هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3738 حَدَّثَنَا أَصْبَغُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا ، فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا ، هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ القَصِيدَةَ رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ :
وَمَاذَا بِالقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
مِنَ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ

وَمَاذَا بِالقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
مِنَ القَيْنَاتِ وَالشَّرْبِ الكِرَامِ

تُحَيِّينَا السَّلاَمَةَ أُمُّ بَكْرٍ
وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلاَمِ

يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا
وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  right:20px>وماذا بالقليب قليب بدر
من الشيزى تزين بالسنام

وماذا بالقليب قليب بدر
من القينات والشرب الكرام

تحيينا السلامة أم بكر
وهل لي بعد قومي من سلام

يحدثنا الرسول بأن سنحيا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrate Aisha:

Abu Bakr married a woman from the tribe of Bani Kalb, called Um Bakr. When Abu Bakr migrated to Medina, he divorced her and she was married by her cousin, the poet who said the following poem lamenting the infidels of Quraish: What is there kept in the well, The well of Badr, (The owners of) the trays of Roasted camel humps? What is there kept in the well, The well of Badr, (The owners of) lady singers And friends of the honorable companions; who used to drink (wine) together, Um Bakr greets us With the greeting of peace, But can I find peace After my people have gone? The Apostle tells us that We shall live again, But what sort of life will owls and skulls live?:

D'après 'Â'icha (), Abu Bakr épousa une femme de Kalb appelée Oum Bakr. Il la répudia après avoir fait l'hégire... Mais elle put se marier ensuite à son cousin paternel, le poète qui composa au sujet des Polythéistes de Quraych l'élégie suivante:

":"ہم سے اصبغ بن فرج نے بیان کیا ، کہا ہم سے عبداللہ بن وہب نے بیان کیا ، ان سے یونس نے ، ان سے ابن شہاب نے ، ان سے عروہ بن زبیر نے ، ان سے عائشہ رضی اللہ عنہا نے کہابوبکر رضی اللہ عنہ نے قبیلہ بنو کلب کی ایک عورت ام بکر نامی سے شادی کر لی تھی ۔ پھر جب انہوں نے ہجرت کی تو اسے طلاق دے آئے ۔ اس عورت سے پھر اس کے چچا زاد بھائی ( ابوبکر شداد بن اسود ) نے شادی کر لی تھی ، یہ شخص شاعر تھا اور اسی نے یہ مشہور مرثیہ کفار قریش کے بارے میں کہا تھا ” مقام بدر کے کنوؤں کو میں کیا کہوں کہ انہوں نے ہمیں در خت شیزیٰ کے بڑے بڑے پیالوں سے محروم کر دیا جو کبھی اونٹ کے کوہان کے گوشت سے بہتر ہوا کرتے تھے ، میں بدر کے کنوؤں کو کیا کہوں ! انہوں نے ہمیں گانے والی لونڈیوں اور اچھے شرابیوں سے محروم کر دیا ام بکر تو مجھے سلامتی کی دعا دیتی رہی لیکن میری قوم کی بربادی کے بعد میرے لئے سلامتی کہاں ہے یہ رسول ہمیں دوبارہ زندگی کی خبریں بیان کرتا ہے ۔ کہیں الو بن جانے کے بعد پھر زندگی کس طرح ممکن ہے ۔

D'après 'Â'icha (), Abu Bakr épousa une femme de Kalb appelée Oum Bakr. Il la répudia après avoir fait l'hégire... Mais elle put se marier ensuite à son cousin paternel, le poète qui composa au sujet des Polythéistes de Quraych l'élégie suivante:

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3921] .

     قَوْلُهُ  أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ أَيْ مِنْ بَنِي كَلْبٍ وَهُوَ كَلْبُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ الْحَكِيمِ مِنْ طَرِيقِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَوْفٍ.

.
وَأَمَّا الْكَلْبِيُّ الْمَشْهُورُ فَهُوَ مِنْ بَنِي كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ قُضَاعَةَ .

     قَوْلُهُ  أُمُّ بَكْرٍ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهَا وَكَأَنَّهُ كُنْيَتُهَا الْمَذْكُورَةُ .

