هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3239 حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ : حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ ، فَإِذَا هَارُونُ ، قَالَ : هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ ، ثُمَّ قَالَ : مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ تَابَعَهُ ثَابِتٌ ، وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3239 حدثنا هدبة بن خالد ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حدثهم عن ليلة أسري به : حتى أتى السماء الخامسة ، فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلم عليه ، فسلمت عليه فرد ، ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح تابعه ثابت ، وعباد بن أبي علي ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Malik bin Sasaa:

Allah's Messenger (ﷺ) talked to his companions about his Night Journey to the Heavens. When he reached the fifth Heaven, he met Aaron. (Gabriel said to the Prophet), This is Aaron. The Prophet (ﷺ) said, Gabriel greeted and so did I, and he returned the greeting saying, 'Welcome, O Pious Brother and Pious Prophet.

D'après Mâlik ibn Sa'sa'a, qui se réfère à Anas ibn Mâlik, le Prophète raconta [aux Compagnons] les détails de la nuit de son Ascension... A son arrivée au cinquième ciel, [il avait trouvé] Hârûn (Aaron). Il0^ lui avait alors dit: Celuilà c'est Hârûn; [tu peux] le saluer. En effet, dit le Prophète (), je l'avais salué. Il m'avait rendu le salut avant de dire: Bienvenue au frère et au prophète vertueux! »

":"ہم سے ہدبہ بن خالد نے بیان کیا ‘ کہا ہم سے ہمام نے بیان کیا ‘ ان سے قتادہ نے بیان کیا ‘ ان سے انس بن مالک رضی اللہ عنہ نے اور ان سے حضرت مالک بن صعصعہ رضی اللہ عنہ نے کہرسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے ان سے اس رات کے متعلق بیان کیا جس میں آپ کو معراج ہوا کہ جب آپ پانچویں آسمان پر تشریف لے گئے تو وہاں ہارون علیہ السلام سے ملے ۔ جبرائیل علیہ السلام نے بتایا کہ یہ ہارون علیہ السلام ہیں ‘ انہیں سلام کیجئے ۔ میں نے سلام کیا تو انہوں نے جواب دیتے ہوئے فرمایا ‘ خوش آمدید ‘ صالح بھائی اور صالح نبی ۔ اس حدیث کو قتادہ کے ساتھ ثابت بنانی اور عباد بن ابی علی نے بھی انس رضی اللہ عنہ سے ‘ انہوں نے آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم سے روایت کیا ہے ۔

D'après Mâlik ibn Sa'sa'a, qui se réfère à Anas ibn Mâlik, le Prophète raconta [aux Compagnons] les détails de la nuit de son Ascension... A son arrivée au cinquième ciel, [il avait trouvé] Hârûn (Aaron). Il0^ lui avait alors dit: Celuilà c'est Hârûn; [tu peux] le saluer. En effet, dit le Prophète (), je l'avais salué. Il m'avait rendu le salut avant de dire: Bienvenue au frère et au prophète vertueux! »

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا} -إِلَى قَوْلِهِ- { بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 9 - 12] .

{ آنَسْتُ} : أَبْصَرْتُ.
{ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ} [طه: 10] الآيَةَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ { الْمُقَدَّسُ} : الْمُبَارَكُ.
{ طُوًى} : اسْمُ الْوَادِي.
{ سِيرَتَهَا} : حَالَتَهَا.
{ وَالنُّهَى} : التُّقَى.
{ بِمَلْكِنَا} : بِأَمْرِنَا.
{ هَوَى} : شَقِيَ.
{ فَارِغًا} : إِلاَّ مِنْ ذِكْرِ مُوسَى.
{ رِدْءًا} : كَىْ يُصَدِّقَنِي، وَيُقَالُ: مُغِيثًا، أَوْ مُعِينًا.
{ يَبْطُشُ وَيَبْطِشُ} .
{ يَأْتَمِرُونَ} : يَتَشَاوَرُونَ.
وَالْجِذْوَةُ: قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الْخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ.
{ سَنَشُدُّ} : سَنُعِينُكَ، كُلَّمَا عَزَّزْتَ شَيْئًا فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدًا..
     وَقَالَ  غَيْرُهُ: كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ، أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ فَهْيَ: { عُقْدَةٌ} .
{ أَزْرِي} : ظَهْرِي.
{ فَيُسْحِتَكُمْ} : فَيُهْلِكَكُمْ.
{ الْمُثْلَى} : تَأْنِيثُ الأَمْثَلِ، يَقُولُ: بِدِينِكُمْ، يُقَالُ: خُذِ الْمُثْلَى خُذِ الأَمْثَلَ.
{ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} يُقَالُ: هَلْ أَتَيْتَ الصَّفَّ الْيَوْمَ؟ يَعْنِي الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ.
{ فَأَوْجَسَ} : أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الْوَاوُ مِنْ { خِيفَةً} لِكَسْرَةِ الْخَاءِ.
{ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} : عَلَى جُذُوعِ.
{ خَطْبُكَ} : بَالُكَ.
{ مِسَاسَ} : مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا.
{ لَنَنْسِفَنَّهُ} : لَنُذْرِيَنَّهُ.
{ الضَّحَاءُ} : الْحَرُّ.
{ قُصِّيهِ} : اتَّبِعِي أَثَرَهُ، وَقَدْ يَكُونُ أَنْ نَقُصَّ الْكَلاَمَ { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} : { عَنْ جُنُبٍ} : عَنْ بُعْدٍ، وَعَنْ جَنَابَةٍ وَعَنِ اجْتِنَابٍ وَاحِدٌ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: { عَلَى قَدَرٍ} : مَوْعِدٌ { لاَ تَنِيَا} : لاَ تَضْعُفَا: { يَبَسًا} : يَابِسًا.
{ مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} : الْحُلِيِّ الَّذِي اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ.
{ فَقَذَفْتُهَا} : أَلْقَيْتُهَا.
{ أَلْقَى} : صَنَعَ.
{ فَنَسِيَ مُوسَى} : هُمْ يَقُولُونَهُ أَخْطَأَ الرَّبَّ أَنْ لاَ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ قَوْلاً فِي الْعِجْلِ.

