هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3412 حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ، ح وحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ هُوَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ ، فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ ، وَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ } فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ ، قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ : فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ ، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ ، وَشُقَّ وَجْهُهُ ، كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : صَدَقْتَ ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ ، قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ : مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ قُلْتُ : لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمِ الْفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ } إِلَى قَوْلِهِ { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا } فَأَحَلَّ اللَّهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } إلى قوله { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } فأحل الله الغنيمة لهم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

It has been narrated on the authority of 'Umar b. al-Khattab who said:

When it was the day on which the Battle of Badr was fought, the Messenger of Allah (ﷺ) cast a glance at the infidels, and they were one thousand while his own Companions were three hundred and nineteen. The Prophet (ﷺ) turned (his face) towards the Qibla Then he stretched his hands and began his supplication to his Lord: O Allah, accomplish for me what Thou hast promised to me. O Allah, bring about what Thou hast promised to me. O Allah, if this small band of Muslims is destroyed. Thou will not be worshipped on this earth. He continued his supplication to his Lord, stretching his hands, facing the Qibla, until his mantle slipped down from his shoulders. So Abu Bakr came to him, picked up his mantle and put it on his shoulders. Then he embraced him from behind and said:. Prophet of Allah, this prayer of yours to your Lord will suffice you, and He will fulfil for you what He has promised you. So Allah, the Glorious and Exalted, revealed (the Qur'anic verse): When ye appealed to your Lord for help, He responded to your call (saying): I will help you with one thousand angels coming in succession. So Allah helped him with angels. Abu Zumail said that the badith was narrated to him by Ibn 'Abbas who said: While on that day a Muslim was chasing a disbeliever who was going ahead of him, he heard over him' the swishing of the whip and the voice of the rider saying: Go ahead, Haizi'm! He glanced at the polytheist who had (now) fallen down on his back. When he looked at him (carefully he found that) there was a scar on his nose and his face was torn as if it had been lashed with a whip, and had turned green with its poison. An Ansari came to the Messenger of Allah (ﷺ) and related this (event) to him. He said: You have told the truth. This was the help from the third heaven. The Muslims that day (i. e. the day of the Battle of Badr) killed seventy persons and captured seventy. The Messenger of Allah (ﷺ) said to Abu Bakr and 'Umar (Allah be pleased with them): What is your opinion about these captives? Abu Bakr said: They are our kith and kin. I think you should release them after getting from them a ransom. This will be a source of strength to us against the infidels. It is quite possible that Allah may guide them to Islam. Then the Messenger of Allah (ﷺ) said: What is your opinion. Ibn Khattab? He said: Messenger of Allah. I do not hold the same opinion as Abu Bakr. I am of the opinion that you should hand them over to us so that we may cut off their heads. Hand over 'Aqil to 'Ali that he may cut off his head, and hand over such and such relative to me that I may but off his head. They are leaders of the disbelievers and veterans among them. The Messenger of Allah (ﷺ) approved the opinion of Abu Bakr and did not approve what I said The next day when I came to the Messenger of Allah (ﷺ), I found that both he and Abu Bakr were sitting shedding tears. I said: Messenger of Allah, why are you and your Companion shedding tears? Tell me the reason. For I will weep ate, if not, I will at least pretend to weep in sympathy with you. The Messenger of Allah (ﷺ) said: I weep for what has happened to your companions for taking ransom (from the prisoners). I was shown the torture to which they were subjected. It was brought to me as close as this tree. (He pointed to a tree close to him.) Then God revealed the verse: It is not befitting for a prophet that he should take prisoners until the force of the disbelievers has been crushed... to the end of the verse: so eat ye the spoils of war, (it is) lawful and pure. So Allah made booty lawful for them.

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1763] (لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ).

.
اعْلَمْ أَنَّ بَدْرًا هُوَ مَوْضِعُ الْغَزْوَةِ الْعُظْمَى الْمَشْهُورَةِ وَهُوَ مَاءٌ مَعْرُوفٌ وَقَرْيَةٌ عَامِرَةٌ عَلَى نَحْوِ أَرْبَعِ مَرَاحِلَ مِنَ الْمَدِينَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ قال بن قُتَيْبَةَ بَدْرٌ بِئْرٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ يُسَمَّى بَدْرًا فَسُمِّيَتْ بِاسْمِهِ قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَرَوَى الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ بِإِسْنَادِهِ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ فِيهِ ضُعَفَاءُ أَنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ قَالَ الْحَافِظُ وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَثَبَتَ فِي صحيح البخاري عن بن مَسْعُودٍ أَنَّ يَوْمَ بَدْرٍ كَانَ يَوْمًا حَارًّا .

     قَوْلُهُ  (فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بربه اللهم انجزلي مَا وَعَدْتَنِي) أَمَّا يَهْتِفُ فَبِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ بَعْدَ الْهَاءِ وَمَعْنَاهُ يَصِيحُ وَيَسْتَغِيثُ بِاللَّهِ بِالدُّعَاءِ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ في الدعاء ورفع اليدين فيه وأنة لابأس بِرَفْعِ الصَّوْتِ فِي الدُّعَاءِ .

     قَوْلُهُ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الأرض)ضَبَطُوهُ تَهْلِكْ بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّهَا فَعَلَى الْأَوَّلِ تُرْفَعُ الْعِصَابَةُ عَلَى أَنَّهَا فَاعِلٌ وَعَلَى الثَّانِي تنصب تكون مَفْعُولَةً وَالْعِصَابَةُ الْجَمَاعَةُ .

     قَوْلُهُ  (كَذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبِّكَ) الْمُنَاشَدَةُ السُّؤَالُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ النَّشِيدِ وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ هَكَذَا وَقَعَ لِجَمَاهِيرِ رُوَاةِ مُسْلِمٍ كَذَاكَ بِالذَّالِ وَلِبَعْضِهِمْ كَفَاكَ بِالْفَاءِ وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ حَسْبُكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبِّكَ وَكُلٌّ بِمَعْنًى وَضَبَطُوا مُنَاشَدَتَكَ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَهُوَ الْأَشْهَرُ قَالَ الْقَاضِي مَنْ رَفَعَهُ جَعَلَهُ فَاعِلًا بِكَفَاكَ وَمَنْ نَصَبَهُ فَعَلَى الْمَفْعُولِ بِمَا فِي حَسْبُكَ وَكَفَاكَ وَكَذَاكَ مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ مِنَ الْكَفِّ قَالَ الْعُلَمَاءُ هَذِهِ الْمُنَاشَدَةُ إِنَّمَا فَعَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرَاهُ أَصْحَابُهُ بِتِلْكَ الْحَالِ فَتَقْوَى قُلُوبُهُمْ بِدُعَائِهِ وَتَضَرُّعِهِ مَعَ أَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ وَقَدْ كَانَ وَعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا الْعِيرَ وَإِمَّا الْجَيْشَ وَكَانَتِ الْعِيرُ قَدْ ذَهَبَتْ وَفَاتَتْ فَكَانَ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ حُصُولِ الْأُخْرَى لَكِنْ سَأَلَ تَعْجِيلَ ذَلِكَ وَتَنْجِيزَهُ مِنْ غَيْرِ أَذًى يَلْحَقُ الْمُسْلِمِينَ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى أَنِّي مُمِدُّكُمْ بألف من الملائكة مردفين أَيْ مُعِينُكُمْ وَالْإِمْدَادُ الْإِعَانَةُ وَمُرْدِفِينَ مُتَتَابِعِينَ وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  (أَقْدِمْ حَيْزُومُ) هُوَ بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ تَحْتُ سَاكِنَةً ثُمَّ زَايٍ مَضْمُومَةٍ ثُمَّ وَاوٍ ثُمَّ مِيمٍ قَالَ الْقَاضِي وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْعُذْرِيِّ حَيْزُونُ بِالنُّونِ وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ لِسَائِرِ الرُّوَاةِ وَالْمَحْفُوظُ وَهُوَ اسْمُ فَرَسِ الْمَلَكِ وَهُوَ مُنَادَى بِحَذْفِ حَرْفِ النِّدَاءِ أَيْ يَا حَيْزُومُ.

.
وَأَمَّا أَقْدِمْ فضبطوه بوجهين أصحهما وأشهرهما ولم يذكر بن دُرَيْدٍ وَكَثِيرُونَ أَوِ الْأَكْثَرُونَ غَيْرَهُ أَنَّهُ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ مَفْتُوحَةٍ وَبِكَسْرِ الدَّالِ مِنَ الْإِقْدَامِ قَالُوا وَهِيَ كَلِمَةُ زَجْرٍلِلْفَرَسِ مَعْلُومَةٌ فِي كَلَامِهِمْ وَالثَّانِي بِضَمِّ الدَّالِ وَبِهَمْزَةِ وَصْلٍ مَضْمُومَةٍ مِنَ التَّقَدُّمِ .

     قَوْلُهُ  (فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ) الْخَطْمُ الْأَثَرُ عَلَى الْأَنْفِ وَهُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ .

     قَوْلُهُ  (هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا) يَعْنِي أَشْرَافَهَا الْوَاحِدُ صِنْدِيدٌ بِكَسْرِ الصَّادِ وَالضَّمِيرُ فِي صَنَادِيدِهَا يَعُودُ عَلَى أَئِمَّةِ الْكُفْرِ أَوْ مَكَّةَ .

     قَوْلُهُ  (فَهَوِيَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بكر) هو بِكَسْرِ الْوَاوِ أَيْ أَحَبَّ ذَلِكَ وَاسْتَحْسَنَهُ يُقَالُ هوى الشيء بكسر الواو يهوى بِفَتْحِهَا هَوًى وَالْهَوَى الْمَحَبَّةُ .

     قَوْلُهُ  (وَلَمْ يَهْوَ ما قلت) هكذا هو في بَعْضِ النُّسَخِ وَلَمْ يَهْوَ وَفِي كَثِيرٍ مِنْهَا وَلَمْ يَهْوِي بِالْيَاءِ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ بِإِثْبَاتِ الباء مَعَ الْجَازِمِ وَمِنْهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ بِالْيَاءِ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِأَلَمْ يَأْتِيكَ وَالْأَنْبَاءُ تَنْمِي وَقَولُهُ تَعَالَى حَتَّى يثخن في الأرض أَيْ يُكْثِرَ الْقَتْلَ وَالْقَهْرَ فِي الْعَدُوِّ (بَاب رَبْطِ الْأَسِيرِ وَحَبْسِهِ وَجَوَازِ الْمَنِّ عَلَيْهِ .

