هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
245 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي كُرَيْبٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَحْصُوا لِي كَمْ يَلْفِظُ الْإِسْلَامَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَخَافُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ مَا بَيْنَ السِّتِّمِائَةٍ إِلَى السَّبْعِمِائةٍ ؟ قَالَ : إِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّكُمْ أَنْ تُبْتَلَوْا ، قَالَ : فَابْتُلِيَنَا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ مِنَّا لَا يُصَلِّي إِلَّا سِرًّا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
245 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو كريب ، واللفظ لأبي كريب ، قالوا : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أحصوا لي كم يلفظ الإسلام ، قال : فقلنا : يا رسول الله ، أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة ؟ قال : إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا ، قال : فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Hudhaifa reported:

We were in the company of the Messenger of Allah (ﷺ) when he said. Count for me those who profess al-Islam. We said: Messenger of Allah, do you entertain any fear concerning us and we are (at this time) between six hundred and seven hundred (in strength). He (the Holy Prophet) remarked: You don't perceive; you may be put to some trial, He (the narrator) said: We actually suffered trial so much so that some of our men were constrained to offer their prayers in concealment.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن حذيفة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحصوا لي كم يلفظ الإسلام قال، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا قال: فابتلينا.
حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سرا.



المعنى العام

عند الاستعداد لإحدى الغزوات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: اكتبوا لي وأحصوا عدد المسلمين، فأحصوا له فكان المسلمون بين ستمائة وسبعمائة رجل، وشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزهو والإعجاب من الصحابة لكثرة عددهم، فأظهر لهم الخوف عليهم، والشفقة عليهم.
فقالوا: أتخاف علينا يا رسول الله وقد كثر عددنا؟ وقويت شوكتنا؟ وقد نصرنا الله ونحن في قلة وضعف؟ فبين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكثرة قد لا تغني عند البلاء، وأنهم سيمتحنون امتحانًا تنهار أمامه قوتهم، وتصير عنده هباء كثرتهم.

فوقع لهم ما أخبرهم به صلى الله عليه وسلم، وابتلوا بالفتن التي تموج موج البحر، وامتحنوا في دينهم حتى كان الرجل يخفي صلاته عن الآخرين ويصلي سرا خوفا وفرقا.

لقد نبههم صلى الله عليه وسلم ليأخذوا حذرهم، وأخبرهم بما خافه شفقة عليهم، وصدق الله العظيم حيث قال فيه: { { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم } } [التوبة: 128] صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

المباحث العربية

( أحصوا لي) معناه عدوا، وقد جاء في رواية البخاري اكتبوا لي.

( كم يلفظ الإسلام) معناه كم عدد من يتلفظ بكلمة الإسلام؟ وكم استفهامية ومفسرها محذوف، وتقديره: كم شخصا، ويلفظ فعل لازم، ونصب الإسلام على نزع الخافض، والأصل يلفظ بالإسلام، والجملة في محل النصب مفعول أحصوا.
وفي بعض الأصول تلفظ بالتاء بدل الياء، وبالفعل الماضي بدل المضارع، وفي رواية للبخاري: اكتبوا من يلفظ بالإسلام ( من) مفعول ( اكتبوا) وفي رواية النسائي: أحصوا لي من كان يلفظ بالإسلام وفي رواية: أحصوا كل من تلفظ بالإسلام

( أتخاف علينا) استفهام تعجب.
وفي رواية بحذف الهمزة مع إرادة الاستفهام أيضا.

( ونحن ما بين الستمائة والسبعمائة) الجملة في محل النصب على الحال من ضمير علينا ولفظا الستمائة والسبعمائة وقعا بالألف واللام فيهما في رواية مسلم، مع أن الألف واللام تحذف من المضاف في الإضافة المحضة، كما هنا، وفي توجيهه قيل.
إن لفظ مائة في الموضعين منصوب على التمييز على قول بعض النحاة، وقيل: إن مائة مجرورة بالإضافة والألف واللام زائدتان فلا اعتداد بدخولهما.
ووقع في غير مسلم ستمائة إلى سبعمائة بدون أل، ولا إشكال فيه.

( لعلكم أن تبتلوا) لعل للاستفهام على رأي الكوفيين، وعلق بها الفعل تدرون فجملتها في محل النصب مفعول تدرون ويفهم من معناها هنا الإشفاق.

( قال: فابتلينا) أي قال حذيفة الراوي: فوقع لنا الابتلاء.

