هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
5130 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ تَابَعَنِي عَشَرَةٌ مِنَ الْيَهُودِ ، لَمْ يَبْقَ عَلَى ظَهْرِهَا يَهُودِيٌّ إِلَّا أَسْلَمَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
5130 حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثنا قرة ، حدثنا محمد ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو تابعني عشرة من اليهود ، لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Abu Huraira reported Allah's Messenger (ﷺ) as saying:

If ten scholars of the Jews would follow me, no Jew would be left upon the surface of the earth who would not embrace Islam.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم.


المعنى العام

إن اليهود وأعداء الإسلام كانوا يحاولون معارضة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعجيزه بأسئلة يعدونها وما ادعى صلى الله عليه وسلم أنه يعلم كل شيء وإنما كان كثيرا ما يقول إنما أنا بشر يوحى إليه ولقد كان في كتب الأولين معلومات لم تصل إليه صلى الله عليه وسلم فكان إذا سئل عن شيء منها هو يعلمه أجاب وإن سئل عن شيء منها لا يعلمه انتظر الوحي

وكان من أسئلة اليهود سؤال عن أصحاب الكهف وسؤال عن ذي القرنين وسؤال عن الروح وجاءت الإجابة في القرآن الكريم بالشرح والتفصيل لبعض الأسئلة وبقدر الإفادة الكافية للبعض الثاني وبفطم النفس عن البحث عما هو فوق طاقتها للبعض الثالث ومن هذا الأخير السؤال عن الروح وهي سر الله في الكائنات الحية وجودها في الجسم علامة حياته وبعدها عن الجسم علامة عدم الحياة

المباحث العربية

( لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم) الضمير في ظهرها للأرض وإن لم يسبق له ذكر اعتمادا على العلم قال صاحب التحرير المراد عشرة من أحبارهم اهـ فقد آمن عشرة من عوامهم ولم يؤمن جميعهم وفي هذا إشارة إلى أنهم مقلدون تابعون لأحبارهم في الحق وغير الحق وأن مسئولية عدم إيمانهم تقع أولا وبالذات على علمائهم

( بينما أنا أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث) قال النووي بثاء وهو موضع الزرع وهو مراده بقوله في الملحق الثاني للرواية الثانية في نخل واتفقت نسخ صحيح مسلم على أنه حرث وكذا رواه البخاري في مواضع ورواه في أول الكتاب في باب { { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } } بلفظ خرب بالباء والخاء أي خراب قال العلماء الأول أصوب وللآخر وجه ويجوز أن يكون الموضع فيه الوصفان اهـ

وفي رواية ابن مروديه في حرث للأنصار وفي الملحق الأول في حرث بالمدينة قال الحافظ وهذا يدل على أن نزول الآية وقع بالمدينة لكن روى الترمذي عن ابن عباس قال قالت قريش لليهود أعطونا شيئا نسأل هذا الرجل فقالوا سلوه عن الروح فسألوه فأنزل الله تعالى { { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي } } قال ويمكن الجمع بتعدد النزول أو يحمل سكوته في المرة الثانية على توقع مزيد بيان وفي حالة عدم قبول الجمع فما في الصحيح أصح اهـ

( وهو متكئ على عسيب) في رواية للبخاري وفي الملحق الثاني لروايتنا الثانية وهو يتوكأ أي يعتمد في مشيته والعسيب بوزن العظيم الجريدة التي لا خوص فيها

( إذ مر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض) في رواية للبخاري إذ مر اليهود برفع اليهود وفي رواية للطبري إذ مررنا على يهود ويحمل هذا الخلاف على أن الفريقين تلاقوا فيصدق أن كلا مر بالآخر

( فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقالوا ما رابكم إليه لا يستقبلكم بشيء تكرهونه فقالوا سلوه فقام إليه بعضهم فسأله عن الروح) قال النووي هكذا في جميع النسخ ما رابكم إليه أي ما دعاكم إلى سؤاله أو ما شككم فيه حتى احتجتم إلى سؤاله أو ما دعاكم إلى سؤال تخشون سوء عقباه اهـ