( باب قول الله عز وجل: { وهل أتاك} ) أي وقد أتاك ( { حديث موسى إذ} ) أي حين ( { رأى نارًا} ) إلى قوله: ( { بالوادي المقدس طوى} ) [طه: 12] ( { آنست} ) [طه: 10] أي ( أبصرت { نارًا لعلّي آتيكم منها بقبس} ) [طه: 10] ( الآية) بشعلة من النار أو بجمرة.

( قال ابن عباس { المقدس} ) أي: ( المبارك.
{ طوى} : اسم الوادي)
ونوّنه ابن عامر والكوفيون بتأويل المكان.
وعن ابن عباس أيضًا عند الطبري سمي طوى لأن موسى طواه ليلاً، وروي أنه استأذن شعيبًا عليهما السلام في الخروج إلى أمه وخرج بأهله فلما وافى وادي طوى ولد له ابن في ليلة شاتية مظلمة مثلجة وقد أضل الطريق وتفرقت ماشيته إذ رأى من جانب الطور نارًا.
القصة إلى آخرها.

( { سيرتها} ) [طه: 21] في قوله تعالى: { سنعيدها سيرتها} أي ( حالتها) الأولى وهي فعلة من السير تجوّز بها للطريقة والحالة.
( { والنهى} ) في قوله تعالى: { إن في ذلك لآيات لأولي النهى} [طه: 54] أي ( التقى) والنهى جمع نهية.

( { بملكنا} ) في قوله تعالى: { ما أخلفنا موعدك بملكنا} [طه: 87] أي ( بأمرنا) وفتح نافع وعاصم ميم ملكنا وضمها حمزة والكسائي.

( { هوى} ) في قوله تعالى: { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} [طه: 81] أي ( شقي) وقيل: تردى، وقيل: هلك، وقيل: وقع في الهاوية وكلها سبب الشقاء ( { فارغًا} ) [القصص: 10] في قوله عز وجل: { وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا} أي من كل شيء من أمر الدنيا ( إلا من ذكر موسى) فلم يخل قلبها منه.
( { ردءًا} ) [القصص: 34] في قوله تعالى: { فأرسله معي ردءًا} أي معينًا ( كي يصدقني) فرعون بأن يلخص بلسانه الفصيح وجوه الدلائل ويجيب عن الشبهات ويجادل به الكفار، وليس المراد أن يقول هارون له صدقت.
وقال السدي: التقدير كما يصدقني.
( ويقال) : في تفسير ردءًا ( مغيثًا) بالغين المعجمة والمثلثة من الإغاثة ( أو معينًا) بالعين المهملة والنون من الإعانة ( { يبطش ويبطش} ) بضم الطاء وكسرها لغتان في قوله تعالى: { فلما أن أراد أن يبطش} [القصص: 19] لكن الكسر هو قراءة الجمهور ( { يأتمرون} ) في قوله تعالى: { إن الملأ يأتمرون} [القصص: 20] أي ( يتشاورون) وإنما سمي التشاور ائتمارًا لأن كلاًّ من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر.
( والجذوة) في قوله تعالى: { أو جذوة من النار} [القصص: 29] هي ( قطعة غليظة من الخشب ليس لها) كذا في الفرع والذي في أصله فيها ( لهب) .
قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها ... جزل الجذا غير خوار ولا دعر
الخوار: الذي يتقصف، والدعر: الذي فيه لهب، وقيل الذي في رأسه نار.
قال في اللباب وهو المشهور.
قال السلمي:
حمى حب هذي النار حب خليلتي ... وحب الغواني فهو دون الحباحب
وبدّلت بعد المسك والبان شقوة ... دخان الجذا في رأس أشمط شاحب
وقد ورد ما يقتضي وجود اللهب فيه قال:
وألقى على قيس من النار جذوة ... شديدًا عليها حميها والتهابها
وقيل: الجذوة العود الغليظ سواء كان في رأسه نار أو لم يكن، وليس المراد هنا إلا ما في رأسه نار.

( { سنشد} ) [القصص: 35] أي ( سنعينك) ونقويك ( كلما عززت شيئًا) بعين مهملة وزايين معجمتين الأولى مشددة والأخرى ساكنة ( فقد جعلت له عضدًا) يعضده ( وقال غيره) : غير ابن عباس ( كلما لم ينطق بحرف، أو) نطق به و ( فيه تمتمة) بفوقيتين وميمين تردّد في النطق بالتاء المثناة الفوقية ( أو فأفأة) بالفاءين والهمزتين تردد في النطق بالفاء ( فهي { عقدة} ) أشار به إلى قوله: { واحلل عقدة من لساني} [طه: 27] { يفقهوا قولي} قال في الأنوار: فإنما يحسن التبليغ من البليغ وكان في لسانه رنة من جمرة أدخلها فاه، وذلك أن فرعون حمله يومًا فأخذ لحيته ونتفها فغضب وأمر بقتله فقالت له آسية: إنه صبي لا يفرّق بين الجمر والياقوت فأحضرا بين يديه فأخذ الجمرة ووضعها في فيه، واختلف في زوال العقدة كلها فمن قال به تمسك بقوله تعالى: { قد أوتيت سؤلك يا موسى} ومن لم يقل احتج بقوله تعالى: { هو أفصح مني لسانًا} وقوله تعالى: { لا يكاد يبين} وأجاب عن الأول بأنه لم يسأل حل عقدة لسانه مطلقًا بل عقدة تمنع الإفهام، ولذلك نكرها، وجعل ( يفقهوا) جواب الأمر، ومن لساني يحتمل أن يكون صفة عقدة وأن يكون صلة احلل اهـ.

( { أزري} ) [طه: 31] في قوله: { أشدد به أزري} أي { ظهري} قاله أبو عبيدة.

