أَقْسَامُ الْحَدِيثِ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ : أَنَّ الْأَحَادِيثَ الْمَرْوِيَّةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَقْسَامٍ كَثِيرَةٍ : صَحِيحٍ , مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ , وَصَحِيحٍ مَعْلُولٍ , وَصَحِيحٍ مُخْتَلَفٍ فِيهِ , وَشَوَاذٍّ , وَأَفْرَادٍ , وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ إِمَامٌ , وَمَا أَخْطَأَ فِيهِ سِيِّءُ الْحِفْظِ يُضَعَّفُ مِنْ أَجْلِهِ , وَمَوْضُوعٍ , وَضَعَهُ مَنْ لَا دِينَ لَهُ . فَأَمَّا النَّوْعُ الصَّحِيحُ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ فَمِثْلُ مَا يَرْوِيهِ أَحَدَ الْأَئِمَّةِ , كَمَالِكٍ , وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَالْمَاجِشُونَ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , وَغَيْرِهِمْ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ مَا يَرْوِيهِ الزُّهْرِيُّ , عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَوْ عَنْ عُمَرَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ كُلُّ مَا يَجِدُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ حَكَمَ بِصِحَّتِهِ , وَإِنَّمَا يَكُونُ كَذَلِكَ إِذَا كَانَتِ الرُّوَاةُ إِلَى أَنْ يَبْلُغَ إِلَى الزُّهْرِيِّ , وَمَالِكٍ ثِقَاتًا عُدُولًا , فَأَمَّا إِذَا كَانَ فِيهِمْ ضَعِيفٌ , أَوْ رُكِّبَ عَلَيْهِمْ ضَعِيفٌ , فَذَاكَ الْأَئِمَّةُ يَرُدَّونَهُ , وَيَذْكُرُونَ عِلَّتَهُ , فَقِيَاسُ ذَلِكَ مِنَ الصَّحِيحِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ
| |
الْعِلَّةُ فَأَمَّا الْحَدِيثُ الصَّحِيحُ الْمَعْلُولُ : فَالْعِلَّةُ تَقَعُ لِلْأَحَادِيثِ مِنْ أَنْحَاءٍ شَتَّى , لَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا . فَمِنْهَا أَنْ يَرْوِيَ الثِّقَاتُ حَدِيثًا مُرْسَلًا , وَيَنْفَرِدُ بِهِ ثِقَةٌ مُسْنَدًا . فَالْمُسْنَدُ صَحِيحٌ , وَحُجَّةٌ , وَلَا تَضُرُّهُ عِلَّةُ الْإِرْسَالِ , وَمِثَالُهُ
| |
مَعْرِفَةُ الشَّاذِّ وَأَمَّا الشَّوَاذُّ : فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ : الشَّاذُّ عِنْدَنَا مَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ وَيَرْوِيهِ ثِقَةٌ خِلَافَهُ زَائِدًا أَوْ نَاقِصًا . وَالَّذِي عَلَيْهِ حُفَّاظُ الْحَدِيثِ : الشَّاذُّ : مَا لَيْسَ لَهُ إِلَّا إِسْنَادٌ وَاحِدٌ يَشُذُّ بِذَلِكَ شَيْخٌ ثِقَةٌ كَانَ أَوْ غَيْرَ ثِقَةٍ , فَمَا كَانَ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ فَمَتْرَوْكٌ , لَا يُقْبَلُ , وَمَا كَانَ عَنْ ثِقَةٍ يُتَوَقَّفُ فِيهِ , وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ , وَاعْلَمُوا أَنَّ عَوَالِيَ الْأَسَانِيدِ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يَحْتَشِدَ طَالِبُ هَذَا الشَّأْنِ لِتَحْصِيلِهِ , وَلَا يَعْرِفُهُ إِلَّا خَوَاصُّ النَّاسِ , وَالْعَوَامُ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِقُرْبِ الْإِسْنَادِ وَبِبُعْدِهِ , وَبِقِلَّةِ الْعَدَدِ وَكَثْرَتِهِمْ , وَأَنَّ الْإِسْنَادَيْنِ يَتَسَاوَيَانِ فِي الْعَدَدِ , وَأَحَدَهُمَا أَعْلَى , بِأَنْ يَكُونَ رُوَاتُهُ عُلَمَاءُ وَحُفَّاظًا . رُوِيَ لَنَا أَنَّ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ قَالَ لِتَلَامِذَتِهِ : أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أُحَدِّثَكُمْ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ؟ قَالُوا : نُحِبُّ الْأَعْمَشَ , فَإِنَّهُ أَقْرَبُ إِسْنَادًا . قَالَ : وَيْحَكُمُ , الْأَعْمَشُ شَيْخٌ عَالِمٌ , وَأَبُو وَائِلٍ شَيْخٌ , وَلَكِنْ سُفْيَانُ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , فَقِيهٍ , عَنْ فَقِيهٍ ، عَنْ فَقِيهٍ ، عَنْ فَقِيهٍ . وَمَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى نُسَخِ الضِّعَافِ الْكَذَّابِينَ , الَّذِينَ وَضَعُوا الْأَحَادِيثَ , وَوَجَدَهَا قَرِيبَةَ الْإِسْنَادِ ظَنَّهَا مِمَّا يُعْبَأُ بِهِ . وَإِنَّ جَمَاعَةً كَذَّابِينَ رَوَوْا عَنْ أَنَسٍ , وَلَمْ يَرْوِهِ , كَأَبِي هُدْبَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ , وَدِينَارٍ , وَمُوسَى الطَّوِيلِ , وَخُرَّاشٍ . حَدَّثَنَا أَبَى حَفْصٍ الْكِتَّانِيُّ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَدَوِيِّ , عَنْ خُرَّاشٍ , وَدِينَارٍ , وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لَا يُدْخِلُهُ الْحُفَّاظُ فِي كُتُبِهِمْ , وَإِنَّمَا يُكْتَبُونَ اعْتِبَارًا ؛ لِيُمَيِّزُوهُ عَنِ الصَّحِيحِ . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَهُمَا بِصَنْعَاءَ وَيَحْيَى يَكْتُبُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ : تَكْتُبُ نُسْخَةَ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ , وَتَعْلَمُ أَنَّهُ كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ ؟ فَقَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَكْتُبُهُ حَتَّى لَوْ جَاءَ كَذَّابٌ يَرْوِيهِ عَنْ مَعْمَرِ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , أَقُولُ لَهُ : كَذَبْتَ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ , إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ وَقَدْ يَكُونُ الْإِسْنَادُ يَعْلُو عَلَى غَيْرِهِ بِتَقَدُّمِ مَوْتِ رَاوِيهِ , وَإِنْ كَانَا مُتَسَاوِيَيْنِ فِي الْعَدَدِ مِثَالُهُ : أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ حَدَّثَنَا , عَنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَسَدِيِّ , عَنْ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ , عَنْ وَكِيعٍ , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ , عَنْ وَكِيعٍ فَسَهْلٌ أَعْلَى مِنْ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ بِعِشْرِينَ سَنَةً , وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلَيْنِ يَرْوِيَانِ عَنْ أحد الْأَئِمَّةِ , ثُمَّ يَكُونُ أَحَدَهُمَا أَعْلَى , فَإِنَّ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ , وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ , وَيَرْوِي عَنْ مَالِكٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ , فَهُمَا سَوَاءٌ فِي مَالِكٍ , لَكِنَّ ابْنَ وَهْبٍ لِقِدَمِ مَوْتِهِ وَجَلَالَتِهِ لَا يُوازِيهِ قُتَيْبَةُ , مَعَ تَوْثِيقِهِ وَصَلَاحِهِ , وَاعْلَمْ أَنَّ لِهَذَا الْعِلْمِ أَئِمَّةً , وَجَهَابِذَةً , وَنُقَّادًا , رَوَوْا وَعَدَّلُوا , وَكَانَ الْأَمْرُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ وَأَفْضَلَهُمْ , مَا احْتَاجَ إِلِي الْمُشَاوَرَةِ . قَالَ الزُّهْرِيُّ : صَارَ الْفَتْوَى بَعْدَهُ إِلَى الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ : عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ , وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , وَقَدْ يُضَافُ إِلَيْهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ . ثُمَّ بَعْدَهُمُ : الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ الْأَحْدَاثِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ , وَيُضَافُ إِلَيْهِمْ : أَبُو الدَّرْدَاءِ . وَبَعْدَهُمْ : جَمَاعَةٌ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَخَذُوا الْعِلْمَ عَنِ الصَّحَابَةِ : السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَبٍ , وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ , وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَامِرِيُّ , وَمَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ . فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكَانَ يُفْتِي لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَأَصْحَابُهُ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِمَالِكٍ : أَكْثَرْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أَفْتَى فِينَا نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً , مَا احْتَاجَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَحَدٍ وَأَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ يُقَدِّمُونَهُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فِي الْعِلْمِ , وَهُوَ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ . كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَقُولُ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ حَسَنَ السَّرْدِ لِلرِّوَايَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يَبْلُغْ فِي الْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ شَأْوَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَكَانُوا يَقُولُونَ : حَدَّثَنَا الْبَحْرُ , يَعْنُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ , وَمَاتَ بِالطَّائِفِ , فَضَرَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطًا , وَقَالَ : الْيَوْمُ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَأَفْتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو لِأَهْلِ مِصْرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ لِأَهْلِ مَكَّةَ أَيَّامَ وِلَايَتِهِ , وَيَقِلُّ حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَنَعُودُ إِلَى مَا قَصَدْنَاهُ , فَنَذْكُرُ أَسَامِيَ الْمَشْهُورِينَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ , وَالْعِرَاقَيْنِ , وَالشَّامِ , وَالْيَمَنِ , وَمِصْرَ , وَالْجِزِيرَةِ , وَبِلَادِ الْفُرْسِ