فقه الحديث

تضاربت روايات هذا الحديث في عدد الصحابة تضاربا بينا مع اتحاد المخرج، ففي البخاري: فقلنا: تخاف ونحن ألف وخمسمائة؟ وفي رواية له فوجدناهم خمسمائة.
قال النووي: قد يقال: وجه الجمع بين هذه الألفاظ أن يكون قولهم ألف وخمسمائة المراد به النساء والصبيان والرجال، ويكون المراد من قولهم ما بين ستمائة إلى سبعمائة الرجال خاصة، ويكون المراد برواية خمسمائة المقاتلين.
ثم قال النووي: وهذا الجواب باطل برواية البخاري في آخر كتاب السير في باب كتابة الإمام الناس قال فيها: فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل والجواب الصحيح - إن شاء الله تعالى - أن يقال: لعلهم أرادوا بقولهم ما بين الستمائة إلى السبعمائة رجال المدينة خاصة، وبقولهم: فكتبنا له ألفا وخمسمائة هم من المسلمين حولهم.
اهـ.

وقد سلك الداودي الشارح طريقا آخر للجمع فقال: لعلهم كتبوا مرات في مواطن.
اهـ.

وكان الحافظ ابن حجر قد توقف عن الجمع، ولم يرتض ما ذكر، إذ قال: ويخدش في وجوه هذه الاحتمالات كلها اتحاد مخرج الحديث.
اهـ.

والمحقق يرى أن اتحاد المخرج لا يمنع التعدد، فقد يكون حذيفة من الذين حضروا الكتابة مرات، فحدث بما حدث في كل مرة، وقد يكون قد سمع البعض يقول: ألف وخمسمائة، قاصدا ما قصده، والبعض يقول: خمسمائة قاصدا ما قصد، والبعض يقول: ما بين الستمائة والسبعمائة، قاصدا ما قصد، فحدث بما سمع.
والله أعلم.

أما متى وقع ذلك؟ فقد قال الحافظ ابن حجر: كأن ذلك وقع عند ترقب ما يخاف منه، ولعله كان عند خروجهم إلى أحد أو غيرها، ثم رأيت في شرح ابن التين الجزم بأن ذلك كان عند حفر الخندق، وحكى الداودي احتمال أن ذلك وقع لما كانوا بالحديبية لأنه قد اختلف في عددهم هل كانوا ألفا وخمسمائة؟ أو ألفا وأربعمائة؟ أو غير ذلك؟

وأما متى كان هذا الابتلاء؟ وما سببه؟ فقد قيل: لعله كان حين أتم عثمان الصلاة في السفر، وكان بعضهم يقصر سرا وحده خشية الإنكار عليه، وقيل: كان أيام قتل عثمان ورده الحافظ ابن حجر: بأن حذيفة لم يحضر ذلك، وقيل: يشبه أن يكون أشار بذلك إلى ما وقع في أواخر خلافة عثمان، من ولاية بعض أمراء الكوفة، كالوليد بن عقبة، حيث كان يؤخر الصلاة، أو لا يقيمها على وجهها، وكان بعض الورعين يصلي وحده سرا، ثم يصلي معه، خشية من وقوع الفتنة.

وقال النووي: لعله كان في بعض الفتن التي جرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكان بعضهم يخفي نفسه ويصلي سرا، مخافة من الظهور والمشاركة في الدخول في الفتنة والحروب.
والله أعلم.

ويؤخذ من الحديث

1 - جواز الاستسرار بالإيمان والأعمال الصالحة للخائف.

2 - مشروعية كتابة دواوين الجيوش، وقد يتعين ذلك عند الاحتياج إلى تمييز من يصلح للمقاتلة ممن لا يصلح.

3 - وفيه وقوع العقوبة على الإعجاب بالكثرة.
وهو نحو قوله تعالى: { { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا } } [التوبة: 25] قاله الحافظ ابن حجر.

وقال ابن المنير: موضع الترجمة من الفقه ألا يتخيل أن كتابة الجيش وإحصاء عدده يكون ذريعة لارتفاع البركة، بل الكتابة المأمور بها لمصلحة دينية، والمؤاخذة التي وقعت في حنين كانت من جهة الإعجاب.

4 - وفيه علم من أعلام النبوة، إذ أخبر صلى الله عليه وسلم بما سيقع فوقع كما أخبر به، قال الحافظ ابن حجر: بل وقع أشد من ذلك بعد حذيفة في زمن الحجاج وغيره.

والله أعلم