هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4671 حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ ، وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4671 حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا قتادة ، قال : سمعت زرارة بن أوفى ، يحدث عن سعد بن هشام ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل الذي يقرأ القرآن ، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرأ ، وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4937] .

     قَوْلُهُ  عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ أَيِ ابْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْمَوْضِعِ وَآخَرَ مُعَلَّقٍ فِي الْمَنَاقِبِ .

     قَوْلُهُ  مَثَلُ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ صِفَتُهُ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى مثل الْجنَّة قَوْله وَهُوَ حَافظ لَهُ مَعَ السّفر الْكِرَام البررة قَالَ بن التِّينِ مَعْنَاهُ كَأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَةِ فِيمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الثَّوَابِ.

.

قُلْتُ أَرَادَ بِذَلِكَ تَصْحِيحَ التَّرْكِيبِ وَإِلَّا فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ لَا رَبْطَ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ الَّذِي هُوَ مَثَلُ وَالْخَبَرِ الَّذِي هُوَ مَعَ السَّفَرَةِ فَكَأَنَّهُ قَالَ الْمَثَلُ بِمَعْنَى الشَّبِيهِ فَيَصِيرُ كَأَنَّهُ قَالَ شَبِيهُ الَّذِي يَحْفَظُ كَائِنٌ مَعَ السَّفَرَةِ فَكَيْفَ بِهِ.

     وَقَالَ  الْخَطَّابِيُّ كَأَنَّهُ قَالَ صِفَتُهُ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ كَأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَةِ وَصِفَتُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ أَنْ يَسْتَحِقَّ أَجْرَيْنِ .

     قَوْلُهُ  وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيد فَلهُ أَجْرَانِ قَالَ بن التِّينِ اخْتُلِفَ هَلْ لَهُ ضِعْفُ أَجْرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَافِظًا أَوْ يُضَاعَفُ لَهُ أَجْرُهُ وَأَجْرُ الْأَوَّلِ أَعْظَمُ قَالَ وَهَذَا أَظْهَرُ وَلِمَنْ رَجَّحَ الْأَوَّلَ أَنْ يَقُولَ الْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّة ( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ التَّكْوِيرِ .

     قَوْلُهُ  سُجِّرَتْ يَذْهَبُ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى قَطْرَةٌ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِير سُورَة الطّور وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ الْمَسْجُورُ الْمَمْلُوءُ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الطُّورِ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  غَيْرُهُ سُجِّرَتْ أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا هُوَ مَعْنَى قَول السّديّ أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِهِ بِلَفْظِ وَإِذَا الْبِحَارُ سجرت أَيْ فُتِحَتْ وَسُيِّرَتْ .

     قَوْلُهُ  انْكَدَرَتْ انْتَثَرَتْ قَالَ الْفراءفِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا النُّجُوم انكدرت يُرِيدُ انْتَثَرَتْ وَقَعَتْ فِي وَجْهِ الْأَرْضِ.

     وَقَالَ  عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله وَإِذا النُّجُوم انكدرت قَالَ تَنَاثَرَتْ .

     قَوْلُهُ  كُشِطَتْ أَيْ غُيِّرَتْ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ قُشِطَتْ مِثْلَ الْكَافُورِ وَالْقَافُورِ وَالْقُسْطِ وَالْكُسْطِ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَذَكَرَهُ غَيْرُهُ فِي الطِّبِّ وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ يَعْنِي نُزِعَتْ وطويت وَفِي قِرَاءَة عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُودٍ قُشِطَتْ بِالْقَافِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ وَالْعَرَبُ تَقُولُ الْقَافُورُ وَالْكَافُورُ وَالْقُسْطُ وَالْكُسْطُ إِذَا تَقَارَبَ الْحَرْفَانِ فِي الْمَخْرَجِ تَعَاقَبَا فِي اللُّغَةِ كَمَا يُقَالُ حَدَّثَ وَحَدَّتَ وَالْأَتَانِيُّ وَالْأَثَانِيُّ .

     قَوْلُهُ  وَالْخُنَّسُ تَخْنِسُ فِي مَجْرَاهَا تَرْجِعُ وَتَكْنِسُ تَسْتَتِرُ فِي بُيُوتِهَا كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ وَهِيَ النُّجُومُ الْخَمْسَةُ تَخْنِسُ فِي مَجْرَاهَا تَرْجِعُ وَتَكْنِسُ تَسْتَتِرُ فِي بُيُوتِهَا كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ فِي الْمَغَايِرِ وَهِيَ الْكُنَّاسُ قَالَ وَالْمُرَادُ بِالنُّجُومِ الْخَمْسَةِ بَهْرَامُ وَزُحَلُ وَعُطَارِدُ والزهرة وَالْمُشْتَرِي وَأسْندَ هَذَا الْكَلَام بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ قَالَ لي بن مَسْعُودٍ مَا الْخُنَّسُ قَالَ.