     قَوْلُهُ  فَلَمَّا هَاجر أَبُو بكر طَلقهَا فَتَزَوجهَا بن عَمِّهَا هَذَا الشَّاعِرُ هُوَ أَبُو بَكْرٍ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ مَالِكِ بن جَعونَة وَيُقَال لَهُ بن شَعُوبٍ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بعْدهَا مُوَحدَة قَالَ بن حَبِيبٍ هِيَ أُمُّهُ وَهِيَ خُزَاعِيَّةٌ لَكِنْ سَمَّاهُ عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ وَأَنْشَدَ لَهُ أَشْعَارًا كَثِيرَةً قَالَهَا فِي الْكُفْرِ قَالَ ثُمَّ أَسْلَمَ وَذَكَرَ مثله بن الْأَعْرَابِيِّ فِي كِتَابِ مَنْ نُسِبَ إِلَى أُمِّهِ وَزَعَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّهُ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ حَكَاهُ عَنهُ بن هِشَامٍ فِي زَوَائِدِ السِّيرَةِ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى وَزَادَ الْفَاكِهِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْهُ الْبُخَارِيُّ قَالَتْ عَائِشَةُ وَاللَّهِ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَيْتَ شِعْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا الْإِسْلَامِ وَلَقَدْ تَرَكَ هُوَ وَعُثْمَانُ شُرْبَ الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهَذَا يُضَعِّفُ مَا أَخْرَجَهُ الْفَاكِهِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ قَالَ شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ الْخَمْرَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ.

     وَقَالَ  هَذِهِ الْأَبْيَاتَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَجَاءَ فَقَالَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا تَلِجُ رُءُوسَنَا بَعْدَ هَذَا أَبَدًا قَالَ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ حَرَّمَهَا فَلِهَذَا قَدْ عَارَضَهُ قَوْلُ عَائِشَةَ وَهِيَ أَعْلَمُ بِشَأْنِ أَبِيهَا مِنْ غَيْرِهَا وَأَبُو الْقَمُوصِ لَمْ يُدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ فَالْعُهْدَةُ عَلَى الْوَاسِطَةِ فَلَعَلَّهُ كَانَ مِنَ الرَّوَافِضِ وَدَلَّ حَدِيثُ عَائِشَةَ عَلَى أَنَّ لِنِسْبَةِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى ذَلِكَ أَصْلًا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ثَابِتٍ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ لَمَّا قُتِلُوا وَأَلْقَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَلِيبِ وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ قَوْله من الشيزي بكسرالمعجمة وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا زَايٌ مَقْصُورٌ وَهُوَ شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الْجِفَانُ وَالْقِصَاعُ الْخَشَبُ الَّتِي يُعْمَلُ فِيهَا الثَّرِيدُ.

     وَقَالَ  الْأَصْمَعِيُّ هِيَ مِنْ شَجَرِ الْجَوْزِ تُسَوَّدُ بِالدَّسَمِ وَالشِّيزَى جَمْعُ شِيزٍ وَالشِّيزُ يَغْلُظُ حَتَّى يُنْحَتَ مِنْهُ فَأَرَادَ بِالشِّيزَى مَا يُتَّخَذُ مِنْهَا وَبِالْجَفْنَةِ صَاحِبَهَا كَأَنَّهُ قَالَ مَاذَا بِالْقَلِيبِ مِنْ أَصْحَابِ الْجِفَانِ الْمَلْأَى بِلُحُومِ أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ وَكَانُوا يُطْلِقُونَ عَلَى الرَّجُلِ الْمِطْعَامِ جَفْنَةً لِكَثْرَةِ إِطْعَامِهِ النَّاسَ فِيهَا وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ الشِّيزَى الْجِمَالُ قَالَ لِأَنَّ الْإِبِلَ إِذَا سَمِنَتْ تعظم أسنمتها ويعظم جمَالهَا وغلطه بن التِّينِ قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ الْجَفْنَةَ مِنَ الثَّرِيد تزين بِالْقطعِ اللَّحْمِ مِنَ السَّنَامِ .

