الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلاَبِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ
4695 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : مَا رَأَيْنَا بَنِي أَبٍ وَأُمٍّ قَطُّ أَبْعَدَ قُبُورًا مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ أُمِّ الْفَضْلِ ، وَكَانَ لِلْعَبَّاسِ أَيْضًا مِنَ الْوَلَدِ مِنْ غَيْرِ أُمِّ الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَكَانَ فَقِيهًا مُحَدِّثًا ، وَتَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ زَمَانِهِ ، وَصَفِيَّةُ ، وَأُمَيْمَةُ وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ الْعَبَّاسِ. وَأُمُّهُ حُجَيْلَةُ بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسِ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ وَلِلْحَارِثِ عَقِبٌ ، مِنْهُمُ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَالِي الْيَمَامَةِ ، وَلَيْسَ لَكَثِيرٍ ، وَتَمَّامٍ الْيَوْمَ عَقِبٌ.
4701 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ قُرَيْشًا ، لَمَّا تَفَرَّقُوا إِلَى بَدْرٍ ، فَكَانُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ هَبَّ أَبُو جَهْلٍ مِنْ نَوْمِهِ ، فَصَاحَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَلاَ تَبًّا لِرَأْيِكُمْ مَاذَا صَنَعْتُمْ ، خَلَّفْتُمْ بَنِي هَاشِمٍ وَرَاءَكُمْ فَإِنْ ظَفَرَ بِكُمْ مُحَمَّدٌ كَانُوا مِنْ ذَلِكَ بِنَحْوِهِ ، وَإِنْ ظَفِرْتُمْ بِمُحَمَّدٍ أَخَذُوا آثَارَكُمْ مِنْكُمْ مِنْ قَرِيبٍ مِنْ أَوْلاَدِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ، فَلاَ تَذَرُوهُمْ فِي بَيْضَتِكُمْ وَفِنَائِكُمْ ، وَلَكِنْ أَخْرِجُوهُمْ مَعَكُمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ غَنَاءٌ ، فَرَجَعُوا إِلَيْهِمْ فَأَخْرَجُوا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلاَّ وَطَالِبًا وعَقِيلاَّ كُرْهًا.
4715 قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ابْنُ أَخِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لاِبْنِ أَخِينَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِدَاهُ . فَقَالَ : لاَ ، وَلاَ دِرْهَمًا.
4726 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ ، لَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُهَاجِرَيْنِ آخَى بَيْنَهُمَا , وَأَقْطَعَهُمْا جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ , وَفَرَعَ بَيْنَهُمَا بِحَائِطٍ ، فَكَانَا مُتَجَاوِرَيْنِ فِي مَوْضِعٍ ، وَكَانَا شَرِيكَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُتَفَاوِضَيْنِ فِي الْمَالِ مُتَحَابَّيْنِ مُتَصَافِيَيْنِ ، وَكَانَتْ دَارُ نَوْفَلٍ الَّتِي أَقْطَعَهُ إِيَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي مَوْضِعٍ رَحَبَةِ الْقَضَاءِ , وَمَا يَلِيَهَا إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهِيَ الْيَوْمُ رَحَبَةُ الْقَضَاءِ وَهِيَ تُقَابِلُ دَارَ الإِمَارَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ : دَارُ مَرْوَانَ ، وَكَانَتْ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَدِيدَهَا وَهِيَ الَّتِي فِي دَارِ مَرْوَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم , وَهِيَ دَارُ الإِمَارَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الْيَوْمَ : دَارُ مَرْوَانَ ، وَأَقْطَعَ الْعَبَّاسَ أَيْضًا دَارَهُ الأُخْرَى الَّتِي بِالسُّوقِ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي يُسَمَّى مُجْزَرَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ.
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} نَزَلَتْ فِي الأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ مِنْهُمُ : الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ قَدْ أُسِرَ يَوْمَئِذٍ وَمَعَهُ عِشْرُونَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ : فَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ : فَأُخِذَتْ مِنِّي ، فَكَلَّمْتُ رَسُولَ اللهِ أَنْ يَجْعَلَهَا مِنْ فِدَايَ ، فَأَبَى عَلَيَّ ، فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَكَانَهَا عِشْرِينَ عَبْدًا ، كُلُّهُمْ يَضْرِبُ بِمَالٍ مَكَانَ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً ، وَأَعْطَانِي زَمْزَمَ وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهَا جَمِيعَ أَمْوَالِ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَأَنَا أَرْجُو الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي ، وَكَلَّفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِدَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ تَرَكْتَنِي أَسْأَلُ النَّاسَ مَا بَقِيَتُ ، فَقَالَ لِيَ : فَأَيْنَ الذَّهَبُ يَا عَبَّاسُ ؟ فَقُلْتُ : أَيُّ ذَهَبٍ ؟ قَالَ : الَّذِي دَفَعْتَهُ إِلَى أُمِّ الْفَضْلِ يَوْمَ خَرَجْتَ ، فَقُلْتَ لَهَا : إِنِّي لاَ أَدْرِي مَا يُصِيبُنِي فِي وَجْهِي هَذَا ، فَهَذَا لَكِ وَلِلْفَضْلِ وَلِعَبْدِ اللهِ وَعُبَيْدِ اللهِ وَقُثَمَ فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا ؟ فَوَاللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللَّهُ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ ، فَقُلْتُ لَهُ : فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا ، وَأَنَّكَ لَصَادِقٌ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ أَلاَ اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ , وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ : { إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} يَقُولُ : صِدْقًا ، { يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فَأَعْطَانِي مَكَانَ عِشْرِينَ أُوقِيَّةً عِشْرِينَ عَبْدًا ، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبِّي.