( { فيسحتكم} ) [طه: 61] بعذاب أي ( فيهلككم) ويستأصلكم به ( { المثلى} ) [طه: 63] في قوله تعالى: { ويذهبا بطريقتكم المثلى} ( تأنيث الأمثل، يقول: بدينكم) المستقيم الذي أنتم عليه.
وقال ابن عباس: بسراة قومكم وأشرافهم، وقيل أهل طريقتكم المثلى وهم بنو إسرائيل ( يقال: خذ المثلى) منهما للأُنثيين ( خذ الأمثل) منهما إذا كان ذكرًا والمراد بالمثلى الفضلى.
( { ثم ائتوا صفًّا} ) [طه: 64] قال أبو عبيدة: أي صفوفًا قال وله معنى آخر ( يقال: هل أتيت الصف اليوم؟ يعني المصلّى الذي يصلّى فيه) .
بفتح اللام المشددة فيهما أي ائتوا المكان الموعود، وقال غيره أي مصطفين لأنه أهيب في صدور الرائين.
قيل: كانوا سبعين ألفًا مع كلٍّ منهم حبل وعصًا وأقبلوا عليه إقبالة واحدة ( { فأوجس} ) [طه: 6] في نفسه خيفة أي ( أضمر) فيها ( خوفًا) من مفاجأته على ما هو مقتضى الجبلة البشرية أو خاف على الناس أن يفتتنوا بسحرهم فلا يتبعوه ( فذهبت الواو من { خيفة} ) [طه: 67] ( لكسرة الخاء) فصارت ياء قاله أبو عبيدة وعبارة الصرفيين أن يقال أصل خيفة خوفة فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ( { في جذوع النخل} ) [طه: 71] أي ( على جذوع) .
النخل قال الرضي في هنا وفي قول الشاعر:
بطل كأن ثيابه في سرحة
بمعنى على والأولى أنها بمعناها لتمكّن المصلوب في الجذع كتمكّن المظروف في الظرف وهو أوّل من صلب.

( { خطبك} ) [طه: 95] في قوله: { قال فما خطبك يا سامري} أي ما ( بالك) وما شأنك { مساس} [طه: 97] في قوله: { فإن لك في الحياة أن لا تقول لا مساس} ( هو مصدر ماسه مساسًا) .
والمعنى أن السامري عوقب على إضلاله بني إسرائيل باتخاذه العجل والدعاء إلى عبادته في الدنيا بالنفي وبأن لا يمسّ أحدًا ولا يمسّه أحد فإن مسّه أحد أصابتهما الحمى معًا لوقتهما.

( { لننسفنه} ) [طه: 97] أي ( لنذرينه) رمادًا بعد التحريق بالنار.
( { الضحاء} ) بفتح الضاد المعجمة والمد في قوله تعالى: { وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} [طه: 119] هو ( الحر) وهذا في قصة آدم ذكره المؤلّف استطرادًا.

( { قصيه} ) في قوله تعالى: { وقالت لأخته قصيه} [القصص: 11] أي ( اتبعي أثره) ، حتى تعلمي خبره ( وقد يكون أن يقص الكلام) أي أو أن معنى القص من قص الكلام كما في قوله تعالى: ( { نحن نقص عليك} ) [يوسف: 3] والقاص هو الذي يتتبع الآثار ويأتي بالخبر على وجهه ( { عن جنب} ) [القصص: 11] أي ( عن بعد) وهو صفة لمحذوف أي مكان بعيد ( وعن جنابة وعن اجتناب واحد) في المعنى وقال أبو عمرو بن العلاء أي عن شوق وهي لغة جذام يقولون جنبت إليه أي اشتقت.
( قال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ( { على قدر} ) [طه: 40] معناه ( موعد) أكلمك في وأستنبئك غير مستقدم وقته المعين ولا مستأخر.

( { لا تنيا} ) [طه: 42] أي ( لا تضعفا) وهذا وصله الفريابي عن مجاهد أيضًا وعن ابن عباس لا تبطئًا وفي اليونينية وفرعها لا تنيا وأسقط لا تضعفا وكتب بعد لا تنيا صح وزاد في بعض النسخ بعد قوله لا تضعفا مكانًا سوى منصف بينهم بفتح الميم وسكون النون وفتح الصاد وكسرها وفي أخرى منصف بتشديد الصاد مفتوحة.

( { يبسًا} ) [طه: 77] في قوله تعالى.
{ فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا} أي ( يابسًا) مصدر وصف به ( { من زينة القوم} ) [طه: 87] أي ( الحلي الذي استعاروا من آل فرعون) حين هموا بالخروج من مصر باسم العرس، وقيل استعاروا لعيد كان لهم ثم لم يردوا عند الخروج مخافة أن يعلموا به.

( { فقذفتها} ) أي فقذفت بها أي ( ألقيتها) أي في النار وفي اليونينية فقذفتها ألقيتها فأسقط فقذفت بها وهي ثابتة في فرعه.

( { ألقى} ) في قوله { ألقى السامري} أي ( صنع) وصله الفريابي أيضًا ( { فنسي} ) [طه: 88] أي ( { موسى} ) [طه: 88] ( هم) أي السامري وأتباعه ( يقولونه) أي ( أخطأ) موسى ( الرب) الذي هو العجل أن يطلبه هنا وذهب يطلبه عند الطور ( أن لا يرجع إليهم قولاً) أي ( في العجل) أي أنه لا يرجع إليهم كلامًا ولا يرد عليهم جوابًا.

وهذا التفسير من قوله: { لعلي آتيكم منها بقبس} [طه: 10] إلى هنا.
ثابت في رواية
المستملي والكشميهني، ومن قوله فذهبت الواو من خيفة إلى آخره مكتوب ثابت في حاشية الفرع وأصله والأول في أصله ولم يذكره جميع رواة البخاري هنا.
نعم ذكروا بعضه في تفسير سورة طه، وقول الكرماني في أثناء هذا التفسير، وذكر هذا في هذا الكتاب العظيم الشأن اشتغال بما لا يعنيه فيه ما فيه فقد نبه في الفتح على أن المصنف لمح بهذه التفاسير بما جرى لموسى عليه السلام في خروجه إلى مدين، ثم في رجوعه لمصر، ثم في أخباره مع فرعون، ثم في غرق فرعون، ثم في ذهابه الطور، ثم في عبادة بني إسرائيل العجل قال: وكأنه لم يثبت عنده في ذلك من المرفوعات ما هو على شرطه اهـ.
فالله تعالى يرحم البخاري ما أدق نظره.


[ قــ :3239 ... غــ : 3393 ]
- حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ، حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ".