     قَوْلُهُ  الْقَيْنَاتُ جَمْعُ قَيْنَةٌ بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا نُونٌ هِيَ الْمُغَنِّيَةُ وَتُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الْأَمَةِ مُطْلَقًا وَالشَّرْبُ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ جَمْعُ شَارِبٍ وَقِيلَ هُوَ اسْم جمع وَجزم بن التِّينبِالْأولِ فَقَالَ هُوَ كمتجر وَتَاجِرٍ وَالْمُرَادُ بِهِمُ النَّدَامَى .

     قَوْلُهُ  تُحَيِّينَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ تُحَيِّينِي بِالْإِفْرَادِ وَقَولُهُ فَهَلْ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَهَلْ لِي بِالْوَاوِ وَقَولُهُ مِنْ سَلَامٍ أَيْ مِنْ سَلَامَةٍ وَفِيهِ قُوَّةٌ لِمَنْ قَالَ الْمُرَادُ مِنَ السَّلَامِ الدُّعَاءُ بِالسَّلَامَةِ أَوِ الْإِخْبَارُ بِهَا .

     قَوْلُهُ  أَصْدَاءٍ جَمْعُ صَدًى وَهُوَ ذَكَرُ الْبُومِ وَهَامٌ جَمْعُ هَامَةٍ وَهُوَ الصَّدَى أَيْضًا وَهُوَ عَطْفٌ تَفْسِيرِيٌّ وَقِيلَ الصَّدَى الطَّائِرُ الَّذِي يَطِيرُ بِاللَّيْلِ وَالْهَامَةُ جُمْجُمَةُ الرَّأْسِ وَهِيَ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا الصَّدَى بِزَعْمِهِمْ وَأَرَادَ الشَّاعِرُ إِنْكَارَ الْبَعْثِ بِهَذَا الْكَلَامِ كَأَنَّهُ يَقُولُ إِذَا صَارَ الْإِنْسَانُ كَهَذَا الطَّائِرِ كَيْفَ يَصِيرُ مَرَّةً أُخْرَى إِنْسَانًا.

     وَقَالَ  أَهْلُ اللُّغَةِ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَزْعُمُونَ أَنَّ رُوحَ الْقَتِيلِ الَّذِي لَا يُدْرَكُ بِثَأْرِهِ تَصِيرُ هَامَةً فَتَزْقُو وَتَقُولُ اسْقُونِي اسْقُونِي وَإِذَا أُدْرِكَ بِثَأْرِهِ طَارَتْ فَذَهَبَتْ قَالَ الشَّاعِرُ ( إِنَّكَ إِلَّا تَذَرْ شَتْمِي وَمَنْقَصَتِي ... أَضْرِبْكَ حَتَّى تَقُولَ الْهَامَةُ اسْقُونِي) وَقد أورد بن هِشَامٍ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ فِي السِّيرَةِ بِزِيَادَةِ خَمْسَةِ أَبْيَاتٍ وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَن بن وَهْبٍ وَعَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ أَيْضًا كِلَاهُمَا عَنْ يُونُسَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ يَقُولُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ الْقَصِيدَةَ الْمَذْكُورَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالشِّعْرَ مُطَوَّلًا وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ الْحَكِيمِ مِنْ طَرِيقِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلُهُ وَزَادَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَنَحَلَهَا النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ مِنْ أَجْلِ امْرَأَتِهِ أُمِّ بَكْرٍ الَّتِي طَلَّقَ وَإِنَّمَا قَائِلُهَا أَبُو بَكْرِ بن شعوب قلت وبن شَعُوبٍ الْمَذْكُورُ هُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَبُو سُفْيَانَ وَلَوْ شِئْتُ نَجَّتْنِي كُمَيْتٌ طِمِرَّةٌ وَلَمْ أَحْمِلِ النَّعْمَاءَ لِابْنِ شَعُوبِ وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ حَمَلَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى أَبِي سُفْيَان فكاد أَن يقْتله فَحمل بن شَعُوبٍ عَلَى حَنْظَلَةَ مِنْ وَرَائِهِ فَقَتَلَهُ فَنَجَا أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبْيَاتًا مِنْهَا هَذَا الْبَيْتُ الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ حَدِيثُ أَنَسٍ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ وَمَعْنَى

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :3738 ... غــ :3921] .

