الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ
4697 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ ، قَالَ : فَخَرَجَ الْقَوْمُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لَيَّلَةَ النَّفْرِ الأَوَّلِ بَعْدَ هَدْأَة يَتَسَلَّلُونَ , وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ , وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرُهُ ، وَكَانَ يَثِقُ بِهِ فِيِ أَمْرِهِ كُلِّهِ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا , كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ تُدْعَى الْخَزْرَجُ ، إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ ، وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مَنْ كَانَ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ مَنَعَةً لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ ، وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدًا النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ ، فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ وَاسْتِقْلاَلٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً , فَإِنَّهَا سَتَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ فَارْتَئُوا رَأْيَكُمْ ، وَأْتَمِرُوا أَمْرَكُمْ ، وَلاَ تَفْتَرِقُوا إِلاَّ عَنْ مَلَإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ , فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ ، وَأُخْرَى صِفُوا لِيَ الْحَرْبَ كَيْفَ تُقَاتِلُونَ عَدُوَّكُمْ ؟ قَالَ : فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ فَقَالَ : نَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحَرْبِ غُذِّينَا بِهَا وَمُرِّنَّا عَلَيْهَا وَوَرِثْنَاهَا عَنْ آبَائِنَا كَابِرًا فَكَابِرًا ، نَرْمِي بِالنَّبْلِ حَتَّى تَفْنَى ، ثُمَّ نُطَاعِنُ بِالرِّمَاحِ حَتَّى تُكْسَرَ الرَّمَّاحُ ، ثُمَّ نَمْشِي بِالسُّيُوفِ فُنَضَارِبُ بِهَا حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا أَوْ مِنْ عَدُوِّنَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : أَنْتُمْ أَصْحَابُ حَرْبٍ ، فَهَلْ فِيكُمْ دُرُوعٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ شَامِلَةٌ ، وَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ إِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا يَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاهُ , وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، قَالَ : وَتَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْقُرْآنَ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الإِسْلاَمِ وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ ، فَبَايَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى ذَلِكَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يُؤَكِّدُ الْبَيْعَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى الأَنْصَارِ.
4737 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ أَهْلِ الأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ ؟ قَالُوا : أَنْتَ . قَالَ : فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ، لاَ تُؤْذُوا الْعَبَّاسَ فَتُؤْذُونِي . وَقَالَ : مَنْ سَبِّ الْعَبَّاسَ فَقَدْ سَبَّنِي.
4696 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ قَالَ لِي سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ : يَا عُوَيْمُ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى نَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّا لَمْ نَرَهْ قَطُّ وَقَدْ آمَنَّا بِهِ ، فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ ، فَقِيلَ لِيَ : هُوَ فِي مَنْزِلِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَرَحَلْنَا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمْنَا ، وَقُلْنَا لَهُ : مَتَى نَلْتَقِي ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : إِنَّ مَعَكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ مَنْ هُوَ مُخَالِفٌ لَكُمْ ، فَأَخْفُوا أَمْرَكُمْ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْحَاجُّ ، وَنَلْتَقِيَ نَحْنُ وَأَنْتُمْ فَنُوَضِّحَ لَكُمُ الأَمْرَ ، فَتَدْخُلُونَ عَلَى أَمْرٍ بَيِّنٍ ، فَوَعَدَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اللَّيْلَةَ الَّتِي فِي صُبْحِهَا النَّفَرُ الآخِرُ أَنْ يُوَافِيَهُمْ أَسْفَلَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لاَ يُنَبِّهُوا نَائِمًا ، وَلاَ يَنْتَظِرُوا غَائِبًا.
