هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1820 حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا ، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ : وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1820 حدثني مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله يرضى لكم ثلاثا ، ويسخط لكم ثلاثا ، يرضى لكم أن تعبدوه ، ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويسخط لكم قيل : وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من شرح الزرقاني

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ: وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ.


( ما جاء في إضاعة المال وذي الوجهين)

( مالك عن سهيل) بضم السين ( ابن أبي صالح) ذكوان ( عن أبيه) قال ابن عبد البر كذا أرسله يحيى وابن وهب والقعنبي وابن القاسم ومعن ومحمد بن المبارك الصوري فلم يقولوا عن أبي هريرة وأسنده يحيى بن بكير وأبو مصعب وعبد الله بن يوسف ومصعب الزبيري وسعيد بن عفير وأكثر الرواة عن مالك عن سهيل عن أبيه ( عن أبي هريرة) وهو محفوظ لمالك وغيره مسندًا هكذا ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يرضى لكم ثلاثًا) من الخصال ( ويسخط لكم ثلاثًا) يعني يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث إذ الرضا عن الشيء يستلزم الأمر به والأمر به يستلزم الرضا فهو كناية وكذا الكلام في السخط وأتى باللام في الموضعين ولم يقل يرضى عنكم بثلاث ويسخط منكم رمزًا إلى أن فائدة كل من الأمرين عائدة إلى عباده ( يرضى) فصله جوابًا لسؤال مقدر اقتضاه الكلام كأنه قيل ما الثلاث وفي رواية لمسلم فيرضى بفاء التفسير ( لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا) لأن من أشرك بعبادته أحدًا لم يعبده فهذه واحدة وقول النووي ثنتان متعقب ( و) الثانية ( أن تعتصموا) تتمسكوا { { بحبل الله جميعًا } } زاد في رواية { { ولا تفرقوا } } أي لا تختلفوا في ذلك الاعتصام كما اختلف أهل الكتاب فهو نفي عطف على تعتصموا أو هو نهي على أن الخبر قبله بمعنى الأمر أي اعتصموا ولا تفرقوا واختلف في المراد بحبل الله فقال ابن مسعود وقتادة وغيرهما هو القرآن ورجح بقوله صلى الله عليه وسلم إن هذا القرآن هو حبل الله وفي لفظ القرآن حبل الله المتين حتى زعم بعضهم أن تفسيره بخلافه غفلة إذ لا عطر بعد عروس وعن قتادة أيضًا وغيره هو عهد الله وأمره وعن ابن مسعود أنه الجماعة قال ابن عبد البر وهو الظاهر في الحديث والأشبه بسياقه وأما القرآن فمأمور بالاعتصام به في غير ما آية وغير ما حديث غير أن المراد هنا الجماعة على إمام يسمع له ويطاع فيكون ولي من لا ولي له في نكاح وتقديم قضائه للعقد على أيتام وسائر الأحكام ويقيم الجمعة والعيد ويأمن به السبل وينتصف به المظلوم ويجاهد عن الأمة عدوها ويقسم بينهما فيهما لأن الاختلاف والفرقة هلكة والجماعة نجاة قال وهو عندي معنى متداخل متقارب لأن القرآن يأمر بالألفة وينهى عن الفرقة ( و) الثالثة ( أن تناصحوا من ولاه الله أمركم) وهو الإمام ونوابه بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم والدعاء عليهم وبتألف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات لهم وأن لا يطروا بالثناء الكاذب وأن يدعى لهم بالصلاح وقيل هم العلماء فنصيحتهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام وإحسان الظن بهم ( ويسخط) وفي رواية ويكره ( لكم قيل وقال) قال مالك هو الإكثار