     قَوْلُهُ 

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1763] يَهْتِف بِفَتْح أَوله وَكسر الْمُثَنَّاة فَوق بعد الْهَاء أَي يَصِيح ويستغيث بِالدُّعَاءِ تهْلك ضبط بِفَتْح أَوله وَرفع الْعِصَابَة وبضمه ونصبها كَذَاك مُنَاشَدَتك أَي سوالك وَفِي نُسْخَة كَفاك بدل كَذَاك وَضبط مُنَاشَدَتك بِالرَّفْع وَالنّصب أقدم ضبط بِوَزْن أكْرم من الْإِقْدَام وبوزن اخْرُج من التَّقَدُّم حيزوم بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت وَضم الزَّاي ثمَّ وَاو وَمِيم وَفِي رِوَايَة حيزون بالنُّون منادى بِحَذْف حرف النداء وَهُوَ اسْم فرس الْملك خطم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة من الخطم وَهُوَ الْأَثر على الْأنف وَصَنَادِيدهَا أَي أَشْرَافهَا الْوَاحِد صنديد بِكَسْر الصَّاد وضميرها يعود على الْكَفَرَة أَو مَكَّة فَهَوِيَ بِكَسْر الْوَاو أَي أحب

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فمازال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه.
ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل { { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } } [الأنفال: 9] فأمده الله بالملائكة.

قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع.
فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.

قال أبو زميل: قال ابن عباس رضي الله عنهما.
فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال أبو بكر: يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى؟ يا ابن الخطاب قلت: لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم.
فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه.
وتمكني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه.
فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت.
فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان.
قلت: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة (شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله عز وجل { { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } } إلى قوله { { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } } [الأنفال: 67 69] فأحل الله الغنيمة لهم.


المعنى العام

هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة أخرجهم المشركون بثيابهم التي هي عليهم لم يسمحوا لأحدهم أن يصحب مالا أو متاعا أخرجوهم من ديارهم وأموالهم فأذن الله لهم في المدينة أن يتعرضوا لقوافل المشركين أهل مكة القادمة من الشام والمارة بالمدينة ليعوضوا بعض أموالهم التي استولى عليها المشركون وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قافلة كبيرة تضم عيرا كثيرة نحو ألف بعير تحمل تجارة غالية تقدر بخمسين ألف دينار على قيادتها أبو سفيان ومعه عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل وآخرون يزيدون على أربعين رجلا فطلب من المسلمين بالمدينة الخروج لاعتراض هذه القافلة فخرج ثلاثمائة رجل وبضعة عشر رجلا بما تيسر لهم من سلاح وركاب وعلم أبو سفيان بخروج المسلمين فغير طريقه إلى طريق الساحل وأسرع المسير وأرسل إلى أهل مكة أن يخرجوا للدفاع عن تجارتهم وأموالهم وحمايتها من المسلمين فخرج من أهل مكة ما يزيد على الألف مدججين بما يملكون من سلاح ووصل المسلمون إلى ماء بدر ووصل مشركو مكة إلى ماء بدر وأرسل أبو سفيان إليهم أن عودوا إلى مكة فقد نجت العير وأمنت تجارتكم فأخذتهم العزة وقالوا: لا والله لا نرجع حتى نلقن المسلمين درسا حتى لا يعودوا لمثل ما فعلوا.
واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قال: إن الله وعدني إحدى الطائفتين.
العير أو الحرب وقد أفلتت العير فماذا ترون في الحرب؟ وكانت العير بطبيعة الحال أحب إليهم فإنها غير ذات شوكة وهي غنيمة كبرى ولكن الله أراد لهم الأخرى وكان جواب المسلمين إيمانا صادقا وشجاعة نادرة وعزة وإباء قال قائلهم: يا رسول الله امض لما أمرك الله لعلك خرجت لأمر فأحدث الله غيره فامض لما شئت وصل حبال من شئت واقطع حبال من شئت وسالم من شئت وعاد من شئت وخذ من أموالنا ما شئت لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: { { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } } [المائدة: 24] ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والله لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا أحد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف المسلمين للقتال وطلبت المبارزة فخرج علي للوليد وخرج حمزة لشيبة بن ربيعة وخرج عبيدة بن الحارث لعتبة بن ربيعة فقتل الوليد وشيبة وعتبة ثم التحمت الجيوش ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة ورفع يديه إلى السماء وأخذ يدعو ربه ويستغيث اللهم أنجز لي وعدك الذي وعدتني اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم اللهم إن هذه الجماعة هي التي تعبدك في الأرض من بني آدم واستغرق صلى الله عليه وسلم في الاستغاثة بصوت مرتفع حتى سقط رداؤه عن كتفيه فضمه أبو بكر رضي الله عنه وأعاد عليه رداءه وقال له: رفقا بنفسك يا رسول الله فلن يخذلك ربك أبدا وسينجز وعده لك وما هي إلا جولات وانجلت المعركة عن هزيمة المشركين وفرارهم مخلفين وراءهم سبعين قتيلا من كبرائهم وسبعين أسيرا من ساداتهم وسيق الأسرى إلى المسجد النبوي وربطوا في سواريه واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم القتل؟ أو المن؟ أو الفداء؟ فأشار أبو بكر رضي الله عنه بالفداء وأشار عمر بالقتل ودخل صلى الله عليه وسلم بيته يفكر ثم خرج مرتاحا لرأي أبي بكر فأخذ منهم الفداء وفي اليوم الثاني نزل عتاب الله لنبيه على أخذ الفداء نزل الوحي الأمين مؤيدا لما قاله عمر رضي الله عنه مؤاخذا على تنفيذ إشارة أبي بكر فجلس صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر يبكيان وأنزل الله تعالى { { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة } } [الأنفال: 67] لكن الله تعالى أباح لهم ما أخذوا من فداء وكان هذا النصر من الله وبمدد جاءهم من السماء أمدهم الله في معركتهم بألف من الملائكة مردفين { { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } } [آل عمران: 126] .