| |
|
الْمَدِينَةُ وَنَبْتَدِئُ بِالْمَدِينَةِ ؛ لِأَنَّهَا بَيْتُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبِهَا قَبْرُهُ , وَالْفُقَهَاءُ الَّذِينَ صَارَ إِلَيْهِمُ الْفُتْيَا بَعْدَ الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , عَلَى مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الزُّهْرِيُّ وَأَقْرَانُهُ إِنَّهُمْ : سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُضِيفُ إِلَيْهِمْ : عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ ، وَكَانَ بِهَا مِنَ الْعُلَمَاءِ مِثْلُ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَقْرَانِهِ . لَكِنَّ الْفُتْيَا إِلَى مَنْ قَدْ ذَكَرْنَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ حَفِظَ عِلْمَ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ . كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْآفَاقِ : عَلَيْكُمْ بِابْنِ شِهَابٍ , فَإِنَّكُمْ لَا تَجِدُونَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ الْمَاضِيَةِ مِنْهُ . وَرُوِيَ أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ عِنْدَ بُلُوغِ سِنِّهِ : إِنَّا لِلَّهِ , قَدْ صَارَ الْعِلْمُ إِلَى الْمَوَالِي هُوَ ذَا الْحَسَنُ وَابْنُ سِيرِينَ يُفْتِيَانِ بِالْبَصْرَةِ , وَهُمَا مَوْلَيَانِ يَعْنِي يَسَارًا وَالِدَ الْحَسَنِ , وَسِيرِينَ وَالِدَ مُحَمَّدٍ , وَهُمَا مِنْ سَبْيِ مِيسَانَ , فِي زَمَنِ عُمَرَ , حَمَلَهُمَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ وَهُوَ ذَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يُفْتِي وَهُوَ مَوْلًى وَهُوَ ذَا عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ بِمَكَّةَ , وَهُوَ مَوْلًى وَهُوَ ذَا مَكْحُولٌ بِالشَّامِ , وَهُوَ مَوْلًى . ثُمَّ قَالَ : إِذَا تَقَاعَدَ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ عَنْ تَعْلِيمِ الْعِلْمِ يَغْلِبُهُمُ الْمَوَالِي , ثُمَّ قَالَ : أَخَذْتُ الْعِلْمَ عَنِ الْبِحَارِ : سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَكَانَ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , وَكَانَ قَدْ مُلِئَ عِلْمًا , حَتَّى عَدَّ شُيُوخَهُ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ , فَقِيلَ لَهُ : تَرْوِي عَنِ الْمَوَالِي ؟ فَقَالَ : نَعَمْ عَنْ جَمَاعَةٍ وَجَدْتُ دِيَانَتَهُمْ , وَفَهْمَهُمْ فَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ . رَوَى عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : وَتَفَرَّدَ بِهِ عُقَيْلٌ , لَا يُتَابِعُهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَلَيْهِ
| |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَالِمٌ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , مُخَرَّجٌ
| |
وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ثِقَةٌ غَيْرَ أَنَّ الْحُفَّاظَ لَمْ يَرْضَوْا حِفْظَهُ , وَلَمْ يُخَرَّجُ لِذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ
| |
|
فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ أَخْرَجَ أَحَادِيثَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ , وَأَكْثَرَ عَنْهُ , وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ الْبُخَارِيِّ مِنَ الْحُفَّاظِ
| |
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيُّ ضَعَّفُوهُ جِدًّا تَكَلَّمَ فِيهِ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ , وَتَرَكَاهُ , قَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّ يَوْمًا : يَا إِسْحَاقُ , تَجِيءُ بِأَحَادِيثَ لَيْسَتْ لَهَا أَزِمَّةٌ وَلَا خِطَامٌ إِذَا حَدَّثْتَ فَأَسْنِدْ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُقْرِئَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الطُّوسِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ الْبُوَيْطِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : أُصُولُ الْأَحْكَامِ نَيِّفٌ وَخَمْسِمِائَةُ حَدِيثٍ كُلُّهَا عِنْدَ مَالِكٍ , إِلَّا ثَلَاثِينَ حَدِيثًا , وَكُلُّهَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ إِلَّا سِتَّةَ أَحَادِيثَ
| |
أَبُو أَرْطَاةَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ قَاضِي الْبَصْرَةِ , عَالِمٌ ثِقَةٌ كَبِيرٌ , ضَعَّفُوهُ لِتَدْلِيسِهِ غَيْرُ مُخَرَّجٍ