تَابَعَهُ ثَابِتٌ وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا هدبة بن خالد) بضم الهاء وسكون الدال المهملة وفتح الموحدة القيسي من بني قيس بن ثوبان الأزدي البصري قال: ( حدّثنا همام) هو ابن يحيى بن دينار العوذي بفتح العين المهملة وسكون الواو وكسر الذال المعجمة البصري قال: ( حدّثنا قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن رسول الله) وفي نسخة مصحح عليها أن نبي الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حدثهم عن ليلة) بكسر التاء، وفي فرع اليونينية وأصلها ليلة بالنصب والجر مصحح علوها وسفلها ( أسري به) فذكر الحديث الآتي بتمامه إن شاء الله تعالى في باب المعراج من السيرة النبوية إلى أن قال:

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابُُ قَوْلِ الله عَزَّ وَجَلَّ { وهَلْ أتَاكَ حَديثُ مُوسَى إذْ رَأى نَارا} إِلَى قَوْلِهِ { بالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} ( طه: 9 21) .
)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ قَوْله تَعَالَى: { وَهل أَتَاك حَدِيث مُوسَى إِذْ رأى نَارا فَقَالَ لأَهله امكثوا إِنِّي آنست نَارا لعلِّي آتيكم مِنْهَا بقبس أَو أجد على النَّار هدى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودي يَا مُوسَى إِنِّي أَنا رَبك فاخلع نعليك إِنَّك بالوادي الْمُقَدّس طوى} .
قَوْله: ( وَهل أَتَاك) أَي: قد أَتَاك، لِأَن: هَل، هُنَا لَا تلِيق أَن تكون للاستفهام، لِأَنَّهُ لَا يجوز على الله تَعَالَى.
قَوْله: ( إِذْ رأى) أَي: حِين رأى، عَن وهب: اسْتَأْذن مُوسَى شعيباً فِي الرُّجُوع إِلَى أمه فَخرج إِلَى أَهله فولد لَهُ فِي الطَّرِيق ابْن فِي لَيْلَة شَاتِيَة مظْلمَة مثلجة، فحاد مُوسَى عَن الطَّرِيق وقدح النَّار فَلم تور المقدحة شَيْئا، فَبينا هُوَ يزاول ذَلِك أبْصر نَارا من بعيد عَن يسَار الطَّرِيق، قيل: كَانَت لَيْلَة الْجُمُعَة، فَقَالَ مُوسَى لأَهله: امكثوا مَكَانكُمْ إِنِّي آنست أَي أَبْصرت نَارا لعَلي آتيكم مِنْهَا أَي: من النَّار بقبس أَي: بشعلة، القبس: النَّار المقتبسة فِي رَأس عود أَو فَتِيلَة أَو غَيرهمَا.
قَوْله: ( أَو أجد على النَّار هدى) ، يَعْنِي: من يدلني على الطَّرِيق، أَو يَنْفَعنِي بهداه فِي أَبْوَاب الدّين.
قَوْله: ( فَلَمَّا أَتَاهَا) ، أَي: فَلَمَّا أَتَى مُوسَى النَّار رأى شَجَرَة خضراء من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا كَأَنَّهَا نَار بَيْضَاء تتقد، وَسمع تَسْبِيح الْمَلَائِكَة، وَرَأى نورا عَظِيما فخاف فألقيت عَلَيْهِ السكينَة، وَنُودِيَ: { يَا مُوسَى إِنِّي أَنا رَبك فاخلع نعليك} ، قيل: سَبَب أمره بخلع نَعْلَيْه أَنَّهُمَا كَانَتَا من جلد حمَار ميت غير مدبوغ، فَخلع مُوسَى نَعْلَيْه وألقاهما من وَرَاء الْوَادي.
قَوْله: ( إِنَّك بالوادي الْمُقَدّس) ، أَي: المطهر، طوى إسم وادٍ، قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو بِالتَّنْوِينِ منصرفاً بِتَأْوِيل الْمَكَان، وَالْبَاقُونَ بِغَيْر تَنْوِين غير منصرف بِتَأْوِيل الْبقْعَة، وَقيل للوادي الْمُقَدّس: طوى طوى، مرَّتَيْنِ أَي: قدس، مرَّتَيْنِ، وَقيل: نُودي نداءين.

آنَسْتُ أبْصَرْتُ
يَعْنِي: معنى آنست أَبْصرت من الإيناس، وَهُوَ الإبصار الْبَين الَّذِي لَا شُبْهَة فِيهِ، وَمِنْه إِنْسَان الْعين: لِأَنَّهُ يتَبَيَّن بِهِ الشَّيْء، وَالْإِنْس لظهورهم، وَقيل: الإيناس: إبصار مَا يؤنس بِهِ.

قَالَ ابنُ عبَّاسٍ المُقَدَّسُ الْمُبَارَكُ
وَقع هَذَا من قَول ابْن عَبَّاس إِلَى آخر مَا ذكره من تَفْسِير الْأَلْفَاظ الْمَذْكُورَة فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْمُسْتَمْلِي والكشميهني خَاصَّة، وَلم يذكرهُ جَمِيع رُوَاة البُخَارِيّ هُنَا، وَإِنَّمَا ذكرُوا بعضه فِي تَفْسِير سُورَة طه،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: وَذكر أَمْثَال هَذَا فِي هَذَا الْكتاب الْعَظِيم الشَّأْن اشْتِغَال بِمَا لَا يعنيه، وَقَول ابْن عَبَّاس: وَصله عَليّ بن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَنهُ.

طُوًى اسْمُ الوَادِي
وَقد ذَكرْنَاهُ، وروى الطَّبَرِيّ من وَجه آخر عَن ابْن عَبَّاس، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: أَنه سمي طوى لِأَن مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، طواه لَيْلًا.

سِيرَتَها حالَتَهَا

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { سنعيدها سيرتها الأولى} ( طه: 12) .
وَفسّر السِّيرَة بالحالة، وَهَكَذَا رُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس، وَعَن مُجَاهِد وَقَتَادَة: سيرتها: هيئتها.

والنُّهَى التُّقَى

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { إِن فِي ذَلِك لآيَات لأولي النهى} ( طه: 45 و 821) .
وَفسّر النَّهْي: بالتقى، كَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، فِي قَوْله: لأولي النهى، قَالَ: لأولي التقى، وَعَن قَتَادَة: لأولي الْوَرع،.

     وَقَالَ  الطَّبَرِيّ، خص أولي النهى لأَنهم أهل التفكر وَالِاعْتِبَار.

بِمَلْكِنا بأمْرِنَا

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { مَا أخلفنا موعدك بملكنا} ( طه: 78) .
وَفَسرهُ بقوله: بأمرنا، وَهَكَذَا روى الطَّبَرِيّ من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَن ابْن عَبَّاس، وَمن طَرِيق سعيد عَن قَتَادَة: بملكنا، أَي: بطاقتنا، وَكَذَا قَالَ السّديّ.