.

قُلْتُ أَظُنُّهُ بَقَرَ الْوَحْشِ قَالَ وَأَنَا أَظُنُّ ذَلِكَ وَعَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ هِيَ النُّجُومُ تَخْنِسُ بِالنَّهَارِ وَالْكُنَّسُ تَسْتُرُهُنَّ إِذَا غِبْنَ قَالَ.

     وَقَالَ  بَعْضُهُمْ الْكُنَّسُ الظِّبَاءُ وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ هُنَّ الْكَوَاكِبُ تَكْنِسُ بِاللَّيْلِ وَتَخْنِسُ بِالنَّهَارِ فَلَا تُرَى وَمِنْ طَرِيقِ مُغِيرَةَ قَالَ سُئِلَ مُجَاهِدٌ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِمَ لَا تَدْرِي قَالَ سَمِعْنَا أَنَّهَا بَقَرُ الْوَحْشِ وَهَؤُلَاءِ يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهَا النُّجُومُ قَالَ إِنَّهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَى عَلِيٍّ وَهَذَا كَمَا يَقُولُونَ إِنَّ عَلِيًّا قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ عَلَى رَجُلٍ فَمَاتَ الْأَعْلَى ضَمِنَ الْأَسْفَلُ .

     قَوْلُهُ  تَنَفَّسَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  وَالظَّنِينُ الْمُتَّهَمُ وَالضَّنِينُ يَضِنُّ بِهِ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَأَشَارَ إِلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فَمَنْ قَرَأَهَا بِالظَّاءِ الْمُشَالَةِ فَمَعْنَاهَا لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ وَمَنْ قَرَأَهَا بِالسَّاقِطَةِ فَمَعْنَاهَا الْبَخِيلُ وَرَوَى الْفَرَّاءُ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ عَاصِمٍ عَن وَرْقَاء قَالَ أَنْتُم تقرؤون بِضَنِينٍ بِبَخِيلٍ وَنَحْنُ نَقْرَأُ بِظَنِينٍ بِمُتَّهَمٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ الظنين الْمُتَّهم والضنين الْبَخِيل وروى بن أبي حَاتِم بِسَنَد صَحِيح كَانَ بن عَبَّاسٍ يَقْرَأُ بِضَنِينٍ قَالَ وَالضَّنِينُ وَالظَّنِينُ سَوَاءٌ يَقُولُ مَا هُوَ بِكَاذِبٍ وَالظَّنِينُ الْمُتَّهَمُ وَالضَّنِينُ الْبَخِيلُ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  عُمَرُ النُّفُوسُ زُوِّجَتْ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ قَرَأَ احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَاكِمُ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْية وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ وَإِسْرَائِيلَ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَشَرِيكٍ كُلِّهِمْ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ فِي قَوْله وَإِذا النُّفُوس زوجت هُوَ الرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالرَّجُلُ يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ قَرَأَ احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم وَهَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ صَحِيحٌ وَلَفْظُ الْحَاكِمِ هُمَا الرَّجُلَانِ يَعْمَلَانِ الْعَمَلَ يَدْخُلَانِ بِهِ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ الْفَاجِرُ مَعَ الْفَاجِرِ وَالصَّالِحُ مَعَ الصَّالِحِ وَقَدْ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَصَرَ بِهِ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عمر جعله من مُسْند النُّعْمَان أخرجه بن مَرْدَوَيْهِ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الثَّوْرِيِّ كَذَلِكَ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْمَحْفُوظُ وَأَخْرَجَ الْفَرَّاءُ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ يُقْرَنُ الرَّجُلُ بِقَرِينِهِ الصَّالِحِ فِي الدُّنْيَا وَيُقْرَنُ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ السُّوءَ فِي الدُّنْيَا بِقَرِينِهِ الَّذِي كَانَ يُعِينُهُ فِي النَّارِ .

     قَوْلُهُ  عَسْعَسَ أَدْبَرَ وَصَلَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ بِهَذَا.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ بَعْضُهُمْ عسعس أَقبلتظَلْمَاؤُهُ.