المباحث العربية

(لما كان يوم بدر) لما شرطية وكان تامة بمعنى حصل ووقع ووجد ويوم بالرفع فاعل وبدر بئر لرجل يسمى بدر بن الحارث كناني قال الشعبي وقيل: سميت البئر بدرا لاستدارتها كالبدر وقيل لصفائها ورؤية البدر فيها وقيل: هي قرية عامرة كانت سوقا بأرض العرب ومجمعا من مجامعهم في الجاهلية وبها آبار ومياه عذبة وعينان جاريتان عليهما الموز والنخل والعنب تقع بين المدينة ومكة على ثمانية وعشرين فرسخا من المدينة وكان بهذا الوادي غزوة بدر الكبرى قال الحافظ: والمحفوظ أنها كانت يوم الجمعة.

(نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا) في البخاري كان المهاجرون يوم بدر نيفا على ستين والأنصار نيفا وأربعين ومائتين وقال ابن إسحق: كان المهاجرون ثلاثة وثمانين وكان من الأوس واحد وستون رجلا ومن الخزرج مائة وسبعون رجلا منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان جميعهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا وقال ابن سعد: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة رجل وخمسة نفر كان المهاجرون منهم أربعة وسبعين وسائرهم من الأنصار وثمانية تخلفوا لعلة ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهامهم وآجرهم وهم عثمان بن عفان تخلف على امرأته رقية وطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بعثهما عليه الصلاة والسلام يتجسسان خبر العير وأبو لبابة خلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وعاصم بن عدي خلفه على أهل العالية والحارث بن حاطب رده من الروحاء إلى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم والحارث بن الصمة كسر بالروحاء وخوات بن جبير كسر أيضا فهؤلاء ثمانية لا خلاف فيهم عندنا وقيل غير ذلك وحاول بعضهم الجمع بين هذه الأقوال بأن الذي زاد ضم إلى العدد من استصغر ولم يؤذن له في القتال يومئذ كالبراء وابن عمر وأنس وجابر وذكر بعضهم في العدد سعد بن مالك الساعدي والد سهل وقد مات في الطريق واختلف في سعد بن عبادة هل شهدها؟ أورد لحاجة.

(فجعل يهتف) بفتح الياء وكسر التاء بينهما هاء ساكنة معناه يصيح ويستغيث بالله بالدعاء وفي القرآن الكريم { { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } } [الأنفال: 9] قال المفسرون: والظاهر أن المستغيث هم المؤمنون قيل: إنهم لما علموا أن لا محيص من القتال أخذوا يقولون: أي رب انصرنا على عدونا أغثنا يا غياث المستغيثين وقال الزهري: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وظاهر حديثنا يدل على أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه فالجمع في الآية للتعظيم.

(اللهم أنجز لي ما وعدتني) يقال: نجز الشيء بفتح النون والجيم ينجز بضم الجيم نجزا تم وقضى لازم ونجز الشيء متعد أتمه وقضاه وأنجز الشيء نجزه وقضاه ومنه المثل: أنجز حر ما وعد فألف أنجز لي ألف وصل أو قطع والذي وعده صلى الله عليه وسلم هو ما جاء في قوله تعالى { { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم } } [الأنفال: 7] أي العير أو النفير وكانت العير قد ذهبت وفاتت فكان الدعاء بإنجاز الوعد بالنصر.

(اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض) قال النووي: ضبطوه تهلك بفتح التاء وضمها فعلى الأول ترفع العصابة على أنها فاعل وعلى الثاني تنصب مفعول والعصابة الجماعة اهـ وإنما قال ذلك لأنه علم أنه خاتم النبيين فلو هلك هو ومن معه حينئذ لم يبعث أحد ممن يدعو إلى الإيمان فيستمر المشركون يعبدون غير الله فالمعنى لا تعبد في الأرض بهذه الشريعة.

(كفاك مناشدتك ربك) المناشدة السؤال مأخوذ من النشيد وهو رفع الصوت يقال: نشد فلانا إذا قصده وسأله ونشد فلانا بكذا ذكره به واستعطفه يقال: نشدتك الله وبه ونشدتك الرحم وبها وكفاك هكذا هو وقع لبعضهم ووقع لجماهير رواة مسلم كذاك بالذال وفي رواية البخاري حسبك مناشدتك ربك وكل بمعنى وضبطوا مناشدتك بالرفع والنصب وهو الأشهر قال القاضي: من رفعه جعله فاعلا بكفاك ومن نصبه فعلى المفعول بما في حسبك وكفاك وكذاك من معنى الفعل من الكف.

{ { أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } } أني ممدكم أي معينكم والإمداد الإعانة وقيل: إعطاء الشيء بعد الشيء وقيل: المد في الشر والإمداد في الخير ومردفين أي متتابعين أي وراء كل ملك ملك وقيل: مردفين المؤمنين أي جائين خلفهم وقرئ مردفين بفتح الدال أي مردفين بالمؤمنين فيكون الملائكة في المقدمة أو جعلهم الله مردفين للمؤمنين فيكون الملائكة في مؤخرة الجيش.

والتنصيص على الألف هنا لا ينافي الثلاثة آلاف الواردة في قوله تعالى { { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون* إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين } } [آل عمران: 123 ، 124] ولا ينافي الخمسة آلاف الواردة في قوله تعالى { { بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين } } [آل عمران: 125] لأن معنى مردفين يردفهم غيرهم ويتبعهم ألوف أخر مثلهم قال الربيع بن أنس: أمد الله المسلمين بالألف ثم صاروا ثلاثة آلاف ثم صاروا خمسة آلاف ومعنى مسومين بفتح الواو أي معلمين قيل: كانت علامتهم الصوف الأبيض وقيل: العهن الأحمر وقيل: عمائم حمر وقيل: عمائم سود ومسومين بكسر الواو أي معلمين أنفسهم أو معلمين خيولهم في نواصيها.

(إذ سمع ضربة بالسوط فوقه) أي فوق المشرك الذي أمامه.

(وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم) أي وسمع صوت الفارس الضارب -وهو لا يراه- يقول لفرسه: أقدم يا حيزوم.
قال النووي: حيزوم هو بحاء مفتوحة ثم ياء ساكنة ثم زاي مضمومة ثم واو ثم ميم قال القاضي: ووقع في رواية حيزون بالنون والصواب الأول وهو المعروف لسائر الرواة والمحفوظ وهو اسم فرس الملك وهو منادى بحذف حرف النداء وأما أقدم فضبطوه بوجهين أصحهما وأشهرهما -ولم يذكر ابن دريد وكثيرون أو الأكثرون غيره- أنه بهمزة قطع مفتوحة وبكسر الدال من الإقدام قالوا: وهي كلمة زجر للفرس معلومة في كلامهم والثاني بضم الدال وبهمزة وصل مضمومة من التقدم.

(فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه) الخطم بالخاء الأثر على الأنف.
يقال: خطمه بفتح الطاء يخطمه بكسرها أي ضرب خطمه بسكونها والخطم بسكون الطاء الأنف ويقال: خطم أنفه أي جعل عليه خطاما والخطام الزمام وما وضع على خطم الجمل ليقاد به والمعنى هنا أن المشرك الذي وقع بضربة من سوط الملك كان أنفه مجروحا ووجهه مشقوقا من أثر الضربة أو من أثر شيء يشبه الضربة وخطم بضم الخاء وكسر الطاء مبني للمجهول وأنفه نائب فاعل.

(فاخضر ذلك أجمع) أي انقطع الأنف والوجه أجمع وتشوه كل منهما يقال: اخضره أي قطعه واستأصله.

(ما ترون في هؤلاء الأسارى؟) بضم الهمزة وعند أحمد والترمذي والحاكم لما كان يوم بدر جيء بالأسارى وفيهم العباس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترون في هؤلاء الأسارى؟

(هم بنو العم والعشيرة) بالجر أي وبنو العشيرة وعشيرة الرجل بنو أبيه الأقربون وقبيلته وفي القرآن الكريم { { وأنذر عشيرتك الأقربين } } [الشعراء: 214] والجمع عشائر وفي رواية يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومك وأهلك استبقهم لعل الله تعالى أن يتوب عليهم.

(ولكني أرى أن تمكنا) بضم التاء وفتح الميم وتشديد الكاف المكسورة أي تمكنا منهم ومن ضرب رقابهم وفي رواية يا رسول الله كذبوك وأخرجوك وقاتلوك قدمهم فاضرب أعناقهم.

(فتمكن عليا من عقيل) أخيه ابن أبي طالب.

(وتمكني من فلان -نسيبا لعمر- فأضرب عنقه) فلان كنى به الراوي عن اسم نطق به عمر ونسيبا حال منه وفي رواية أحمد قريبا لعمر وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين.

(فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها) الصناديد جمع صنديد بفتح الصاد وكسرها وهو الشديد وكان الظاهر أن يقول وصناديده ليعود الضمير على الكفر أو وصناديدهم ليعود الضمير على أئمة الكفر قال النووي: والضمير في صناديدها يعود على أئمة الكفر أو مكة اهـ.
وفي عوده على أئمة الكفر نظر وفي عوده على مكة عود على ما لم يسبق له ذكر والأولى منه على هذا أن يعود على قريش فصناديد قريش أشهر من صناديد مكة ورواية أحمد هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فلعل اللفظ في روايتنا سهو من الناسخ.