     قَوْلُهُ  أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ أَيْ مِنْ بَنِي كَلْبٍ وَهُوَ كَلْبُ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ الْحَكِيمِ مِنْ طَرِيقِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ثُمَّ مِنْ بَنِي عَوْفٍ.

.
وَأَمَّا الْكَلْبِيُّ الْمَشْهُورُ فَهُوَ مِنْ بَنِي كَلْبِ بْنِ وَبَرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ قُضَاعَةَ .

     قَوْلُهُ  أُمُّ بَكْرٍ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهَا وَكَأَنَّهُ كُنْيَتُهَا الْمَذْكُورَةُ .

     قَوْلُهُ  فَلَمَّا هَاجر أَبُو بكر طَلقهَا فَتَزَوجهَا بن عَمِّهَا هَذَا الشَّاعِرُ هُوَ أَبُو بَكْرٍ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ مَالِكِ بن جَعونَة وَيُقَال لَهُ بن شَعُوبٍ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْوَاوِ بعْدهَا مُوَحدَة قَالَ بن حَبِيبٍ هِيَ أُمُّهُ وَهِيَ خُزَاعِيَّةٌ لَكِنْ سَمَّاهُ عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ وَأَنْشَدَ لَهُ أَشْعَارًا كَثِيرَةً قَالَهَا فِي الْكُفْرِ قَالَ ثُمَّ أَسْلَمَ وَذَكَرَ مثله بن الْأَعْرَابِيِّ فِي كِتَابِ مَنْ نُسِبَ إِلَى أُمِّهِ وَزَعَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّهُ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ حَكَاهُ عَنهُ بن هِشَامٍ فِي زَوَائِدِ السِّيرَةِ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى وَزَادَ الْفَاكِهِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْوَجْهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْهُ الْبُخَارِيُّ قَالَتْ عَائِشَةُ وَاللَّهِ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَيْتَ شِعْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا الْإِسْلَامِ وَلَقَدْ تَرَكَ هُوَ وَعُثْمَانُ شُرْبَ الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَهَذَا يُضَعِّفُ مَا أَخْرَجَهُ الْفَاكِهِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ قَالَ شَرِبَ أَبُو بَكْرٍ الْخَمْرَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ.

     وَقَالَ  هَذِهِ الْأَبْيَاتَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَجَاءَ فَقَالَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا تَلِجُ رُءُوسَنَا بَعْدَ هَذَا أَبَدًا قَالَ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ حَرَّمَهَا فَلِهَذَا قَدْ عَارَضَهُ قَوْلُ عَائِشَةَ وَهِيَ أَعْلَمُ بِشَأْنِ أَبِيهَا مِنْ غَيْرِهَا وَأَبُو الْقَمُوصِ لَمْ يُدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ فَالْعُهْدَةُ عَلَى الْوَاسِطَةِ فَلَعَلَّهُ كَانَ مِنَ الرَّوَافِضِ وَدَلَّ حَدِيثُ عَائِشَةَ عَلَى أَنَّ لِنِسْبَةِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى ذَلِكَ أَصْلًا وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ثَابِتٍ عَنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

     قَوْلُهُ  رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ لَمَّا قُتِلُوا وَأَلْقَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَلِيبِ وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ قَوْله من الشيزي بكسرالمعجمة وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا زَايٌ مَقْصُورٌ وَهُوَ شَجَرٌ يُتَّخَذُ مِنْهُ الْجِفَانُ وَالْقِصَاعُ الْخَشَبُ الَّتِي يُعْمَلُ فِيهَا الثَّرِيدُ.