| |
|
بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَزِيزُ الْحَدِيثِ , قَدِيمُ الْمَوْتِ , مَاتَ قَبْلَ الْكُهُولَةِ , رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ , سَمِعَ مِنْهُ أَبُوهُ وَائِلٌ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ , وَشُعْبَةُ , وَقُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ , وَهَمَّامٌ وَغَيْرُهُمْ , وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا , وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ , عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَهُوَ ثِقَةٌ , غَيْرُ مُخَرَّجٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ
| |
أَبُو مُعَاوِيَةَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ حَافِظٌ , مُتْقِنٌ , مُخَرَّجٌ , تَأَخَّرَ مَوْتُهُ , أَقَلَّ الرِّوَايَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ ضَاعَتْ صَحِيفَتُهُ , وَقِيلَ : إِنَّهُ ذَاكِرٌ شُعْبَةَ , وَكَانَ يَسْرُدُ عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَلَمْ يَكُنْ شُعْبَةُ أَدْرَكَ الزُّهْرِيَّ , فَتَنَاوَلَ صَحِيفَتَهُ , فَأَلْقَاهَا فِي الدِّجْلَةِ , وَكَانَ هُشَيْمٌ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ حِفْظِهِ , وَكَانَ يُدَلِّسُ
| |
أَبُو عُرْوَةَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَالِمٌ كَبِيرٌ بَصْرِيُّ , انْتَقِلْ إِلَى صَنْعَاءَ وَمَاتَ بِهَا , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , قَدِيمٌ , مَاتَ فِي حَدِّ الْكُهُولَةِ , أَثْنَى عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ , وَكَانَ يُقَالُ : الزُّهْرِيُّ إِمَامُ الْحِجَازِ بِالْمَدِينَةِ , وَقَتَادَةُ بِالْبَصْرَةِ , يُقَالُ : إِنَّهُ ثُلُثُ الْإِسْلَامِ فِي الرِّوَايَةِ , وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ , وَبِهَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ , وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ بِالْيَمَامَةِ , فَجَمَعَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ كُلِّهِمْ . وَأَدْرَكَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ , وَفَاتَهُ نَافِعٌ بِالْمَدِينَةِ , وَقِيلَ : إِنَّ الْأَوْزَاعِيَّ سَاوَى مَعْمَرًا فِي الْأَئِمَّةِ الْخَمْسَةِ الَّذِينَ عَدَدْتُهُمْ , وَفُضِّلَ عَلَيْهِ بِعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ بِمَكَّةَ , سَمِعَ مَعْمَرًا الْخَلْقَ مِنْ شُيُوخِ الْبَصْرَةِ , وَصَنْعَاءَ وَالْكُوفَةِ وَغَيْرِهَا , حَتَّى الْكِبَارِ , وَأَقْرَانُهُ : ابْنُ جُرَيْجٍ , وَهُوَ أَقْدَمُ مِنْهُ , وَشُعْبَةُ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ , وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , وَابْنُ الْمُبَارَكِ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ , وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ , وَرَوَى عَنْهُ كُتُبَهُ , وَتَصَانِيفَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ , وَأَكْثَرَ حَتَّى ارْتَحَلَ إِلَيْهِ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ , وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ , وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ , وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ , وَكُبَّارُ خُرَاسَانَ , وَأَكْثَرَ الْأَئِمَّةُ فِي التَّصَانِيفِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ نَازِلًا وَعَالِيًا , لِقِلَّةِ اسْتِغْنَائِهِمْ عَنْهُ , وَرَوَى عَنْهُ الشَّافِعِيُّ أَحَادِيثَ
| |
|
أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ إِمَامٌ بِلَا مُدَافَعَةٍ , وَرَعًا , وَعِلْمًا , رُئِيَ بِمَكَّةَ يَرْكَبُ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ آخِذٌ بِرِكَابِهِ , وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُودُهُ , أَجَابَ عَنْ ثَمَانِينَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ مِنَ الْفِقْهِ مِنْ حِفْظِهِ
| |
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ يُقَالُ : إِنَّهُ كَاتَبُ الزُّهْرِيِّ , ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , حَافِظٌ , أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ نُسْخَتَهُ كُلَّهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ , رَوَاهَا عَنْ أَبِي الْيَمَانِ , عَنْ شُعَيْبٍ أَثْنَى عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ : أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ
| |
إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ يُعْرَفُ بِالْعَوْصِيِّ , رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعَ مِنْهُ يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ , يَحْتَجُّ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي الْمُتَابَعَةِ
| |
|
مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ الْحِمْصِيُّ ثِقَةٌ , رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ وَهُوَ حُجَّةٌ إِذَا كَانَ الرَّاوِي عَنْهُ ثِقَةٌ , وَإِذَا كَانَ غَيْرَ قَوِيٍّ مِثْلَ بَقِيَّةَ وَأَقْرَانِهِ فَلَا يُتَّفَقُ عَلَيْهِ
| |
قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوَئِيلَ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَدِيمٌ , لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَيْهِ , رَوَى عَنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ أَحَادِيثَ
| |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الرُّصَافِيُّ هُوَ جَدُّ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي مَنِيعٍ الرَّقِّيِّ مِنْ أُمِّهِ , وَكَانَ كَاتِبًا لِبَعْضِ بَنِي مَرْوَانَ , سَمِعَ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ , صَحِيحُ الْكِتَابِ , غَيْرَ أَنَّ نُسْخَتَهُ لَيْسَتْ بِمَشْهُورَةٍ
| |
|
الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوقَرِيُّ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ حِمْصِيٌّ , غَيْرُ مُخَرَّجٍ , ضَعَّفُوهُ
| |
اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ إِمَامُ وَقْتِهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ , مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , قَالَ الشَّافِعِيُّ : مَا فَاتَنِي أَحَدٌ أَشَدُّ عَلَيَّ فَوَاتُهُ مِنَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَقَالَ : لَيْثٌ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلَّا أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ . وَمِنْ حُسْنِ دِيَانَتِهِ أَنَّهُ مَعَ إِكْثَارِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمَاعًا يَرْوِي مَا فَاتَهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ وَعُقَيْلٍ وَغَيْرِهِمَا , عَنِ الزُّهْرِيِّ . لِلزُّهْرِيِّ مَوْلًى يُقَالُ لَهُ نَضْرٌ , سَكَنَ وَادِي الْقُرَى , ضُعِّفَ , وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ خَلْقٌ سِوَاهُمْ , وَإِذَا أُسْنِدَ لَكَ الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَلَا تَحْكُمْ بِصِحَّتِهِ بِمُجَرَّدِ الْإِسْنَادِ , فَقَدْ يُخْطِئُ الثِّقَةُ . وَمِثَالُهُ :
| |
نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , إِمَامٌ فِي الْعِلْمِ , مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , صَحِيحُ الرِّوَايَةِ , فَمِنْهُمْ مَنْ يُقَدِّمُهُ عَلَى سَالِمٍ , وَمِنْهُمْ مِنْ يُقَارِنُهُ بِهِ سَمِعَ مَوْلَاهُ وَأَبَا هُرَيْرَةَ , وَغَيْرَهُمَا , وَلَا يُعْرَفُ لَهُ خَطَأٌ فِي جَمِيعِ مَا رَوَاهُ , إِلَّا فِي حَدِيثٍ فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ . قَالَ سَالِمٌ : وَهِمَ الْعَبْدُ عَلَى أَبِي , وَذَهَبَ إِلَى هَذَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , مِنْهُمْ يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ , وَمَالِكٌ ، مَعَ جَلَالَتِهِ , وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ ، أَنَّ مَالِكًا ، رَجَعَ عَنْهُ بِآخِرَةٍ , وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ أَكْثَرَ أَحَادِيثِ نَافِعٍ عَنِ الثِّقَاتِ
| |
|
أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ , مِنَ الْأَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ , سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ , وَابْنَ الْمُسَيِّبِ , وَأَبَا سَلَمَةَ , وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ , وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْقُدَمَاءِ , ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى أَقْرَانِهِ حَتَّى رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , ثُمَّ تَنَزَّلَ إِلَى أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَنْهُ , حَتَّى رَوَى عَنْ مَالِكٍ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , فَمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ مِنْ حَدِيثِهِ كَمَالِكٍ , وَالثَّوْرِيِّ , وَشُعْبَةَ , وَابْنِ جُرَيْجٍ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ , وَمَنْ بَعْدَهُمْ كَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ , وَابْنِ الْمُبَارَكِ , وَعَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ , وَأَبِي أُسَامَةَ , وَسَلَّامِ بْنِ سُلَيْمٍ , وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ , وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ , وَعَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ , فَهُوَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بِلَا مُدَافَعَةٍ وَقَدِ انْفَرَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ ، عَنْ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَهُوَ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ , وَهَكَذَا كُلُّ حَدِيثٍ يَصِحُّ عَنْهُ , وَإِنِ انْفَرَدَ بِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , وَمَا يَرْوِيهِ الضُّعَفَاءُ عَنْهُ مِثْلُ : إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى , وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ صِرْمَةَ , وَسُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ , وَأَمْثَالِهِمْ فَلَا يُحْتَجُّ بِهِ مِنْ أَجْلِهِمْ
| |
رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّأْيِ مِنَ الْأَئِمَّةِ بِالْمَدِينَةِ , تَابِعِيُّ , ثِقَةٌ , إِمَامٌ , أُسْتَاذُ مَالِكٍ , مُفْتِي وَقْتِهِ , سَمِعَ أَنَسًا , وَيَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ , وَأَبَا الزِّنَادِ , وَغَيْرَهُمْ مِنْ تَابِعِيِّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ ، مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَ اللُّقَطَةِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحِ , عَنِ الْخَلْقِ , عَنْ رَبِيعَةَ , قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ رَبِيعَةَ , فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ , فَحَدَّثَنِي بِهِ . حَدَّثَنَا جَدِّي , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ : إِذَا قَالَ مَالِكٌ : وَعَلَيْهِ أَدْرَكْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا , وَالْمُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا , فَإِنَّهُ يُرِيدُ رَبِيعَةَ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , ثُمَّ صَارَ الْعِلْمُ وَالْفُتْيَا كُلُّهُ بَعْدَ رَبِيعَةَ إِلَى مَالِكٍ
| |
شُيُوخُ مَالِكٍ
| |
|
الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرَقَةِ : مِنْ قَبِيلَةِ الْعَرَبِ , رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ
| |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثَةِ الْأَنْصَارِيُّ يُكْنَى أَبَا الرِّجَالِ , رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ , وَلَا نَظِيرَ لِهَذِهِ الْكُنْيَةِ
| |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ أَبُو طُوَالَةَ الْأَنْصَارِيُّ مَدِينِيُّ , رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ
| |
|
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ مِنْ تَلَامِذَةِ مَالِكٍ , وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ ، عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ غَيْرِهِ , رَوَى عَنْهُ حَدِيثًا وَاحِدًا تَفَرَّدَ بِهِ مَعْنٌ , وَهُوَ غَرِيبٌ . أَخْبَرَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَاصِمِيُّ ، فِي كِتَابِهِ إِلَيَّ , حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ الْكَاتِبُ ، بِبَغْدَادَ , حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ , حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى , حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ , حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ , عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَبَسَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَقَالَ : أَقِلُّوا الرِّوَايَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا فِي حَبْسِهِ إِلَى أَنْ مَاتَ
| |
عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ الْمُعَلِّمُ يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ , مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ , ضَعِيفٌ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ , وَلَا يَرْوِي عَنْ ضَعِيفٍ غَيْرَهُ
| |
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَرِيبٍ الْبَصْرِيُّ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ , وَيُقَالُ إِنَّهُ أَخْطَأَ فِي اسْمِهِ , قَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ : هُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُرَيْرٍ
|