وفي رواية أحمد والترمذي والحاكم وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأضرمه عليهم نارا فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا فقال أناس: يأخذ بقول أبي بكر وقال أناس: يأخذ بقول عمر وقال أناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن وإن الله سبحانه ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم عليه السلام قال { { فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } } [إبراهيم: 36] ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى -عليه السلام- قال { { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } } [المائدة: 118] ومثلك يا عمر كمثل موسى عليه السلام إذ قال { { ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } } [يونس: 88] ومثلك يا عمر مثل نوح -عليه السلام- إذ قال { { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } } [نوح: 26] ثم قال لأصحابه: أنتم عالة -أي فقراء محتاجون فلا يفلتن أحد من الأسرى إلا بفداء أو ضرب عنق.

(فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت) أي فنفذ إشارة أبي بكر وفي رواية لأحمد فأخذ منهم الفداء وهوي بكسر الواو أي أحب ذلك واستحسنه يقال: هوي الشيء بكسر الواو يهوى بفتحها هوى والهوى المحبة أما هوى بفتح الواو يهوي بكسرها فمعناه سقط قال النووي: ولم يهو ما قلت هكذا هو في بعض النسخ ولم يهو وفي كثير منها ولم يهوي وهي لغة قليلة بإثبات حرف العلة مع الجازم ومنه قراءة من قرأ { { إنه من يتق ويصبر } } [يوسف: 90] بالياء ومنه قول الشاعر: ألم يأتيك والأنباء تنمي .

(أبكي للذي عرض على أصحابك) اللام للتعليل وعائد الصلة محذوف والتقدير: أبكي من أجل الذي عرضه على أصحابك والمقصود من أصحابه أبو بكر ومن وافقه رضي الله عنهم وفي رواية أبكي على أصحابك.

(لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) أي لقد رأيت ما كان سيحل بهم من العذاب الدنيوي الذي كان قريب الوقوع بهم قرب هذه الشجرة لولا كتاب من الله سبق إثباته في اللوح المحفوظ وهو أن لا يعذب قوما على فعل قبل أن يبين لهم حكمه أمرا أو نهيا لمسهم العذاب العظيم.

(ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) أي ما صح وما استقام لنبي من الأنبياء أن يكون له أسرى حتى يبالغ في القتل ويكثر منه حتى يذل الكفر ويضعف حزبه ويعز الإسلام ويرفع أهله وأصل معنى الثخانة الغلظ والكثافة في الأجسام ثم استعير هنا للمبالغة في القتل والجراحة لأنها لمنعها من الحركة صيرته كالثخين الذي لا يسيل وقرئ يثخن بفتح الثاء وتشديد الخاء المكسورة للمبالغة في المقاتلة.

{ { تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة } } وثوابها لكم.

{ { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } } فأحل الله الغنيمة لهم روي أنه لما نزلت الآية الأولى كف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أيديهم عما أخذوا من الفداء فنزلت هذه الآية فالمراد مما غنمتم إما الفدية وإما مطلق الغنائم والمقصود ما اندرج فيها من الفدية وإلا فحل الغنائم قد علم سابقا من قوله سبحانه { { واعلموا أنما غنمتم } } إلخ أي لا أؤاخذكم بم أخذتم من فداء فكلوه أكلا حلالا طيبا.

فقه الحديث

نزول الملائكة في ساحة القتال يوم بدر ثابت بالقرآن الكريم والأحاديث الكثيرة البالغة حد الشهرة فالقرآن الكريم يقول { { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين* وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم* إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام* إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } } [الأنفال: 9 وما بعدها] .

ويقول: { { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون* إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين* بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين* وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم } } [آل عمران: 123 وما بعدها] وحديثنا عن عمر بن الخطاب صريح في نزول الملائكة يوم بدر والخلاف بين العلماء في قتال الملائكة مع المؤمنين أو عدم قتالهم.

والجمهور على أنهم قاتلوا مع المؤمنين يوم بدر ويستدلون بالآيات السابقة ويفسرون { { فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } } بأنه أمر من الله للملائكة أن يضربوا رقاب الكافرين ويقطعوا أصابعهم وأطرافهم.

وقول ابن عباس في حديثنا بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد..إلخ ثم قول الأنصاري ما رأى من قتل المشرك وخطم أنفه وتصديق النبي صلى الله عليه وسلم له وقوله ذلك من مدد السماء الثالثة دليل على أنهم قاتلوا وقد أخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي داود المازني قال: بينما أنا أتبع رجلا من المشركين يوم بدر فأهويت بسيفي إليه فوقع رأسه قبل أن يصل سيفي إليه فعرفت أنه قد قتله غيري فإن قيل: ما الحكمة في قتال الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه؟ أجيب بأن ذلك وقع لإرادة أن يكون الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتكون الملائكة مددا على عادة مدد الجيوش رعاية لصورة الأسباب التي أجراها الله تعالى في عباده والله تعالى هو فاعل الجميع.

القول الثاني: أن الملائكة كانت مهمتها تثبيت المؤمنين { { فثبتوا الذين آمنوا } } وهذا الفريق يجعل الخطاب في قوله تعالى { { فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان } } للمؤمنين.