     وَقَالَ  الْأَصْمَعِيُّ هِيَ مِنْ شَجَرِ الْجَوْزِ تُسَوَّدُ بِالدَّسَمِ وَالشِّيزَى جَمْعُ شِيزٍ وَالشِّيزُ يَغْلُظُ حَتَّى يُنْحَتَ مِنْهُ فَأَرَادَ بِالشِّيزَى مَا يُتَّخَذُ مِنْهَا وَبِالْجَفْنَةِ صَاحِبَهَا كَأَنَّهُ قَالَ مَاذَا بِالْقَلِيبِ مِنْ أَصْحَابِ الْجِفَانِ الْمَلْأَى بِلُحُومِ أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ وَكَانُوا يُطْلِقُونَ عَلَى الرَّجُلِ الْمِطْعَامِ جَفْنَةً لِكَثْرَةِ إِطْعَامِهِ النَّاسَ فِيهَا وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ الشِّيزَى الْجِمَالُ قَالَ لِأَنَّ الْإِبِلَ إِذَا سَمِنَتْ تعظم أسنمتها ويعظم جمَالهَا وغلطه بن التِّينِ قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّ الْجَفْنَةَ مِنَ الثَّرِيد تزين بِالْقطعِ اللَّحْمِ مِنَ السَّنَامِ .

     قَوْلُهُ  الْقَيْنَاتُ جَمْعُ قَيْنَةٌ بِفَتْحِ الْقَافِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا نُونٌ هِيَ الْمُغَنِّيَةُ وَتُطْلَقُ أَيْضًا عَلَى الْأَمَةِ مُطْلَقًا وَالشَّرْبُ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ جَمْعُ شَارِبٍ وَقِيلَ هُوَ اسْم جمع وَجزم بن التِّين بِالْأولِ فَقَالَ هُوَ كمتجر وَتَاجِرٍ وَالْمُرَادُ بِهِمُ النَّدَامَى .

     قَوْلُهُ  تُحَيِّينَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ تُحَيِّينِي بِالْإِفْرَادِ وَقَولُهُ فَهَلْ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَهَلْ لِي بِالْوَاوِ وَقَولُهُ مِنْ سَلَامٍ أَيْ مِنْ سَلَامَةٍ وَفِيهِ قُوَّةٌ لِمَنْ قَالَ الْمُرَادُ مِنَ السَّلَامِ الدُّعَاءُ بِالسَّلَامَةِ أَوِ الْإِخْبَارُ بِهَا .

     قَوْلُهُ  أَصْدَاءٍ جَمْعُ صَدًى وَهُوَ ذَكَرُ الْبُومِ وَهَامٌ جَمْعُ هَامَةٍ وَهُوَ الصَّدَى أَيْضًا وَهُوَ عَطْفٌ تَفْسِيرِيٌّ وَقِيلَ الصَّدَى الطَّائِرُ الَّذِي يَطِيرُ بِاللَّيْلِ وَالْهَامَةُ جُمْجُمَةُ الرَّأْسِ وَهِيَ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا الصَّدَى بِزَعْمِهِمْ وَأَرَادَ الشَّاعِرُ إِنْكَارَ الْبَعْثِ بِهَذَا الْكَلَامِ كَأَنَّهُ يَقُولُ إِذَا صَارَ الْإِنْسَانُ كَهَذَا الطَّائِرِ كَيْفَ يَصِيرُ مَرَّةً أُخْرَى إِنْسَانًا.

     وَقَالَ  أَهْلُ اللُّغَةِ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَزْعُمُونَ أَنَّ رُوحَ الْقَتِيلِ الَّذِي لَا يُدْرَكُ بِثَأْرِهِ تَصِيرُ هَامَةً فَتَزْقُو وَتَقُولُ اسْقُونِي اسْقُونِي وَإِذَا أُدْرِكَ بِثَأْرِهِ طَارَتْ فَذَهَبَتْ قَالَ الشَّاعِرُ
( إِنَّكَ إِلَّا تَذَرْ شَتْمِي وَمَنْقَصَتِي ... أَضْرِبْكَ حَتَّى تَقُولَ الْهَامَةُ اسْقُونِي) وَقد أورد بن هِشَامٍ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ فِي السِّيرَةِ بِزِيَادَةِ خَمْسَةِ أَبْيَاتٍ وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَن بن وَهْبٍ وَعَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ أَيْضًا كِلَاهُمَا عَنْ يُونُسَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ يَقُولُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ الْقَصِيدَةَ الْمَذْكُورَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالشِّعْرَ مُطَوَّلًا وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ الْحَكِيمِ مِنْ طَرِيقِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِثْلُهُ وَزَادَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَنَحَلَهَا النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ مِنْ أَجْلِ امْرَأَتِهِ أُمِّ بَكْرٍ الَّتِي طَلَّقَ وَإِنَّمَا قَائِلُهَا أَبُو بَكْرِ بن شعوب قلت وبن شَعُوبٍ الْمَذْكُورُ هُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ أَبُو سُفْيَانَ وَلَوْ شِئْتُ نَجَّتْنِي كُمَيْتٌ طِمِرَّةٌ وَلَمْ أَحْمِلِ النَّعْمَاءَ لِابْنِ شَعُوبِ وَكَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ حَمَلَ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى أَبِي سُفْيَان فكاد أَن يقْتله فَحمل بن شَعُوبٍ عَلَى حَنْظَلَةَ مِنْ وَرَائِهِ فَقَتَلَهُ فَنَجَا أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبْيَاتًا مِنْهَا هَذَا الْبَيْتُ الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ حَدِيثُ أَنَسٍ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي مَنَاقِبِ أَبِي بَكْرٍ وَمَعْنَى

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3738 ... غــ : 3921 ]
- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- "أَنَّ أَبَا بَكْرٍ -رضي الله عنه- تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا"، هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ:
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الْقَيْنَاتِ وَالشَّرْبِ الْكِرَامِ
تُحَيِّينَا بِالسَّلاَمَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلاَمِ
يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا ... وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ
وبه قال: ( حدّثنا أصبغ) بن الفرج القرشي مولاهم المصري كاتب عبد الله بن وهب المصري قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: أخبرنا ( ابن وهب) عبد الله ( عن يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة) -رضي الله عنها- ( أن) أباها ( أبا بكر -رضي الله عنه- تزوج امرأة من) بني ( كلب) أي ابن عوف بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ( يقال لها) : للتي تزوجها ( أم بكر) بفتح الموحدة وسكون الكاف ولم يقف الحافظ ابن حجر رحمه الله على اسمها ( فلما هاجر أبو بكر) -رضي الله عنه- إلى المدينة ( طلقها فتزوجها ابن عمها) أبو بكر شداد بن الأسود بن عبد شمس بن مالك بن جعونة ويقال له: ابن شعوب بفتح المعجمة وضم المهملة وبعد الواو الساكنة موحدة وهو ( هذا الشاعر الذي قال: هذه القصيدة) التي كان ( رثى) بها ( كفار قريش) الذين قتلوا يوم بدر وألقاهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالقليب ( وماذا بالقليب) البئر التي لم تطو ( قليب بدر) بدل من قليب الأول ( من الشيزى) بكسر الشين المعجمة وسكون التحتية وفتح الزاي مقصورًا شجر تعمل منه الجفان.
أي: وماذا بقليب بدر من أصحاب الجفان والقصاع المعمولة من الشيزى للثريد حال كونها ( تزين) بضم الفوقية وفتح الزاي وتشديد التحتية بعدها نون ( بالسنام) بفتح السين المهملة والنون أي بلحوم سنام الإبل فهو على حذف مضاف، وقيل كانوا يسمون الرجل المطعام جفنة لأنه يطعم الناس ( وماذا بالقليب قليب بدر من القينات) بفتح القاف أي: وماذا به من أصحاب المغنيات ( والشرب الكرام) بفتح الشين المعجمة وسكون الراء الندامى، والواحد شارب كصحب وصاحب ( تحيي بالسلامة) بالتحتية أو دعاء بالسلامة، ولأبي ذر عن
الحموي والمستملي تحيينا السلامة ( أم بكر، وهل) بالواو ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فهل ( لي بعد) هلاك ( قومي من سلام) من تحية أو من سلامة وهو يقوي أن المراد من السلام الدعاء بالسلامة أو الإخبار بها ( يحدّثنا الرسول) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( بأن سنحيا) بعد الموت ( وكيف حياة أصداء) بفتح الهمزة وسكون الصاد وفتح الدال المهملتين ممدودًا جمع صدى ذكر اليوم ( وهام) بفتح الواو والهاء وألف فميم جمع هامة بتخفيف الميم على المشهور.

وكانت العرب تعتقد أن روح القتيل الذي لم يؤخذ بثأره تصير هامة فتزقو عند قبره وتقول: اسقوني اسقوني من دم قاتلي فإذا أخذ بثأره طارت، وقيل كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه تصير هامة ويسمونها الصدى، وهذا تفسير أكثر العلماء فهو هنا عطف تفسيري، وقيل الصدى الطائر الذي يطير بالليل والهامة جمجمة الرأس وهي التي يخرج منها الصدى بزعمهم وأراد الشاعر إنكار البعث بهذا الكلام فإنه يقول: إذا صار الإنسان كهذا الطائر كيف يصير مرة أخرى إنسانًا؟.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :3738 ... غــ :3921 ]
- حدَّثنا أصْبَغُ حدَّثنا ابنُ وَهْبٍ عنْ يُونُسَ عنِ ابنِ شِهَابٍ عنْ عُرْوَةَ بنَ الزُّبَيْرِ عنْ عائِشَةَ أنَّ أبَا بَكْرٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ تَزَوَّجَ امْرَأةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ فلَمَّا هاجَرَ أبُو بَكْرٍ طلَّقَهَا فتَزَوَّجَهَا ابنُ عَمِّهَا هاذا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ القَصِيدَةَ رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ:
( وماذَا بالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنَ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بالسَّنَامِ)

( وماذَا بالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ مِنَ الْقَيْناتِ والشَّرْبِ الكِرَامِ)

( تُحَيِّى بالسَّلاَمَةِ أُمَّ بَكْرٍ وهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلاَمٍ)

( يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بأنْ سَنَحْيَاوكَيْفَ حَياةُ أضْدَاءٍ وهامِ)

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( فَلَمَّا هَاجر) وَأصبغ، بِفَتْح الْهمزَة وبالغين الْمُعْجَمَة: أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ، وَهُوَ من أَفْرَاده، وَابْن وهب هُوَ عبد الله بن وهب الْمصْرِيّ، وَيُونُس هُوَ ابْن يزِيد الْأَيْلِي، وَابْن شهَاب مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ.

والْحَدِيث من أَفْرَاده، وَذكره الْحَافِظ الْمزي فِي ( مُسْند أبي بكر) رَضِي الله تَعَالَى عنهُ.

قَوْله: ( من كلب) أَي: من بني كلب، وَهُوَ كلب بن عَوْف بن عَامر بن لَيْث بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة، وَأما الْكَلْبِيّ الْمَشْهُور فَهُوَ: من بني كلب بن وبرة بن ثَعْلَب بن قضاعة.
قَوْله: ( هَذَا الشَّاعِر) ، وَهُوَ أَبُو بكر شَدَّاد بن الْأسود بن عبد شمس بن مَالك بن جَعونَة، وَيُقَال لَهُ: ابْن شعوب، بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَضم الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو وَفِي آخِره بَاء مُوَحدَة،.

     وَقَالَ  ابْن حبيب: وَهِي أمه، وَهِي خزاعية،.

     وَقَالَ  ابْن هِشَام: وَله شعر كثير، قَالَه وَهُوَ كَافِر ثمَّ أسلم ثمَّ ارْتَدَّ.
قَوْله: ( رثى) ، من رثيت الْمَيِّت أرثيه، ورثوته أَيْضا: إِذا بكيته وعددت محاسنه، وَكَذَلِكَ إِذا نظمت فِيهِ شعرًا، ورثى لَهُ أَي: رق لَهُ وتوجع.
قَالَ ابْن الْأَثِير: المرثئة من أبنية المصادر نَحْو الْمَغْفِرَة والمعذرة.
قَوْله: ( بالقليب) ، وَهُوَ الْبِئْر الَّتِي لم تطوَ، وقليب بدر وَهِي الْبِئْر الَّتِي ألْقى رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِيهَا جيف صَنَادِيد قُرَيْش الَّذين قتلوا يَوْم بدر، قَالَ الشَّاعِر الْمَذْكُور هَذِه الأبيات الْمَذْكُورَة فِي مرثيتهم.
قَوْله: ( من الشيزي) ، بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح الزَّاي مَقْصُورا، وَهُوَ شجر يتَّخذ مِنْهُ الجفان والقصاع الْخشب الَّتِي يعْمل فِيهَا الثَّرِيد،.