4698 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَخْفُوا جَرْسَكُمْ , فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا ، وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ الَّذِينَ يَلُونَ كَلاَمِنَا مِنْكُمْ , فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ ، ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَجَالِسِكُمْ ، وَاكْتُمُوا أَمْرَكُمْ , فَإِنْ طَوَيْتُمْ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَنْصَدِعَ هَذَا الْمَوْسِمُ ، فَأَنْتُمُ الرِّجَالُ ، وَأَنْتُمْ لِمَا بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : يَا أَبَا الْفَضْلِ اسْمَعْ مِنَّا ، فَسَكَتَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ الْبَرَاءُ : لَكَ وَاللَّهِ عِنْدَنَا كِتْمَانُ مَا تُحِبُّ أَنْ نَكْتُمَ وَإِظْهَارُ مَا تُحِبَّ أَنْ نُظْهِرَ وَبَذْلُ مُهَجِ أَنْفُسِنَا وَرِضَا رَبِّنَا عَنَّا إِنَّا أَهْلُ حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ ، وَأَهْلُ مَنَعَةٍ وَعِزٍّ ، وَقَدْ كُنَّا عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَنَحْنُ كَذَا ، فَكَيْفَ بِنَا الْيَوْمَ حِينَ بَصَّرَنَا اللَّهُ مَا عَمِيَ عَلَى غَيْرِنَا وَأَيَّدْنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ابْسُطْ يَدَكَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ وَيُقَالُ : أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ . وَيُقَالُ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ.
(ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، جَمِيعًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كُنْتُ غُلاَمًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَكَانَ الإِسْلاَمُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْلَمْتُ ، فَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ وَيَكْرَهُ خِلاَفَهُمْ ، فَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلاَمَهُ ، وَكَانَ ذَا مَالٍ مُتَفَرِّقٍ فِي قَوْمِهِ فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى بَدْرٍ ، وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ.
4703 قَالَ : أَخْبَرَنَا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّآمِيُّ
(ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، جَمِيعًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ أَبُو الْيَسَرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَخُو بَنِي سَلَمَةَ ، وَكَانَ أَبُو الْيَسَرِ رَجُلاَّ مَجْمُوعًا ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ رَجُلاَّ جَسِيمًا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأَبِي الْيَسَرِ : كَيْفَ أَسَرْتَ الْعَبَّاسَ يَا أَبَا الْيَسَرِ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ ، هَيْئَتُهُ كَذَا وَهَيْئَتُهُ كَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ.
4708 قَالَ : أَخْبَرَنَا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى الشَّآمِيُّ
4707 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَوْسٍ مُقَرِّنٌ مِنْ بَنِي ظُفُرٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسَرْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعُقَيْلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَحَلِيفًا لِلْعَبَّاسِ فِهْرِيًّا ، فَقَرَنْتُ الْعَبَّاسَ وعَقِيلاَّ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَمَّانِي مُقَرِّنًا وَقَالَ : أَعَانَكَ عَلَيْهِمَا مَلَكٌ كَرِيمٌ.
4706 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جَمَعَتْ قُرَيْشٌ بَنِي هَاشِمٍ وَحُلَفَاءَهُمْ فِي قُبَّةٍ وَخَافُوهُمْ ، فَوَكَّلُوا بِهِمْ مَنْ يَحْفَظُهُمْ وَيُشَدِّدُ عَلَيْهِمْ ، مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ.
4709 قَالُوا : وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ : انْتَهَى أَبُو الْيَسَرِ إِلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّهُ صَنَمٌ ، فَقَالَ لَهُ : جَزَتْكَ الْجَوَازِي أَتَقْتُلُ ابْنَ أَخِيكَ ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : مَا فَعَلَ مُحَمَّدٌ أَصَابَهُ الْقَتْلُ ، قَالَ أَبُو الْيَسَرِ : اللَّهُ أَعَزُّ وَأَنْصَرُ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ مُحَمَّدًا خَلَلٌ ، فَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم نَهَى عَنْ قَتَلِكَ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : لَيْسَ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ وَبِرِّهِ.
(ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، جَمِيعًا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَمْسَى الْقَوْمُ يَوْمَ بَدْرٍ وَالأُسَارَى مَحْبُوسُونَ فِي الْوَثَاقِ فَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سَاهِرًا أَوَّلَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ لاَ تَنَامُ فَقَالَ : سَمِعْتُ أَنِينَ الْعَبَّاسِ فِي وَثَاقِهِ فَقَامُوا إِلَى الْعَبَّاسِ فَأَطْلَقُوهُ ، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
4710 قَالَ : وَأَخْبَرَنَا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ أَبِي عِيسَى