هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
297 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، وَأَبُو غَسَّانَ الْمَسْمَعِيُّ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي غَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا ، وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا ، وَمَا فِيهِمَا ، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
297 حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، وأبو غسان المسمعي ، وإسحاق بن إبراهيم ، جميعا عن عبد العزيز بن عبد الصمد ، واللفظ لأبي غسان ، قال : حدثنا أبو عبد الصمد ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : جنتان من فضة آنيتهما ، وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما ، وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

'Abdullah b. Qais transmitted on the authority of his father (Abu Musa Ash'ari) that the Apostle (ﷺ) said:

There would be two gardens (in Paradise) the vessels and contents of which would be of silver, and two gardens whose vessels and contents would be of gold. The only thing intervening to hinder the people from looking at their Lord will be the mantle of Grandeur over His face in the Garden of Eden.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: جنتان من فضة.
آنيتهما وما فيهما.
وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما.
وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه.
في جنة عدن.



المعنى العام

لما نزل قوله تعالى: { { ولمن خاف مقام ربه جنتان } } [الرحمن: 46] { { ومن دونهما جنتان } } [الرحمن: 62] اشرأبت نفوس الصحابة لمزيد المعرفة عن كل من الجنتين فقال صلى الله عليه وسلم عن الصنف الأول: هما جنتان، آنيتهما من فضة، وكل ما فيهما من سرر وأرائك وغيرهما من فضة، وعن الصنف الثاني: هما جنتان من ذهب، وكل شيء فيهما من ذهب.
قال أبو موسى الأشعري: جنتان من ذهب للمقربين، ومن دونهما جنتان من فضة لأصحاب اليمين.

ورغم النعيم الكبير الذي يتمتع به أصحاب هاتين وأصحاب هاتين، فإن النعمة الكبرى ينتظرونها جميعا، فيما بينهم وليس تحققها إلا مشيئته جل شأنه وإرادته، تلك هي نعمة التجلي لهم، نعمة أن يكشف الله الحجاب بينه وبينهم، ليروه كما يرون القمر ليلة البدر، فما إن تتحقق هذه السعادة حتى يستقلوا جميع ما هم فيه من النعيم بجوارها، فما أعطوا شيئا أحب إليهم منها، وصدق الله العظيم إذ يقول: { { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } } [يونس: 26] .

المباحث العربية

( عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه) أي عن عبد الله بن قيس وهو أبو موسى الأشعري.

( جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما) جنتان خبر مبتدأ محذوف، أي هما جنتان وآنيتهما مبتدأ، ومن فضة خبره مقدم، والجملتان في جواب السائلين عن حقيقة الجنتين، في قوله تعالى: { { ولمن خاف مقام ربه جنتان } } [الرحمن: 46] .

( وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالإضافة، وإذا رفعنا النفي والاستثناء كان التقدير: بين القوم وبين النظر إلى ربهم رداء الكبرياء.
قال القرطبي في المفهم: الرداء استعارة كني به عن العظمة كما في الحديث الآخر الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري وليس المراد الثياب المحسوسة، لكن المناسبة أن الرداء والإزار لما كانا متلازمين للمخاطب من العرب عبر عن العظمة والكبرياء بهما.

وقال عياض: استعار لعظيم سلطان الله وكبريائه، وعظمته وهيبته وجلاله، لمانع إدراك أبصار البشر مع ضعفها، استعار لذلك رداء الكبرياء.
اهـ.

والمعنى أن مقتضى عزة الله واستغنائه ألا يراه أحد، لكن رحمته للمؤمنين اقتضت أن يريهم وجهه كمالا للنعمة، فإذا زال المانع فعل معهم خلاف مقتضى الكبرياء، فكأنه رفع عنهم حجابا كان يمنعهم.

وقال ابن بطال: تأويل الرداء الآفة الموجودة للأبصار، المانعة لها من رؤيته، وسماها رداء لتنزلها في المنع منزلة الرداء الذي يحجب عن الرؤية.

( على وجهه) متعلق بمحذوف حال من رداء الكبرياء .

( في جنة عدن) يقال: عدن في البلد يعدن ويعدن من باب ضرب ونصر أي أقام، فجنة عدن، أي جنة إقامة، وهو اسم لجنة خاصة من جنات الآخرة، والجار والمجرور في جنة عدن متعلق بمحذوف في موضع الحال من القوم، أي مستقرين في جنة عدن.
قاله القرطبي، وقال الطيبي: في جنة عدن متعلق بمعنى الاستقرار في الظرف، وقال عياض: في جنة عدن راجع إلى الناظرين، أي وهم في جنة عدن، لا إلى الله فإنه لا تحويه الأمكنة سبحانه.

فقه الحديث

ظاهر الحديث أن جنتين من فضة لا ذهب فيهما، وجنتين من ذهب لا فضة فيهما، وهذا يعارض حديث أبي هريرة قلنا يا رسول الله، حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال لبنة من ذهب، ولبنة من فضة أخرجه أحمد والترمذي، وعند البزار خلق الله الجنة، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة.

ورفع هذا التعارض بأن حديث الباب في صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها، وحديث الترمذي والبزار في صفة حوائط الجنان كلها.
والله أعلم.

وقد يتمسك المجسمة بظاهر الحديث لذكر الرداء والوجه، لكن ثبت استحالة أن يكون سبحانه جسما أو حالا في مكان.

قال القاضي عياض: كانت العرب تستعمل الاستعارة كثيرا، وهي أرفع أدوات بديع فصاحتها وإيجازها، ومنه قوله تعالى: { { جناح الذل } } [الإسراء: 24] فمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم برداء الكبرياء على وجهه، ونحو ذلك من هذا المعنى، ومن لم يفهم ذلك تاه، فمن أجرى الكلام على ظاهره أفضى به الأمر إلى التجسيم، ومن لم يتضح له وعلم أن الله منزه عن الذي يقتضيه ظاهرها إما أن يكذب نقلتها، وإما أن يؤولها.
اهـ.

وقال الكرماني: هذا الحديث من المتشابهات، فإما مفوض، وإما متأول بأن المراد من الوجه الذات.

ثم استشكل الكرماني على الحديث بأنه يقتضي أن رؤية الله غير واقعة ( إذ حاصله أن الرداء مانع الرؤية) وأجاب بأن مفهومه بيان قرب النظر.
اهـ.

فكأن في الكلام حذفا، تتمته: ثم يمن عليهم برفعه، فيحصل لهم الفوز بالنظر إليه، وهذه التتمة واضحة وصريحة في الحديث الآتي.

والله أعلم.