     وَقَالَ  الْأَصْمَعِي: هِيَ من شجر الْجَوْز يسود بالدسم، وَأَرَادَ بالشيزى مَا تتَّخذ مِنْهُ الْجَفْنَة وبالجفنة صَاحبهَا، كَأَنَّهُ قَالَ: مَاذَا بقليب بدر من أجل أَصْحَاب الجفان المزينة بلحوم أسنمة الْإِبِل؟ وَقيل: كَانُوا يسمون الرجل المطعام جَفْنَة، لِأَنَّهُ يطعم النَّاس فِيهَا،.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: الشيزي الْجمال، قَالَ: لِأَن الْإِبِل إِذا سمنت تعظم أسمنتها ويعظم جمَالهَا ورد عَلَيْهِ ابْن التِّين فَقَالَ إِنَّمَا أَرَادَ أَن الْجَفْنَة من الثَّرِيد تزين بِقطع اللَّحْم من السنام.
قَوْله: ( من الْقَيْنَات جمع قينة) بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح النُّون: وَهِي الْمُغنيَة وَتطلق على الْأمة أَيْضا، سَوَاء كَانَت مغنية أَو لَا.
قَوْله: ( وَالشرب) بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء: جمع شَارِب، كتجر وتاجر، وَقيل: هُوَ اسْم جمع، وَأَرَادَ بهم الندماء الَّذين يَجْتَمعُونَ للشُّرْب.
قَوْله: ( تحيي بالسلامة أم بكر) تحيى من حيى يحيي، بِالتَّشْدِيدِ، تَحِيَّة، وفاعله هُوَ قَوْله: أم بكر، وَأَرَادَ: بالسلامة، السَّلَام لِأَن معنى السَّلَام الَّذِي هُوَ التَّحِيَّة: السَّلامَة، أَلا ترى كَيفَ عطف عَلَيْهِ فِي المصراع الآخر بِالسَّلَامِ؟ يُرِيد: وَهل لي بعد هَلَاك قومِي من سَلامَة؟ وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: تحييني بِالْإِفْرَادِ، وَفِي رِوَايَة غَيره: تحيينا، بضمير الْجمع.
قَوْله: ( وَهل لي) بِالْوَاو فِي رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: فَهَل لي، بِالْفَاءِ.
قَوْله: ( أصداء) ، بِفَتْح الْهمزَة: جمع صدي، وَهُوَ ذكر البوم، ( وهام) جمع هَامة، وَهِي: جمجمة الرَّأْس، وَقيل: الصدي هُوَ الطَّائِر الَّذِي يطير بِاللَّيْلِ، وَقيل: الصدي مَا كَانَ يزعمه أهل الْجَاهِلِيَّة من أَن روح الْإِنْسَان تصير طائراً يُقَال لَهُ الصدي، وَذَلِكَ من ترهات الْجَاهِلِيَّة وأباطيلهم وإنكارهم الْبَعْث،.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: الصدي عِظَام الْمَيِّت، والهام جمع هَامة وهم الْمَوْتَى، يُقَال: أصبح فلَان هَامة: إِذا مَاتَ، وَيحْتَمل أَن يُرِيد الإشراف، لِأَن هَامة الْقَوْم سيدهم، وَعَن أبي عبيد فِي ( تَفْسِيره) : أَن الْعَرَب كَانَت تَقول: إِذا مَاتَ الْمَيِّت يكون من عِظَامه هَامة تطير،.

     وَقَالَ  الْهَرَوِيّ: يسمون ذَلِك الطَّائِر الَّذِي يخرج من هَامة الْمَيِّت إِذا مَاتَ: الصدي، وَذكر ابْن فَارس أَن الْعَرَب كَانَت تَقول: إِن الْقَتِيل إِذا لم يدْرك بثأره يصير هَامة فِي الْقَبْر فتزقو فَتَقول: إسقوني إسقوني، فَإِذا أدْرك بثأره طارت.