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل ، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته ، فلما تعلت من نفاسها ، تجملت للخطاب ، فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك ، رجل من بني عبد الدار ، فقال لها : ما لي أراك تجملت للخطاب ، ترجين النكاح ؟ فإنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر ، قالت سبيعة : فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت ، وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي ، وأمرني بالتزوج إن بدا لي تابعه أصبغ ، عن ابن وهب ، عن يونس ، وقال الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب وسألناه فقال : أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، مولى بني عامر بن لؤي ، أن محمد بن إياس بن البكير وكان أبوه شهد بدرا ، أخبره
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Nafi:

Ibn 'Umar was once told that Said bin Zaid bin 'Amr bin Nufail, one of the Badr warriors, had fallen ill on a Friday. Ibn 'Umar rode to him late in the forenoon. The time of the Friday prayer approached and Ibn 'Umar did not take part in the Friday prayer.

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   
[ قــ :3801 ... غــ :3990 ]
- حدَّثنا قُتَيْبَةُ حدَّثنا لَ يْثٌ عنْ يَحْيَى عنْ نافِعٍ أنَّ ابنَ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما ذُكِرَ لَهُ أنَّ سَعِيدَ بنَ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ وكانَ بَدْرِياً مَرِضَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ فرَكِبَ إلَيْهِ بعْدَ أنْ تَعَالَى النَّهَارُ واقْتَرَبَتِ الجُمُعَةُ وتَرَكَ الْجُمُعَةَ.


ذكره هُنَا لقَوْله: وَكَانَ بَدْرِيًّا، وَإِنَّمَا نسب إِلَيْهِ مَعَ أَنه لم يشهده لِأَنَّهُ كَانَ مِمَّن ضرب لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بسهمه وأجره، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بَعثه وَطَلْحَة بن عبيد الله إِلَى طَرِيق الشَّام يتجسسان الْأَخْبَار عَن عير أهل مَكَّة، ففاتهما بدر، فَضرب بسهميهما وأجريهما، فَعدا بذلك من أهل بدر.

وقتيبة هُوَ ابْن سعيد، وَاللَّيْث بن سعد، وَيحيى هُوَ ابْن سعيد الْأنْصَارِيّ، والْحَدِيث من أَفْرَاده.

قَوْله: ( ذكر لَهُ) ، على صِيغَة الْمَجْهُول، أَي: ذكر لعبد الله بن عمر.
قَوْله: ( أَن سعيد بن زيد) ، هُوَ أحد الْعشْرَة المبشرة.
قَوْله: ( فَركب إِلَيْهِ) أَي: فَركب ابْن عمر إِلَى سعيد.
قَوْله: ( وَترك الْجُمُعَة) أَي: ترك صَلَاة الْجُمُعَة، قَالَ الْكرْمَانِي: كَانَ لعذر، وَهُوَ إشراف الْقَرِيب على الْهَلَاك، لِأَنَّهُ كَانَ ابْن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَزوج أُخْته،.

     وَقَالَ  صَاحب ( التَّوْضِيح) أَيْضا: هَذَا لأجل قرَابَته مِنْهُ وَهُوَ عذر.
قلت: فِيمَا قَالَا نظر، نعم لَو كَانَ فِي عدم حُضُوره هَلَاكه لأجل عِلّة من الْعِلَل كَانَ لَهُ فِي ذَلِك الْوَقْت ترك الْجُمُعَة،.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: يتْرك الْجُمُعَة إِذا لم يكن مَعَه من يقوم بِهِ.



[ قــ :3801 ... غــ :3991 ]
- وقَالَ اللَّيْثُ حدَّثَنِي يُونُسُ عنِ ابنِ شِهابٍ قَالَ حدَّثني عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بنِ عُتْبَةَ أنَّ أبَاهُ كَتَبَ إلَى عُمَرَ بنِ عَبْدِ الله بنِ الأرْقَمِ الزُّهْرِيِّ يأمُرُهُ أنْ يَدْخُلَ علَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الحارِثِ الأسْلَمِيَّةِ فيَسْألَهَا عنْ حَدِيثِهَا وعنْ مَا قالَ لَهَا رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِينَ اسْتَفْتَتْهُ فكَتَبَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الله بنِ الأرْقَمِ إلَى عَبْدِ الله بنِ عُتْبَةَ يُخْبِرُهُ أنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الحَارِثِ أخْبَرَتْهُ أنَّهَا كانَتْ تَحْتَ سَعْدِ بنِ خَوْلَةَ وهُوَ مِنْ بَنِي عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ وكانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرَاً فَتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ وهْيَ حامِلٌ فَلَمْ تَنْشَبْ أنْ وضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وفاتِهِ فلَمَّا تَعمَلتُ مِنْ نِفاسِهَا تَجَمَّلَتْ لِلْخِطَابِ فدَخَلَ علَيْهَا أبُو السَّنَابِلِ ابنُ بَعْكَكٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّار فَقالَ لَهَا مالِي أرَاكِ تَجَمَّلْتِ لِلْخُطَّابِ تُرَجِّينَ النِّكَاحَ فإنَّكِ وَالله مَا أنْتِ بِنَاكِحٍ حتَّى تَمُرَّ عَلَيْكِ أرْبَعَةُ أشْهُرٍ وعَشْرٌ قالَتْ سُبَيْعَةُ فَلَمَّا قَالَ لِي ذالِكَ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي حِينَ أمْسَيْتُ وأتَيْتُ رسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسألْتُهُ عنْ ذالِكَ فأفْتَانِي بأنِّي قَدْ حَلَلْتُ حِينَ وَضَعْتُ حَمْلِي وأمَرَنِي بالتَّزَوُّجِ إنْ بَدَا لِي.
( الحَدِيث 3991 طرفه فِي: 5319) .
ذكره هُنَا لأجل قَوْله: ( وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا) .
وَعبيد الله، بِضَم الْعين: يرْوى عَن أَبِيه عبد الله بن عتبَة، بِضَم الْعين وَسُكُون الْمُثَنَّاة من فَوق: ابْن مَسْعُود الْهُذلِيّ يروي عَن عمر بن عبد الله بن الأرقم بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ، وَعبد الله بن الأرقم أسلم عَام الْفَتْح وَكتب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتَعْملهُ عمر بن الْخطاب على بَيت المَال، وسبيعة، بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة مصغر سَبْعَة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة، وَتَعْلِيق اللَّيْث وَصله قَاسم بن أصبغ فِي ( مُصَنفه) : عَن الْمطلب بن شُعَيْب عَن عبد الله بن صَالح عَن اللَّيْث بِتَمَامِهِ.

والْحَدِيث أخرجه أَيْضا فِي الطَّلَاق مُخْتَصرا عَن يحيى بن بكير عَن اللَّيْث عَن يزِيد بن أبي خبيب.
وَأخرجه مُسلم فِي الطَّلَاق عَن أبي الطَّاهِر بن أبي السَّرْح وحرملة بن يحيى.
وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن سُلَيْمَان بن دَاوُد.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَعَن كثير بن عبيد.
وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن أبي بكر بن أبي شيبَة.

قَوْله: ( يَأْمُرهُ) من الْأَحْوَال الْمقدرَة.
قَوْله: ( حِين استفتته) أَي: فِي انْقِضَاء عدَّة الْحَامِل بِالْوَضْعِ.
قَوْله: ( يُخبرهُ) ، من الْأَحْوَال الْمقدرَة أَيْضا.
قَوْله: ( سعد بن خَوْلَة) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْوَاو وباللام، وَهُوَ من بني عَامر بن لؤَي من أنفسهم عِنْد بَعضهم، وَعند بَعضهم هُوَ حَلِيف لَهُم،.