هَوَى شَقِي
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { وَمن يحلل عَلَيْهِ غَضَبي فقد هوى} ( طه: 18) .
وَفَسرهُ بِلَفْظ: شقي، وَكِلَاهُمَا ماضيان، وَكَذَا رُوِيَ عَن الطَّبَرِيّ وَابْن أبي حَاتِم.

فارِغاً إلاَّ مِنْ ذِكْرِ مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { وَأصْبح فؤاد أم مُوسَى فَارغًا} .
ثمَّ فسره بقوله: إلاَّ من ذكر مُوسَى، يَعْنِي: لم يخل قَلبهَا عَن ذكره، وَهَذَا وَصله سعيد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي فِي تَفْسِير ابْن عُيَيْنَة من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، وَلَفظه: { وَأصْبح فؤاد أم مُوسَى فَارغًا} .
من كل شَيْء إلاَّ من ذكر مُوسَى، وَكَذَا أخرجه الطَّبَرِيّ من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس،.

     وَقَالَ  أَبُو عبيد: فَارغًا من الْحزن لعلمها أَنه لم يغرق.

رِدْءًا كَيْ يُصَدِّقَنِي
أَشَارَ بقوله ( ردْءًا) إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { وَأخي هَارُون هُوَ أفْصح مني لِسَانا فَأرْسلهُ معي ردْءًا يصدقني} ( الْقَصَص: 43) .
ثمَّ أَشَارَ إِلَى أَن التَّقْدِير فِي قَوْله: يصدقني، كي يصدقني وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق السّديّ: كَيْمَا يصدقني، وَمن طَرِيق مُجَاهِد وَقَتَادَة: ردْءًا، أَي: عوناً،.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَة: أَي: معينا، يُقَال: أردأت فلَانا على عدوة أَي: أكنفته وأعنته وصرت لَهُ كنفاً.

ويُقَالُ مُغِيثاً أوْ مُعِينَاً
أَي: يُقَال فِي تَفْسِير ردْءًا مغيثاً، بالغين الْمُعْجَمَة والثاء الْمُثَلَّثَة من الإغاثة.
قَوْله: ( أَو معينا) أَي: أَو يُقَال معينا بِالْعينِ الْمُهْملَة من الْإِعَانَة وَهِي المساعدة.

يَبْطُشُ ويَبْطِشُ أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن لفظ ( يبطش) فِيهِ لُغَتَانِ: إِحْدَاهمَا كسر الطَّاء، وَالْأُخْرَى ضمهَا.
وَهُوَ فِي قَوْله: { فَلَمَّا أَرَادَ أَن يبطش بِالَّذِي هُوَ عَدو لَهما} ( الْقَصَص: 91) .
وَالْكَسْر هِيَ: الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة هُنَا، وَفِي قَوْله تَعَالَى: { يَوْم نبطش البطشة الْكُبْرَى} ( الدُّخان: 61) .
وَالضَّم قِرَاءَة الْحسن وَابْن جَعْفَر، رَحِمهم الله تَعَالَى.

يأتَمِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { إِن الْمَلأ يأتمرون بك ليقتلوك} ( الْقَصَص: 02) .
وَفَسرهُ بقوله: يتشاورون، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة،.

     وَقَالَ  ابْن قُتَيْبَة: مَعْنَاهُ يَأْمر بَعضهم بَعْضًا.

والجَذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { أَو جذوة من النَّار} ( الْقَصَص: 92) .
ثمَّ فَسرهَا بِمَا ذكره أَبُو عُبَيْدَة، والجذوة مُثَلّثَة الْجِيم.

سَنَشُدُّ سَنُعِينُكَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { سنشد عضك بأخيك} ( الْقَصَص: 53) .
وَفَسرهُ بقوله: سنعينك، وَفَسرهُ أَبُو عُبَيْدَة بقوله: سنقويك بِهِ ونعينك، يُقَال: شدّ فلَان عضد فلَان إِذا أَعَانَهُ.

كُلَّمَا عَزَّزتَ شَيْئَاً فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدَاً
هَذَا من بَقِيَّة تَفْسِير: سنشد عضدك، وَهُوَ ظَاهر.

وَقَالَ غَيْرُهُ كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أوْ فأفَأةٌ فَهْيَ عُقْدَة
أَشَارَ بِهَذَا إِلَى تَفْسِير: عقدَة، فِي قَوْله تَعَالَى: { رب اشرح لي صَدْرِي وَيسر لي أَمْرِي واحلل عقدَة من لساني} ( طه: 52 72) .
وروى الطَّبَرِيّ بِإِسْنَادِهِ من طَرِيق السّديّ، قَالَ: لما تحرّك مُوسَى أَخَذته آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن ترقصه ثمَّ ناولته لفرعون فَأخذ مُوسَى بلحية فِرْعَوْن فنتفها، فاستدعى فِرْعَوْن بالذباحين، فَقَالَت آسِيَة: إِنَّه صبي لَا يعقل، فَوضعت لَهُ جمراً وياقوتاً،.

     وَقَالَ ت: إِن أَخذ الْيَاقُوت فاذبحه، وَإِن أَخذ الْجَمْر فاعرف أَنه لَا يعقل، فجَاء جِبْرِيل، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَطرح فِي يَده جَمْرَة، فطرحها فِي فِيهِ، فاحترقت لِسَانه، فَصَارَت فِي لِسَانه عقدَة من يَوْمئِذٍ، وَقيل: لما وضع فِرْعَوْن مُوسَى فِي حجره تنَاول لحيته ومدها ونتف مِنْهَا، وَكَانَت لحيته طَوِيلَة سَبْعَة أشبار، وَكَانَ هُوَ قَصِيرا، وَيُقَال: لطم وَجهه وَكَانَ يلْعَب بَين يَدَيْهِ، وَيُقَال: كَانَ بِيَدِهِ قضيب صَغِير يلْعَب بِهِ فَضرب بِهِ رَأسه فَعِنْدَ ذَلِك غضب غَضبا شَدِيدا وَتَطير مِنْهُ،.

     وَقَالَ : هَذَا عدوي الْمَطْلُوب ثمَّ جرى مَا ذَكرْنَاهُ.
فَإِن قلت: كَيفَ لم تحرقه النَّار يَوْم التَّنور الي ألقِي فِيهَا وأحرقت لِسَانه فِي هَذَا الْيَوْم؟ قلت: لِأَنَّهُ قَالَ يَوْمًا لفرعون: يَا بابُُا، فَعُوقِبَ لِسَانه وَلم تعاقب يَده لِأَنَّهَا مدت لحية فِرْعَوْن، وَلِهَذَا ظَهرت المعجزة فِي الْيَد دون اللِّسَان.
{ تخرج بَيْضَاء من غير سوء} ( طه: 22، النَّمْل: 21، الْقَصَص: 23) .
وَقيل: لم يَحْتَرِق فِي التَّنور ليدوم لَهُ الْأنس بَينه وَبَين النَّار لَيْلَة التكليم، وَقيل: إِنَّمَا لم تحترق يَده ليجاهد بهَا فِرْعَوْن بِحمْل الْعَصَا.
قَوْله: ( تمتمة) هِيَ التَّرَدُّد فِي النُّطْق بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق، قَوْله: ( أَو فأفأة) هِيَ التَّرَدُّد فِي النُّطْق بِالْفَاءِ.

أزْرِي ظَهْرِي
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { أشدد بِهِ أزري وأشركه فِي أَمْرِي} ( طه: 13) .
وَفسّر الأزر بِالظّهْرِ، كَذَا روى الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس.

فَيُسْحِتَكُمْ فَيُهْلِكَكُمْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فيسحتكم بِعَذَاب وَقد خَابَ من افترى} ( طه: 16) .
وَفسّر: فيسحتكم، قَوْله: يهلككم، وَهَكَذَا روى الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس،.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَة: سحت وأسحت بِمَعْنى،.

     وَقَالَ  الطَّبَرِيّ: سحت أَكثر من أسحت.

الْمُثْلى تأنِيثُ الأمْثَلِ يَقُولُ بِدِينِكُمْ يُقالُ خُذِ المُثْلَى خُذِ الأمْثَلَ أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { ويذهبا بطريقتكم المثلى} ( طه: 36) .
ومثلى، على وزن: فعلى، تَأْنِيث الأمثل.
قَوْله: ( تَقول بدينكم) ، تَفْسِير لقَوْله: بطريقتكم المثلى، يَعْنِي: يُرِيد مُوسَى وَهَارُون أَن يذهبا بدينكم الْمُسْتَقيم، وَقيل: بسنتكم ودينكم وَمَا أَنْتُم عَلَيْهِ، وَقيل: أَرَادَا أهل طريقتكم المثلى، وهم بَنو إِسْرَائِيل لقَوْل مُوسَى: أرسل معي بني إِسْرَائِيل، وَقيل: الطَّرِيقَة اسْم لوجوه النَّاس وأشرافهم الَّذين هم قدوة لغَيرهم.
فَيُقَال: هم طَريقَة قَومهمْ،.

     وَقَالَ  الشّعبِيّ: مَعْنَاهُ ويصرفا وُجُوه النَّاس إِلَيْهِمَا..
     وَقَالَ  الزّجاج: يَعْنِي المثلى والأمثل ذُو الْفضل الَّذِي بِهِ يسْتَحق أَن يُقَال: هَذَا مثل لِقَوْمِهِ.

ثُمَّ ائْتُوا صَفَّاً
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فاجمعوا كيدكم ثمَّ ائْتُوا صفا وَقد أَفْلح الْيَوْم من استعلى} ( طه: 46) .
الْخطاب لقوم فِرْعَوْن من السَّحَرَة يَعْنِي: ائْتُوا جَمِيعًا، وَقيل: صُفُوفا لِأَنَّهُ أهيب فِي صُدُور الرائين، رُوِيَ أَن الْحَسْرَة كَانُوا سبعين ألفا مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم حَبل وعصا، وَقد أَقبلُوا إقبالة وَاحِدَة.

يُقالُ هَلْ أتَيْتَ الصَّفَّ اليَوْمَ يَعْنِي الْمُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيهِ
قَائِل هَذَا التَّفْسِير أَبُو عُبَيْدَة، فَإِنَّهُ قَالَ: المُرَاد من قَوْله: صفا، يَعْنِي: الْمصلى والمجتمع، وَعَن بعض الْعَرَب الفصحاء: مَا اسْتَطَعْت أَن آتِي الصَّفّ أمس، يَعْنِي: الْمصلى، وَوجه صِحَّته أَن يَجْعَل صفا علما لمصلى بِعَيْنِه فَأمروا بِأَن يأتوه أَو يُرَاد ائْتُوا مصلى من الْمُصَليَات.

فأوْجَسَ أضْمَرَ خَوْفاً فَذَهَبَتِ الوَاوُ مِنْ خِيفَةِ لِكَسْرَةِ الخَاءِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فأوجس مِنْهُم خيفة} ( طه: 76) .
وَفسّر أوجس بقوله: أضمر خوفًا.
قَوْله: فَذَهَبت الْوَاو من خيفة لكسرة الْخَاء.
قلت: اصْطِلَاح أهل التصريف أَن يُقَال: أصل خيفة خوفة، فقلبت الْوَاو يَاء لسكونها وانكسار مَا قبلهَا.

فِي جُذُوعِ النَّخْلِ علَى جُذُوعِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { ولأصلبنَّكُم فِي جُذُوع النّخل} ( طه: 17) .
وَأَشَارَ بقوله: على جُذُوع، أَن كلمة: فِي، فِي قَوْله: { فِي جُذُوع النّخل} ( طه: 17) .
بِمَعْنى: على، للاستعلاء،.

     وَقَالَ : هم صلبوا الْعَبْدي فِي جُذُوع نَخْلَة.

خَطْبُكَ بالُكَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { قَالَ فَمَا خَطبك يَا سامري} ( طه: 59) .
وَفسّر: خَطبك بقوله: بالك، وقصته مَشْهُورَة ملخصها: أَن مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبل على السامري، واسْمه مُوسَى بن ظفر، الَّذِي { أخرج لَهُم عجلاً جسداً لَهُ خوار فَقَالَ هَذَا إِلَهكُم وإل هـ مُوسَى} ( طه: 88) .
قَالَ لَهُ: مَا خَطبك؟ أَي: مَا شَأْنك وحالك الَّذِي دعَاك وحملك على مَا صنعت؟ .

مِساسَ مَصْدَرُ ماسَّه مِساساً
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِن لَك فِي الْحَيَاة أَن تَقول لَا مساس} ( طه: 79) .
أَي: قَالَ مُوسَى للسامري: فَاذْهَبْ من بَيْننَا فَإِن لَك فِي الْحَيَاة، أَي: مَا دمت حَيا أَن تَقول: لَا مساس، أَي: لَا أمِس وَلَا أُمَس، وَهُوَ مصدر: ماسه يماسه مماسة ومساساً، فعاقبه الله فِي الدُّنْيَا بالعقوبة الَّتِي لَا شَيْء أَشد مِنْهَا، وَلَا أوحش وَذَلِكَ أَنه منع من مُخَالطَة النَّاس منعا كلياً، وَحرم عَلَيْهِم ملاقاته ومكالمته ومبايعته ومواجهته، وَإِذا اتّفق أَن يماس أحدا رجلا أَو امْرَأَة، حم الماس والممسوس، فتحامى النَّاس وتحاموه وَكَانَ يَصِيح: لَا مساس، وَعَن قَتَادَة: أَن بقاياهم الْيَوْم يَقُولُونَ: لَا مساس.

لَنَنْسِفَنَّهُ لَنُذْرِيَنَّهُ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { لنحرقنه ثمَّ لننسفنه فِي اليم نسفاً} ( طه: 79) .
وَفسّر قَوْله: لننسفنه، بقوله: لنذرينه من التذرية فِي اليم، حُكيَ أَن مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَخذ الْعجل فذبحه فَسَالَ مِنْهُ الدَّم لِأَنَّهُ كَانَ قد صَار لَحْمًا ودماً، ثمَّ أحرقه بالنَّار وذراه فِي اليم.

الضَّحى الحَرُّ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { وَإنَّك لَا تظمأ فِيهَا وَلَا تضحى} ( طه: 911) .
وَفسّر الضُّحَى بِالْحرِّ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: هَذَا خطاب لآدَم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَمعنى: لَا تظمأ: لَا تعطش فِيهَا، أَي: فِي الْجنَّة وَلَا تضحى أَي: وَلَا تشرق للشمس فيؤذيك حرهَا، وَقيل: لَا يصيبك حر الشَّمْس إِذْ لَيْسَ فِيهَا شمس، وَذكر هَذَا هُنَا غير مُنَاسِب لِأَنَّهُ فِي قَضِيَّة آدم، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَلَا تعلق لَهُ بِقصَّة مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام.

قُصِّيهِ اتَّبِعِي أثَرَهُ وقَدْ يَكُونُ أنْ تَقُصَّ الكَلاَمَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {.

     وَقَالَ ت لأخته قصيه}
( الْقَصَص: 11) .
وَفسّر: قصيه، بقوله: اتبعي أَثَره، هَكَذَا فسره أهل التَّفْسِير، وَيُقَال: مَعْنَاهُ استعلمي خَبره، وَهُوَ خطاب لأخت مُوسَى، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، من أمهَا، وَاسم أُخْته: مَرْيَم بنت عمرَان، وافقها فِي ذَلِك: مَرْيَم بنت عمرَان أم عِيسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوْله: ( وَقد يكون) إِلَى آخِره من جِهَة البُخَارِيّ، أَي: قد يكون معنى القص من: قصّ الْكَلَام، كَمَا فِي قَوْله: { نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص} ( يُوسُف: 3) .

عنْ جُنُبٍ عنْ بُعْد
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فبصرت بِهِ عَن جنب وهم لَا يَشْعُرُونَ} ( الْقَصَص: 11) .
وَفسّر قَوْله: عَن جنب بقوله: عَن بعد، أَي: بصرت أُخْت مُوسَى مُوسَى عَن بعد، وَالْحَال أَن قوم فِرْعَوْن لَا يعلمُونَ بهَا.

وعَنْ جنابَةٍ وعنِ اجْتِنابٍ واحِدٌ
أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن معنى: عَن جنب، وَعَن جَنَابَة وَعَن اجْتِنَاب وَاحِد، فَيُقَال: مَا يأتينا إلاَّ عَن جَنَابَة وَاجْتنَاب، وأصل معنى هَذِه الْمَادَّة يدل على الْبعد، وَمِنْه سمي الْجنب: لبعده عَن الصَّلَاة وَعَن قِرَاءَة الْقُرْآن.

قَالَ مُجاهِدٌ عَلى قَدَرٍ عَلى مَوْعِدٍ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فَلَبثت سِنِين فِي أهل مَدين ثمَّ جِئْت على قدر يَا مُوسَى} ( طه: 04) .
وَفسّر قَوْله: على قدر، بقوله: على موعد، وَقيل: على قدر: أَي جِئْت لميقات قدرته لمجيئك قبل خلقك، وَكَانَ مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مكث عِنْد شُعَيْب، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، فِي مَدين ثمانياً وَعشْرين سنة، عشر سِنِين مِنْهَا مهر امْرَأَته صفورا بنت شُعَيْب، ثمَّ أَقَامَ بعده ثَمَانِيَة عشر سنة عِنْده حَتَّى ولد لَهُ فِي مَدين، ثمَّ جَاءَ على قدر.

لاَ تَنِيَا لاَ تَضْعُفَا
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { وَلَا تنيا فِي ذكري إذهبا إِلَى فِرْعَوْن إِنَّه طَغى} ( طه: 24) .
وَفسّر قَوْله تَعَالَى: لَا تنيا، بقوله: لَا تضعفا، يَعْنِي: لَا تفترَّا، من: ونى يني ونياً، وَهُوَ الضعْف والفتور، وَالْخطاب فِيهِ لمُوسَى وَهَارُون.

مَكانَاً سِوًى مَنْصَفٌ بَيْنَهُمْ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فَاجْعَلْ بَيْننَا وَبَيْنك موعداً لَا نخلفه نَحن وَلَا أَنْت مَكَانا سوى} ( طه: 85) .
وَفسّر قَوْله: مَكَانا سوى، بقوله: منصف بَينهم، قَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم وَحَمْزَة بِضَم السِّين، وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا، قيل: مَعْنَاهُ سوياً لَا سَاتِر فِيهِ، وَقيل: مَكَانا عدلا بَيْننَا وَبَيْنك، وَعَن ابْن عَبَّاس مثل مَا فسره بقوله: منصف بَينهم أَي: بَين الْفَرِيقَيْنِ، أَي: يَسْتَوِي مسافته بَين الْفَرِيقَيْنِ فَتكون مَسَافَة كل فريق إِلَيْهِ كمسافة الْفَرِيق الآخر.