4717 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
4716 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : فَدَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ عَقِيلاَّ بِثَمَانِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ ، وَيُقَالُ : أَلْفُ دِينَارٍ ، قَالُوا : وَخَرَجَ الْعَبَّاسُ إِلَى مَكَّةَ ، فَبَعَثَ بِفِدَائِهِ وَفِدَاءِ ابْنِ أَخِيهِ ، وَلَمْ يَبْعَثْ بِفِدَاءِ حَلِيفِهِ ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَأَخْبَرَهُ وَرَجَعَ أَبُو رَافِعٍ ، فَكَانَ رَسُولَ الْعَبَّاسِ بِفِدَائِهِ ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ : مَا قَالَ لَكَ ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ الأَمْرَ ، فَقَالَ : وَأَيُّ قَوْلٍ أَشَدُّ مِنْ هَذَا ؟ احْمِلِ الْبَاقِي قَبْلَ أَنْ تَحُطَّ رَحْلَكَ , فَحَمَلَهُ فَفَدَاهُمُ الْعَبَّاسُ.
4700 وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : انْطَلَقَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ ذَا رَأْيٍ إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ وَلاَ يُطِلِ الْخُطْبَةَ ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا وَإِنْ يَعْلَمُوا بِكُمْ يَفْضَحُوكُمْ ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ ، وَهُوَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ : يَا مُحَمَّدُ سَلْ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ ، ثُمَّ سَلَ لِنَفْسِكَ وَلأَصْحَابِكَ مَا شِئْتَ ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا مِنَ الثَّوَابِ عَلَى اللهِ وَعَلَيْكُمْ إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَسْألُكُمْ لِي وَلأَصْحَابِي أَنْ تُؤْوُونَا وَتَنْصُرُونَا وَتَمْنَعُونَا مِمَّا تَمْنَعُونَ أَنْفُسَكُمْ قَالَ : فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ ، قَالَ : فَلَكَ ذَلِكَ ، قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ فِي حَدِيثِهِ : فَكَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ يَقُولُ : مَا سَمِعَ الشَّيْبُ وَالشُّبَّانُ بِخُطْبَةٍ أَقْصَرَ وَلاَ أَبْلَغَ مِنْهَا.
4699 قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ ، قَالَ : تَفَاخَرَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِيمَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ أَوَّلَ النَّاسِ فَقَالُوا : لاَ أَحَدَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَسَأَلُوا الْعَبَّاسَ فَقَالَ : مَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِهَذَا مِنِّي ، أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ تِلْكِ اللَّيْلَةِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، ثُمَّ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، ثُمَّ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ.
4720 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالَ : قَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : مَنْ قَتَلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، أَنَحْنُ فِيهِمْ ؟ قَالَ : فَقَالَ : قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ ، فَقَالَ : الآنَ صُفِّيَ لَكَ الْوَادِي قَالَ : وَقَالَ لَهُ عَقِيلٌ : إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَدٌ إِلاَ وَقَدْ أَسْلَمَ قَالَ : فَقُلْ لَهُمْ : فَلْيَلْحَقُوا بِي ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ عَقِيلٌ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ خَرَجُوا وَذُكِرَ أَنَّ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلاَّ وعَقِيلاَّ رَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ أُمِرُوا بِذَلِكَ لِيُقِيمُوا مَا كَانُوا يُقِيمُونَ مِنْ أَمْرِ السِّقَايَةِ وَالرِّفَادَةِ وَالرِّئَاسَةِ ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي لَهَبٍ ، وَكَانَتِ السِّقَايَةُ وَالرِّفَادَةُ وَالرِّئَاسَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي بَنِي هَاشِمٍ , ثُمَّ هَاجَرُوا بَعْدُ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَقَدِمُوهَا بِأَوْلاَدِهِمْ وَأَهَالِيهِمْ.
4719 قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَسْلَمَ كُلُّ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ، فَادَى الْعَبَّاسُ نَفْسَهُ وَابْنَ أَخِيهِ عَقِيلاَّ ، ثُمَّ رَجَعُوا جَمِيعًا إِلَى مَكَّةَ ، ثُمَّ أَقْبَلُوا إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرِينَ.