الأربعون على مذهب المتحققين من الصوفية لأبي نعيم الأصبهاني

الصوفية عند أبي نعيم هم أهل الزهد والتقشف والرضا باليسير من الدنيا طلبًا للمنازل العليا في الآخرة. وقد اعتنى بهم وبذكر أخبارهم وأحوالهم وتراجم أعلامهم في كتابه القيم " حلية الأولياء " وهو في هذا الكتاب يرسم خطًا يوضح لمن أراد سلوك سبيلهم ما هي الخصال التي اتصفوا بها والسمات التي تحلو بها، وذلك بوصفه أحد المبرزين في هذا الباب، قصده في ذلك كما هو في سائر كتبه أن يميط اللثام عن وجه المحقين ليهتك ستر المبطلين المزيفين، الذين يظهرون الشعبذة على أنها هي التصوف، ويصفون المخبولين بأنهم العارفون، ويبغضون الشرع ويريدون الخروج من تكاليفه، والتفلت من أوامره ونواهيه. وقد حشد المؤلف لتحقيق غرضه هذا (60) نصًا مسندًا رتبها على بابين، أحدهما صغير جدًا تحته نص واحد، وهو " باب البيان عن علو مراتبهم، وترفيع منازلهم " . وأما الباب الثاني الذي هو صلب الكتاب وأصله الذي من أجله وجد، فهو " باب البيان عن أوصاف المتحققين بالفقر" وقد أدرج تحت هذا الباب (38) ترجمة ضمنها ما يزيد على أربعين صفة من صفات أهل التصوف. والمؤلف كعادته في سوق النصوص يخرج النص بسنده من طريق فأكثر ويجمع طرق النص الواحد في مكان واحد إما عن طريق جمع أسانيده على سند واحد عن طريق استخدام حرف التحويل [ح] وإما أن يذكر كل طريق على حده. وهو ينبه على اختلاف الألفاظ والطرق والمتابعات والشواهد...إلخ.

الاقسام