     وَقَالَ  بَعْضُهُمْ بَلْ مَعْنَاهُ وَلَّى لِقَوْلِهِ بعد ذَلِك وَالصُّبْح إِذا تنفس وَرَوَى أَبُو الْحَسَنِ الْأَثْرَمُ بِسَنَدٍ لَهُ عَنْ عُمَرَ قَالَ إِنَّ شَهْرَنَا قَدْ عَسْعَسَ أَيْ أَدْبَرَ وَتَمَسَّكَ مَنْ فَسَّرَهُ بِأَقْبَلَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَالصُّبْح إِذا تنفس قَالَ الْخَلِيلُ أَقْسَمَ بِإِقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَارِهِ تَنْبِيهٌ لَمْ يُورِدْ فِيهَا حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَفِيهَا حَدِيثٌ جَيِّدٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ من حَدِيث بن عُمَرَ رَفَعَهُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيَ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ إِذَا الشَّمْس كورت وَإِذا السَّمَاء انفطرت لفظ أَحْمد .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ الِانْفِطَارِ .

     قَوْلُهُ  انْفِطَارُهَا انْشِقَاقُهَا ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَهُوَ قَول الْفراء قَوْله وَيذكر عَن بن عَبَّاسٍ بُعْثِرَتْ يَخْرُجُ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى ثَبَتَ هَذَا أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَهُوَ قَوْلُ الْفراء أَيْضا وَقد أخرج بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ بُعْثِرَتْ أَيْ بُحِثَتْ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  غَيْرُهُ انْتَثَرَتْ بَعْثَرْتُ حَوْضِيَ جَعَلْتُ أَسْفَلَهُ أَعْلَاهُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ أَيْضًا وَحْدَهُ وَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فُجِّرَتْ فَاضَتْ قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ وَأَبُو نعيم قَالَا حَدثنَا سُفْيَان هُوَ بن سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ بِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا الثَّوْرِيُّ مِثْلَهُ وَأَتَمَّ مِنْهُ وَالْمَنْقُولُ عَنِ الرَّبِيعِ فُجِرَتْ بِتَخْفِيفِ الْجِيمِ وَهُوَ اللَّائِقُ بِتَفْسِيرِهِ الْمَذْكُورِ .

     قَوْلُهُ  وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ فَعَدَلَكَ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَهُ أَهْلُ الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ.

.

قُلْتُ قَرَأَ أَيْضًا بِالتَّخْفِيفِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَسَائِرُ الْكُوفِيِّينَ وَقَرَأَ أَيْضًا بِالتَّثْقِيلِ مَنْ عَدَاهُمْ من قِرَاءَة الْأَمْصَارِ .

     قَوْلُهُ  وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ وَإِمَّا قَبِيحٌ أَوْ طَوِيلٌ أَوْ قَصِيرٌ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ إِلَى قَوْلِهِ بِالتَّشْدِيدِ ثُمَّ قَالَ فَمَنْ قَرَأَ بِالتَّخْفِيفِ فَهُوَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ يَصْرِفُكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَ إِمَّا حَسَنٌ إِلَخْ وَمَنْ شَدَّدَ فَإِنَّهُ أَرَادَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ جَعَلَكَ مُعْتَدِلًا مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ قَالَ وَهُوَ أَجْوَدُ الْقِرَاءَتَيْنِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَأَحَبُّهُمَا إِلَيَّ وَحَاصِلُ الْقِرَاءَتَيْنِ أَنَّ الَّتِي بِالتَّثْقِيلِ مِنَ التَّعْدِيلِ وَالْمُرَادُ التَّنَاسُبُ وَبِالتَّخْفِيفِ مِنَ الْعَدْلِ وَهُوَ الصَّرْفُ إِلَى أَيْ صِفَةٍ أَرَادَ تَنْبِيهٌ لَمْ يُورِدْ فِيهَا حَدِيثًا مَرْفُوعا وَيدخل فِيهَا حَدِيث بن عمر المنبه عَلَيْهِ فِي الَّتِي قبلهَا ( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ أَخْرَجَ النَّسَائِيّ وبن ماجةبِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ كَانُوا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ كَيْلا فَانْزِل الله ويل لِلْمُطَفِّفِينَ فَأَحْسَنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ بَلْ رَانَ ثَبْتُ الْخَطَايَا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ وَرُوِّينَا فِي فَوَائِدِ الدِّيبَاجِيِّ مِنْ طَرِيقِ عِيسَى عَنِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ بَلْ ران على قُلُوبهم قَالَ ثَبَتَتْ عَلَى قُلُوبِهِمُ الْخَطَايَا حَتَّى غَمَرَتْهَا انْتَهَى وَالرَّانُ وَالرَّيْنُ الْغِشَاوَةُ وَهُوَ كَالصَّدَى عَلَى الشَّيْء الصَّقِيل وروى بن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ فَإِنْ هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَتْ فَإِنْ هُوَ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ فَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى كلا بل ران على قُلُوبهم وَرُوِّينَا فِي الْمَحَامِلِيَّاتِ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ كَانُوا يَرَوْنَ الرَّيْنَ هُوَ الطَّبْعُ تَنْبِيهٌ قَوْلُ مُجَاهِدٍ هَذَا ثَبَتَ بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ وَيَجُوزُ تَسْكِينُ ثَانِيهِ .

     قَوْلُهُ  ثُوِّبَ جُوزِيَ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَوَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ  الرَّحِيقُ الْخَمْرُ خِتَامُهُ مِسْكٌ طِينُهُ التَّسْنِيمُ يَعْلُو شَرَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَتَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  غَيْرُهُ الْمُطَفِّفُ لَا يُوَفِّي غَيْرَهُ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( .

     قَوْلُهُ  سُورَةُ عَبَسَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ .

     قَوْلُهُ  عَبَسَ وَتَوَلَّى كَلَحَ وَأَعْرَضَ أَمَّا تَفْسِيرُ عَبَسَ فَهُوَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ.

.
وَأَمَّا تَفْسِيرُ تَوَلَّى فَهُوَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ الَّذِي سَأَذْكُرُهُ بَعْدُ وَلَمْ يَخْتَلِفِ السَّلَفُ فِي أَنَّ فَاعِلَ عَبَسَ هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَغْرَبَ الدَّاوُدِيُّ فَقَالَ هُوَ الْكَافِرُ وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بن سعيد الْأمَوِي وبن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَت نزلت فِي بن أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْشِدْنِي وَعِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ فَيَقُولُ لَهُ أَتَرَى بِمَا أَقُولُ بَأْسًا فَيَقُولُ لَا فَنَزَلَتْ عَبَسَ وَتَوَلَّى قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ أَرْسَلَهُ بَعْضُهُمْ عَنْ عُرْوَةَ لَمْ يَذْكُرْ عَائِشَةَ وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ وَرَوَى سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَالِكٍ أَنَّهُ أُمَيَّةُ بْنُ خلف وروى بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ يُخَاطِبُ عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ وَمِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ عُتْبَةُ وَأَبُو جَهْلٍ وَعَيَّاشٌ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَاسٌ مِنْ وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ مِنْهُمْ أَبُو جَهْلٍ وَعُتْبَةُ فَهَذَا يَجْمَعُ الْأَقْوَالَ .

     قَوْلُهُ  مُطَهَّرَةٌ لَا يَمَسُّهَا إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ مُطَهَّرَةٌ إِلَخْ وَكَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَكَانَ قَالَ قَبْلَ ذَلِكَ.

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ فَذَكَرَ الْأَثَرَ الْآتِيَ ثُمَّ قَالَ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ .

     قَوْلُهُ  وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي صحف مكرمَة مَرْفُوعَة مطهرة لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَهَذَا مثل قَوْله تَعَالَى فالمدبرات أمرا .

     قَوْلُهُ  جَعَلَ الْمَلَائِكَةَ وَالصُّحُفَ مُطَهَّرَةً لِأَنَّ الصُّحُفَ يَقع عَلَيْهَا التَّطْهِير فَجعل التَّطْهِير لمن حملهَا أَيْضًا هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ الْغُلْبُ الْمُلْتَفَّةُ وَالْأَبُّ مَا يَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ وَحْدَهُ هُنَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ .

     قَوْلُهُ  سَفَرَةٍ الْمَلَائِكَةُ واحدهم سَافر سفرت أصلحت بَينهم وَجعلت الْمَلَائِكَة إِذَا نَزَلَتْ بِوَحْيِ اللَّهِ وَتَأْدِيَتِهِ كَالسَّفِيرِ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ الْقَوْمِ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ وَزَادَ قَالَ الشَّاعِرُ وَمَا أَدَعُ السِّفَارَةَ بَيْنَ قَوْمِي وَمَا أَمْشِي بِغِشٍّ إِنْ مَشِيتُ وَقَدْ تَمَسَّكَ بِهِ مَنْ قَالَ إِنَّ جَمِيعَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلُ اللَّهِ وَلِلْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ قَوْلَانِ الصَّحِيحُ أَنَّ فِيهِمُ الرُّسُلَ وَغَيْرَ الرُّسُلِ وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ مِنْهُمُ السَّاجِدَ فَلَا يَقُومُ وَالرَّاكِعَ فَلَا يَعْتَدِلُ الْحَدِيثَ وَاحْتَجَّ الْأَوَّلُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى جَاعِلِ الْمَلَائِكَة رسلًا وَأُجِيبَ بِقَوْلِ اللَّهُ تَعَالَى اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ .

     قَوْلُهُ  تَصَدَّى تَغَافَلُ عَنْهُ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ إِلَخْ وَسَقَطَ مِنْهُ شَيْءٌ وَالَّذِي قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَأَنْتَ لَهُ تصدى أَيْ تَتَعَرَّضُ لَهُ تَلَهَّى تَغَافَلُ عَنْهُ فَالسَّاقِطُ لَفْظُ تَتَعَرَّضُ لَهُ وَلَفْظُ تَلَهَّى وَسَيَأْتِي تَفْسِيرُ تَلَهَّى عَلَى الصَّوَابِ وَهُوَ بِحَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ فِي اللَّفْظَتَيْنِ وَالْأَصْلُ تَتَصَدَّى وَتَتَلَهَّى وَقَدْ تَعَقَّبَ أَبُو ذَرٍّ مَا وَقَعَ فِي الْبُخَارِيِّ فَقَالَ إِنَّمَا يُقَالُ تَصَدَّى لِلْأَمْرِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَأَمَّا تَغَافَلُ فَهُوَ تَفْسِيرُ تَلَهَّى.

     وَقَالَ  بن التِّينِ قِيلَ تَصَدَّى تَعَرَّضُ وَهُوَ اللَّائِقُ بِتَفْسِيرِ الْآيَةِ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَغَافَلْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّمَا تَغَافَلَ عَنِ الْأَعْمَى .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ لَمَّا يَقْضِ لَا يَقْضِي أَحَدٌ مَا أُمِرَ بِهِ وَصله الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ لَا يَقْضِي أَحَدٌ أَبَدًا مَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  بن عَبَّاس ترهقها قترة تغشاها شدَّة وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ بِهِ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً قَالَ يَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لَا عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى وُجُوهٌ يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غبرة ترهقها قترة قَوْله مسفرة مشرقة وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَة أَيْضا قَوْله بأيدي سفرة قَالَ بن عَبَّاس كتبة أسفارا كتبا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله بأيدي سفرة قَالَ كَتَبَةٍ وَاحِدُهَا سَافِرٌ وَهِيَ كَقَوْلِهِ كَمَثَلِ الْحمار يحمل أسفارا قَالَ كُتُبًا وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ بِأَيْدِي سفرة قَالَ كَتَبَةٍ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ بأيدي سفرة أَيْ كَتَبَةٍ وَاحِدُهَا سَافِرٌ .

     قَوْلُهُ  تَلَهَّى تَشَاغَلُ تَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِيهِ .

     قَوْلُهُ  يُقَالُ وَاحِدُ الْأَسْفَارِ سِفْرٌ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى كَمَثَلِ الْحِمَارِ يحمل أسفارا الْأَسْفَارُ وَاحِدُهَا سِفْرٌ وَهِيَ الْكُتُبُ الْعِظَامُ .

     قَوْلُهُ  فَأَقْبَرَهُ يُقَالُ أَقْبَرْتُ الرَّجُلَ جَعَلْتُ لَهُ قَبْرًا وَقَبَرْتُهُ دَفَنْتُهُ قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثمَّ أَمَاتَهُ فأقبره جَعَلَهُ مَقْبُورًا وَلَمْ يَقُلْ قَبَرَهُ لِأَنَّ الْقَابِرَ هُوَ الدَّافِنُ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ فَأَقْبَرَهُ أَمَرَ بِأَنْ يُقْبَرَ جَعَلَ لَهُ قَبْرًا وَالَّذِي يَدْفِنُ بِيَدِهِ هُوَ الْقَابِرُ

[ قــ :4671 ... غــ :4937] .

     قَوْلُهُ  عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ أَيِ ابْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْمَوْضِعِ وَآخَرَ مُعَلَّقٍ فِي الْمَنَاقِبِ .

     قَوْلُهُ  مَثَلُ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ صِفَتُهُ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى مثل الْجنَّة قَوْله وَهُوَ حَافظ لَهُ مَعَ السّفر الْكِرَام البررة قَالَ بن التِّينِ مَعْنَاهُ كَأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَةِ فِيمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الثَّوَابِ.

.

قُلْتُ أَرَادَ بِذَلِكَ تَصْحِيحَ التَّرْكِيبِ وَإِلَّا فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ لَا رَبْطَ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ الَّذِي هُوَ مَثَلُ وَالْخَبَرِ الَّذِي هُوَ مَعَ السَّفَرَةِ فَكَأَنَّهُ قَالَ الْمَثَلُ بِمَعْنَى الشَّبِيهِ فَيَصِيرُ كَأَنَّهُ قَالَ شَبِيهُ الَّذِي يَحْفَظُ كَائِنٌ مَعَ السَّفَرَةِ فَكَيْفَ بِهِ.