     وَقَالَ  ابْن هِشَام: هُوَ من الْيمن حَلِيف لبني عَامر بن لؤَي،.

     وَقَالَ  غَيره: كَانَ من عجم الْفرس وَكَانَ من مهاجرة الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة فِي قَول الْوَاقِدِيّ، وَذكر ابْن هِشَام عَن زِيَاد عَن ابْن إِسْحَاق: أَنه مِمَّن شهد بَدْرًا، وَكَذَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ.
قَوْله: ( فِي حجَّة الْوَدَاع) هَذَا لَا خلاف فِيهِ إلاَّ مَا ذكره الطَّبَرِيّ مُحَمَّد بن جرير، فَإِنَّهُ قَالَ: توفّي سعد بن خَوْلَة سنة سبع، وَالصَّحِيح مَا ذكره البُخَارِيّ، قَوْله: ( وَهِي) ، أَي: سبيعة ذَات حمل.
قَوْله: ( فَلم تنشب) أَي: فَلم تلبث ( أَن وضعت حملهَا بعد وَفَاته) أَي: وَفَاة سعد بن خَوْلَة،.

     وَقَالَ  أَبُو عمر: وضعت بعد وَفَاة زَوجهَا بِليَال، وَقيل: بِخمْس وَعشْرين لَيْلَة، وَقيل: بِأَقَلّ من ذَلِك.
قَوْله: ( فَلَمَّا تعلت) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام، يُقَال: تعلت الْمَرْأَة من نفَاسهَا وتعللت: إِذا خرجت مِنْهُ وطهرت من دَمهَا.
قَوْله: ( تجملت) أَي: تزينت.
قَوْله: ( للخطاب) بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة: جمع خَاطب.
قَوْله: ( أَبُو السنابل) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالنُّون وبالباء الْمُوَحدَة وباللام.
( ابْن بعك) بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَإِسْكَان الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْكَاف الأولى، وَهُوَ منصرف، واسْمه: عَمْرو قَالَه الْكرْمَانِي:.

     وَقَالَ  أَبُو عمر فِي بابُُ الْحَاء فِي ( الِاسْتِيعَاب) : حَبَّة بن بعكك أَبُو السنابل الْقرشِي العامري وَهُوَ مَشْهُور بكنيته، وحبة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة، وَذكر فِي بابُُ الكنى: أَبُو السنابل بن بعكك بن الْحجَّاج بن الْحَارِث بن السباق بن عبد الدَّار بن قصي الْقرشِي الْعَبدَرِي، وَأمه عمْرَة بنت أَوْس من بني عذرة بن هذيم، قيل: اسْمه حَبَّة بن بعكك من مسلمة الْفَتْح كَانَ شَاعِرًا وَمَات بِمَكَّة، روى عَنهُ الْأسود بن يزِيد قصَّته مَعَ سبيعة الأسْلَمِيَّة، قَوْله: ( لَعَلَّك ترجِّين) من الترجية وَفِي رِوَايَة مُسلم: فَقَالَ أَبُو السنابل: مَالِي أَرَاك متجملة؟ لَعَلَّك ترجين النِّكَاح، إِنَّك وَالله مَا أَنْت بناكح، أَي: لَيْسَ من شَأْنك النِّكَاح وَلست من أَهله، يُقَال: امْرَأَة ناكح مثل حَائِض وَطَالِق، وَلَا يُقَال: ناكحة، إلاَّ إِذا أَرَادوا بِنَاء الِاسْم لَهَا، فَيُقَال: نكحت فَهِيَ ناكحة.
قَوْله: ( إِن بداء لي) أَي: ظهر لي.

وَفِي مُسلم بعد هَذَا: قَالَ ابْن شهَاب: فَلَا أرى بَأْسا أَن تتَزَوَّج حِين وضعت وَإِن كَانَت فِي دَمهَا، غير أَنَّهَا لَا يقربهَا زَوجهَا حَتَّى تطهر.
قلت: وَهَذَا قَول أَكثر الصَّحَابَة وَالْفُقَهَاء، وتأولوا قَوْله تَعَالَى: { يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَة أشهر وَعشرا} ( الْبَقَرَة: 234) .
فِي الْحَائِل دون الْحَامِل عملا بِالْآيَةِ الْأُخْرَى، وَهِي: { وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} ( الطَّلَاق: 4) .
وروى عَن عَليّ وَابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم: إِنَّهَا تَعْتَد بآخر الْأَجَليْنِ، وَبِه قَالَ سَحْنُون، حَكَاهُ عَنهُ عبد الْحق، وَعند أَصْحَابنَا: عدَّة الْحَامِل بِوَضْع الْحمل سَوَاء كَانَت حرَّة أَو أمة، وَسَوَاء كَانَت الْعدة عَن طَلَاق أَو وَفَاة أَو غير ذَلِك، لِأَن آيَة الْحمل مُتَأَخِّرَة فَيكون غَيرهَا مَنْسُوخا بهَا أَو مَخْصُوصًا.

تابَعَهُ أصْبَغُ عنِ ابنِ وهْبٍ عنْ يُونُسَ
أَي: تَابع اللَّيْث أصبغ بن الْفرج الْمصْرِيّ أحد مَشَايِخ البُخَارِيّ فِي رِوَايَته الحَدِيث الْمَذْكُور عَن عبد الله بن وهب عَن يُونُس بن يزِيد، وَهَذِه الْمُتَابَعَة رَوَاهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْملك بن رنجويه عَن أصبغ.

وَقَالَ اللَّيْثُ حدَّثني يُونُسُ عنِ ابنِ شِهَابٍ وسألْنَاهُ فَقال أخبرَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ ثَوْبَانَ مَوْلَى بَنِي عامِرِ بِنِ لُؤَيٍّ أنَّ مُحَمَّدَ بنَ إيَاسِ بنِ البُكَيْرِ وكانَ أبُوهُ شَهِدَ بَدْرَاً أخْبَرَهُ هَذَا أَيْضا تَعْلِيق ذكره عَن اللَّيْث بن سعد عَن يُونُس بن يزِيد عَن يزِيد عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ، وَصله البُخَارِيّ فِي ( تَارِيخه الْكَبِير) قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن صَالح أخبرنَا اللَّيْث ... فَذكر الحَدِيث الْمَذْكُور بِتَمَامِهِ، قَوْله: ( وسألناه) ، السَّائِل هُوَ ابْن شهَاب.
قَوْله: ( فَقَالَ: أَخْبرنِي) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: حَدثنِي، وَفِي رِوَايَة غَيره: فَقَالَ حَدثهُ مُحَمَّد بن ثَوْبَان، بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْوَاو: العامري ابْن مُحَمَّد بن إِيَاس، بتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالسين الْمُهْملَة: ابْن البكير، بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الْكَاف وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف، ويروى: بكير، بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد الْكَاف،.

     وَقَالَ  أَبُو عمر: وَيُقَال ابْن أبي بكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرَة بن سعد بن لَيْث اللَّيْثِيّ حَلِيف بني عدي، وأياس شهد بَدْرًا وأحداً وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ إِسْلَامه وَإِسْلَام أَخِيه عَامر فِي دَار الأرقم، وَابْنه مُحَمَّد يروي عَن ابْن عَبَّاس، وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم، قَوْله: ( أخبرهُ) خبر قَوْله: أَن مُحَمَّد بن أياس، أَي: أخبرهُ بِهَذَا الحَدِيث أَو بِغَيْرِهِ، لِأَن الْمَقْصُود بَيَان أَنه شهد بَدْرًا لَا بَيَان أَنه أخبرهُ بِهَذَا، وَلِهَذَا قَالَ: وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا، وَهِي جملَة مُعْتَرضَة بَين اسْم إِن وخبرها.
<