ومن حجته أن قدرة ملك واحد كفيلة بهزيمة المشركين فلو كانت مهمتهم قتالا لكان ملك واحد كافيا وقد وردت أحاديث في تثبيتهم المؤمنين قيل: كان ذلك بظهورهم لهم في صورة بشرية يعرفونها ووعدهم إياهم النصر على أعدائهم فقد أخرج البيهقي في الدلائل أن الملك كان يأتي الرجل في صورة الرجل يعرفه فيقول: أبشروا فإنهم ليسوا بشيء والله معكم كروا عليهم وفي رواية كان الملك يتشبه بالرجل فيأتي ويقول: إني سمعت المشركين يقولون: والله لئن حملوا علينا لنكشفن ويمشي بين الصفوف فيقول: أبشروا فإن الله تعالى ناصركم.

وقيل: كان التثبيت بأشياء يلقونها في قلوبهم تصح بها عزائمهم ويتأكد جدهم وللملك قوة إلقاء الخير في القلب ويقال له الإلهام كما أن للشيطان قوة إلقاء الشر ويقال له الوسوسة وقيل: كان التثبيت بمجرد تكثير السواد والله أعلم.

ويؤخذ من الحديث فوق ما تقدم

1- من مناشدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بهذه الحالة استحباب استقبال القبلة في الدعاء.

2- ورفع اليدين فيه.

3- وأنه لا بأس برفع الصوت في الدعاء ليراه الناس فيدعوا كما يدعو أو تقوى بدعائه قلوبهم.

4- وأن الدعاء بشيء موثوق من حصوله مشروع فقد كان الله تعالى قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم إحدى الطائفتين إما العير وإما النصر وكانت العير قد ذهبت وفاتت فكان على ثقة من حصول الأخرى ومع ذلك استغاث وسأل إنجاز الوعد مع ثقته في الإنجاز كما قال له أبو بكر.

قال الخطابي: لا يجوز أن يتوهم أحد أن أبا بكر كان أوثق بربه من النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الحال بل الحامل للنبي صلى الله عليه وسلم على ذلك شفقته على أصحابه وتقوية قلوبهم لأنها كانت أول معركة يشهدها فبالغ في التوجه والدعاء والابتهال لتسكن نفوسهم عند ذلك لأنهم كانوا يعلمون أن دعاءه مستجاب فلما قال له أبو بكر ما قال كف عن ذلك وعلم أنه استجيب له.
اهـ.

وقال غيره: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الحالة في مقام الخوف وهو أكمل حالات القرب وجاز عنده أن لا يقع النصر يومئذ لأن وعده بالنصر لم يكن معينا لتلك الواقعة وإنما كان مجملا وهذا ليس بشيء لقوله صلى الله عليه وسلم في مناشدته اللهم أنجز ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني والتوجيه الأول حسن.

والله أعلم.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب الْإِمْدَادِ بِالْمَلَائِكَةِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ وَإِبَاحَةِ الْغَنَائِمِ
[ سـ :3412 ... بـ :1763]
حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ح وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ هُوَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ.

     وَقَالَ  يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَدَقْتَ ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ قَالَ أَبُو زُمَيْلٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ .

قُلْتُ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا.

قُلْتُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ.

قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ إِلَى قَوْلِهِ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا فَأَحَلَّ اللَّهُ الْغَنِيمَةَ لَهُمْ
قَوْلُهُ : ( لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ) .

اعْلَمْ أَنَّ بَدْرًا هُوَ مَوْضِعُ الْغَزْوَةِ الْعُظْمَى الْمَشْهُورَةِ ، وَهُوَ مَاءٌ مَعْرُوفٌ ، وَقَرْيَةٌ عَامِرَةٌ عَلَى نَحْوِ أَرْبَعِ مَرَاحِلَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَكَّةَ ، قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ : بَدْرٌ بِئْرٌ كَانَتْ لِرَجُلٍ يُسَمَّى بَدْرًا ، فَسُمِّيَتْ بِاسْمِهِ ، قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ : كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، وَكَانَتْ غَزْوَةُ بَدْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَرَوَى الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ بِإِسْنَادِهِ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ فِيهِ ضُعَفَاءُ أَنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، قَالَ الْحَافِظُ : وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ يَوْمَ بَدْرٍ كَانَ يَوْمًا حَارًّا .

قَوْلُهُ : ( فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ : اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ) أَمَّا ( يَهْتِفُ ) فَبِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ بَعْدَ الْهَاءِ ، وَمَعْنَاهُ : يَصِيحُ وَيَسْتَغِيثُ بِاللَّهِ بِالدُّعَاءِ ، وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ فِي الدُّعَاءِ وَرَفْعُ الْيَدَيْنِ فِيهِ ، وَأَنَّهُ لَا بَأْسَ بِرَفْعِ الصَّوْتِ فِي الدُّعَاءِ .

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ضَبَطُوهُ ( تَهْلِكْ ) بِفَتْحِ التَّاءِ وَضَمِّهَا ، فَعَلَى الْأَوَّلِ تُرْفَعُ ( الْعِصَابَةُ ) عَلَى أَنَّهَا فَاعِلٌ ، وَعَلَى الثَّانِي تُنْصَبُ وَتَكُونُ مَفْعُولَةً .
وَالْعِصَابَةُ : الْجَمَاعَةُ .