     وَقَالَ  الْخَطَّابِيُّ كَأَنَّهُ قَالَ صِفَتُهُ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ كَأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَةِ وَصِفَتُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ أَنْ يَسْتَحِقَّ أَجْرَيْنِ .

     قَوْلُهُ  وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيد فَلهُ أَجْرَانِ قَالَ بن التِّينِ اخْتُلِفَ هَلْ لَهُ ضِعْفُ أَجْرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَافِظًا أَوْ يُضَاعَفُ لَهُ أَجْرُهُ وَأَجْرُ الْأَوَّلِ أَعْظَمُ قَالَ وَهَذَا أَظْهَرُ وَلِمَنْ رَجَّحَ الْأَوَّلَ أَنْ يَقُولَ الْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ الْمَشَقَّة

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :4671 ... غــ : 4937 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهْوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهْوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهْوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ».

وبه قال: ( حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: ( حدّثنا قتادة) بن دعامة ( قال سمعت زرارة بن أوفى) بفتح الفاء والهمزة ( يحدث عن سعد بن هشام) الأنصاري ( عن عائشة) -رضي الله عنها- ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أنه ( قال) :
( مثل الذي يقرأ القرآن) بفتح الميم والمثلثة صفته ( وهو حافظ له) لا يتوقف فيه ولا يشق عليه لجودة حفظه وإتقانه كونه ( مع السفرة الكرام) جمع سافر ككاتب وكتبة وهم الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله ولأبي ذر زيادة البررة أي المطيعين أو المراد أن يكون رفيقًا للملائكة السفرة لاتصاف بعضهم بحمل كتاب الله، أو المراد أنه عامل بعملهم وسالك مسالكهم
من كون أنهم يحفظونه ويؤذونه إلى المؤمنين ويكشفون لهم ما يلتبس عليهم ( ومثل الذي) أي وصفة الذي ( يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد) لضعف حفظه مثل من يحاول عبادة شاقة يقوم بأعبائها مع شدتها وصعوبتها عليه ( فله أجران) أجر القراءة وأجر التعب، وليس المراد أن أجره أكثر من أجر الماهر بل الأول أكثر ولذا كان مع السفرة ولمن رجح ذلك أن يقول الأجر على قدر المشقّة لكن لا نسلم أن الحافظ الماهر خالٍ عن مشقة لأنه لا يصير كذلك إلا بعد عناء كثير ومشقة شَديدة غالبًا والواو في قوله وهو حافظ وهو يتعاهده ولاحقه الثلاثة للحال وجواب المبتدأ الذي هو مثل محذوف تقديره كونه في الأول ومثل من يحاول في الثاني كما مرّ.


[81] سورة { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) .
{ انْكَدَرَتْ} : انْتَثَرَتْ..
     وَقَالَ  الْحَسَنُ { سُجِّرَتْ} : ذَهَبَ مَاؤُهَا فَلاَ يَبْقَى قَطْرَةٌ..
     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ { الْمَسْجُورُ} : الْمَمْلُوءُ..
     وَقَالَ  غَيْرُهُ { سُجِرَتْ} : أفْضى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا.
{ وَالْخُنَّسُ} : تَخْنِسُ فِي مُجْرَاهَا تَرْجِعُ.
وَتَكْنِسُ تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ.
{ تَنَفَّسَ} : ارْتَفَعَ النَّهَارُ.
{ وَالظَّنِينُ} : الْمُتَّهَمُ.
وَالضَّنِينُ: يَضَنُّ بِهِ..
     وَقَالَ  عُمَرُ { النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} : يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ قَرَأَ -رضي الله عنه- { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} .
{ عَسْعَسَ} : أَدْبَرَ.

( [81] سورة { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} )
مكية وآيها تسع وعشرون.

( بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لفظ سورة والبسملة لغير أبي ذر.

( { انكدرت} : انتثرت) من السماء وسقطت على الأرض ( وقال الحسن) البصري فيما وصله الطبري ( { سجرت} ) في قوله تعالى: { وإذا البحار سجرت} [التكوير: 6] أي ( ذهب) ولأبي ذر يذهب ( ماؤها فلا يبقى) فيها ( قطرة) ولأبي ذر فلا تبقى بالفوقية.
وقال ابن عباس أوقدت فصارت نارًا تضطرم.

( وقال مجاهد) فيما وصله الطبري: ( { المسجور} المملوء) وسبق بسورة الطور ( وقال غيره) غير مجاهد ( { سجرت} أفضى) ولأبي ذر أفضي بضم الهمزة وكسر الضاد ( بعضها إلى بعض فصارت بحرًا واحدًا) وهو معنى قول السدّي فيما أخرجه ابن أبي حاتم.