وقال الخطابي الصواب ما أربكم بتقديم الهمزة وفتحتين من الأرب وهو الحاجة وفي رواية للبخاري فقام رجل منهم فقال يا أبا القاسم ما الروح وفي رواية عند الطبري فقالوا أخبرنا عن الروح قال ابن التين اختلف الناس في المراد بالروح المسئول عنه في هذا الخبر على أقوال الأول روح الإنسان الثاني روح الحيوان الثالث جبريل الرابع عيسى الخامس القرآن السادس الوحي السابع ملك يقوم وحده صفا يوم القيامة الثامن ملك له أحد عشر ألف جناح ووجه التاسع خلق كخلق بني آدم لهم روح يأكلون ويشربون اهـ أما ألفاظ الروح الواردة في القرآن فمنها { { نزل به الروح الأمين } } [الشعراء 193] { { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا } } [الشورى 52] { { يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده } } [غافر 15] { { وأيدهم بروح منه } } [المجادلة 22] { { يوم يقوم الروح والملائكة صفا } } [النبأ 38] { { تنزل الملائكة والروح فيها } } [القدر 4] فالأول جبريل والثاني القرآن والثالث الوحي والرابع القوة والخامس والسادس محتمل لجبريل ولغيره وأطلق روح الله على عيسى وثبت عن ابن عباس أنه كان لا يفسر الروح أي لا يعين المراد به والأكثرون على أن اليهود سألوا عن الروح التي تكون بها الحياة في الجسد وقال أهل النظر سألوه عن كيفية مسلك الروح في البدن وامتزاجه به وهذا هو الذي استأثر الله بعلمه وقال القرطبي الظاهر أنهم سألوه عن روح الإنسان لأن اليهود لا تعترف بأن عيسى روح الله ولا تجهل أن جبريل ملك وأن الملائكة أرواح

وقال الفخر الرازي المختار أنهم سألوه عن الروح الذي هو سبب الحياة وأن الجواب وقع على أحسن الوجوه وبيانه أن السؤال عن الروح يحتمل عن ماهيتها وهل هي متميزة أم لا وهل هي حالة في متميز أم لا وهل هي قديمة أو حادثة وهل تبقى بعد انفصالها من الجسد أو تفنى وما حقيقة تعذيبها وتنعيمها وغير ذلك من متعلقاتها قال وليس في السؤال ما يخصص أحد هذه المعاني إلا أن الأظهر أنهم سألوه عن حقيقتها عن الماهية والجواب يدل على أنها شيء موجود مغاير للطبائع والأخلاط وتركيبها فهو جوهر بسيط مجرد لا يحدث إلا بمحدث وهو الله تعالى بقوله كن اهـ

فكأنه قال هي موجودة محدثة بأمر الله وتكوينه ولها تأثير في إفادة الحياة للجسد ولا يلزم من عدم العلم بكيفيتها المخصوصة نفيها وفي الروح لغتان تذكيرها وتأنيثها

( فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه شيئا) أي سكت وقيل أطرق وقيل أعرض عنه وفي البخاري فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم زاد في رواية له فقام متوكئا على العسيب وأنا خلفه

( فعلمت أنه يوحى إليه) في رواية للبخاري فظننت أنه يوحى إليه وفي أخرى له فقلت إنه يوحى إليه وإطلاق العلم على الظن مشهور وكذا إطلاق القول على ما يقع في النفس وفي رواية فقام وحنى من رأسه فظننت أنه يوحى إليه

( فقمت مكاني) وفي رواية للبخاري فقمت مقامي وفي أخرى له فتأخرت عنه أي أدبا معه لئلا يتشوش بقربي منه

( فلما نزل الوحي قال) في رواية للبخاري حتى صعد الوحي فقال وفي رواية له فقمت فلما انجلى قال

{ { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } } قال الإسماعيلي يحتمل أن يكون جوابا وأن الروح من جملة أمر الله وأن يكون المراد أن الله اختص بعلمه ولا سؤال لأحد عنه وفي ملحق الرواية وما أوتوا من العلم إلا قليلا وإلا قليلا استثناء من العلم أي إلا علما قليلا وقيل الاستثناء من الإعطاء أي إلا إعطاء قليلا وقيل الاستثناء من ضمير المخاطبين إلا قليلا منكم

فقه الحديث

قال المازري الكلام في الروح والنفس مما يغمض ويدق ومع هذا أكثر الناس فيه الكلام وألفوا فيه التآليف

وقال أبو الحسن الأشعري هو النفس الداخل والخارج

وقال ابن الباقلاني هو متردد بين هذا الذي قاله الأشعري وبين الحياة

وقيل هو جسم لطيف مشارك للأجسام الظاهرة والأعضاء الظاهرة

وقال الجمهور هي معلومة واختلفوا فيها على هذه الأقوال

قال النووي وليس في الآية دليل على أنها لا تعلم ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلمها وإنما أجاب بما في الآية الكريمة لأنه كان عندهم أنه إن أجاب بتفسير للروح فليس بنبي

1- وفي الحديث أن العالم مهما أوتي من العلم فعلمه قليل وعليه أن يقول دائما رب زدني علما

2- وفيه جواز سؤال العالم في حال قيامه ومشيه إذا كان لا يثقل ذلك عليه

3- وفيه أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم

4- والعمل بما يغلب على الظن

5- والتوقف عن الجواب بالاجتهاد لمن يتوقع النص

6- وأن بعض المعلومات قد استأثر الله بعلمه حقيقة

7- وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين يسأل عما لم ينزل عليه

والله أعلم.