قَوْلُهُ : ( كَذَاكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبِّكَ ) الْمُنَاشَدَةُ : السُّؤَالُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ النَّشِيدِ ، وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ ، هَكَذَا وَقَعَ لِجَمَاهِيرِ رُوَاةِ مُسْلِمٍ ( كَذَاكَ ) بِالذَّالِ ، وَلِبَعْضِهِمْ ( كَفَاكَ ) بِالْفَاءِ ، وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ ( حَسْبُكَ مُنَاشَدَتَكَ رَبِّكَ ) وَكُلٌّ بِمَعْنًى ، وَضَبَطُوا ( مُنَاشَدَتَكَ ) بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَهُوَ الْأَشْهَرُ ، قَالَ الْقَاضِي : مَنْ رَفَعَهُ جَعَلَهُ فَاعِلًا بِكَفَاكَ ، وَمَنْ نَصَبَهُ فَعَلَى الْمَفْعُولِ بِمَا فِي " حَسْبُكَ وَكَفَاكَ وَكَذَاكَ " مِنْ مَعْنَى الْفِعْلِ مِنَ الْكَفِّ ، قَالَ الْعُلَمَاءُ : هَذِهِ الْمُنَاشَدَةُ إِنَّمَا فَعَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرَاهُ أَصْحَابُهُ بِتِلْكَ الْحَالِ ، فَتَقْوَى قُلُوبُهُمْ بِدُعَائِهِ وَتَضَرُّعِهِ ، مَعَ أَنَّ الدُّعَاءَ عِبَادَةٌ ، وَقَدْ كَانَ وَعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إِمَّا الْعِيرَ وَإِمَّا الْجَيْشَ ، وَكَانَتِ الْعِيرُ قَدْ ذَهَبَتْ وَفَاتَتْ ، فَكَانَ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ حُصُولِ الْأُخْرَى ، لَكِنْ سَأَلَ تَعْجِيلَ ذَلِكَ وَتَنْجِيزَهُ مِنْ غَيْرِ أَذًى يَلْحَقُ الْمُسْلِمِينَ ، قَوْلُهُ تَعَالَى : أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ أَيْ : مُعِينُكُمْ ، وَالْإِمْدَادُ : الْإِعَانَةُ .
؟ وَمُرْدِفِينَ : مُتَتَابِعِينَ .
وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ .

قَوْلُهُ : ( أَقْدِمْ حَيْزُومُ ) هُوَ بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ تَحْتُ سَاكِنَةً ثُمَّ زَايٍ مَضْمُومَةٍ ثُمَّ وَاوٍ ثُمَّ مِيمٍ ، قَالَ الْقَاضِي : وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْعُذْرِيِّ ( حَيْزُونُ ) بِالنُّونِ وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ ، وَهُوَ الْمَعْرُوفُ لِسَائِرِ الرُّوَاةِ وَالْمَحْفُوظُ ، وَهُوَ اسْمُ فَرَسِ الْمَلَكِ ، وَهُوَ مُنَادَى بِحَذْفِ حَرْفِ النِّدَاءِ أَيْ : يَا حَيْزُومُ ،.

وَأَمَّا ( أَقْدِمْ ) فَضَبَطُوهُ بِوَجْهَيْنِ أَصَحُّهُمَا وَأَشْهَرُهُمَا ، وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ دُرَيْدٍ وَكَثِيرُونَ أَوِ الْأَكْثَرُونَ غَيْرَهُ : أَنَّهُ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ مَفْتُوحَةٍ وَبِكَسْرِ الدَّالِ مِنَ الْإِقْدَامِ ، قَالُوا : وَهِيَ كَلِمَةُ زَجْرٍ لِلْفَرَسِ مَعْلُومَةٌ فِي كَلَامِهِمْ ، وَالثَّانِي : بِضَمِّ الدَّالِ وَبِهَمْزَةِ وَصْلٍ مَضْمُومَةٍ مِنَ التَّقَدُّمِ .

قَوْلُهُ : ( فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ ) الْخَطْمُ : الْأَثَرُ عَلَى الْأَنْفِ ، وَهُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ .

قَوْلُهُ : ( هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا ) يَعْنِي أَشْرَافَهَا ، الْوَاحِدُ صِنْدِيدٌ بِكَسْرِ الصَّادِ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( صَنَادِيدِهَا ) يَعُودُ عَلَى أَئِمَّةِ الْكُفْرِ أَوْ مَكَّةَ .

قَوْلُهُ : ( فَهَوِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ ) وَهُوَ بِكَسْرِ الْوَاوِ أَيْ : أَحَبَّ ذَلِكَ وَاسْتَحْسَنَهُ ، يُقَالُ : هَوِيَ الشَّيْءَ - بِكَسْرِ الْوَاوِ - ويَهْوَى - بِفَتْحِهَا - هَوًى ، وَالْهَوَى الْمَحَبَّةُ .

قَوْلُهُ : ( وَلَمْ يَهْوَ مَا.

قُلْتُ )
هَكَذَا هِيَ بَعْضِ النُّسَخِ ( وَلَمْ يَهْوَ ) وَفِي كَثِيرٍ مِنْهَا ( وَلَمْ يَهْوِي ) بِالْيَاءِ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ مَعَ الْجَازِمِ ، وَمِنْهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِي وَيَصْبِرْ ) بِالْيَاءِ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :

أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالْأَنْبَاءُ تَنْمِي وَقَوْلُهُ تَعَالَى : حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ أَيْ : يُكْثِرَ الْقَتْلَ وَالْقَهْرَ فِي الْعَدُوِّ .