( { والخنس} تخنس) بفتح التاء وكسر النون ( في مجراها ترجع) وراءها بينا ترى النجم في آخر البرج إذا كرّ راجعًا إلى قوله ( وتكنس) بكسر النون ( تستتر) تخفي تحت ضوء الشمس ( كما تكنس الظباء) بالجمع ولأبي ذر كما يكنس الظبي أي يستتر في كناسه وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر والمراد النجوم الخمسة زحل والمشتري والمريخ وزهرة وعطارد.

( { تنفس} ) [التكوير: 18] أي ( ارتفع النهار) وقال ابن الخازن في تنفسه قولان أحدهما أن في إقباله روحًا ونسيمًا فجعل ذلك نفسًا على المجاز الثاني أنه شبه الليل بالمكروب المحزون فإذا حصل له التنفس وجد راحة فكأنه تخلص من الحزن فعبر عنه بالتنفس وهو استعارة لطيفة.

( { والظنين} ) بالظاء في قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ( المتهم) من الظنة وهي التهمة ( والضنين) بالضاد ( يضنّ به) أي لا يبخل بالتبليغ والتعليم.

( وقال عمر) بن الخطاب فيما وصله عبد بن حميد ( { النفوس} زوجت يزوّج) بفتح الواو مشددة الرجل ( نظيره من أهل الجنة والنار ثم قرأ) عمر ( -رضي الله عنه-: { احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} ) [الصافات: 22] وأخرج الفراء من طريق عكرمة قال: يقرن الرجل في الجنة بقرينه الصالح في الدنيا ويقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا بقرينه الذي كان يعينه في النار، وقيل يزوّج المؤمنون بالحور العين ويزوّج الكافرون بالشياطين.
حكاه القرطبي في تذكرته.

( { عسعس} ) [التكوير: 17] أي ( أدبر) وقال الحسن: أقبل ظلامه وهو من الأضداد ويدل على أن المراد هنا أدبر قوله والصبح إذا تنفس أي امتدّ ضوءه حتى يصير نهارًا.


[82] سورة { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ..
     وَقَالَ  الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ { فُجِّرَتْ} : فَاضَتْ.
وَقَرَأَ الأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ { فَعَدَلَكَ} : بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَهُ أَهْلُ الْحِجَازِ بِالتَّشْدِيدِ، وَأَرَادَ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ.
وَمَنْ خَفَّفَ يَعْنِي فِي أَىِّ صُورَةٍ شَاءَ: إِمَّا حَسَنٌ وَإِمَّا قَبِيحٌ، وَطَوِيلٌ وَقَصِيرٌ.

( [82] سورة { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} )
مكية وآيها تسع عشرة.

( بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لفظ سورة والبسملة لغير أبي ذر.

( وقال الربيع بن خيثم) بضم الخاء المعجمة وفتح المثلثة فيما رواه عبد بن حميد في قوله تعالى: { فجرت} ) [الانفطار: 3] أي ( فاضت) قال الزركشي: ينبغي قراءته بالتخفيف فإنها القراءة المنسوبة للربيع صاحب هذا التفسير.

( وقرأ الأعمش وعاصم) وكذا حمزة والكسائي ( { فعدلك} ) ( الانفطار: 7] ( بالتخفيف وقرأه) ولأبي ذر: وقرأ ( أهل الحجاز) وأبو عمرو البصري وابن عامر الشامي ( بالتشديد وأراد معتدل الخلق) أي جعله متناسب الأطراف فلم يجعل إحدى يديه أطول ولا إحدى عينيه أوسع ( ومن خفف يعني في أي صورة شاء إما حسن وإما قبيح وطويل وقصير) ولأبي ذر: أو طويل أو قصير قاله الفراء.


[83] سورة { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ..
     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ { بَلْ رَانَ} : ثَبْتُ الْخَطَايَا.
{ ثُوِّبَ} : جُوزِيَ.
الرحيق: الخمر.
{ خِتَامُهُ مِسْكٌ} : طِينُهُ.
التَّسْنِيمُ: يَعْلُو شَرَابَ أَهْلِ الجَنَّة..
     وَقَالَ  غَيْرُهُ الْمُطَفِّفُ لاَ يُوَفِّي غَيْرَهُ.

( [83] سورة { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} )
مكية أو مدنية وآيها ستّ وثلاثون.

( بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لفظ سورة والبسملة لغير أبي ذر.

( وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ( { بل ران} ) [المطففين: 14] وسقط لغير أبي ذر أي ( ثبت الخطايا) بفتح المثلثة وسكون الموحدة بعدها مثناة فوقية حتى غمرتها والران الغشاوة على القلب كالصدأ على الشيء الصقيل من سيف ونحوه قال:
وكم ران من ذنب على قلب فاجر ... فتاب من الذنب الذي ران فانجلى
وأصل الرين الغلبة ومنه رانت الخمر على عقل شاربها، ومعنى الآية أن الذنوب غلبت على قلوبهم وأحاطت بها، وفي الترمذي وقال: حسن صحيح عن أبي هريرة مرفوعًا: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فهو الران الذي ذكر الله في كتابه: كلا بل ران على قلوبهم.

( { ثوب} ) [المطففين: 36] أي ( جوزي) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي.
( الرحيق) أي ( الخمر) الخالص من الدنس ( { ختامه مسك} ) [المطففين: 26] أي ( طينه) أو آخر شربه يفوح منه رائحة المسك.

( التنسيم يعلو شراب أهل الجنة) أي ينصب عليهم من علو في غرفهم ومنازلهم أو يجري في الهواء متسنمًا ينصب في أوانيهم على قدر ملئها فإذا امتلأت أمسك وهذا ثابت للنسفي وحده من قوله الرحيق الخ ...
( وقال غيره) غير مجاهد ( المطفف) هو الذي ( لا يوفي غيره) حقه في المكيال والميزان والطفف النقص ولا يكاد المتطفف يسرق في الكيل والوزن إلا الشيء التافه الحقير وقوله غيره بعد قوله لا يوفي ثابت في رواية أبي ذر عن الكشميهني.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :4671 ... غــ :4937 ]
- حدَّثنا آدَمُ حدَّثنا شُعْبَةُ حدَّثنا قَتَادَةُ قَالَ سَمِعْتُ زُرَارَةَ بنَ أوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ بنِ هِشامٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفْرَةِ الكِرَامِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَؤهُ وَهُوَ يَتَعَاهَدَهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرَانِ.

مطابقته لقَوْله تَعَالَى: { بأيدي سفرة كرام بررة} ( عبس: 51، 61) وَسَعِيد بن هِشَام بن عَامر الْأنْصَارِيّ.
ولأبيه صُحْبَة وَلَيْسَ لَهُ فِي يالبخاري إلاَّ هَذَا الْموضع وَآخر مُعَلّق فِي المناقب.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي التَّفْسِير عَن مُحَمَّد بن عبيد وَغَيره وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن مَحْمُود بن غيلَان وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن قُتَيْبَة وَغَيره وَفِي التَّفْسِير عَن أبي الْأَشْعَث وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي ثَوَاب الْقُرْآن عَن هِشَام بن عمار.

قَوْله: ( مثل الَّذِي) ، بِفتْحَتَيْنِ أَي: صفته كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: { مثل الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون} ( الرَّعْد: 53) قَوْله: ( وَهُوَ حَافظ لَهُ) ، أَي: الْقُرْآن وَالْوَاو فِيهِ للْحَال.
قَوْله: ( مَعَ السفرة) ، ويروى مثل السفرة،.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: كَأَنَّهُ مَعَ السفرة فِيمَا يسْتَحقّهُ من الثَّوَاب..
     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: لفظ مثل زَائِد وَإِلَّا فَلَا رابطة بَينه وَبَين السفرة لِأَنَّهُمَا مُبْتَدأ وَخبر فَيكون التَّقْدِير الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مَعَ السفرة الْكِرَام، أَي: كَائِن مَعَهم وَيجوز أَن يكون لفظ مثل بِمَعْنى: مثيل، بِمَعْنى: شَبيه، فيكو التَّقْدِير: شَبيه الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مَعَ السفرة الْكِرَام.
قَوْله: ( وَهُوَ يتعاهده) ، أَي: يضبطه ويتفقده.
قَوْله: ( وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيد) ، أَي: وَالْحَال أَن التعاهد عَلَيْهِ شَدِيد.
قَوْله: ( فَلهُ أَجْرَانِ) ، من حَيْثُ التِّلَاوَة وَمن حَيْثُ الْمَشَقَّة قَالَه الْقُرْطُبِيّ.
فَإِن قلت: مَا معنى كَون الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن وَهُوَ حَافظ لَهُ مَعَ السفرة.
قلت: لَهُ مَعْنيانِ أَحدهمَا: أَن يكون لَهُ منَازِل فَيكون فِيهَا رَفِيقًا للْمَلَائكَة لاتصافه بصفاتهم من حمل كتاب الله تَعَالَى، وَالْآخر: أَن يكون المُرَاد أَنه عَامل بِعَمَل السفرة وسالك مسلكهم.