يَبَساً يابِساً أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فَاضْرب لَهُم طَرِيقا فِي الْبَحْر يبساً لَا تخَاف دركاً وَلَا تخشى} ( طه: 77) .
وَفسّر قَوْله: يبساً، بقوله: يَابسا، وَفِي ( تَفْسِير النَّسَفِيّ) يبساً مصدر وصف بِهِ، يُقَال: يبس يبساً، وَنَحْوهمَا الْعَدَم والعدم، وَمن ثمَّ وصف بِهِ الْمُؤَنَّث فَقيل: شاتنا يبس، وناقتنا يبس، أذا جف لَبنهَا.

مِنْ زِينَةِ القَوْمِ الحُلِيِّ الَّذِي استَعَارُوهُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { وَلَكنَّا حملنَا أوزاراً من زِينَة الْقَوْم فقذفناها فَكَذَلِك ألْقى السامري} ( طه: 78) .
وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن زيد، قَالَ: الأوزار الأثقال وَهُوَ الْحلِيّ الَّذِي استعاروه من آل فِرْعَوْن، وَلَيْسَ المُرَاد بهَا الذُّنُوب، وَفِي ( تَفْسِير النَّسَفِيّ) وَقيل: أثاماً، أَي: حملنَا أثاماً من حلي الْقَوْم لأَنهم استعاروه ليتزينوا فِي عيد كَانَ لَهُم ثمَّ لم يردوها عَلَيْهِم عِنْد خُرُوجهمْ من مصر مَخَافَة أَن يعلمُوا بخروجهم فحملوها.

فَقذَفْتُهَا ألْقَيْتُهَا ألْقَى صَنَعَ
فسر فقذفتها بقوله ألقيتها، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فقذفناها، وَالْقُرْآن { وَلَكنَّا حملنَا أوزاراً من زِينَة الْقَوْم فقذفناها فَكَذَلِك ألْقى السامري فَأخْرج لَهُم عجلاً جسداً لَهُ خوار} ( طه: 78) .
قَوْله: ألقِي أَي: السامري، يَعْنِي: ألْقى مَا كَانَ مَعَه من الْحلِيّ، وَقيل: مَا كَانَ مَعَه من تُرَاب حافر فرس جِبْرِيل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَرَادَ بقوله: صنع، أخرج لَهُم عجلاً جسداً لَهُ خوار.

فنَسِيَ مُوسَى هُمْ يَقُولُونَ أخْطَأَ الرَّبُّ أنْ لاَ يَرْجِعَ إلَيْهِمْ قَوْلاً فِي العِجْلِ
أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: { فَقَالُوا هَذَا إل هكم وإل هـ مُوسَى فنسي أَفلا يرَوْنَ أَن لَا يرجع إِلَيْهِم قولا وَلَا يملك لَهُم ضراً وَلَا نفعا} ( طه: 88 و 98) .
قَوْله: فَقَالُوا أَي: السامري وَمن وَافقه.
قَوْله: ( فنسي مُوسَى) أَي: أَن يُخْبِركُمْ أَن هَذَا إل هه، وَقيل: فنسي مُوسَى الطَّرِيق إِلَى ربه، وَقيل: فنسي مُوسَى إل هه عنْدكُمْ، وَخَالفهُ فِي طَرِيق آخر.
قَوْله: ( هم يَقُولُونَ) ، أَي: السامري وَمن مَعَه يَقُولُونَ: أَخطَأ مُوسَى الرب حَيْثُ تَركه هُنَا وَذهب إِلَى الطّور يَطْلُبهُ.
قَوْله: ( أَن لَا يرجع إِلَيْهِم) فِي الْعجل ( قولا) أَي: أَنه لَا يرجع إِلَيْهِم قولا فِي الْعجل.



[ قــ :3239 ... غــ :3393 ]
- حدَّثنا هُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ حدَّثنا هَمَّامٌ حدَّثنا قَتادَةُ عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ عنْ مالِكَ بنَ صَعْصَعَةَ أَن رسوُلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حدَّثَهُمْ عنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِه حَتَّى السَّماَءَ الخَامِسَةَ فإذَا هارُونُ قَالَ هَذَا هارُونُ فسلَّمَ عَلَيْهِ فسَلَّمْتُ علَيْهِ فرَدَّ ثُمَّ قالَ مَرْحَبَاً بالأخِ الصَّالِحِ والنَّبِيِّ الصَّالِحِ.

وَجه ذكر هَذِه الْقطعَة من حَدِيث الْإِسْرَاء المطول الْمَاضِي غير مرّة من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس عَن مَالك بن صعصعة الْمَذْكُورَة تَمامهَا فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة هُوَ لأجل ذكر هَارُون فِي مَوَاضِع الْأَلْفَاظ الْمُتَقَدّمَة.

تابَعَهُ ثابِتٌ وعَبَّادُ بنُ أبِي عَلِيٍّ عنْ أنَسٍ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَي: تَابع قَتَادَة ثَابت الْبنانِيّ، وَعباد، بتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن أبي عَليّ الْبَصْرِيّ فِي روايتهما عَن أنس فِي ذكر هَارُون فِي السَّمَاء الْخَامِسَة لَا فِي جَمِيع الحَدِيث وَلَا فِي الْإِسْنَاد أَيْضا، فَإِن رِوَايَة ثَابت مَوْصُولَة فِي ( صَحِيح مُسلم) من طَرِيق شَيبَان عَن حَمَّاد ابْن سَلمَة عَنهُ وَلَيْسَ فِيهَا ذكر مَالك بن صعصعة، بل الْمَذْكُور فِيهَا ذكر هَارُون فِي السَّمَاء الْخَامِسَة، وَأما مُتَابعَة عباد فرواها عَنهُ هِشَام الدستوَائي وَحَمَّاد بن زيد وَخَلِيفَة بن حسان وَلم يذكرُوا مَالك بن صعصعة، وَلَيْسَ لعباد ذكر فِي البُخَارِيّ إلاَّ فِي هَذَا الْموضع.