من الكلام نحو قول الناس قال فلان وفعل فلان والخوض فيما لا ينبغي فهما مصدران أريد بهما المقاولة والخوض في أخبار الناس وقيل فعلان ماضيان ( وإضاعة المال) بصرفه في غير وجوهه الشرعية وتعريضه للتلف لأن ذلك إفساد والله لا يحب الفساد لأنه إذا ضاع ماله تعرض لما في أيدي الناس وحكى أبو عمر في معناه ثلاثة أقوال أحدها أنه الحيوان يحسن إليه ولا يضيعه مالكه فيهلك وحجته أن عامة الوصية النبوية الصلاة وما ملكت أيمانكم والثاني ترك إصلاحه والنظر فيه وكسبه والثالث إنفاقه في غير حقه من الباطل والسرف انتهى باختصار ( وكثرة السؤال) قال أبو عمر معناه عند أكثر العلماء التكثير من المسائل النوازل والأغلوطات وتشقيق المولودات وقيل سؤال المال والإلحاح فيه على المخلوقين لعطفه على إضاعة المال وقال مالك لا أدري أهو ما أنهاكم عنه من كثرة المسائل أم هو مسألة الناس أموالهم إلا أن الظاهر في الحديث كراهة السؤال عن المسائل إذا كان ذلك الإكثار لا على الحاجة عند نزول النازلة بين كثيره وقليله وكان أصل هذا أنهم كانوا يسألون عن أشياء ويلحون فيها فينزل تحريمها قال تعالى { { لا تسألوا عن أشياء } } الآية والسؤال اليوم لا يخاف منه نزول تحريم ولا تحليل فمن سأل مستفهمًا راغبًا في العلم ونفي الجهل عن نفسه باحثًا عن معنى يجب الوقوف عليه فلا بأس فشفاء العي السؤال ما لم يبلغ الجدال المنهي عنه ومن سأل متعنتًا لم يحل له قليل السؤال ولا كثيره انتهى ملخصًا وقيل المراد كثرة سؤال الإنسان عن حاله وتفاصيل أمره فيدخل في سؤاله عما لا يعنيه ويتضمن حصول الحرج في حق المسئول فإنه قد لا يحب إخباره بأحواله فإن أخبر شق عليه وإن كذب في الإخبار أو تكلف التعريض لحقته المشقة وإن أهمل جوابه ارتكب سؤال الأدب والحديث رواه مسلم من طريق جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة موصولاً به وهو يقوي رواية الأكثر عن مالك موصولاً ولعله حدث بالوجهين الوصل والإرسال ( مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس) كلهم وحمله على ذلك أبلغ في الذم من حمله على من ذكر من الطائفتين المتضادتين خاصة وفي رواية للإسماعيلي من شر خلق الله وللبخاري عن أبي صالح عن أبي هريرة يوم القيامة عند الله تعالى ( ذو الوجهين) مجاز عن الجهتين مثل المدحة والمذمة لا حقيقة وفسره بقوله ( الذي يأتي هؤلاء) القوم ( بوجه وهؤلاء) القوم ( بوجه) فيظهر عند كل أنه منهم ومخالف للآخرين مبغض لهم وعند الإسماعيلي الذي يأتي هؤلاء بحديث هؤلاء وهؤلاء بحديث هؤلاء قال القرطبي إنما كان من شر الناس لأن حاله حال المنافقين إذ هو يتملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس وقال النووي لأنه يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق محض وكذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة قال القاضي عياض وغيره فأما من قصد بذلك الإصلاح المرغب فيه فيأتي لكل بكلام فيه صلاح واعتذار لكل واحد عن الآخر وينقل له الجميل فمحمود مرغب فيه قال القرطبي ذو الوجهين في الإصلاح محمود وإن كان كاذبًا لقوله صلى الله عليه وسلم ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس يقول خيرًا وينمى خيرًا وبين تعبيره بمن أن قوله في رواية للشيخين عن عراك بن مالك عن أبي هريرة إن شر الناس ذو الوجهين محمولة على رواية من والحديث رواه مسلم عن يحيى عن مالك به وهو في الصحيحين من طريق عراك بن مالك عن أبي هريرة عن أبي صالح ومسلم عن سعيد بن المسيب وأبي زرعة الثلاثة عن أبي هريرة نحوه.